صفوة فاهم كامل
صدام حسين إلى بيروت في مهمّة سرّية... بطريقة بوليسية!
مُستل من كتاب (من ذاكرة الأيام والأزمان) لمؤلفه: صفوة فاهم كامل
بعد حركة 30 تموز عام 1968، برز شاب بين أعضاء الحكومة العراقية الجديدة، من طبقة الشباب البعثيين الذين تولّوا مناصب رسمية في الدولة، وسَطعَ نجمه على الواجهة بقوة بين أقرانه؛ هو الشاب صدام حسين ذو الواحد والثلاثين عامًا، وبدأ يتسلق هرم السلطة سريعًا؛ سعيًا منه لرص صفوف رفاقه البعثيين (وحماية الثورة) من الانحراف والضياع، وأخذّ العبرّ من أخطاء الماضي حينما فقد حزب البعث الحكم في 18 تشرين الثاني 1963، وأيضًا طموحه الشخصي للوصول إلى مناصب عُليا في سدّة الحكم، وهذا ما تحقّق بعد أشهر قليلة عندما اُنتخب نائباً لأمين سر القيادة القطرية لحزب البعث، و من بعدها بأشهر عُّيّنَ نائبًا لرئيس مجلس قيادة الثورة، وهي أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في آن واحد، فأصبح رسميًا الشخص الثاني في الدولة والحزب بعد الرئيس أحمد حسن البكر، وهو بهذا العمر الفتي ...!
ميشيل عفلق، هو مُفكّر عربي قومي وأحد مؤسسي (حزب البعث) عام 1948، الذي أصبح يُعرف فيما بعد بـ (حزب البعث العربي الاشتراكي)؛ وهو سوري الجنسية ولدَ في دمشق عام 1910. قادَ حزبه انقلابًا في سورية في آذار عام 1963، واُنتخب عفلق، على إثرها أمينًا عامًا للقيادة القومية للحزب حتى شباط من عام 1966، بعدما سقط النظام بحركة انقلابية مضادَّة على يد مجموعة من الضباط الشباب. أدى هذا الانقلاب إلى انشقاقات عميقة داخل صفوف الحزب واتهامات متبادلة فيما بينهم، وصدرت بحقّ عفلق، حكم بالإعدام من هذه الحركة، فحتمَت عليه مغادرة دمشق إلى بيروت، ومنها انتقل توجّسًا إلى البرازيل.
وفي 17 تموز 1968، استلم حزب البعث السلطة في العراق إثر حركة انقلابية بيضاء، وقرّر الحزب بعدها بمدّة إرسال عضو القيادة القطرية صلاح عمر العلي، وعضو القيادة القومية إلياس فرح، إلى البرازيل للتواصل مع مؤسس حزبهم ودعوته للقدوم إلى العراق والإقامة فيه ليكون قائدًا بين رفاقه وقريبًا من أحداث المنطقة، لكن ميشيل عفلق، رفض تلك الدعوة في وقتها، إذ إنه كان قد قرّر العودة إلى لبنان مرة أخرى والاستقرار فيها. وكانت العلاقة بين جناحي حزب البعث في سورية والعراق متوترة إلى حدٍّ ما.
في 16 أيلول من عام 1970، نشب صراع في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، المتواجدة في الأردن عُرفت بــ (أحداث أيلول الأسود). أدى هذا الصراع إلى سقوط مئات القتلى من الطرفين، وتوترت أجواء المنطقة.
لم يكن عفلق راضيًا عن موقف العراق والحزب فيه تجاه الفلسطينيين وما جرى لهم من أحداث مؤسفة في الأردن-حسب تعبيره-لأن القيادة العراقية في حينها رفضت الدخول في حرب عربية عربية بين الأشقّاء، على الرغم من وجود قطعات عسكرية عراقية على الأراضي الأردنية. وزاد رأيه وحنقه أكثر حينما نشرت مجلّة الأحرار البيروتية الموالية لحزب البعث، افتتاحية في خضم تلك الأحداث، بعنوان (الفراغ الكبير) -قيل إن ميشيل عفلق كتبها أو إنها عبّرت عن رأيه وأفكاره-انتقدت فيها قيادة الحزب في العراق وذمّتهُ بشدّة مما أغضب الرئيس البكر والقيادة العراقية ...!
اطّلعت القيادة في العراق على هذه المقالة وقرر نائب أمين سر القطر تشكيل لجنة ثلاثية من أعضاءه لكتابة رد على تلك المقالة، وهذا ما تم بالفعل حيث أعدَّت هذه اللجنة رسالة جوابية وأرسلتها، لكنها لم تتلقى أي تعقيب أو رد مُباين، لا منه ولا من المجلة ...!
وفي تلك الأثناء وفي خضم هذه الظروف العصيبة المتسارعة التي مرّت بها المنطقة العربية والأخبار المتواردة من سورية والأردن وخوفًا من تطورها؛ قرّرت القيادة العراقية إرسال شخصية رفيعة المستوى إلى بيروت للقاء الرفيق ميشيل عفلق، وفتح حوار معه، واُختير الرفيق صدام حسين، نائب أمين سر القطر لهذه المهمّة الخاصة ومهمة أخرى ثانية.
ونظرًا للتطورات الراهنة والأحداث الملتهبة في المنطقة وقتئذ واحتراسًا لأمنه الشخصي، قرر صدام، أن تكون تلك المهمة غير رسمية، وغير مُصرّح بها في الإعلام، وسرية للغاية، وقصيرة جدًا، ولم يتم إخبار الجانب اللبناني بها.
توجّه صدام، واعتلى طائرة الخطوط الجوية العراقية المتجهة في رحلتها الاعتيادية المنتظمة ضمن خط بغداد-بيروت-القاهرة-لندن، كأي مسافر طبيعي، ورافقه في هذه الرحلة كل من زوجته وولده البكر عُدي، الذي كان في حينها بعمر ست سنوات وأخيه برزان، المسؤول المباشر عن حمايته وسعدون شاكر، مدير العلاقات العامة (المخابرات)، وعبد الفتاح ياسين، السفير العراقي في بيروت. الذي كان في حينها متواجدًا في بغداد.
وسارت الرحلة والمهمّة الملقاة على هذا الوفد على النحو الاتي:
قبل السفر بيوم صدرت أوامر لأربعة ضباط شباب مدرّبين على حماية الشخصيات، اثنين من مديرية الأمن، واثنين من العلاقات العامة (المخابرات) بالتواجد صباح اليوم التالي في مطار بغداد الدولي، مستصحبين معهم جوازات سفرهم وأسلحتهم الشخصية الخفيفة (مسدس) في مهمة خاصة لم يُخبروا بمضمونها. في الموعد المحدد من صباح يوم 7 - 10 -970، وصل هؤلاء الضباط إلى صالة المطار وكان في استقبالهم عبد المحسن أبو الخيل، مدير الخطوط الجوية العراقية، الذي كان قد هيأ لهم مسبقًا تذاكر سفر مستعجلة إلى بيروت. صعد ركاب مقصورة الدرجة السياحية إلى الطائرة المعنية وهي من نوع (ترايدنت) قبل وصول الوفد الخاص وطُلب منهم إسدال ستائر نوافذ الطائرة لحجب رؤياهم عن القادمين للطائرة. وبعدها صعد الضباط الأربعة إلى موقع الدرجة الأولى وانقسموا على قسمين؛ اثنين منهما جلسا في المقدمة واثنين في المؤخرة، فيما انتقل رجال حماية الطائرة الاعتياديين إلى الخلف مع ركاب الدرجة السياحية وأُغلقت الستارة الفاصلة بينهم وبين ركاب الدرجة الأولى.
وبعد قليل وصل الوفد السري بسيارتين إلى باب الطائرة وصعدوا جميعًا إلى مقاعد الدرجة الأولى حيث جلس صدام بجانب الشباك وجلس بجانبه سعدون شاكر، فيما جلست زوجته ساجدة، وطفلهما عدي، في الكرسي الأمامي وتوزع الباقون على بقية الكراسي، وفي حينها لم يكن أي راكب غريب في هذه المقصورة، ثمَّ التحق مع الركاب في الطائرة مدير الخطوط الجوية أبو الخيل، لتأمين ترتيبات العودة، وانضم إلى طاقم الطائرة على غير العادة، ملّاح جوي عسكري لمراقبة سير الطائرة احترازيًّا في مسارها الصحيح ووجهتها المقرّرة...!
بعد دقائق وفي الساعة العاشرة صباحًا حزم الجميع الأحزمة وبدأت الطائرة بالارتفاع مخترقة سماء بغداد ومتوجهة نحو وجهتها الأولى في رحلة استغرقت ساعتين من الزمن. وصلت الطائرة إلى بيروت في وقتها المحدد وكانت سيارة السفير العراقي (الرسمية) التي ترفع العلم العراقي في مقدمتها واقفة عند باب الطائرة بانتظار السفير. لكن السفير وصدام، وبقية الوفد ركبوا الباص العادي المجهّز للمسافرين. جلس صدام في الكرسي الأول للباص ووقف أمامه الضباط الأربعة كحاجز بينه وبين المسافرين كي لا يجلب انتباه أي من هؤلاء. نزل جميع الركاب إلى صالة المسافرين القادمين لإكمال إجراءات الدخول الاعتيادية، وكان صدام حسين، يستخدم جواز سفر مزوّر باسم (أحمد عبد الله) ويرتدي نظّارة طبّية ذي حجم كبير ومطابقة للصورة الموجودة في الجواز. اجتاز الجميع إجراءات التفتيش والجمرك بيسر-كانت إجراءات الأمن والتفتيش بسيطة، لا كما هي عليه الآن-وخرج الجميع من باب المطار بشكل طبيعي واستقلَّ صدام والسفير هذه المرّة سيارة السفير (غير الرسمية) واستقلَّ البقية سيارات السفارة متجهين إلى بيت السفير العراقي (مقر إقامة صدام وعائلته) أما ضباط الأمن الأربعة فتوجهوا إلى فندق دولفين، القريب من ساحل البحر.
بعد استراحة قصيرة وقبل الغداء، استقلَّ صدام سيارة نوع جاكور حمراء يقودها السفير عبد الفتاح الياسين بنفسه، رافقهما في الخلف إثنان من أفراد الحماية، ومعهما بندقية كلاشنكوف عائدة للسفارة كإجراء احتياطي. انطلقت السيارة في جولة حرة في شوارع وأزقة ومعالم بيروت، شملت أحياء شعبية وأحياء راقية اطلعوا من خلالها عن الحياة اليومية للبنانيين، واستغرقت الرحلة حوالي الساعة تقريبًا بعدها عادوا أدراجهم للغداء والراحة حتى العصر قبل أن تبدأ المهمّة الرسمية الموكلة لصدام ...!
ومن ظريف ما جرى في تلك الجولة في شوارع بيروت وأرصفتها، أن موضة (الميني جوب) كانت في ذروة انتشارها بين النساء في لبنان حينذاك ومثلها في العراق لكن بدرجة أقل نسبيًا، وبينما كان صدام، يحدّق في أجساد هؤلاء النسوة المثيرات ابتسم ابتسامة عريضة، مطأطئًأ رأسه، ومتحدّثًا بصوت مسموع قائلًا: أين حجي خير الله، منكنَّ ...؟! ويقصد خاله خير الله طلفاح، الذي شغل منصب محافظ بغداد وقتئذ واتخذ في حينها إجراءات قاسية ضد نساء تلك الموضة.
وفي الساعة الخامسة من عصر ذلك اليوم توجّه أفراد الحماية الأربعة إلى عمارة سكنية في أحد أحياء العاصمة بيروت، أتضح إنها مقر إقامة الرفيق ميشيل عفلق، واتخذ اثنان منهم موقعهما في استعلامات العمارة في الطابق الأرضي منها، فيما صعد الآخران إلى الطابق الرابع ولازما باب الشقة المزمع عقد الاجتماع فيها. بعد زمن قليل وصلت السيارة الجاكور يقودها السفير وبجانبه صدام. ترجّل صدام منها وصعد بمفرده إلى الشقة، وبعد قليل وصل عدد من أعضاء القيادة القومية وهم كل من محمد سليمان، وعبد الخالق السامرائي، وشبلي العيسمي، وعبد المجيد الرافعي، ونقولا الفرزلي، وجِهاد كرم، وانضموا جميعًا للاجتماع.
واستمر اللقاء حتى ساعة متأخرة من الليل، ولكن على ما يبدو لم يُسفر عن نتائج إيجابية ملموسة بين الفرقاء فقرر الجميع استئنافه صباح يوم غد على أن ينتهي كلَّ شيء قبل الظهر، موعد عودة نفس الطائرة العراقية إلى بغداد.
في الصباح الباكر من اليوم التالي 8/10/1970، بدأ الاجتماع مرة ثانية، ومضى الوقت واقتربت الساعة من موعد إقلاع الطائرة ولم ينتهِ الاجتماع، مما وضع مدير الخطوط عبد المحسن أبو الخيل، في موقف محرج تجاه مسافري الطائرة العراقية القادمة من القاهرة ولندن، لنقل بقية المسافرين من بيروت لتقلع بهم إلى بغداد، فقرّرَ الاتصال بكابتن الطائرة لكي يبلغ بدوره رسميًا المسافرين بأن عطلٍ ما أصاب الطائرة يستوجب تأخرها ساعة زمنية على أقل تقدير. وفي تلك الأثناء انتهى اجتماع المجتمعين وغادر الوفد مكان اللقاء وتوجه صدام إلى بيت السفير لتلتحق به عائلته وغادروا بسيارة السفير (الرسمية) متجهين نحو المطار ومنها إلى باب الطائرة مباشرةٍ والعودة إلى بغداد، بأسلوب الذهاب نفسه وذات الطريقة البوليسية من غير أن تدركه أي جهة عراقية أو لبنانية على الرغم من أن منصبه في الدولة العراقية كان الشخص الثاني فيها، متجاوزًا بهذا الإجراء كل البروتوكولات الرسمية والأعراف الدبلوماسية المتّبعة في زيارة المسؤولين لدول أخرى ...!
وبالتسريبات غير الرسمية التي خرجت من اجتماع بيروت فيما بعد، قيل في حينها أن صدام حسين، في اجتماعه الطويل مع ميشيل عفلق، جاء بنتائج إيجابية، إذ أوضح له بشكل مسهب موقف الحزب في العراق من أحداث أيلول الأسود، ورؤيته لما ستتمخّض عنه الأوضاع في المستقبل واستطاع أن يقنعه ويخفف من عدم رضاه وأسفه حول ما جرى للفلسطينيين في الأردن، وأبدى ميشيل عفلق تفهمه لما عُرضَ عليه وتولدت لديه نظرة تفاؤلية نحو الأمام. ومن جانب آخر كرّر صدام، على عفلق، قرار القيادة العراقية استضافته في بغداد بصورة دائمة حفاظًا على سلامته، وقد قبلها بكل ترحاب كفكرة على أن يحدد موعدها لاحقًا.
وفي 16 /10/ 1970، أي بعد أسبوع من تاريخ ذلك الاجتماع، حدث في سورية انقلاب عسكري قام به وزير الدفاع حافظ الأسد عُرّف بــ(الحركة التصحيحية) وتولى فيها أحمد الخطيب سدّة الحكم مؤقتًا لحين استلام الأسد، رئاسة الدولة والحزب والجيش بعد أربعة أشهر من ذلك، وقام في حينها بتوقيف عدد من القيادات السابقة، على أمل توقيف بقيّة القيادات البعثية المنشقّة في الخارج، والتي صدرت بحقهم أحكام قضائية ومنهم ميشيل عفلق، لكنّ الأخير لم يهتم لكونه مقيم في لبنان.
وفي مطلع عام 1973، اندلعت اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فأرسل الرئيس أحمد حسن البكر وفدًا إلى لبنان برئاسة عبد الخالق السامرائي لغرض التهدئة بين المتخاصمين، وقد نجح بإقامة الصلح والمصالحة بينهما. والتقى على هامش زيارته أيضًا بمشيل عفلق، في بيته وأخبره بأن القيادة في العراق تخشى على حياته من الخونة والمرتزقة وتهمها حياته في بغداد لا في بيروت.
يوم 13 نيسان 1975، اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان، وكانت المقاومة الفلسطينية سببًا وجزءًا من تلك الحرب، واتسع نطاق الحرب، ليشمل أغلب أحياء بيروت، ثم مدن أخرى من لبنان، وحينها شعرَ ميشيل عفلق، بالخطر الأمني المحدق به، فما كان منه إلا أن يتخذ قرارًا لبّى فيه الدعوة السابقة لقيادة الحزب في العراق والانتقال مع عائلته إلى بغداد والاستقرار فيها نهائيًا لما تبقى من عمره.
وبعد أشهر قليلة جرت انتخابات جديدة للقيادة القومية جُدّد انتخاب ميشيل عفلق، أمينًا عامًا كمنصب شرفي، تقديرًا لدوره التأريخي في الحزب وبقي في ذلك المنصب حتى وافته في 23/6/1989.
وبالعودة إلى الطريقة التي سارت عليها هذه الرحلة وتلك المهمة كما خُطط لها-وإن كانت صعبة الحدوث في زمننا اليوم-نستخلص من نتائجها أن صدام حسين، كان يحتاط على أمنه بشكل كبير ودقيق، وأحيانًا مبالغ فيه، لتتشابه في طرقها تلك الطرق البوليسية التي تظهر في الأفلام، على الرغم من أنه في ذلك الوقت لم يكن معروفًا عربيًا بشكل لافت ولا محلّيًا على المستوى الشعبي. وعرف عن صدام حسين نائبًا أو رئيسًا بأنه مُختال في هيئته فخور بأقواله، يحب هذه المظاهر الشكلية الزائدة عن الحد المطلوب، وهي مظاهر للتهويل أو الدعاية أكثر مما هي إجراءات أمنية احترازية، وتسمى هذه الأفعال في علم السياسية بـ (البروباكندا)، وهي جزء من كارزما تمتّع بها صدّام ونجحَ بها بامتياز طيلة مدّة حكمه؛ وحتى داخل المحكمة أيام محاكمته. لذلك كان يخشى من كل ما يدور حوله، بل حتى من زملائه في السلطة وأقرب الناس إليه، فهو يمتلك شعورًا أمنيًّا عاليا منذ شبابه يتمثّل بالإحساس بالخطر، وحسن تقدير الأمور، والحكم على الأشياء بسرعة، والقدرة على استغلال الفرص المتاحة للقضاء على مناوئيه، واختياره للوسائل المتعدّدة والأجهزة الأمنية المتعددة التي أنشأها وظلَّ يطوّرها إلى ما بعد استلامه المنصب الأول في الدولة، والغاية منها حماية نفسه قبل كلَّ شيء، وعدّها من الضروريات اللازمة، وهذا ما ولّد لديه خبرة متوالية ومرونة في أدائها، مكّنته من رصد وصد كل محاولات الاغتيال والمؤامرات ضده أو ضد نظام البعث طيلة مدّة حكمه التي امتدت إلى خمسة وثلاثين عامًا، محافظًا على الدوام على رباطة جأشه من كل ما جرى ويجري حوله، وحتى سقوطه وسقوط نظامه في 9/4/2003. (1)
1)) تفاصيل هذه الرحلة رويت للمؤلف من إحدى الشخصيات الذي رافقت الوفد من البداية للنهاية!
746 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع