علي الكاش
متى يعتزل حزب الله التمثيل على اللبنانيين؟
صرح حسن نصر الله " ازدياد الهجرة المعاكسة في اسرائيل، فقد كشفت نتائج استطلاع الرأي بين الإسرائيليين مؤخرا ان 40|% منهم يفكرون بمغادرة فلسطين، والعودة من حيث أتوا، ونحن ندعوهم الى ذلك، ونبارك لهم ذلك ، وحاضرين ان نساهم بحق بطاقات السفر".
لكن ما فات حسن نصر الله ان استطلاعات الرأي العام لا تعبر الا عن رأي عينات وليس الرأي العام، ولو اجرى حسن نصر الله استطلاع رأي عن الطرف الذي دمر لبنان وعصف بكل مقدراته، لتفاجأ بالنتيجة، ننصحه ان يجرب حظ حزبه.
ما فات حسن نصر الله ايضا ان هجرة اللبنانيين من وطنهم زادت بنسبة 346%، واشارت المصادر بأن عدد المهاجرين اللبنانيين عام 2021 بلغ (78000) فرد، مقابل (17700) عام 2020.
اليس من الأفضل لحسن نصر الله ان يفكر بهجرة مواطنية قبل الإشارة الى هجرة الإسرائيليين؟
وبدلا من دعمه الإسرائيليين المهاجرين ببطاقات السفر، لماذا لا يدعم اللبنانيين المهاجرين بسبب القرف من حزب الله، او على أقل تقدير مساعدة الفقراء من الشعب اللبناني ممن لا يستطيعوا ان يوفروا قوتهم اليومي، او حليبا لأطفالهم الرضع؟ من الأولى بالمساعدة ايها الوطني للنخاع!!!
ما فات حسن نصر الله كذلك الحقيقة المؤلمة التالية" أظهر استطلاع أجراه (المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي ومقره بيت ساحور في الضفة الغربية) في منتصف شهر حزيران/يونيو أن 52 بالمائة من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية الخاضعة للحكم الإسرائيلي يفضلون أن يكونوا مواطنين لدولة إسرائيل مع التمتع بحقوق متساوية - مقارنة بنسبة 42 بالمائة فقط يفضلون أن يكونوا مواطنين للدولة الفلسطينية. وفي استطلاع مماثل أُجري في أيلول/سبتمبر 2010، فضّل ثلث المواطنين في القدس الشرقية الجنسية الإسرائيلية على الجنسية الفلسطينية؛ وبحلول أيلول/سبتمبر 2011، ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 40 بالمائة؛ كما ارتفعت في الوقت الحالي لتزيد قليلاً عن النصف. وتختلف هذه النتيجة اختلافاً كبيراً عن النتائج في الضفة الغربية أو قطاع غزة".
اطرف ما جاء في تصريحات حسن نصر الله خلال احتفاله بيوم الثورة الايرانية عام 1979، وكان احتفالا مهيبا، لم تشهده غير ايران ولبنان في المنطقة، حتى ذيول ايران في سوريا والعراق واليمن وغزة لم يحتفلوا بإنتصار الثورة الإيرانية، واعتبر الذيل الأطول ان الثورة الايرانية من أيام الله!! فقد صرح" الإنتصار في تلك الايام سنة 1979، حقيقة هي من أروع، واعظم مصاديق أيام الله عندما نتحدث عن ايام الله، هذا يوم من ايام الله العظيمة". بمعنى ان يوم الثورة الايرانية لا يقل عن ليلة القدر في عقلية نصر الله.
الحقيقة ان هذه الإحتفالية من الشواذ، فليس من المعقول ان يحتفل بلد ما بثورة تحدث في بلد آخر، إذا استثنينا بالطبع ثورة اكتوبر الشيوعية عام 1917، واحتفال الشيوعيين في العالم بيوم الثورة الروسية. فلم نجد لبنان مثلا احتفل بالثورة المصرية او الجزائرية او غيرها.
الحقيقة ان إحتفال حزب الله بذكرى الثورة الإيرانية في منتهى الوقاحة في خضم الأزمات الكارثية التي يعيشها الشعب اللبناني، لكن المشكل ان هذا الذي يدعي لبنانيته ووطنيته لا يعرف شيئا عن تأريخ لبنان!
فقد ذكر وهو يتمعلج ببصاقه في ذكرى عيد الإستقلال في لبنان" في عيد الإستقلال نبارك لجميع اللبنانيين هذه المناسبة، لاشك ان لبنان دخل عام 1948 في مرحلة جديدة، بالنسبة له كدولة مستقلة، وبلد مستقل".
الحقيقة ان يوم الإستقلال في لبنان كان عام 1943 وليس كما ذكر حسن نصر!
صوروا يا ذوي الألباب حسن نصر الله يعرف تأريخ الثورة الإيرانية ولا يعرف إستقلال لبنان، يا خيبة الخيبات!!! لكن هذا هو حال العملاء والخونة.
ان كان المرشد يهدف الى تحقيق مصلحة ايران، فلماذا يعمل حسن نصر الله على تحقيق مصالح ايران بدلا من لبنان؟ بل تصل به الوقاحة الى قاع الضحالة عندما يُدخل لبنان في اي حرب قادمة تخوضها ايران بقوله " عندما تُشن حرب على ايران، لن تكون لوحدها على الإطلاق". وهذا يعني بكل وضوح الحرب بالنيابة، فالغرض من دعم حزب الله من قبل ايران، لأنها ستكون خط دفاعها الأول مع اسرائيل، وهذا الموقف نفسه سبق ان صرح به اسماعيل هنية في لقاء تلفازي.
استفيقوا يرحمكم الله
أيتها الشعوب العربية الخاضة لسيطرة ميليشيات الولي الفقيه إستفيقوا، فأنتم في الهاوية وليس على حافتها كما تظنوا.
لقد آن الأوان لتستفيقوا من غفوتكم وتصحوا على أنفسكم، فلم يبق غير الثورة الشاملة لتصحيح المسار الأعوج، والا فمصيركم الجحيم دنيا وآخرة..
إستفيقوا يرحمكم الله! كفاكم مذلة وهوان! إخلعوا ثوب الخوف والتردد الذي يحرمكم من رؤية نور الحقيقة، وإرتدِوا ثوب الشجاعة والتحدي لتجددوا عزا تالدا وتُعبدوا طريقا عادلا.
إستفيقوا يرحمكم الله بنهوضكم ينهض الوطن من وهاد المذلة والخمود، ليستنشق نسمات الحرية وإثبات الوجود. وأعلموا بإن صلاح الحكومة من صلاح الإمة، وفسادها من فساد الأمة. قُبح الحاكم في جبروته وطغيانه، وقُبح الشعب في وإستسلامه وهوانه.
إستفيقوا يرحمكم الله! ليس فينا آمالا متضاربة كما يصوروا اعداء الوطن، وإن إفتعلوها! فأن هناك أمل واحد يجمعنا وهو حب الوطن وبغض أعدائه، ولابد من كنسهم ورميهم في مكب نفايات التأريخ.
لاتكونوا كمن يبحث في طيات الوجود عن مجد ضائع يستعيض به عن سوء واقع لبناء صرح من خيال، كظل طير طائر.
إستفيقوا يرحمكم الله! فقد بلغ السيل الزبى. لقد أزفت ساعة الخلاص، فهلموا وإنفضوا عنكم غبار الخزي العار. إدركوا من ثم إستدركوا وتحركوا. فما نيل المطالب بالتمني وإنما تؤخذ الدنيا غلابا".
إستفيقوا يرحمكم الله! وأعلموا أن الحقيقة تحب الغالب وتزدري المغلوب، تحب القوي وتحتقر الضعيف. والخيار خياركم يا أصحاب الخيار، والعقل الرشيد.
1983 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع