عبدالكريم الحسيني
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الملوك والقياصره
بعد البعثه بسنوات وتحديدا في السنه السادسه للهجره قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب الى الامصار والامبراطوريات في العالم المعروف في ذلك الوقت يدعوهم الى الاسلام
فأشار عليه اصحابه رضي الله عنهم ان الملوك والقياصره يرسلون كتبهم وعليها ختم باسمائهم فأمر رسول الله (ص) ان يصاغ له خاتم وهو المعروف لحد الان يبدأ من الاسفل الى الاعلى ( محمد رسول الله ) وعلى شكل دائره واكمل الخاتم وقرران يكتب الى سته من زعماء العالم في ذلك الحين هم :
1- النجاشي ملك الحبشه .
2- هرقل عظيم الروم .
3- كسرى حاكم فارس والمدائن .
4- المقوقس صاحب الاسكندريه ومصر .
5- الحارث بن ابي شمر والي تخوم الشام ودمشق .
6- ثمامه بن أثال ملك اليمامه .
ودعا رسول الله (ص) سته من اصحابه ودفع لكل واحد منهم كتاب ووجهه الى الشخص المنشود وهم :
1- عمرو بن اميه الضمري الى النجاشي
2- دحيه بن خليفه الكلبي الى هرقل عظيم الروم
3- عبد الله بن حذافه السهمي الى كسرى
4- حاطب بن ابي بلتعه الخمي الى المقوقس
5- الشجاع بن وهب الاسدي الى الحارث بن ابي شمر
6- سليط بن عمرو العامري الى ثمامه بن أثال
كتاب النجاشي
كان في الحبشه وفد من المسلمين قد لجأ اليها برآسة الصحابي جعفر بن ابي طالب (رض) وكان كتاب رسول الله في سنة ست للهجره يتضمن اشاره الى جعفر وصحبه وفي مايلي نص الكتاب :
(( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى النجاشي ملك الحبشه , اما بعد فأني احمد اليك الله الذي لاأله الاهو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد ان عيسى بن مريم روح الله وكلمته القاها الى مريم البتول الطاهره المطهره الطيبه الحصينه فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيديه واني ادعوك الى الله وحده لاشريك له والموالاة على طاعته فأن تابعتني وتؤمن بالذي جاءني فأني رسول الله واني ادعوك وجنودك الى الله تعالى وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي ,, ولقد بعثت اليك ابن عمي جعفر ومعه نفر من المسلمين والسلام على من اتبع الهدى ))
اخذ النجاشي كتاب رسول الله (ص) ووضعه على عينيه ونزل من سريره وجلس على الارض تواضعا وقال اشهد بالله انه النبي الامي الذي ينتظره
اهل الكتاب وان بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل ,, فاسلم النجاشي وشهد بشهادة الحق وقال لو كنت استطيع ان آتيه لاتيتنه وكتب لرسول الله (ص) كتابا جاء فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم . من النجاشي اصحمه سلام عليك يارسول الله ورحمته وبركاته , الله الذي لاأله الا هو الذي هداني الى الاسلام ,, اما بعد لقد بلغني كتابك يارسول الله فما ذكرت من امر عيسى عليه السلام فورب السماء والارض ان عيس لايزيد على ما ذكرت وانه كما قلت وقد عرفنا مابعثت به الينا وقدم ابن عمك واصحابه واشهد انك رسول الله صادقا مصدقا ولقد بايعتك وبايعت ابن عمك واسلمت على يديه لله رب العالمين ولقد بعث اليك ابني ( آرها ) فأن شئت ان آتيك بنفسي فقلت يارسول الله فأني اشهد ان ماتقول حق والسلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته ))
توفي النجاشي سنة تسعه للهجره وكان الرسول عائدا من تبوك وصلى (ص) الصبح باصحابه وقال لهم ,, ان اصحمه النجاشي قد توفى هذه الساعه فأخرجوا الى المصلى لكي نصلي عليه وصلى رسول الله بالمصلين على النجاشي .
يخلط البعض بين اصحمه النجاشي وبين من خلفه بعده فالاخير لم يكن مسلما وكان كافرا ورفض الاسلام ..
ويروى ان النجاشي قد امر بوضع كتابي رسول الله (ص ) داخل ناب من عاج وحفظهما وقال ان اهل الحبشه بخير طالما فيهم هذين الكتابين ..
عاد جعفر بن ابي طالب (رض) ومعه سبعون رجلا وقال بعض المؤرخين ثمانون وقيل اربعون ,, وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم ستون من الحبشه وثمانيه من اهل الشام وعليهم لباس صوف وقرا الرسول (ص) سورة ياسين وبكا الحاضرون وقالوا والله هذا ماكان ينزل على عيسى واسلموا على يد الرسول (ص) ونزلت الايه ( لتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا اللذين قالوا أنا نصارى ) وكانت هذه الايه بحق هذا الوفد الذي قدم مع جعفر بن ابي طالب (رض ) وكانوا في
سفينتين غرقت احداها ونجت الاخرى التي فيها جعفر بن ابي طالب (رض) ....
والى لقاء اخر وكتاب آخر مع تحيات عبد الكريم الحسيني
1368 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع