عراقي أصيل
الربع الأخير من العمر
كتب عالم علم الاجتماع السويدي بير يوهانسون والذي درس مادة علم الاجتماع في جامعة ستوكهولم مقال ذات أهمية خاصة لكبار السن واضعا تجربته الشخصية بعد تقاعده عن العمل والتدريس في الجامعة مقال بعنوان ((الربع الأخير من العمر..))
وتعتبر هذه واحدة من أجمل المقالات التيي سوف تقرائها منذ فترة : لا سياسة ولا دين ولا قضايا عنصرية .. مجرد غذاء للفكر .
خذ وقتك لقراءتها حتى النهاية ..
كما تعلم ... للوقت طريقة للتحرك بسرعة وإلقاء القبض عليك غير مدرك للسنوات الماضية .
يبدو بالأمس فقط أنني كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة .. لكن بطريقة ما يبدو الأمر منذ دهور، وأتساءل أين ذهبت كل السنوات .. أعلم أنني عشت كلا منها، لدي لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت وكل آمالي وأحلامي.
ولكن .. ها هو ... الربع الأخير من حياتي وقد أدهشني ذلك ... كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعة ..!! أين ذهبت السنين وأين ذهب شبابي .!؟
أتذكر جيداً أنني رأيت كبار السن على مر السنين، وأعتقد أن هؤلاء كبار السن كانوا بعيدًا عني بسنوات وأنني كنت في الربع الأول فقط، والربع الرابع كان بعيدًا لدرجة أنني لم أتمكن من تخيّله أو تخيّل تمامًا ما سيكون شكله.
لكن .. ها هو ... أصدقائي متقاعدون
ويصبحون شيباً ... يتحركون أبطأ وأرى شخصًا أكبر سناً الآن .. بعضهم في حالة أفضل وبعضهم أسوأ مني ... لكني أرى التغيّر العظيم .. ليس مثل الأشخاص الذين أتذكرهم والذين كانوا صغارًا ونابضين بالحيوية .. ولكن .. مثلي ... بدأ عمرهم في الظهور، ونحن الآن أولئك الأشخاص الأكبر سناً الذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل أننا سنصبح مثلهم.
كل يوم الآن، أجد أن مجرد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم .! وأخذ القيلولة لم يعد علاجًا بعد الآن ... إنه إلزامي .!!لأنني إذا لم أكن بمحض إرادتي ... فأنا أغفو حيث أجلس.
وهكذا ... الآن أدخل هذا الموسم الجديد من حياتي غير مستعد لكل الأوجاع والآلام وفقدان القوة والقدرة على الذهاب والقيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا ..!! لكن .. على الأقل أعلم ..
على الرغم من أنني في الربع الأخير ولست متأكدًا من المدة التي سيستغرقها ... أعرف هذا، عندما ينتهي الأمر على هذه الأرض ... عندئذ ستبدأ مغامرة جديدة ..!!
نعم .. لقد ندمت ... هناك أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها ... وأشياء كان يجب أن أفعلها، لكن في الواقع، هناك العديد من الأشياء التي أسعدنى القيام بها، فى كل هذا العمر ..
لذا .. إذا لم تكن في الربع الأخير بعد .. دعني أذكرك أنه سيكون هنا أسرع مما تعتقد .. لذلك ... كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك افعله بسرعة .! لا تؤجل الأمور طويلا !! .. تمر الحياة بسرعة. لذا .. أفعل ما تستطيع اليوم، حيث لا يمكنك أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا ..!! ليس لديك وعد بأنك سترى كل فصول حياتك .... لذا .. عش اليوم وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك .. وآمل أن يقدروك ويحبوك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية.
"الحياة" هدية لك .. الطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك.. اجعلها رائعة.
عشها بشكل جيد ! تمتّع اليوم !
افعل شي ممتع ! كن سعيداً !
أتمنى لك يوما عظيماً !
تذكر "الصحة " هي الثروة الحقيقية وليس قطع الذهب والفضة.
يفضل أن تضع في اعتبارك ما يلي :
~ الخروج جيد ...
~ العودة إلى المنزل أفضل ...
~ نسيت الأسماء ....
لكن لا بأس لأن بعض الناس نسوا أنهم يعرفونك حتى ..!!
~ أنت تدرك أنك لن تكون جيدًا حقًا في أي شيء مثل الجولف.
~ الأشياء التي اعتدت على القيام بها، لم تعد مهتمًا بها بعد الآن، لكنك لا تهتم حقًا بأنك لست مهتمًا بهذا القدر ..
~ تنام بشكل أفضل على كرسي الاستلقاء مع التلفزيون "ON" منه في السرير. يطلق عليه "النوم المسبق".
~ تفوتك الأيام التي كان فيها كل شيء يعمل فقط بمفتاح "تشغيل" و "إيقاف" ..
~ أنت تميل إلى استخدام الكلمات ذات الحروف القليلة .. "ماذا ؟"... "متى؟" .. ؟؟
~ لديك الكثير من الملابس
في خزانة ملابسك ، أكثر من نصفها ..لن ترتديها أبداً ..
~ لكن القديم جيد في بعض الأشياء :
الأغاني القديمة ..أفلام قديمة ..
وأفضل ما في الأمر الأصدقاء القدامى !!
ابق على ما يرام .. " صديق قديم "
أرسل هذا إلى أصدقائك القدامى الآخرين ..
ودعهم يضحكون متفقين معك .. و تذكر ليس المهم ما تجمعه، ولكن ما تنثره هو الذي يخبرنا
بنوع الحياة التي عشتها.
أخيراً .. نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، و لكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا.
428 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع