العراق اما ان ينهض او يموت! ‏

                                                             

                                    محمد واني ‏

‏ العراق اما ان ينهض او يموت! ‏

شارك إقليم كردستان في بناء الدولة الجديدة للعراق عقب سقوط النظام البعثي عام 2003 وساهم في كتابة ‏الدستور والقوانين التي تنظم المؤسسات وتسير البلاد وفق نظام اتحادي فيدرالي تعددي ، ودخل في العملية ‏السياسية واصبح جزءا أساسيا من المعادلة الاستراتيجية في العراق والمنطقة ، فاضطرت الدول الإقليمية الى ‏التعامل السياسي والتجاري معه كأمر واقع لايمكن تجاهله..‏

ولكن بدأ شركاء الحكم من الأحزاب الشيعية التي شكلت الحكومات المتعاقبة التوجه نحو إعادة الحكم المركزي ‏الشديد الى البلاد على ألاساس الطائفي والتملص من العهود والمواثيق وتطبيق الدستور وخاصة المادة 140 ‏التي تنهي الصراع التاريخي على المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد ، وقد سعى قادة إلاقليم جاهدين ‏لإيجاد حلول للمشاكل الكبيرة العالقة مع بغداد وفق الدستور، ولكن لا فائدة ، اذن من طين واذن من عجين!‏
ارسلت سلطات الإقليم عشرات الوفود بل المئات وعلى اعلى المستويات لوضع حد للمنكافات والصراعات ‏السياسية التي لاتنتهي ، ولكن دائما ما يعود الوفود بخفي حنين ، دون التوصل الى أي اتفاق عملي ينهي ‏المشكلة. واذا ما اقترب الطرفان الى حل ، جاء من يدق الاسفين بينهما ويعيد العلاقة المتدهورة الى مربعها ‏الأول! ونتيجة ذلك تراكمت الازمات حتى وصلت الى طريق مسدود تماما ، الامر الذي أدى بالاقليم ‏‏"مجبرا"الى اجراء استفتاء للانفصال عن العراق والتخلص من ازماته ومشاكله التي لاتنتهي ، بينما فرض ‏الجانب الحكومي المزيد من العقوبات الاقتصادية والعسكرية والسياسية الصارمة ضده.‏
وقد حاول رئيس الإقليم "نيجيرفان بارزاني" من خلال جهود دبلوماسية استثنائية حل تلك الازمات المفتعلة ‏وفق نصوص الدستور ، ومن اجل ذلك زار بغداد وعواصم الدول الأوروبية والإقليمية والتقى الرئيس ‏الفرنسي والإيراني والتركي وجلس مع قادة الأحزاب الشيعية والسنية لتطبيع الأوضاع مع العراق والدول ‏الإقليمية وتذليل العقبات لاقامة علاقات طبيعية مع الكل وانهاء الازمات عن طريق الحوار ونبذ الكراهية ‏المذهبية والعنصرية. ولكن مع الأسف كلما يخطو الاقليم خطوة الى الامام ويكاد يصل الى حل ما مع بغداد ‏حتى يتراجع خطوات الى الوراء وتبوء محاولاته بالفشل بفعل الدسائس والمؤامرات التي تحيكها بعض دول ‏المنطقة واذيالها داخل العراق حتى غدت الزيارات والجهود الدبلوماسية التي تبذلها الوفود الكردية ضرب من ‏العبث واهدار الوقت!‏
ولاشك ان ثمة ايادي خفية وغير خفية إقليمية ودولية يعرفها العراقيون تعبث بمصير العراق ومقدراته ولا ‏تريد له ان يتعافى ويستقر ويزدهرويعيد ترتيب بيته من جديد! ‏
واهم واخطر المشكلة التي يعانيها العراق على الاطلاق هي ؛ ازمة الحكم ، من يحكم العراق هل هو البرلمان ‏ام الحكومة ام الميليشيات ام الأحزاب؟ لا توجد روابط متناغمة بين مؤسسات الدولة ، كل مؤسسة مستقلة ‏بذاتها تتحكم فيها كتلة سياسية معينة ، وزراة الدفاع يتولاها الكتل السنية والداخلية يتحكم فيها الشيعة ‏والخارجية للكرد والمؤسسات الأمنية تتنافس فيها الميليشيات وهكذا مع بقية مؤسسات الدولة! ‏
فلا عجب بعد ان يتفشى الفساد في هذه المؤسسات بمليارات الدولارات وتعرض للبيع والشراء كأي ملكية ‏خاصة في سابقة خطيرة لم تحدث في العالم! ‏
العراق على مفترق الطرق اما ان ينهض وينفض عن نفسه غبار الطائفية والعنصرية ويعيد الأمور الى ‏نصابها الصحيح على أساس الدستور الذي ركن جانبا ولم يطبق بند واحد من بنوده الرئيسية او ان يموت ‏ويتفتت ويتشظى الى دول متفرقة ، الدولة الشيعية والدولة الكردية والدولة السنية وتنتهي اسطورة علي بابا ‏وأربعين حرامي الى الابد! ‏

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع