تبريز عاصمة أذربيجان الشرقية تقع في شمال غرب إيران على مشارف جبل سهند وهي رابع كبريات مدن إيران بعد طهران ومشهد وأصفهان تبلغ مساحتها 45481 كم2 وعدد سكانها حوالي مليونين نسمه.
وهي المركز الثقافي الرئيسي للأتراك الاذريين سكانها يتحدثون اللغة التركية وكانت عاصمة للدولة الالخانية والصفوية. وهناك قول مشهور عند الفرس بان أصفهان نصف العالم إن لم يكن هناك تبريز.
هذه هي المرة العاشرة ازور هذه المدينة الجميلة وقبل ذهابي إليها كنت اعتبر زيارتها حلما فشاء الله أن يحققه ويجعل سفري إليها كذهابي الى إحدى مدن العراق.
وقد كتبت قصيدة طويلة اعبر فيها حبي واشتياقي إليها بعنوان دخلت تبريز فجرا SEHER VARDIM TEBRİZE وأظن انه لم يسبقني احد من الكتّاب باللغة العربية بتعريف هذه المدينة التاريخية.
عندما تجتاز المعبر الحدودي من الحاج عمران في اربيل تصل بعد عشر كيلوات إلى ناحية بيران شهر ثم تركب سيارة لتصل بعد 120كم الى مدينة اورومية الجميلة وهذه المدينة كانت تسمى في زمن الشاه رضا بهلوي( برضائيه) نسبة إليه وهي من المدن القديمة التي بنيت في العصر السومري والسكان الأصليون يتكلمون اللغة التركية وهي مركز أذربيجان الغربية .
وصلت الى مدينة اورومية عصرا وقد استقبلني صديقي الأستاذ توحيد زينالي وهو من عائلة مثقفة فوالده يعمل مدرسا للغة الفارسية وآدابها وتوحيد ابنه يحمل شهادة الدكتوراه في ألزراعة فحللت ضيفا في داره ليلتين وانه لم يقصر بضيافتي فجعل سيارته تحت تصرفي فزرنا منطقتي (بند وجنكل بارك) وهما من المناطق السياحية في المدينة والمنطقة الثانية تقع على تلة عالية ترى المدينة بأكملها منها وعندما تصل إلى أعلى التلة تجد هناك مدينة العاب ومطاعم وأماكن للراحة وأكثر الأحيان تكون مزدحمة في الليل والهواء البارد في الصيف يجعل قلبك منشرحا لكي تتنفس الصعداء.
وفي صباح اليوم الثاني التقينا بالشاعر الدكتور إسماعيل مددي الذي يحمل شهادة دكتوراه من جامعة خزر الاذربيجانية في مكتبه المسمى (دار النشرئولكر) فاهداني نسخا من دواوينه الشعرية.
مدينة تبريز ليست بعيدة علينا فالمسافة بينها وبين اورمية حوالي 150 كم بعدما تجتاز بحيرة كبيرة تسمى( درياجه اورمية) اي بحيرة اوروميه وهذه البحيرة بدأت تجف يوما بعد يوم لتترك في أرضها طبقة سميكة من الملح .
عندما تتجول في هذه المدينة لا تحس بالغربة أبدا كأنك بين اهلك وأبناء مدينتك لان تراثهم هو امتداد لتراثنا الأدبي والفكري فالطابع القومي قوي عند أتراك إيران عموما نتيجة لرد الفعل .أهل تبريز طيبون يحبون المعاشرة .كرماء, أوفياء ولي فيها أصدقاء من الكتاب والشعراء اقضي أوقاتي في مكتباتها العامرة ومراكزها الثقافية منها مكتبة ودار النشر( أرك واختر) واتحاد أدباء تبريز الواقعة خلف بناية مقبرة الشعراء وفيها قبر الشاعر الشهير شهريار وهم في كل أيام السبت يقيمون مهرجانا شعريا يحضره الناس من جميع الطبقات والأعمار واغلب الشعراء هم من صنف الشباب . وهناك بعض المنتديات الأدبية الخاصة للكتاب الكبار حيث يلقي بعض الأدباء محاضراتهم فيها للحاضرين وقد أخذني صديقي الشاب اكبر رحيم اوغلو إلى إحداها فكانت المحاضرة عن ملحمة كور اوغلو التاريخية وقد رحبوا بي كثيرا عندما علموا باني من العراق والحاضرون كانوا من الجنسين الذكر والأنثى والاجمل ما رأيت هناك بان بعض الأمسيات الأدبية تقام في البيوت حيث أخذني الصديق المار ذكره إلى إحدى البيوتات فرأيت المسنين اقل منهم قد جاوز الستين من عمره وهم جالسون وفي أيديهم جميعا نسخ من دواوين احد الشعراء القدامى أمثال فضولي البغدادي أو سعدي أو حافظ الشيرازيين يقرا كل واحد منهم قصيدة من الديوان بالتسلسل فيشرح احدهم القصيدة ويحل الآخر رموزها واشكالياتها . وعندما كنت حاضرا رأيت الأديب المعروف المرحوم يحيى شيدا الشاعر الباحث و الصحفي جالس في الصدارة وهو قد جاوز التسعين من عمره وأصدقاءه يقرأون ديوان الشاعر المعروف محمد حسين شهريار باللغة الفارسية ومما أتذكر أنهم عندما قرأوا قصيدة للشاعر تحدث الأستاذ يحيى شيدا قال أنا أتذكر كيف كتب الشاعر شهريار هذه ألقصيده حيث انه دعاني إلى داره المتواضعة وكان وحيدا فقال أحس بالضيق هل عندك سيارة لنتجول فاتصلت بأحد أصدقائي وهو طبيب فأخذنا إلى متنزه شاه كولو وكان الفصل شتاء والناس فيه قليل فتجولنا ثم جلسنا لتناول الطعام في إحدى المطاعم الموجودة هناك فهبت ريح فسقطت ورقة من شجرة فقال الشاعر لماذا سقطت هذه الورقة من هذه الشجرة قلنا كسقوط ملايين من الأوراق, أنها ورقة والريح شديدة فتغير وضعه ثم قال فلنذهب فجئنا أنا وهو إلى داره وثالثنا ذهب إلى عمله فقال لي هل تريد أن تنام لكي تأخذ قسطا من الراحة قلت نعم وعندما نهضت من النوم ناولني هذه القصيدة.
وعندما تنتهي الأمسية الأدبية بقراءة الديوان يقدم صاحب البيت لضيوفه العشاء المتكون من الخبز والجبن مع أنواع الفواكه وقال لي احدهم أن هذه المجالس تقام في كل أسبوع في دار احدنا بالتسلسل لكوننا أصدقاء ومن محبي الأدب والشعر وأننا نكمل ديوانا كاملا في كل مجلس.
أهل تبريز مولعون بالموسيقى خاصة طبقة الشباب وفيهم موسيقيون ماهرون منهم على سبيل المثال المناضل الكبير الفنان حسن دميرجي والأخوان اكبر وعسكر صمديان وبابك شفائي وغيرهم الكثير وهناك مدارس أهلية خاصة لتعليم الموسيقى لكلا الجنسين فيأتي الأب أو الأم لتسجيل أبنائهم في هذه المدارس لتعليمهم الموسيقى واني شخصيا زرت بعض هذه المدارس منها مدرسة لصاحبها الفنان المهندس نويد مثمر واخرى للفنانين إسماعيل كريم بور والدكتور شاهين.والجدير بالذكر أن للثاني بنت كانت لها من العمر ست سنوات اسمها (دونا) تقرأ شعر الشاعر شهريار بالموسيقى بصوت رخيم تنبهر بصوتها ولحركاتها المتناسقة أن لها قابلية عظيمه وقد التقينا بهذه الفنانة الصغيرة في مدرسة والدها ثم اصطحبنا نسخا من صوتها على شكل أقراص لنذيعه في فضائية تلفزيون توركمن ايلي فرأيناهم نحن في واد والعاملون فيها في واد آخر.
التبريزيون يحبون كذلك فن الرسم يسمونه نقاشي أو تراحي وفيهم رسامون ماهرون أمثال باجالانلو وأولاد داداشي وتوفيقيان وعائلة صمدي منهم رضا ومهدي,وهما مشهوران برسم الزهور أما أولاد داداشي فكلهم بارعون في هذا الفن فتجد عائلة كاملة تمارس هذا الفن ولهم محل خاص في منطقة ولي عصر بطهران وعندما تدخل محلهم تجد أمامك صورة والدهم داداشي وهو جالس على كرسيه فلا تميزها كأنها حقيقية تحتاج فقط إلى روح رسمها احد أبنائه.
وفي داخل مدينة تبريز هناك مقاهي كبيرة وكثيرة يوزع الشاي للزبائن بأسعار رخيصة وفيها النركيلة المسمى ب قليان حيث ترى الشبان يأتون لينالوا قسطا من راحتهم وهم يقرقرون قليونهم هذا مما ذكرني بمقاهي بغداد الجميلة بأيام الخير في سبعينات القرن الماضي أمثال البرلمان وحسن عجمي والزهاوي وإبراهيم عرب.
تعتبر منطقة شاهناز مركزا للمدينة والتسمية نسبة لشقيقة الشاه محمد رضا بهلوي وأجمل حديقة في تبريز هي( كلستان باغي ) وهي في منطقة تسمى باسمها أنها حديقة كبيرة يقضى المسنون أوقاتهم فيها واكبرحديقة فيها هي ألان في منطقة أذربيجان ميداني باسم اذربايجان .
ألذ خبز فيها هو الخبز ألمدهن المسمى( ياغلي جوره ك ) وسعره لا يتجاوز ربع دينار عراقي .
أطول شارع فيها هو باسم الإمام المسمى خيابان إمام واسم الإمام الخميني معنون في كل شوارع مدن إيران.وفي تبريز هناك بعض الشوارع معنون بأسماء شعرائهم منه صائب ,عارف أو شهريار أما أسماء أسواقهم فهي أيضا بأسماء علمائهم منها سوق مولانا نسبة إلى مولانا جلال الدين الرومي و شمس تبريزي فهو أستاذه في التصوف وقطران تبريزي وبداية السوق المسمى بازاراغزي و( آب ريسان) وولي عصر و دارائي بمعنى المالية وفيه سوق كبير لبيع العملة الأجنبية وعندما تجتاز هذا السوق تصل إلى سوق لبيع أنواع العسل يسمى سامان ميداني واكبر سوق هو السوق المسقف كما هو موجود عندنا بسوق الشورجة ببغداد وفي داخل هذا السوق ثمة سوق فرعي لصناعة حفر السجادات الجدارية فترى الباعة وفي أيديهم معروضاتهم المنسوجة في البيوت منقوشة بآيات من القران الكريم أو صور خيالية أو حقيقية جميلة وبألوان زاهية جذابة وهي لا تتجاوز أكثر من متر مربع واحد فيشتري منهم التاجر المحلي وله صناع ماهرون في هذا السوق يقوم بحفر أرضية السجادة بمقصات خاصة صغيرة الحجم فتظهر الآية أو الصورة بارزة.سألت احدهم كم يكلف سعر السجادة الواحدة, أجاب من مئتي دولار إلى ستمائة دولار وأكثر صادراتنا الخارجية هي إلى دول الخليج وألمانيا والمحلية إلى طهران وأصفهان وان والدة العروسة هنا تهدي لبنتها في يوم زفافها واحدة من هذه السجادات.
أجمل سوق للراحة والتنزه هو سوق باسم ( تربيت) وأحلى مأكولاتها هي كباب بأسم (بناب كبابي) الشهير وهذه التسمية هي نسبة الى مدينة قرب مدينة مراغه وقد زرت هاتين المدينتين وفي الثانية هناك مرصد فلكي صنعه الفيلسوف نصير الدين الطوسي وهناك قرى تحمل نفس اسماء قرانا في العراق مثل بشير وقره ناز . وجميل للزائر ان يجلس على طاولة مفروشة بالسجاد ليأكل هذا النوع من الكباب في متنزه (ئيل كولو) الجميلة.
اكبر فندق ذي سبعة نجوم فيها باسم الشاعر شهريار المسمى الفندق العالمي شهريار والغريب إن هذا الشاعر عاش معدما وفي كل حياته لم يتقرب لمثل هذه الفنادق.
عندما تتجول في تبريز ترى كل شيء هناك باسم شهريار من مطار ومستشفى ومطعم وشارع حتى النقليات المحلية وتجد تمثاله شامخا في أكثر من منطقة وقد بني له قبر فخم باسم مقبرة الشعراء ذو طراز حديث يزورها الناس في كل الأوقات للتمتع في حديقتها وقراءة سورة الفاتحة على روحه فتحول داره المتواضع إلى متحف يضم أثاثه ومقتنياته ومحتويات داره وبهذا الموضوع انظر في ألنت مقالنا بعنوان محمد حسين شهريار من محنة العشق إلى العالمية كما رأيت تمثال البطل القومي التاريخي وقائد ثورة الدستور ستارخان وهو على فرسه ولم أر تماثيل لرجال الدولة ولا لرموزهم.
من محلاتها (باغ مشه موضع ولادة الشاعر شهريار,أرم ,بهار,زعفرانية ,مقصوديه ,ديوه جي ,بروين اعتصامي ,شهريار ,مارالان ,أمره قيز ,ياغجيان ,قاري كوبروسو, نصف راه ,جاي كنار وگوموش قه يه وهذه التسمية حولوها الى دمشقيه ) ومن معالمها متنزه(( ئيل گولوELGÖLU ))) الذي كان يسمى في السابق شاه گولو وهي بحيرة كبيرة يتوسطها صالة مطعم كبير وإطرافها حدائق خضر ومكان للاستراحة وكثيرا ما ترى بعض العوائل من سكان تبريز يأتون مساء حاملين معهم عشاءهم وخيمهم فيبقون إلى ساعة متأخرة من الليل فان هواء هذه البحيرة جميل وتحيطها مطاعم كثيرة من أنواع الكباب والسندويجات والمرطبات او مقاهي لشرب الشاي و النركيلة والناس في حبور يتجولون الى ساعة متأخرة من الليل وما رأيت هناك ما تعكر صفو المنطقة والدخول فيها مجانا وفيها محلات للراحة ومسجد ومرافق صحية نظيفة وحنفيات مياه للغسيل والشراب . وفي جانب من بركة شاه گولو هناك يافطة تعريفية للمتنزه تقول الكلمة متكونة من لفظة گول التركية بمعنى البركة وكلمة شاه بمعنى الواسع الفسيح ليدل هذا التركيب شاه گولو لسعتها.
تبلغ مساحة البركة حوالي خمس هكتارات ويصل طول كل ضلع من أضلاع البركة من 225 الى240مترا ويكون عمقها ثلاثة امتارفي جنوبها الشرقي وتسعة امتار في ضلعها الشمالي فيجلب الماء إليها عبر نهر المسمى بالتركية ( شاه أرخي) عن طريق (ميدان چايي)
ينتسب إنشاء البناء الأول لعمارة شاه گولو إلى ملوك دولة أق قويونلو وتم توسيعها في العهد ألصفوي .
اصبحت مجموعة شاه گولو بعماراتها وبركتها والأشجار المحيطة بها متنزها عاما في عام 1309هجري شمسي وكانت العمارة المركزية لهذه الحديقة العامة مصيفا لملوك دولة القاجار.
أما المتنزه الآخر هي مدينة الألعاب المسمى( باغلار باغي) أي حديقة الحدائق والدخول فيها بأجر وهناك ترى أنواع الألعاب لمختلف الأعمار في وسط حديقة كبيرة وأماكن للراحة والاستجمام.
عندما تركب سيارة لتصل بعد 60 كم إلى مصيف ((KENDIVAN( كندوان) الساحرة تجد هناك غابات تجري من تحتها الأنهار ووسط هذه الأنهار مناضد عريضة مفروشة بالسجاد محاطة بوسائد كبيرة الحجم تجلس فيها وحدك أو مع أفراد عائلتك لتناول الطعام أو لشرب الشاي والدكاكين محاطة في كل جانب لبيع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من كل حاجة وفيه مياه معدنية مزودة بحنفيات لإزالة الحصى والرمال من الكلى تقدم للناس مجانا وأجمل ما فيها هذا الجبل الجميل الذي تصعد إليه بسلالم محفورة من قبل ساكنيه وفيه كثبان مخروطية الشكل وفي داخله بنيت دور للسكن بعدما حفروها وأهلها لحد الآن يعيشون فيه.
سالت احدهم كم يكون عمر سكن الناس في داخل هذا الجبل فقال من قديم الزمان وقبل التاريخ حيث أن الاسكندر لما جاء إلى هذه المنطقة غازيا انسحب الناس إلى هذا الجبل حفظا لأرواحهم للأمن والأمان.
يعد المسجد الأزرق أحد المراكز المعروفة في المدينة، حيث بني في القرن الخامس عشر. كما يوجد في المدينة حصن، بني كمسجد في القرن الرابع عشر. ومن المعالم الأخرى في المدينة قبر اوزون حسن (حسن الطويل) رئيس دولة قره قويونلووقبر جهان شاه المعروف بالشاعر حقيقي احدى رؤساء دولة الايلخانيين وقبر حاكم من سلالة المغول ، وهو مشكل من 12 ضلعاً. كما يوجد في المدينة جامعة مشهورة باسم جامعة تبريز في شارع جام جم ومطار كبير ومحطة عالمية للسكك الحديدية.
القاعدة الاقتصادية لمدينة تبريز هي الصناعة، والتجارة، والنقل. تنتج الصناعات المحلية السجاد، والاسمنت، والمنسوجات، والغذاء، والأحذية، والصابون، والمكائن الزراعية، والدراجات البخارية، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية. تبريز مرتبطة بالعاصمة طهران بواسطة الطرق وسكك الحديد، 800 كيلومتر شرقاً، ومن مدنها المهمة (مراغه ومرند وميانه وسراب واهر وورزقان وشبستر وكله ي بر) وفيها قلعة بابك المعروف عندنا ببابك ألخرمي.
تقع المدينة على خط زلزالي ، وقد حطمت عدة زلازل العديد من المعالم المهمة بها على مر القرون الماضية وقبل أيام ضربت زلزال عنيف مدن أهر و ورزغان وقراهما أودت بحياة المئات. وان المدينة تقع على ارتفاع 1400 م فوق سطح البحر. بقي ان اقو ل ان بعض الأصدقاء في تبريز من الكتاب يستحقون كل التقدير لكونهم جنودا مجهولين في سبيل قوميتهم امثال الأستاذ الطبيب الدكتور جواد هيئت رئيس تحرير مجلة وارلق وصاحبها المسؤول الذي يعتبرهو الحجر الأساس في بناء الثقافة التركية في إيران واليوم يعيش في باكو معززا مكرما وقد التقيت به في مؤتمر اللغة التركية في انقره عام 2008 وقد بلغ التسعين من عمره أطاله الله والدكتور سيامك حسين علي الملقب ب أركين و بهروز إيماني والأستاذ الدكتور محمد صديق حسين زاده الملقب بـ دوزگون وله الفضل في إعادة نشر دواوين الشاعرين العراقيين نسيمي وفضولي البغداديين في تبريز والمهندس نويد مثمر والأستاذ رضا أفشار والشاعر حسن رحماني والشاب الحريص لأدبنا اكبر رحيم زاده وغيرهم حيث لا يسع المجال لذكر أسمائهم. ومن الوفاء ان نذكر الخالدين اخص بالذكر الأستاذ الدكتور محمد تقي زهتابي صاحب المؤلفات العديدة منها تاريخ أتراك إيران بمجلدين ضخمين الذي لا يخلو بيت من بيوت الذين يتحدثون باللغة التركية في إيران من هذا الكتاب فكان صديقا حميما لنا عندما كان أستاذا للغة الفارسية وآدابها في كلية اللغات بجامعة بغداد في سبعينات القرن الماضي .
والشاعرين المرحومين علي تبريزي ويحيى شيدا وقد التقيت بهما كل على انفراد ,التقيت بالأول في أيام الانتفاضة الشعبانية في مكتبته العامرة اسمها اتروبات في شارع الخيام بطهران واهداني بعضا من مؤلفاته والثاني عندما كان رئيسا لتحرير جريدة شعلة الحرية ثم غير اسم جريدته إلى نور المهدي الذي كان يصدرها في مدينة تبريز.
*سفيرالثقافة العراقية
481 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع