بقلم الروائي العراقي طارق أحمد السلطاني
مشروع انساني لتعديل المادتين رقم (41) و (42)
من ميثاق هيئة الامم المتحدة
شق غرين دجلة والفرات , وخلق المدينة السومرية ونشأت شق غرين دجلة والفرات، وخلق المدينة السومرية ونشأت اقدم حضارة بشرية في العالم على الارض مابين النهرين... ارض الرافدين... ارض العراق... ارض الخيرات... علمت المجتمعات الاخرى اولى محاولات الانسان في الكتابة والعلوم والفن والتجارة والطب والكيمياء والفلك والقوانين التي تسير بها امور المجتمع لكافة شؤون الحياة اليومية كالعلاقات الانسانية والاجتماعية والعمل والواجبات والديانة والتجارة وغيرها.
وقد كان اختراع الكتابة السومرية رائعة من روائع العبقرية الخلاقة، لكن هذه الكتابة وهي اقدم نظام معروف، كانت معقدة ومافته ومن ثم فقد ظل استعمالها مقصوراً على فئة محدودة ، لقد خدمت المجتمع ككل وفي الوقت ذاته ثبتت تفوق الكاتب على الغالبية الامية... وكان لموقع العراق الستراتيجي اثره الواضح في نشوء وتطور التجارة الخارجية كما كن لافتقار العراق الى بعض المواد الخام الضرورية كالمعادن والاخشاب آثره في دفع العراقيين القدماء للعمل على توفير تلك المواد من الخارج، وكان من نتائج الاهتمام المتزايد بالتجارة ان ابتدعت الوسائل الكفيلة لتنشيط التجارة كالعجلة والسفينة واستخدام نظم دقيقة للموازين والمكاييل واستخدام الحبوب لتقييم أثمان السلع والاجور بدلا من النقود التي لم تعرف حتى القرن السابع قبل الميلاد.
واضافة الى ذلك فقد وضعت النظم التجارية وغدت تلك النظم الاساس الذي قامت عليه التجارة في الفترات التالية واقتتبسته الكثير من الاقوام الاخرى كالآميين واليهود والاغريق والرومان والفرس.
وطبيعي انه كان من نتائج العلاقات التجارية الخارجية ان انتشرت الحضارة العراقية القديمة الى منطقة واسعة من الشرق الادنى القديم وأدل على ذك من انتشار استخدام الخط المسماري واللغة الاكدية في الشرق القديم حتى غدت أشبه باللغة الدبلوماسية.
وكان من جملة ما استورده العراق من الخارج المعادن على اختلاف انواعها والاحجار الكريمة وبعض انواع الاحجار الخاصة لصنع التماثيل والمسلات والاخشاب اللازمة لصناعة الاثاث والعاط الخام او المصنع والتوابل والعطور والبخور واللبان (الشاة او الابل غزيرة اللبن) وغيرها. اما صادرات العراق فقد ضمت المنتوجات الزراعية والحيوانية المصنعه كالمنسوجات ولاسيما المطرزه والمزركشه والاصواف والجلود والخمور والزيوت وبعض الصناعات اليدوية والدقيقة كالاختام الاسطوانية والاواني الفخارية والمعدنية.
وفي حقل التجارة الداخلية يبرز من بين العاملين في حقل التجارة التاجر (تماركم) الذي تمتع بمركز اجتماعي مرموق ، وكان يقوم بأعماق تفوق ما يقوم به التاجر في الوقت الحاضر ، فأضافة الى قيامه بمعاملات البيع والشراء ، كان يقوم بأقراض المبالغ لقاء فائدة محددة ، كما قام بدور الصراف والوكيل والشريك والممول ومالك العقار وملتزم الاراضي الملكية وغيرها.
وفي العهد البابلي في العراق استخدنت النقود الذهبية لاول مرة، فقد سك دارا العملة الاولى عام ٥١٧ قبل الميلاد واسمعا دار ايكوس وهي ذات اشكال واوزان مختلفة بأختلاف الاقاليم.
ولموقع العراق الجغرافي بين قارات العالم، وخصوبة ارضه، ووفرة مياهه، واعتدال مناخه، وهمة ابنائه في العلم والعمل منذ اوائل فجر التاريخ البشري ولما يزيد عن اربعة الاف سنة قبل الميلاد جعل الاخرين ينظرون الى العراق نظرة الحقد والحسد والطمع لما يملك من خيرات وافرة وديار عامرة وعقول نيرة وايادي قوية ماهرة... ولاتزال بعض اثار الحضارات السومرية والاكدية والبابلية والاشورية والاسلامية باقية حتى اليوم.
كانت المدينة المدورة التي ذكر ان الخليفة المنصور اسسها غربي بغداد عام ١٤٥هـ - ٧٦٢ م نواة لعاصمة كبيرة اتسعت حتى شملت ضفتي نهر دجلة.
وعندما شيدت هذه المدينة ، والتي عرفت بمدينة المنصور، احيطت بسورين وفتح في كل سور أربعة ابواب، وجعلت مدورة الشكل ، تقع على ضفة النهر اليمنى في الزاوية المتكونة من مصب الصراة في دجلة... وما حلت سنة ١٤٦هـ - ٧٦٣م الا وكانت الابنية في بغداد قد تقدمت تقدما كافيا ساعد الخليفة على نقل بيت المال والدواوين التي انشأها في الكوفة مؤقتاً الى العاصمة الجديدة واستمر العمران في سيره السريع من غير عائق حتى بلغ عدد المشتغلين به نحو مائة آلف من الصّناع، وبذلك تم بناء مدينة المنصور المدورة سنة ١٤٩هـ - ٧٦٦م بعد ان استمر بنائها اربع سنوات.
* * *
اما تأريخ بغداد من الفتح المغولي (سنة ١٢٥٨م) الى الوقت الحاضر فيمكن تلخيصه في فقرات وجيزة.
والواقع ان بغداد التي كانت فيما مضى عاصمة الاسلام الحقيقية او الاسمية لم تبق غير المدينة الكبرى في اقليم العراق العربي.
بعد ان حكم الايلخانيون خلاف هولاكو بلاد فارس والعراق لمدة لاتقل عن القرن، اعقبهم الجلائريون في العراق. واتخذ زعيمهم الشيخ حسن يزوك بغداد مقراً له في سنة ١٣٤٠م وفي سنة ١٣٩٣م احتل تيمورلنك بغداد ومكث فيها شهرين، وامر نائبه ميرزا ابا بكر عند رحيله بأعادة بناء المدينة التي كانت خرابا في معظم اقسامها الان. بعد وفاة تيمورلنك استرجع السلطان احمد الجلايري سيطرته على املاكه، غير انه في سنة ١٤١١ ميلادية حل محل هذه الاسرة في بغداد اسرة قرة قويوفلي، وهي اسرة تركمانية اسمها ((الخروف الاسود)) ثم اجلتها عن بغداد في سنة ١٤٦٩ ميلادية اسرة تركمانية اخرى هي آق قويوفلي او ((الخروف الابيض)).
وفي سنة ١٥٠٨ ميلادية استولت جيوش الشاه اسماعيل الاول ملك فارس على بغداد وطردت التركمان منها، غير انه سرعان ما اضطر الفرس التي تركها بيد الاتراك العثمانيين سنة ١٥٣٤ ميلادية حيث احتل جيش السلطان سليمان الكبير المدينة.
واستطاع الفرس في سنة ١٦٢٣ ميلادية تحت قيادة الشاه عباس الكبير ان يصبحوا اسياد بغداد ثانية بواسطة خيانة بكر اغا الجنسري.
غير انهم بعد سنين قلائل اي في سنة ١٦٣٨م اخرجوا منها ايضا حين فتح السلطان مراد الرابع المدينة . وصارت بغداد منذ هذا التأريخ مقر باشوات الاتراك في العراق.
كان الامام ابي حنيفه رضي الله عنه مؤسس المذهب الحنفي اول المذاهب السنية الاربعة، قد ساعد المنصور في بناء بغداد وكانت وفاته بعد ذلك بمدة وجيزه في حوالي سنة ١٥٠هـ- ٧٦٧م ودفن في المقبرة التي عرفت فيما بعد بأسم مقبرة الخيزران شمالي الرصافة، ويروي ابن جبير ايضا ان محلة آبي حنيفة هذه كانت على ايامه اعلى قسم من الرصافة بعيدة عن حدود المدينة بعدا غير قليل، وهي الحدود التي نشأت من بناء السور الجديد (الذي اقامه المستظهر) حول ارباض المنصور وان جامع ابي حنيفة يجاور قبور الخلفاء في الرصافة، ويطلق على مقبرة الخيزران التي كان قبر ابي حنيفة اهم مشهد فيها، هذا الاسم نسبة الى الخيزران زوج الخليفة المهدي وان ولديه الهادي وهارون الرشيد.
وتقع على ضفتي نهر دجلة جامعاا وقباب أئمة واولياء واتقياء بغداد.
وكان البغداديون يتخذون الزوارق النهرية وسائل للاحتفال بالمناسبات السعيدة حيث يخرج عامة اهل بغداد الى شواطئ دجلة للفرجة على الزوارق الجميلة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
حيث توقد الشموع، وتشعل النيران العظيمة فب الزوارق الكبيرة والحراقات وهي في الاصل سفن فيها مرامي ناى يقذف به على العدو.
ان الخراب الذي لحق ببغداد بتأثير غارات الجيوش المتوالية مدة طويلة- الجيوش الفارسية والتركية والمغولية- اذ ان كلام من هذه الجيوش اتلف كثيراً من السلع وضرب عددا عظيما من دور الاهالي الاولين.
وقد قاومت بغداد عوادي الايام اكثر من المدن الاخرى في العالم. ولاتزال الكثير من اثارها القديمة باقية حتى اليوم.
ويستدل من التنقيبات الاثرية التي قام بها السير هنري رولنسون في سنة ١٨٤٨م في اثناء انخفاض الماء فصل الجفاف اكثر من مستواه العادي ان هذا المكان موقعا لمدينة واغلة القدم بدليل الواجهة الواسعة المشيدة من الاجر البابلي والتي لازالت تحاذي نهر دجلة الغربية عند بغداد.
وكل قطعة من الاجر مختومة بأسم نبوخذ نصر والقابه، وقد وجد ايضاً منذ ذلك الوقت اسم قريب الشبه ببغداد في الكشوف الجغرافية الاشورية من عهد سردنا بالس Sardanaplus ولعله يشير الى المدينة التي كانت موجودة حينذاك في الموضع الذي اصبح فيما بعد عاصمة الخلقاء وان الخليفة المنصور بدل اسمها وسماها (مدينة السلام) . والاسم الاخير هذا كان الاسم الرسمي لعاصمة الخلافة، وعلى ذلك نجد اسم مدينة السلام كدار لضرب النقود على العملة العباسية وعلى كل فقد بقي اسم بغداد القديم محافظاً على مكانته فؤ افواه الناس واحاديثهم المعتادة.
* * *
يتمثل تاريخ نشوء الخلافة العباسية وسقوطها في تاريخ بغداد بصفة كونها عاصمة كبيرة، اذ يظهر ان الضرورة قد اقتضت في الشرق ان تتخذ كل اسرة مالكة حديثة عاصمة جديدة لها.
لهذا اخذ المنصور بالبحث عن موضع للعاصمة الجديدة فحل فيها- كما ذكر آنفا- سنة ١٤٥هـ - ٧٦٢م ويقال انه كان في هذا الموضع عدة ديارات للرهبان النساطرة ومنهم علم المنصور بأن هذه البقعة تمتاز بين بقية الاراضي الواقعة على دجلة لخلوها من الوباء الذي يحمله البعوض، ولطيب لياليها وصفائها حتى في اشد ايام الصيف حرارة.
وبالرغم من ضآلة قيمة هذه الاوصاف فقد اخذها المنصور ولاشاء في نظر الاعتبار عندما قرر اخيرا ان يتخذ هذا الموضع عاصمة للعباسيين في العراق. وما تنبأ به الخليفة حينذاك قد اثبتته الحوادث وايده تأريخ بغداد بعد ذلك تأييدا كلياً.
ان هذه المدينة التي اوجدتها عصا سحرية كانت تلي القسطنطينية في القرون المتوسطة، وكانت فريدة في عظمتها ومجدها في اسيا الغربية قاطبه، اذ اصبحت فجأة عاصمة العراق واستمرت كذلك في خلال القرون المتتالية. فالحروب والحصارات ونقل الخلفاء مركز الحكومة لمدة قصيرة الى سامراء (فوقها على دجلة) خاصة الحصار العظيم في عهد الخليفة الامين سنة ١٩٧هـ - ٨١٣م، وحصار هولاكو الذي بدأ منتصف شهر محرم سنة ٦٥٦هجرية المصادف شهر كانون الثاني (يناير) سنة ١٢٥٨ ميلادية والذي دام خمسين يوما ثم امر الجيش بالغزو والنهب والحرق والقتل والتدمير لكل معالم بغداد.
حتى تخريب المغول لها تخريباً عظيما، لم يؤثر كله تأثيرا خطيرا على سيادة بغداد وبقائها عاصمة لبلاد مابين النهرين، والان بعد انقضاء اكثر من احد عشر قرنا، اتخذ والي العراق العثماني المدينة التي اسسها المنصور مقرا له.
* * *
وقد كتب جغرافيو المسلمين ومؤرخوهم في المزايا العديدة لموضع بغداد، فيروي المقدسي مثلا ان الخليفة انتصح بما اشار اليه اهل ذلك الموضع الذين خيروه في الحر والبرد واثنوا عليه، ويذكر هذا الجغرافي بأنهم قالوا للمنصور :(( تنزل في بغداد فأنك تصير بين اربعة طساسيج (الطسوج يعني الناحية او الجهة او الموضع) طسوجان في الجانب الغربي وطسوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطر بل وبادروبا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذي، فأنت تكون بين نخل وقرب الماء، فأن اجدب طسوج وتأخرت عمارته كان الاخر عامرا.
وانت ياامير المؤمنين على الصراة تجيئك الميرة من المغرب، وفي الفرات تجيئك طرائف الشام ومصر وتلك البلدان، وتجيئك الميرة في السفن من الصين والهند والبصرة وواسط في دجلة وتجيئك الميرة من ارمينية وما اتصل بها حتى تصل الزاب، وتجيئك الميرة من الروم وامد والجزيرة والموصل في دجلة.
وانت بين انهار لايصل اليك عدوك الا على جسر او قنطرة، فأذا قطعت الجسر واخرجت القناطر لم يصل اليك عدوك . وانت بين دجلة والفرات لا يجيئك احد من المشرق والمغرب الا احتاج الر العبور ، وانت متوسط للبصرة وواسط والكوفة والموصل والسواد كله وانت قريب من البر والبحر والجبل.
* * *
ورغم التفجع على الخراب الذي اصاب بغداد فقد استعادت بغداد مركزها القديم عاصمة للملكة العراقية التي تأسست سنة ١٩٢١ ميلادية.
قوة الدينار العراقي عبر التأريخ
الاوراق النقدية التي اصدرها العراق منذ سنة ١٩٣٢م نقود الملك فيصل الاول والتي صدرت في ١٦/٣/١٩٣٢ م اثر صدور نظام العملة الوطنية العراقية بحسب قانون ٤٤لسنة ١٩٣١م. حيث اصبح الدينار وحدة للعملة العراقية ويعادل ٧.٣٥٥٣ غرام من الذهب الخالص، ويعادل وزن الباون الانكليزي الذهبي. وكان الدينار العراقي ايضاً مساوياً لقيمة الباون الانكليزي في كافة دول العالم ويصرف مباشرة في الخارج. مثلما تصرف عملات الدول الكبرى خاصة الدولار الامريكي والعملات الاخرى التي يتم تداولها في العالم اجمع.
وقد صدرت الاوراق النقدية القابلة للتحويل الى ليرات انكليزية. بموجب القانون المرقم ٤٤ لسنة ١٩٣١م ببغداد في ١ تموز ١٩٣١ عن لجنة العملة العراقية تحمل صورة الملك فيصل الاول على اليمين .
نقود الملك غازي الاول صدرت 29/11 /1934م عن لجنة العملة العراقية.
نقود الملك فيصل الثاني صدرت في /7/261941 عن لجنة العملة العراقية.
تأسيس الجمهورية العراقية واثرها على النقود المتداولة
بعد اعلان تأسيس الجمهورية العراقية على اثر ثورة تموز المجيدة سنة ١٩٥٨. اصدر البنك المركزي العراقي في سنة ١٩٥٩ اوراقاً نقدية ومسكوكات تحمل شعار الجمهورية العراقية. وبناء على صدور المرسوم الجمهوري رقم ٤١٥ لسنة ١٩٦٠ فقد الغيت جميع الاوراق النقدية والمسكوكات التي صدرت في العهد الملكي واعتبرت غير قانونية لاتصح الناديات بها اعتباراً من ٦/١/١٩٦١. وبقانون لاحق اصبح البنك المركزي او من يخوله الحق في ان يعوض بالقيمة الاسمية الاوراق النقدية والمسكوكات التي لاتحمل شعار الجمهورية العراقية لغاية ١٩٦١/١/٣١.
العملة المتداولة حالياً
وبعد الغاء العملة اصبحت الاوراق النقدية والمسكوكات الصادرة في العهد الجمهوري والتي سنبين اوصافها بعد قليل هي وحدها العملة القانونية العراقية.
نقود معدنية متنوعة
في الشهر السابع من سنة ١٩٨٠م، شهر تموز، يوليو، July اصبح الدينار العراقي يعادل ٣.٢٠ دولارات امريكية - ثلاث دولارات امريكية وعشرون سنت - ويتم تحويله بهذا السعر لكل المواطنين لاغراض التجارة او السفر او التجارة الى خارج العراق للسياحة او الدراسة او المعالجة الطبية حسب تعليمات البنك المركزي العراقي- دائرة التحويل الخارجي في تلك الفترة من الزمن.
شهد العقد الاخير من القرن العشرين الماضي ابشع جريمة جماعية ضد الانسانية في التاريخ ارتكبت ضد شعب العراق؟! ولما كان الانسان حينما يعود بالذاكره الى الماضي يحلو له ان يكثر من الحديث عن الاشياء الاليمه، اكثر منه عن الاشياء السارة، بأستبعاد كل قول غير مرغوب فيه، او جارح، او حاد لا يلائم المجتمعات الانسانية في العالم،
* * *
عندما بدأت احداث اب (اغسطس) ١٩٩٠ بين العراق والكويت، اصدر مجلس الامن التابع لهيئة الامم المتحدة القرار رقم ٦٦٠/١٩٩٠ في ٢ اب (اغسطس) 1990 والذي هو من النوع العادي للقرارات التي تصدر من المجلس بعد ايه احداث شبيه تقع في العالم. والقرار واقعا في اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وقد دعى العراق الى الانسحاب من الكويت وهناك وجود عدوان مستندا الى نص المادة (٣٩) من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. وكان للقرار جزء ثان على انه يجب على العراق والكويت البدء فورا بالتفاوض لتسوية القضايا العالقة بينهما. مستنداً الى نص المادة (٤٠) من ميثاق الامم المتحدة.
* * *
بعد مرور ثلاثة ايام من صدور القرار انف الذكر. اصدر مجلس الامن القرار رقم ٦٦١/١٩٩٠ في ٦ أب (اغسطس) ١٩٩٠ يفرض من خلاله العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي الشامل ضد العراق ارضاً وشعباً.
مستنداً في ذلك نص المادة (٤١) من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بحجة عدم امتثال العراق لتنفيذ القرار الاول رقم ٦٦٠/١٩٩٠ والذي صدر بتاريخ ٢ آب (اغسطس) ١٩٩٠.
* * *
من اجل تحقيق العدالة بصورة متساوية لكل الدول الاعضاء في هيئة الامم المتحدة، يتوجب على مجلس الامن عند اعتماد- اصدار- اي قرار بمسألة حفظ السلم والامن الدوليين. ان يكون قراره وفقاً لميثاق الامم المتحدة. وكما حدد ونظم نشاطه وصلاحياته استناداً الى نص المادة (٢٤) من الميثاق. وكما جاء بالضبط، ومسلسلاٌ للفصول والمواد الواردة. لا ان يتخطى مجلس الامن، او بمعنى اوضح ان يقفز من الفصل السادس الى الفصل السابع مباشرة دون اتخاذ اية تدابير او اجراءات لتنفيذ نص المادة (٤٠) الواردة بقراره الاول رقم ٦٦٠/١٩٩٠. ان اصدار مجلس الامن لقرار العقوبات الاقتصادية والحصار رقم ٦٦١/١٩٩٠جاء حسب هوى ومزاج بعض الاعضاء الدائمي العضوية بمجلس الامن بقصد انزال الاذى بالشعب العراقي وتجويعه. وهذا الوضع يتنافى مع العقل والواقع والقيم ومبادئ واهداف ميثاق الامم المتحدة؟! لان ذلك يعني تحقيق مصالح خاصة لحساب على طرف اخر. وضرب وهدم المصالح المشتركة التي ترتبط شعوبها بالدرجة الاولى، من علاقات وتعاون متينة وطيبة وقديمة. وان هيئة الامم المتحدة انشأت اساسا من اجل حل المشاكل والنزاعات الدولية سلمياً، لاتوسيعها واطالتها، خاصة النزاعات التي تتخطى ابعادها حدود دولة واحدة . وتحسين العلاقات الدولية، وفقاً لما جاء بديباحة (مقدمة الميثاق) ومقاصد هيئة الامم المتحدة ومبادئها .لكن! موقف مجلس الامن بدلاً من ذلك واصل اصدار القرارات ضد العراق وشعبة؟! دون اتخاذ اية مبادرات واضحة، او اية تدابير واجراءات سلمية صادقة لجمع طرفي النزاع للتفاوض. وانما موقفاً عدائياً مباشراً ضد العراق وشعبه. فقام بأصدار قراره المشؤوم رقم ٦٧٨/١٩٩٠ في ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٠ يعلن فيه استعمال كافة وسائل القسر لتطبيق القرار رقم ٦٦٠/١٩٩٠ انف الذكر مستنداً في ذلك الى نص المادة (٤٢) من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
* * *
وفي ليلة ١٦/١٧ كانون الثاني (يناير) قامت دول التحالف بشن عدوان مسلح غادر على العراق، بعد ان حشدت لعدوانها ٢٨ جيشاً من ٣٣ دولة وغيرها الكثير من الامكانيات المادية والتقنية والسياسية والاعلامية والمالية الهائلة.
هدفها الاساسي تحقيق الانقضاض والانتقام من العراق تاريخاً وحضاره.
تجلى ذلك واضحاً للعالم اجمع لتسبب دول التحالف في قتل عشرات الالاف من المدنيين في مدن العراق. ودمرت العديد العديد من الطرق والجسور ومعامل ومخازن الاغذية وجوامع وكنائس ومنشأت مدنية عديدة ولم تسلم محطات توليد الطاقة الكهربائية وتصفية المياه والصرف الصحي.
واقترافها ابشع جريمة حرب ضد الانسانية لقصفها ملجأ العامرية بقنابل ذكية خاصة لقتل البشرية؟! راح ضحيته استشهاد المئات من الابرياء المدنيين الذين تفحمت اجسادهم حرقاً ومن ضمنهم العديد من النساء والشيوخ والاطفال.
استخدمت دول التحالف في عدوانها ضد العراق كافة انواع الاسلحة المحرمة دولياً خاصة اليورانيوم المستنفء (المنضب) والفسفور الابيض والقنابل العنقودية. وقد كانت هذه الاسلحة ترى بالعين المجردة ليلاً في سماء بغداد، استمر هذا العدوان ٤٢ يوماً (اثنان واربعون يوماً). قذفت دول التحالف فوق الاراضي العراقية الصواريخ الفتاكة؟! والتي هي جزء مهم من كوكب الارض. فهذا العدوان ليس موجهاً ضد الانسانية فحسب ، بل انه عدوان ضد البيئة والطبيعة ايضاً، وقد استهدف العدوان العديد من المدن العراقية والتي تبعد مئات الكيلو مترات عن منطقة النزاع الاصلية وهي الكويت. خاصة محافظة نينوى التي تقع في شمال العراق والتي تبعد عن الكويت ما يزيد عن الالف كيلو متر.
كما تم تدمير صومعة الغلال Grain silo وهي المخازن التي تستودع فيها الحبوب والاعلاف والقمح الذي يعتبر من المواد الغذائية بعد تحويلة الى طحين لصناعة الخبز والصمون والمعجنات التي تقدم الى الانسان العراقي عند تناوله وجبات الطعام الرئيسية اليومية للفطور والغداء والعشاء والضرورية لحماية الانسان من الجوع والمرض والموت! كما تم تدمير جسر الجمهورية ببغداد الذي يربط مابين منطقتي الباب الشرقي عند ساحة التحرير وكرادة مريم في جانب الكرخ. وقد تم انشاء الجسر لعبور المدنيين اصلا. وقد اطلق عليه لاول مرة جسر الملكة عالية وهي زوجة جلالة الملك غازي الاول ووالدة جلالة الملك فيصل الثاني
* * *
تم سحب القوات المسلحة العراقية من الكويت انسحاباً منظماً يوم 25 شباط (فبراير) 1991.
وهذا مايوقف الاستمرار في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم ٦٦١/١٩٩٠ والذي صدر في ٦ أب (اغسطس) ١٩٩٠ ورفع العقوبات الاقتصادية ورفع الحصار ايضاً نظراً لزوال الاسباب التي اعتمدها مجلس الامن من اجل القرار المذكور. ووفقاً لمبادئ ومنطق الحق والعدل والانسانية والانصاف.
* * *
لم يتوقف عدوان مجلس الامن ضد العراق وشعبه بعد توقف العدوان المسلح الغادر الاثيم؟! بل واصل المضي في اصدار القرارات الجائزة. فقد خلطت الاوراق ، وانتهكت القيم الحقيقية لميثاق الامم المتحدة.
اخذت بعض الدول المتحضرة تتبجح علانية في مواصلة ايذاء الشعب العراقي تحت ظروف حصار خانقة وعقوبات اقتصادية قاسية لم يسبق لها مثيل في تأريخ الانسانية على الاطلاق؟! وهذا ما شهدناه على الطبيعة او على ارض الواقع. استمرت المساومات على قرارات مجلس الامن في المزادات السرية الخاصة، كأسهم وقروض يمكن الانتفاع منها وتداولها في بورصة نيويورك ولندن. وتحولت الشعارات الرنانة المطالبة بالديمقراطية وحقوق الانسان مجرد اسهم وسندات تتدوال في اسواق المال والاعمال الدولية وستشهد بذلك اجيالنا القادمة في المستقبل يوم تتوحد الحضارة الانسانية وتنبذ كل مايجري في عالم اليوم من انتهاكات ضد الانسانية تحت مظلة الامم المتحدة الحالية.
ضاربين عرض الحائط الشرعية الدولية والقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة اصلا.
فبعد ان سحب العراق قواته من الكويت تنفيذاً لاول قرار صدر من مجلس الامن بهذا الشأن والذي يحمل الرقم ٦٦٠/١٩٩٠ في ٢ أب (اغسطس) ١٩٩٠ فقد كرر مجلس الامن اصدار القرارات بقصد ايذاء الشعب العراقي وذلك باصدار قرارين اخرين في ٢ اذار (مارس) ١٩٩١ دون اي اشارة الى سحب القوات العراقية من الكويت او رفع الحصار.
رغم انسحاب القوات العسكرية العراقية من الاراضي الكويتية منذ تاريه ٢٥ شباط (فبراير) ١٩٩١م وعودة الامن والسلام الى نصابهما. لكن ! مجلس الامن واصل فرض العقوبات الاقتصادية ضد الشعب العراقي وتجويعه وقتله وحرمانه من استيراد الغذاء والدواء وحتى حليب الاطفال ... مما ادى الى قتل وموت الملايين من كبار السن والاطفال دون سن الخامسة ؟! وهذه المعلومات الحزينة لانود اعادة كتابة تفاصيلها لانها لازالت موثقه ومحفوظه لدى منظمة الصحة العالمية التابعة الى هيئة الامم المتحدة. بسبب المأسي والكوارث جراء اصدار قرارات مجلس الامن ضد الشعوب بموجب مادتي المنع والقسر المرقمتين مادة ٤١ ومادة ٤٢ من الفصل السابع من ميثاق هيئة الامم المتحدة . والتي تتحول فيها هذه القرارات فور تطبيقها وتنفيذها الى احكام قضائية قاسية ضد الانسانية والحاطة بالكرامه! كما انها احكاماً طويلة الامد غير ملتزمتين او مقيدتين او محددتين بزمان او مكان ؟! وبكل فخر واعتزاز وقوة حبي الى وطني العراق وشعبي المظلوم ولدوافع انسانية وقفت مع الرأي العام العالمي رافعاً يدي الى الاعلى واصرخ وانادي بأعلى صوتي قائلاً:
- ارفعوا العقوبات الاقتصادية التي فرضت ضد شعبنا العراقي منذ سنوات طويلة!
كما طالبت بتعديل الفصل السابع من ميثاق هيئة الامم المتحدة عند نشر كتابي الموسوم بعنوان : واقع ومستقبل الامم المتحدة 2 والمودع قانونيا في العراق. برقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 642 لسنة 2021
- ارفعوا اصلاح القانون الدولي الانساني. اعيدوا اصلاح ميثاق هيئة الامم المتحدة لاصلاح الفصل السابع لمادتي - المنع والقسر- مادة ٤١ ومادة ٤٢ لان ميثاق هيئة الامم المتحدة قد تم تشريعه عندما كانت البشرية جمعاء تعاني ظروف مأساوية وويلات قاهرة؟! اثناء اشتعال نيران الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين الماضي ونحن اليوم نشهد التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي في القرن الحادي والعشرين قد ادى الى تقوية العلاقات العلمية والتعليمية والثقافية والسياحية والتعاون الانساني بين كافة ابناء المجتمع الدولي الذي ظهر واضحاً وجلياً للقضاء على انتشار فايروس كرونا (كوفيد١٩) في العالم اجمع دون اي تمييز . وكان اوائل الفئات البشرية الذين ساهموا وتطوعوا وقدموا وشجعوا التعاون الدولي هم من الشباب اناثاً وذكوراً من الذين ولدُوا في ظروف السلام الذي يسود فوق كوكب الارض بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية . كما تحقق في القرن الحادي والعشرين تغييرات عظيمة في العديد من ابناء شعوب العالم خاصة المساواة مابين المرأة والرجل في الكثير من الحقوق والواجبات والوظائف التي كانت متخصصة للرجل فقط كالقضاء والدفاع العسكري وغيرها.
وفي العديد من دول العالم كما تم انتشار علاقات جديدة بين شعوب الارض مثل ثقافة التواصل الاجتماعي واعمال الخير والتعاون الانساني والامن والسلام في العالم اجمع دون اي تمييز. وتشجيع الجامعات والكليات والمعاهد والعلماء والمفكرين على دراسة تعديل مواد الفصل السابع من ميثاق هيئة الامم المتحدة لاسباب انسانية
* * *
ومن اجل توفير العيش الرغيد، والعمر المديد الى كافة ابناء البشرية جمعاء فوق كوكب الارض.
على اسس الحرية والعدالة والامن والسلام في العالم اجمع، ومن اجل تحقيق المساواة والعدالة واحترام حرية وحقوق الانسان فوق كوكب بالافعال لا بالقوال ... بكل الخير والمحبة والسلام.
يتطلب الموقف الدولي اليوم اعادة اصلاح المادتين - المنع والقسر - المرقمتين المادة ٤١ والمادة ٤٢ من الفصل السابع من ميثاق هيئة الامم المتحدة وجعلهما كما يلي :-
المادة ٤١ لمجلس الامن ان يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله ان يطلب الى اعضاء الامم المتحدة تطبيق هذه التدابير، ويجوز ان يكون من بينهما وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً او كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية.
يضاف الى نص المادة (٤١) الفقرات التالية:
١- يستثنى من المنع كافة السلع والخدمات المتعلقة بالغذاء والدواء والكساء والثقافة والتعليم وكافة المستلزمات الضرورية الانسانية الاخرى استيرادا او تصديرا او مقايضة او مرورا (ترانزيت).
٢- لايشمل تطبيق المنع على الدول الاعضاء الذين تواجههم مشاكل اقتصادية خاصة، تنشأ عن تنفيذ هذه الاجراءات والتدابير، لها الحق ان تتذاكر مع مجلس الامن والجمعية العامة بصدد حل هذه المشاكل، ايهما اقصر سبيلا.
٣- فرض كافة اجراءات وتدابير المنع حال انتهاء النزاع، وزوال فرض المنع فورا، دون ابطاء، او وضع اية شروط او اسباب ثانوية - جديدة كانت او اضافية- اخرى لاطالة امد المنع والحصار.
المادة ٤٢ اذا رأى مجلس الامن ان التدابير المنصوص عليها في المادة ٤١ لا تفي بالغرض او ثبت انها لم تف به، جاز له ان يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الاعمال ما يلزم لحفظ الاعمال المظاهرات والحصر والعمليات الاخرى بطريق القوات الجوية او البحرية او البرية التابعة لاعضاء "الامم المتحدة".
يضاف الى نص المادة (٤٢) الفقرات التالية:
١- لا يجوز ان تتناول اعمال المظاهرات والحصر والعمليات العسكرية الاخرى، بطريق القوات الجوية او البحرية او البرية التابعة لاعضاء الامم المتحدة او لاعضاء منظمة اقليمية عن الرقعة الجغرافية - الحدود الجغرافية لموقع النزاع- لمنطقة النزاع الاصلية، وفي اي حال من الاحوال الجغرافية او الجوية ولاية اسباب اخرى.
٢- لدى انتهاء النزاع واعادة السلم الى نصابه ترفع فورا - تلقائياً- كافة اجراءات وتدابير المنع والقسر السابقة ان وجدت.
٣- لدى قبول الاطراف المتنازعة وقف اطلاق النار. وبقاء قوات مسلحة تابعة لاحد اطراف النزاع فوق اراضي الاخر، فعلى مجلس الامن او الجمعية العامة تشكيل قوات طوارئ دولية للاشراف على انسحاب تلك القوات المسلحة، على ان لاتتجاوز مدة الانسحاب عن ١٨٠ يوما (مائة وثمانون يوماً) من تأريخ وقف اطلاق النار.
٤- ارسال ممثلين اثنين او اكثر من هيئة الامم المتحدة الى طرفي النزاع/ الاطراف المتنازعة وفي وقت واحد من اجل الوصول الى حل النزاع بالطرق السلميه والودية ، حتى اتمام الصلح بينهما \ بينهم.
لكن! ما يحزن القلوب ويدميها, وتذرف العيون الدموع العزيزة؟!
لأن مجلس التابع الى هيئة الامم المتحدة لم يحرك ساكناً ولم يستجيب الى ندائي ونداء الرأي العام العالمي الانساني الى رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية الطويلة الامد التي تجاوزت ثلاثة عقود؟! وينطبق عليكم قول الشاعر العربي عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي
كما ان هذا الشعر يستعمل عند عامة العرب للتعبير عن السخط الحاصل تجاه شخصية ذات مسؤولية او اتجاه السلطات الحاكمة.
وهذا البيت اشتهر به الشاعر المذكور اسمه اعلاه الذي عاش في الفترة بين عامي 525 و 642 والذي يتوافق مع بعض ابيات له قال ايضاً فيمن لافائدة فيه ولارجاء. ومهما حاولت نصحه فلم يستجيب, وهي التالي :-
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي
* * *
(( * نار نضخت بها : نار تبقى مشتعلة للتدفئه واضاءة الطرق المظلمة للناس ليلاً . عند مواصلة وضع الاخشاب فوق النار واذا ذاك تروح الاخشاب تشتعل مرسلة لهيباً عالياً. وترو النار ثائرة.))
ولو نار نضخت* بها اضاءت
ولكن انت تنفخ في رماد
كما انه عادة يستعمل هذا التعبير عند العرب للتعبير عن السخط الحاصل تجاه شخصية ذات مسؤولية او اتجاه السلطات الحاكمة. تشبه سلطة مجلس الامن في فرض نار نضخت بها: نار تبقى مشتعلة للتدفئة واضاءة الطرق المظلمة للناس ليلاً. عند مواصلة وضع الاخشاب فوق النار. واذ ذاك تروح الاخشاب تشتعل مرسلة لهيباً عالياً . وترتفع النار ثائرة.
العقوبات القاسية ضد شعوب الارض كما فرضت ضد الشعب العراقي لمدة ٣١ سنة (واحد وثلاثون سنة) كما مفصل ادناه لاطلاع اجيالنا القادمة عبر تأريخ الانسانية في المستقبل:-
من اجل كشف الحقيقة واكبر الادلة على ذلك فرض العقوبات الاقتصادية ضد العراق بموجب قرار مجلس الامن رقم ٦٦١/١9٩٠ والصادر بتاريخ ٦ آب (اغسطس) ١٩٩٠ استناداً الى المادة (٤١) من الفصل السابع من ميثاق هيئة الامم المتحدة وبعد ان دفع العراق كافة التعويضات التي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات الامريكية الى دولة الكويت وغيرها انهت لجنة العقوبات عملها في اواخر سنة ٢٠٢١م.
اي ان العقوبات قد استمرت ٣١ سنة / (واحد وثلاثون سنة) وابلغت اللجنة مجلس الامن ان العراق قد سدد كافة التعويضات واوفى انهاء كافة التزاماته الى هيئة الامم المتحدة وسوف يسمح للبنك المركزي العراقي بعقد الصفقات والتحويلات مع كافة المصارف في العالم بكل حرية ودون اية معوقات في المستقبل.
حيث أن للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة - إلى درجة حقيقية جدا – سلطات تشريعية ويمكن أن يكون لها لما (تسنه) من قواعد نفس ما للمعاهدات والقواعد العامة التي يتضمنها القانون الدولي من صور الإرغام .
قد تكون هذه أقوى أو اضعف ، ولكن الأمر يتوقف على عوامل كثيرة ، بما فيها الميزة التي تكمن في القاعدة ، كما أن تفسير السبب الذي دعا أليه بلد إلى نكث وعد ثنائي أسهل من توضيح الدافع الذي اضطره إلى التصرف على نحو يتعارض مع الرأي الذي اجمع عليه العالم . وللعمل عن طريق الأمم المتحدة مخاطرة، إذ قد توصي بقاعدة لا نرغب في النزول على حكمها لأسباب مثل صعوبة التأكد من القبول، ولكن شعور بلد ما بالقلق من ناحية قواعد لا يرضى عنها ، ينبغي ألا يخفي اهتمامه الأساسي ، وفي الأجل الطويل بصورة وجود قواعد .
أن المعرفة الإنسانية وتطوير العقل البشري نحو الخير ، يخترع أشياء جديدة بسهولة اكبر من الكلمات الجديدة . كما إن اللغة تسبق قواعدها ، فالسياسية تسبق النظرية السياسية . وإذا كان من اللازم وضع تقاليد عادلة ودائمة لميثاق الأمم المتحدة ، فمن الضروري تحطيم سلسلة القيود والعراقيل التي تقف حائلا دون تعديل ميثاق الأمم المتحدة ، خاصة النصوص الواردة في المادتين (108) و(109) من الميثاق. فعلى الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية تجاوز هاتين المادتين اللتين عفى عليهما الزمن ، واتخاذ إجراءاتها لتعديل ميثاق الأمم المتحدة وفقا لهذه الدراسة الشخصية المستقلة . أو أجراء أية تعديلات أخرى جديدة يتطلب تظافر الجهود السياسية والدبلوماسية للمفكرين وخبراء القانون الدولي المعاصر قصد الدرس والتحقيق ، والتدقيق والتوفيق، لا في مستقبل الأمم المتحدة فحسب ، وإنما إعادة النظر في ازدهار ونمو العلاقات الودية بين الأمم . من اجل الحضارة الإنسانية دون أي تفريق أو تمييز . والذي يعتبر أمرا جوهريا لرفاهية الإنسانية جمعاء .
على أسس الحرية والعدل والأمن والسلام في العالم وفي تحقيق المساواة والعدالة واحترام حرية وحقوق الإنسان فوق كوكب الأرض .
من اجل أن تستقبل البشرية جمعاء وهج الشمس ونورها في القرن الحادي والعشرين .
بكل الخير والمحبة والسلام .
1400 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع