أربيل الوجه المشرق للعراق!

محمد واني

‏ أربيل الوجه المشرق للعراق! ‏

يوم بعد آخر يظهر رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني براعته في جمع الفرقاء السياسيين العراقيين وغير ‏العراقيين على أرضية مشتركة من خلال تطوير نشاطاته الدبلوماسية والثقافية وزياراته المكوكية المستمرة ‏لعواصم الدول الإقليمية والدولية لترسيخ السلام وتطوير العلاقات السياسية والتجارية مع العراق والدول الإقليمية ‏والعالمية وكذلك من خلال مشاركاته الفاعلة في المنتديات والمؤتمرات الموسعة التي تعقد بشكل دوري باشرافه ‏وتحت رعايته بغية ترسيخ ركائز السلام والمحبة والعلاقة الإنسانية المتطورة بين الشعوب العراقية والإقليمية ، ‏وفق هذا النهج الدبلوماسي المرتكز على الحوار والتواصل الحضاري وفكرة نبذ الخلافات الطائفية والعرقية التي ‏ينتهجها رئيس الإقليم.‏
فقد باشرت مؤسسة "روداو"الاعلامية العملاقة تحت رعايته بإقامة اكبر منتدى حواري في أربيل العاصمة ‏وربما في الشرق الأوسط للسنة الثانية على التوالي لاستضافة واستقبال نخب متخصصة في العلوم والتربية ‏والسياسية والثقافية من جميع انحاء العالم "أمريكا وروسيا وتركيا والأردن والامارات العربية و.. لوضع الأسس ‏الصحيحة لعلاقة حضارية راقية بين مجتمعات وشعوب المنطقة ، ونشر السلام في ربوعها .‏
استمرت اعمال المنتدى على مدى يومين (1 ــ 2 مارس 2023) حافلة بالنشاطات السياسية والعلمية المكثفة. ‏تناولت سلسلة من البحوث السياسية القيمة تحت عنوان (نقاط التحول ومستقبل الشرق الأوسط) ، تضمنت ‏الجلسات الأولى مواضيع علمية عن الطاقة"التغييرات في امن الطاقة ومنافسة الطاقة في الشرق الأوسط" لنائب ‏وزير الطاقة الأمريكي السابق وروبن ميلز والرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة ثم اعقبتها محاضرة ل "جيمس ‏جيفري"رئيس برنامج الشرق الأوسط "بعنوان "ماهو توجه تركيا بعد 100 عام من تأسيسها ....ومواضيع ‏أخرى مهمة تناولت حزمة من القضايا الشائكة التي يعاني منها العراق والعراقيل التي تواجه امنه واستقراره ، ‏أسبابها ودوافعها؟ وكذلك بحث ودراسة "الاستمرارية والتغييرات في السياسة الإيرانية" للدكتور"حقي ‏ايغور"و"ايروين فان فين" رئيس برنامج الشرق الأوسط في وحدة أبحاث النزاعات. ‏
والحقيقة ان الإقليم شهد تطورا ثقافيا وسياسيا وعمرانيا ملحوظا منذ 2003 ، هذه النشاطات الثقافية والمظاهر ‏الحضارية التي تميزت بها العاصمة أربيل بشهادة ميدانية من قبل المراقبين والوفود العربية والاجنبية ، قابلتها ‏مظاهر الجهل والتخلف والعودة الى حقبة القرون الوسطى في بغداد ؛ الوجه الاخر القبيح للعراق الجديد! ، لاشيء ‏في مدينة الرشيد‎ ‎وابوجعفرالمنصور ينم عن الازدهار والتقدم ومواكبة العصر ، الفساد والفوضى ضاربة ‏اطنابها في مؤسسات الدولة التي تتحكم فيها ميليشيات طائفية تشكل دولة قوية داخل الدولة الرسمية الهشة.‏
هذا البون الحضاري الشاسع بين مجتمعين مختلفين وقوميتين متباينتين داخل دولة واحدة ، شكل صراعا مريرا ‏وداميا مستمرا في كثير من مراحل تأسيس الدولة العراقية. لم يكن سهلا على الحكام الطائفيين في بغداد وهم ‏يرون أربيل تتقدم في ميادين الحياة وتنال اعجاب العالم بينما عاصمتهم تغوص في الفوضى والفساد العارم ‏وتعتبرها المنظمات الدولية اسوء مدينة في العالم لاتصلح للعيش الإنساني! وكان لابد لحكام بغداد ان يعملوا على ‏إيقاف عجلة النهضة الحضارية لأربيل ويضعوا حدا لتطورها المستمر بكافة الوسائل المادية والمعنوية ومن ‏خلال استهدافها عسكريا وسياسيا وخنقها اقتصاديا وقطع الميزانية ورواتب الموظفين عنها ولم يتركوا طريقا ‏شيطانيا الا وسلكوه لإزالة هذا الكيان المتطور الذي تحول الى"وصمة عار"على جبينهم تذكرهم دائما بعجزهم ‏وفشل سياساتهم في إدارة الدولة وتحقيق ابسط متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين ، وهم في محاولة دائمة لاسقاط ‏المدينة او اجبارها على الاستسلام واعادتها صاغرة الى السلطة المركزية الحديدية الشبيهة بالنظام البعثي البائد او ‏اكثر منه شراسة ووحشية.. عند ذلك وبذلك تكون اربيل وبغداد سواء بسواء كليهما يمثلان الوجه القبيح للعراق ‏الجديد و.. "ما حدا احسن من حدا!" على قولة الاخوة اللبنانيين!‏

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع