النشاط الاستخباراتي السوفيتي في الخارج

د. جابر أبي جابر

النشاط الاستخباراتي السوفيتي في الخارج

اهتم السوفيت منذ بداية ثورة أكتوبر بالأمن السياسي والاستخبارات لمحاربة أعدائهم في الداخل والخارج. وقد سعى ستالين، بعد أن أصبح الزعيم الأوحد في البلد، إلى تعزيز أجهزة الاستخبارات الخارجية وإمدادها برجال أقوياء العزيمة مثقفين ومتقنين لعدة لغات أجنبية.

وفي المرحلة الأولى (حتى مطلع الثلاثينات) كان على رأس مهامهم رصد نشاط المهاجرين الروس المناوئين للسلطة الشيوعية وخطفهم أو اغتيالهم، إذ اقتضى الأمر، إلى جانب مراقبة تحركات خصم ستالين اللدود تروتسكي وأنصاره.

وحتى وفاة ستالين كانت تنشط في أوروبا وبقية دول العالم هيئتان استخباريتان سوفيتيتان وهما فرع الاستخبارات الخارجية التابع لوزارة الداخلية والاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع. والمعروف أن الاستخبارات العسكرية لم تكن دائماً فعالة خلافاً لما كانت عليه الاستخبارات الخارجية. ويعود ذلك إلى شكوك الحكومة السوفيتية في دقة المعلومات الآتية من العسكريين، الذين كانوا يقدمون، في أغلب الأحيان، معطيات مشوهة أو مبالغ بها سعياً منهم إلى تضخيم الخطر العسكري الأجنبي بغية زيادة الميزانية الدفاعية.
ومع صعود النازية وتوتر الأوضاع الدولية أصبح نشاط الاستخبارات السوفيتية ينصب على التجسس الصناعي العسكري، والتجسس السياسي الرامي إلى استبيان الأوضاع السياسية في هذا البلد الأجنبي أو ذاك، ومعرفة ما يدور هناك ما وراء الكواليس، فضلاً عن إقامة أوثق العلاقات مع الأحزاب الشيوعية ودعمها. وقد كانت الأغلبية العظمى من رجال الاستخبارات السوفيتية في الفترة بين الحربين العالميين من اليهود السوفيت. كما تعامل مع هذه الأجهزة في تلك الفترة وخلال العقود اللاحقة جواسيس أجانب من مستوى رفيع. وكان هؤلاء يعملون لصالح الاتحاد السوفيتي انطلاقاً من اعتبارات إيديولوجية ، إذ أن الآلة الدعاية السوفيتية خدعت الكثيرين، وخاصة أنصار الفكر الاشتراكي، بتزييفها للواقع السوفيتي .كما أن ذلك جاء على وقع عوامل موضوعية مثل الأزمة المالية العالمية(1929-1933) التي عصفت بالغرب، ونجاحات عملية التصنيع الثقيل في الاتحاد السوفيتي.
ومن أشهرهؤلاء مجموعة خريجي جامعة كمبريدج، التي ضمت خمسة من أبناء العائلات الأرستقراطية البريطانية (كيم فيلبي ودونالد ماكلين وأنتوني بلانت وغيه برجيس وجورج بليك). وقدمت هذه الخماسية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي معلومات في غاية الأهمية عن أعمال الاستخبارات البريطانية والأمريكية وكذلك حول القوات المسلحة في بريطانيا والولايات المتحدة إلى جانب نشاط الدبلوماسية الأوروبية. وكان هؤلاء يشغلون مناصب رفيعة في السلك الدبلوماسي أو الأجهزة الاستخباراتية لبلدهم.
في عام 1938 أرسل السوفيت إلى بروكسل رجل الاستخبارات النمساوي اليهودي ليوبولد تريبر بمهمة إنشاء شبكة تجسس للعمل في أوروبا الغربية. وسرعان ما تسنى له تحقيق ذلك واطلقت على مجموعته تسمية" جوقة الترتيل الحمراء". وبعد دخول القوات النازية إلى بلجيكا في أيار/مايو عام 1940 نقل نشاطه لفرنسا. وفي أيار/مايو عام 1941 أرسل تريبر بالإضافة للمعلومات الاقتصادية والعسكرية، التي حصل عليها، تبليغة هامة جداً تشير إلى أن الألمان قاموا بنقل قوات كبيرة من الغرب إلى الحدود السوفيتية. ثم ما لبث أن أبلغ "المركز " بالتاريخ الدقيق لهجوم القوات النازية القادم على الاتحاد السوفيتي. وطبعاً لم يثق الزعيم السوفيتي بهذه المعلومات نظراً لاعتقاده الراسخ بأن هتلر لن يهجم على البلد قبل أن يستولي على بريطانيا بصورة نهائية.
وفي فرنسا افتضح أمر هذه المجموعة واعتقل الغستابو معظم أفرادها بما في ذلك تريبر نفسه. ولكنه استطاع بإعجوبة الهرب وقد ساعده الشيوعيون الفرنسيون بالاختفاء عن أنظار النازيين. ثم انضم رجل الاستخبارات السوفيتي إلى حركة المقاومة الفرنسية وأبلى بلاء حسناً في مقارعة الجيش النازي. وعقب انتهاء الحرب عاد إلى الاتحاد السوفيتي حيث اعتقل على الفور وحوكم بالسجن لمدة 15 عاماً. وبعد وفاة ستالين أفرج عنه.
ومن أبرز الجواسيس السوفيت في تلك المرحلة ريخارد زورغيه، الذي عمل في طوكيو بصفة ملحق صحفي في السفارة الألمانية من عام 1932 وحتى عام 1941. وقد ارتبط زورغيه بعلاقة شخصية وثيقة مع السفير الألماني أوغين أوت، الذي كان يستشيره في قراراته ويشاطره المعلومات الآتية من برلين ويطلعه كذلك على نتائج اللقاءات مع القيادة اليابانية. وتسنى لزورغيه تزويد مركز موسكو بمعلومات قيمة إلى حد كبير، ومن ضمنها الإبلاغ عن نوايا هتلر الهجوم على الاتحاد السوفيتي، وتحديد موعد العدوان الألماني بدقة. كما استطاع تطمين القيادة السوفيتية بعدم نية الحكومة اليابانية دخول حرب ضد السوفيت في عام 1941 مما جعلها تستدعي من مناطق الشرق الأقصى وسيبيريا قوات كبيرة كانت في أمس الحاجة إليها للدفاع عن موسكو(18 تشكيلاً عسكرياً و1700 دبابة وأكثر من 1500 طائرة). وبفضل هذه القوات تسنى للقيادة العسكرية السوفيتية تجنب سيطرة الألمان على العاصمة. كما استطاع زورغيه، إلى حد كبير، قلب مسار الحرب حيث اتخذت الحكومة اليابانية تحت تأثير مجموعته قراراً بتدمير الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربر، مما دفع واشنطن إلى إعلان الحرب على اليابان والانضمام إلى الائتلاف المعادي للهتلرية.
وبعد اعتقاله في عام 1941 لم يقرر الزعيم السوفيتي مبادلته بسجناء يابانيين في الاتحاد السوفيتي نظراً لاعتقاده بأن زورغيه عميل مزدج. والمعروف أن قريبه فريدريك أدولف زورغيه كان أحد مؤسسي الأممية الأولى وعمل سكرتيراً لكارل ماركس.
ومن الجواسيس الشهيرين، الذين عملوا في أوروبا لصالح الاتحاد السوفيتي عالم الخرائط الجغرافية المجري شاندور رادو. فقد أنشأ مجموعة استخباراتية في سويسرا تحت ستار دار الطباعة والنشر " جيوبريس " وتمكنت المجموعة من إبلاغ السوفيت معلومات هامة إلى أقصى درجة حول مرابطة القوات النازية على الحدود السوفيتية وتحركاتها، وخاصة أثناء معارك ضواحي موسكو(1941) ومعركتي ستالينغراد وكورسك(1942-1943) فضلاً عن تفاصيل البرنامج الذري الألماني. وبعد انتهاء الحرب تعرض رادو إلى السجن في الاتحاد السوفيتي بتهمة التجسس. وبعد وفاة ستالين برّئت ساحته وعاد إلى وطنه المجر. وقد كشف رادو النقاب في عام 1971 عن أن العالم الفيزيائي الألماني فبرنر غيزنبورغ كان يعرقل عمداً تطوير البرنامج المذكور.
أما يان تشيرنياك (يانكيل بن خسوفتش) فقد كان يعمل متنقلاً بين عدة دول أوروبية واستطاع أن ينشئ شبكة جاسوسية واسعة في ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية. وقد حصل في عام 1941 على نسخة من خطة هتلر"بارباروسا" المتعلقة بالهجوم على الاتحاد السوفيتي. وبدءاً من عام 1942 كانت شبكة تشرنياك تزود السوفيت بالمعلومات الخاصة بالأبحاث الذرية في بريطانيا. وقبيل اندلاع معركة كورسك الشهيرة أرسل إلى القيادة العسكرية السوفيتية الخطة العملياتية للهجوم الألماني قرب هذه المدينة. وفي ربيع عام 1945 توجه إلى الولايات المتحدة لتتبع العمل في المشروع الذري الأمريكي. وخلال النصف الثاني من الأربعينات تسنى لأعضاء شبكته هناك إرسال العديد من تصاميم ومخططات القنبلة الذرية الأمريكية.
وقد وصل عمل الأجهزة الخاصة السوفيتية في بلدان الغرب إلى أوجه في الأعوام 1934-1944 أي خلال فترة النشاط الأقصى لخماسية كمبريدج. و آنذاك لعب دوراً هاماً أحد مؤسسي القسم الخارجي في الشرطة السرية السوفيتية الإيطالي الأصل أرتوز أرتوزوف (فراوتشي)، الذي لقي فيما بعد نفس المصير المأساوي للعديد من كبار رجالات الاستخبارات السوفيتية بعد أن قدموا خدمات جليلة للنظام السوفيتي بكل صدق وتفان.
وثمة عدد كبير من زملاء أرتوزوف تعرضوا للتنكيل بعد عودتهم من البلدان التي كانوا يعملون فيها. أما الذين لم ينصاعوا لأوامر موسكو بالعودة خشية من بطش ستالين فلم يتسن لمعظمهم الإفلات من براثن السلطة السوفيتية. ومن بين هؤلاء إغناتي(ناتان) ريس، الذي كان يعمل في باريس خلال الأعوام 1932-1937. فعندما استدعي إلى موسكو قرر البقاء في الخارج حيث أدرك تمام الإراك أن العودة ستعني هلاكه المحتوم أسوة بالكثيرين من أمثاله العائدين. وقد نشر في الغرب رسالة مفتوحة إلى ستالين ندد فيها بحالات الإعدام الجماعي، التي طالت أبرز رجالات الحزب والدولة في الاتحاد السوفيتي، ثم هرب إلى سويسرا حيث أقام مع عائلته في قرية شبه مهجورة. وبعد فترة وجيزة قتل على أيدي مجموعة رجال استخبارات أرسلت من موسكو خصيصاً لهذا الغرض بقيادة نائب رئيس فرع الاستخبارات الخارجية سيرغي شبيغلغلاس، الذي، بدوره، أُعدم في عام 1941 (الكسندر أورلوف. التاريخ السري لجرائم ستالين. موسكو، دار نشر"فسيميرنويه سلوفو"،1991).
وفي عام 1930 هرب من اسطنبول إلى فرنسا رجل الاستخبارات السوفيتية غيورغي آغابيكوف الذي عمل في أفغانستان وإيران وتركيا. ويرجع سبب هروبه إلى خيبة أمله من أساليب عمل الأجهزة الخاصة السوفيتية في الخارج ومعارضته لسياسة الكرملين. وقد نشر في الغرب باللغة الإنجليزية كتابين يفضح فيهما النظام السوفيتي وهما"مذكرات رجل استخبارات" و"كيف يعمل جهاز التشيكا؟". وأسفر صدور هذين الكتابين عن اعتقال عشرات العملاء السوفيت في إيران وبلدان الشرق الأوسط الأخرى فضلاً عن توتر العلاقات بين موسكو وطهران. وفي النهاية تسنى لمجموعة من جهاز الأمن السري السوفيتي تصفيته في فرنسا.
ومن أبرز عملاء الاستخبارات السوفيتية فالتر كريفتسكي (صموئيل غينزبرغ) الخبير في بلدان أوروبا الغربية، الذي كان يتقن إلى جانب الروسية لغات عديدة منها الألمانية والفرنسية والبولندية والهولندية والإيطالية. وخلال عمله بألمانيا استطاع في عام 1936 أن يكشف عن مضمون المباحثات السرية بين وزير الخارجية الألماني روبنتروب والملحق العسكري الياباني هيروسي اوسيما، وتصوير مجموعة كاملة من المراسلات السرية للملحق العسكري الياباني مع القيادة العسكرية والسياسية العليا في طوكيو. كما اشترى من مسؤول فاشي كبير مخططات غواصة إيطالية حديثة. وفي أواخر العام المذكور تلقى كريفتسكي بصورة مفاجئة تعليمات بتجميد شبكة العملاء في ألمانيا برمتها. وقبل ذلك بمدة قصيرة كان قد علم من عملائه أن ستالين بدأ مباحثات مع النازيين عن طريق ممثله الخاص دافيد كنديلاكي.
وفي ضوء ذلك نقل مركز عمله أيار/مايو عام 1937 إلى باريس ولكنه أقام مع عائلته في لاهاي حيث كان يتظاهر بأنه تاجر كتب قديمة قيمة. وبعد أن وصلت إليه من عدة مصادر معلومات موثوقة حول موجة الاعتقالات والتصفيات، التي يتعرض لها العديد من زملائه وكبار مسؤولي الحزب والدولة في الاتحاد السوفيتي، طلب اللجوء السياسي في فرنسا. وعند ذلك أرسل وزير الداخلية نيكولاي يجوف على الفور مجموعة متنقلة من رجال الاستخبارات لاغتياله ، ولكنه نجا من الموت بفضل التدخل الحازم للسلطات الفرنسية حيث استدعت القائم بالأعمال للسفارة السوفيتية غيرشفيلد ووجهت إليه تحذيراً بعدم تكرار عملية خطف الجنرال الروسي الأبيض يفغيني ميلر(1937)، إذ هدد الفرنسيون هذه المرة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو. وخوفاً من مطاردة الزملاء السابقين قرر كريفتسكي الذهاب مع عائلته إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها. واعتباراً من نيسان/أبريل عام 1939 بدأ ينشر هناك مقالات فاضحة في مجلة "ساترديه ايفينبنغ بوست" ثم جمعها وأصدر كتاباً بعنوان "كنت عميلاً لستالين" يسلط الضوء فيه على ممارسات ستالين القمعية ويتهمه بالانحراف عن النهج اللينيني وتصفية أبطال أكتوبر.
وقد لقي هذا العمل انتشاراً واسعاً وترجم إلى لغات عديدة. وكان كريفتسكي من أوائل الذين دقوا ناقوس الخطر محذراً الأوساط الاجتماعية العالمية من خطر اندلاع حرب عالمية ثانية. وقد كان يثير قلقه بشكل خاص مغازلة ستالين لالمانيا النازية. وأعلن بهذا الصدد أمام أعضاء مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي أن الجانبين السوفيتي والألماني يتبادلان المعلومات ذات الطابع الاستخباراتي والعسكري بعد توقيع معاهدة روبنتروف – مولوتوف. وعقب اندلاع الحرب العالمية الثانية استدعي إلى لندن حيث قام بتسليم أكثر من مئة عميل سوفيتي في بلدان أوروبا وأمريكا بما في ذلك خبير شيفرة.
وفي شباط/فبراير من عام 1941 عثر على رجل الاستخبارات السوفيتي السابق منتحراً بغرفته في أحد فنادق واشنطن بعد أن ترك ثلاث رسائل قصيرة لزوجته. ومع ذلك ثمة أكثر من تأويل لأسباب وفاته.
في منتصف الأربعينات من القرن الماضي قامت الاستخبارات السوفيتية في الولايات المتحدة بنشاط محموم للحصول على المعلومات السرية المتعلقة بإنتاج القنبلة الذرية (مشروع منهاتن). وقد توصل العملاء إلى جمع معلومات هامة للغاية وتسليمها إلى الاتحاد السوفيتي بما في ذلك المخططات العملية للقنبلة التي ألقاها الأمريكان على ناغازاكي. ومن أبرز المشاركين في هذه العملية الباحث الكيميائي جورج كوفال والعالم الفيزيائي كلاوس فوكس وفاسيلي زاروبين مع زوجته أليزابيت والزوجان يوليوس وايتيل روزنبرغ، اللذان أعدما في عام 1953 بعد أن انكشف أمرهما في عام 1950، ودافيد غرينغلاس وموريس كوهين مع زوجته ليونتينا. وبفضل هؤلاء كسر الاتحاد السوفيتي الاحتكار الذري للولايات المتحدة.
بعد وفاة ستالين وإعدام بيريا أُخرج جهاز الأمن السياسي والاستخبارات الخارجية من قوام وزارة الداخلية حيث جرى تأسيس هيئة أمن الدولة المعروفة بالكي جي بي1991-1954)) التي ألحقت بمجلس الوزراء. وقد كان الكي جي بي جهازاً فعالاً جداً وخاصة عندما أصبح تحت إشراف رئيسه يوري أندروبوف (1967-1982). وبدءاً من ستينات القرن الماضي صار هذا الجهاز يجذب العديد من الشبان الموهوبين الذين كانوا يتوقون إلى التواجد في الغرب نظراً لكون الإقامة هناك ومهمات العمل تتيح تحسين ظروف الحياة إلى حد كبير. كما أن الأسفار خارج البلاد كانت أنذاك حلم الشبيبة السوفيتية ودليلاً على الانتماء للنخبة في المجتمع السوفيتي.
وقد كان الحصول على وظيفة في الاستخبارات دافعاً أهم من النزعة الوطنية. ولهذا لم يكن من قبل الصدفة أن قيادات الكي جي بي كانت على العموم تتألف من أشخاص أكثر حرفية وأفضل تعلماً من شريحة الكوادر الحزبية. ومن المثير للاهتمام إقبال الكثيرين في الغرب خلال السنوات الأخيرة من العهد السوفيتي على العمل لصالح الكرملين طمعاً في الحصول على مكافآت مالية مجزية لقاء خدماتهم خلافاً للعملاء الأجانب السابقين، الذين قدموا خدمات جليلة للاتحاد السوفيتي، انطلاقاً من اعتبارات إيديولوجية بحتة بعيداً كل البعد عن الأمور المادية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع