عبد الرضا حمد جاسم
خوض في كتاب: [ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية]/٧
يتبع ما قبله لطفاً
العراقيون وعقدة الخلاف مع الآخر...و البروفيسور قاسم حسين صالح
في ص(17) من الكتاب كان العنوان الفرعي التالي: [العقد النفسية في الشخصية العراقية]... ورد تحته التالي:
[عملت هذه الاحداث على تكوين شخصية الفرد العراقي بخصائص سيكولوجية و عقد نفسية معينة نوجز اهم ما له علاقة بالآتي]: و كان قد سَّطَرَ تلك الاحداث قبل هذا العنوان الفرعي اُجْمِلُها بالتالي لأهميتها في موضوع دراسة ""الشخصية العراقية"" حسب البروفيسور قاسم حسين صالح تلك
الاحداث هي: [ مقتل العائلة المالكة14تموز 1958... احداث الموصل و كركوك 1959 ... انقلاب 8 شباط 1963 ... حرب 1991 ... احداث حلبجة عام 1988 ...ما جرى في و بعد عام 2003 و اكتشاف المقابر الجماعية و اخر تلك الاحداث هو ما جرى في 2006 2007 من احتراب طائفي].
هذه هي الاحداث التي كونت خصائص سيكولوجية و عقد نفسية على شخصية الفرد العراقي كما كتب البروفيسور قاسم و يمكن لي ان اضيف اليها ما يبتعد عن ذكرها البروفيسور قاسم ربما دائماً واقصد ما جرى من قباحة/ جريمة كبرى بحق العراق و شعبه و التي ربما هي من انتجت تلك الاحداث التي سطرها البروفيسور قاسم او بعضها و بالذات ما جرى في 14تموز1958 و عام 1959 و 8شباط عام 1963 و اقصد بذلك جريمة اعدام ضباط حركة/انقلاب/ثورة عام 1941 و تعليق جثامينهم في الساحات العامة و من بعدها اعدام مؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف/ فهد ورفاقه عام 1949 حيث عُلقت جثامينهم على أعمدة الكهرباء في الساحات العامة في بغداد بعد اعدامهم شنقاً في عمل قبيح لم يمر على بال العراقيين ان يحصل يوماً في بغداد في العصر الحديث... كذلك لم يتطرق الى اعلان الاكراد الحرب على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1961 بل قلب الحالة في مواضع في بعض مقالاته...حيث صار شائعاً قولاً او اهزوجة على لسان نساء بعض المناطق في العراق لفداحة الخسائر حيث رددت النساء التالي: ((طركَاعة الفت برزان بيس بأهل العمارة)).
العجيب هنا ان استاذنا البروفيسور قاسم ترك ما جرى منذ السومرية و ترك تأثير المشهد الكربلائي ""الصادم"" وجعل ما جرى اثناء و بعد 14تموز1958 هي التي وسمت ال ""شخصية العراقية"" حيث ُعلَّق الحالة و العقد النفسية على ما جرى قبل أيام بحساب تاريخ العراق أي منذ عام 1958 و نسي تأثير "قانون الانتخاب الطبيعي" للجينات التي كررها كثيراً.
نعود للعُقَدْ التي ظهرت على الفرد العراقي/الشخصية العراقية كما عرضها البروفيسور قاسم حسين صالح بسبب تلك الحوادث و الاحداث والتي بيَّنها
كالتالي:
1 ـ عقدة الخلاف مع الآخر:
كثيراً ما يؤكد البروفيسور قاسم حسين صالح على ما اطلق عليها ""عقدة الخلاف مع الأخر"" عند ال""شخصية العراقية"" حيث كتب التالي عنها:
*في صفحة(15): [هل عن هذه الاحداث تحديداً نجم سيكولوجيا الخلاف مع الاخر و الميل الى الجدل؟ و الحالات التي يقصدها البروفيسور قاسم هي:[يوصف العراق بأنه: البلد التي تؤخذ فيه السلطة بالقوة المصحوبة بالبطش...و البلد الذي على ارضه سفكت اغزر دماء المحاربين من عراقيين و أجانب وهو البلد الذي نشأت فيه حضارات متنوعة و متعاقبة انهارت أو سقطت بفعل صراع داخلي او غزو اجنبي و هو البلد الذي تنوعت فيه الأعراق و الأديان و المذاهب بمساحة مسكونة صغيرة و نشأت فيه اكثر المدارس الفكرية تأثيراً في الاخلاق و الدين و السياسة... ""ومع ذلك فالعراق اول دولة عربية تحصل على الاستقلال السياسي و يدخل عصبة الأمم المتحدة و يشكل عنصرا فاعلاً في السياسة الدولية] انتهى.
*في ص18 كتب:[ لم يتفق العراقيون حتى في تاريخهم الحديث بدأً من (استيراد) ملك لهم من الحجاز و انتهاءً بواقعهم الحالي]انتهى
*في ص47 كتب التالي: [كان لديّ شك يُتاخم اليقين أن الشخصية العراقية أكثراً ميلاً الى الخلاف مع الأخر منه الى الاتفاق. و تحول هذا الشك الى يقين بعد احداث السنوات التي تلت عام 2003 فرحتُ ابحث عن أسبابه فوجدت ان هذه الصفة ليست من صنع حاضر قريب او بعيد انما تعود الى تاريخ يمتد آلاف السنين و انها ليست ناجمة عن سبب بعينه (القول ان العراقيين جبلو على هذه الصورة مثلاً) انما عن شبكة معقدة من الأسباب تفاعلت فيما بينها فأنتجت الشخصية العراقية بهذه الصورة...]انتهى
*في ص 51 كتب: [ ان (الخلاف مع الآخر) علة نفسية مصابه بها الشخصية العراقية و قد لا استثني احداً لاسيما الذين صارت أمور البلاد و العباد بأيديهم و انها فعلت بنا ما فعلته ثارات الجاهلية بأجدادنا]انتهى
*في ص 60 وتحت عنوان :[ السياسة في العراق..خبل عقلي] كتب: [فيما يخص (سيكولوجيا الخلاف مع الاخر).. فان العراقيين ورثوها من اسلافهم فجدنا السومري هو الوحيد في زمانه الذي يعد نفسه ابنا لألهه الشخصي و ليس عبدا له بعكس باقي الاسلاف زمنئذ حيث كان الفرد فيها عبداً لإلهه...يتوسل لديه ان يحميه قبل ان يسأله!..ومنها ورثت شخصية العراقي الأنفة و تضخم الذات اللتين تعدان من اهم أسباب الخلاف...الخ] انتهى
*في مقالته[العراقيون .. بين ذكائهم وعقدة خلافهم] بتاريخ 31 تشرين1/أكتوبر 2015 كتب التالي:[اقولها على مسؤوليتي .. ان العراقيين هم اكثر شعوب المنطقة في خلافاتهم مع الآخر. ففي تاريخهم الحديث .. لم يتفقوا على ملك من بينهم عند تشكيل دولتهم، فاستوردوا لهم ملكا من الحجاز. حتى بعد ان صار العراق ديمقراطيا .. لم يتفقوا .. بل ان احدى حكوماته تأخر تشكيلها تسعة أشهر .. وصولا الى المتظاهرين الذين لم يتفقوا على ممثلين لهم مع ان مطالبهم تخص الناس والوطن]انتهى.
*في مقالته: [هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟! بتاريخ 10 تشرين ثاني 2010 كتب التالي: [لماذا ينفرد العراقيون عن باقي الشعوب بالميل الى الخلاف والبعد عن الاتفاق فيما بينهم ،حتى في القضايا التي تهدد حياتهم بالخطر لدرجة أنهم ما اتفقوا على واحد من بينهم يكون ملكا عليهم فاستوردوا لهم ملكا يحكمهم ويندر أنهم حلّوا خلافاتهم بالتفاهم فكانوا أول من قام بانقلاب عسكري في المنطقة (1936)..وأبشع من قتلوا ملوكهم ومثلّوا بجثثهم..ثم صاروا يترحمون عليهم..وما اتفقوا حتى على عبد الكريم قاسم الذي قتلوه ولم يجدوا بجيبه ما يساوي دينارا واحدا!
لقد تحريت ذلك فوجدت أن أحد أسباب هذه (العلّة) تعود الى أسلافنا السومريين ومن تلاهم. فلقد وجدت أن جدنا السومري هو الوحيد في زمانه الذي كان يعدّ نفسه ابنا لألهه الشخصي وليس عبدا له، بعكس باقي الأسلاف زمنئذ حيث كان الفرد فيها عبدا لألهه..يتوسل لديه أن يحميه، فيما كانت علاقة السومري بالهه علاقة الأبن بالأب..عليه هو أن يحميه قبل أن يسأله. وربما من هذه امتازت شخصية العراقي بالأنفة وتضخم الذات اللتين تعدّان من أهم أسباب الخلاف] انتهى.
أقول: هنا لقد تحرى البروفيسور قاسم فوقع على تأثير اجدادنا السومريين حيث وجد ان جده السومري هو الوحيد في زمانه يعد نفسه ابن الله...لا اعرف كيف يثبت البروفيسور قاسم هذه النتيجة التي تفرد بها و اعتمدها و كررها؟ أتمنى ان يتحفنا بسلسلة المعلومات التي اوصلته الى هذه النتيجة و ان يعرض علينا رأي المختصين بالسومرية و بنائها و ما خَّلَفَتْ من اثار و الغاز حلها و فككها و درسها البروفيسور قاسم حتى وصل الى هذه النتيجة التي كما أتصور انه تقدم بها على علماء الاثار و الأديان و علماء السلالات البشرية القديمة ومنها جده السومري الذي ابتلى بنا و بطروحات بعضنا العجيبة!!!!!
2 ـ كرر البروفيسور قاسم فيما نقلت عنه مفهوم/مصطلح/عبارة ""الشخصية العراقية"" عدة مرات و هو الذي نهى عن ذكرها و عاب على من يذكرها حيث ورد في مقالته: [استهلال في مفهوم الشخصية العراقية] بتاريخ 29 أيلول/سبتمبر 2010 كتب التالي: [ وكما لا يصح القول بوجود " شخصية اميركية " تمثل مائتي مليون امريكيا" و " شخصية صينية " تمثل 1500 مليون صينيا"، فانه لا يصح القول بوجود " شخصية عراقية " تمثل ثلاثين مليون عراقيا" ] انتهى.
.........................
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم
328 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع