ضحى عبد الرحمن
مباحث في اللغة والادب/ ١٠٦الأفاعي ولسعاتها في التراث العربي
عود على بدء
الأفعى في الشعر
قال الأصمعي: أشد الناس الأعجر الضخم؛ وأخبث الأفاعي أفاعي الجدب؛ وأخبث الحيات حيات الرمث، وأشد المواطئ الحصى والصفا، وأخبث الذئاب ذئب الغضى. وإنما صار كذا لأنه لا يباشر الناس إلا إذا أراد أن يغير.
قال الكروس الهجيمي
تحوز منى أمهم أن أضيفها ... كما انحازت الأفعى مخافة ضارب
أناس يبيت الضيف قدام أهلهم ... مكباً تخطله عظام المحالب (مجالس ثعلب1/17).
قال ابو غرعون الساسي:
أنا أبو فرعونَ زينُ الكورة ... أحســـــــــنُ شيءٍ مِشيةً وصورهْ
تضحكُ إن مرتْ به ممكورة ... ضحكَ الأفاعي في جِرابِ النورهْ (الورقة/13)
ـ قال الصولي: أنشدن طلحة بن عبيد الله:
وإذا أمرّ على المهارق كفّه ... بأنامل يحملن شختا مرهفا
متقاصرا متطاولا ومفصّلا ... وموصلا ومشتّتا ومؤلّفا
ترك العداة رواجفا أحشاؤها ... وقلاعها قلعا هنالك رجّفا
كالحية الرّقشاء إلا أنه ... يستنزل الأروى إليه تلطفا
يرمى به قلما يمجّ لعابه ... فيعود سيفا صارما ومثقّفا( زهر الآداب2/481).
ـ قال أبو تمام لمحمد بن عبد الملك الزيات يصف قلما:
لك القلم الأعلى الّذى بشباته ... تصاب من الأمر الكلى والمفاصل
له ريقة طلّ ولكنّ وقعها ... بآثاره في الشّرق والغرب وابل
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأرى الجنى اشترته أيد عواسل
له الخلوات اللاء لولا بحيّها ... لما اختلفت للملك تلك المحافل ( زهر الآداب1/482).
قال القطامي:
قول وقد قرّبت كورى وناقتي ... إليك، فلا تذعر علىّ ركائبي
فسلّمت والتسليم ليس يسرّها ... ولكنه حقّ على كل جانب
فردّت سلاما كارها ثم أعرضت ... كما انحاشت الأفعى مخافة ضارب
فلما تنازعنا الحديث سألتها ... من الحىّ؟ قالت: معشر من محارب ( زهر الآداب3/708)
ـ قال أمية بن أبي الصلت:
والحية الذكر الرقشاء أخرجها ... من جحرها أمنات الله والقسم
إذا دعا باسمها الإنسان أو سمعت ... ذات الإله أتت في مشيها رزم
من خلفها حمة لولا الذي سمعت ... قد كان بيتها في جحرها الحمم
ناب حديد وكف غير وادعةٍ ... والخلق مختلف واللون والشيم
إذا دعين بأسماءٍ أجبن لها ... لنافثٍ يفتديه الله والكلم
لولا مخافة لابً كان عذبها ... عرجاء تظلع في أنيابها عسم
وقد بلته فذاقت بعض مصدقه ... فليس في سمعها من رهبةٍ صمم
فكيف يأمنها أم كيف تألفه ... وليس بينهما قربى ولا رحم (بهجة المجالس/213).
ـ قال الصاحب بن عبّاد:
لقد صدقوا والراقصات إلى مني ... بأنّ مداراة العدى ليس تنفع
ولو أنني دارات عمري حيةً ... إذا استمكنت يوما من اللسع تلسع (بهجة المجالس/148).
ـ قال الشاعر:
احفظ لسانك أيّها الإنســــــان ... لا يلدغنّك إنّه ثعبـــــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الشجعان (المستطرف/61).
ـ قال الأمير أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي:
تعلم من الأفعى أمالي طبعها ... فآنس إذا أوحشت تعف من الذم
لئن كان سم كامن تحت نابها ... ففي لحمها ترياق غائلة السم
ـ قال راشد الدين سنان:
قال الحمام إلى البازي يهـــدده ... واستصرخت بأسود الغاب أضبُعه
أضحى يسدُّ فم الأفعى بأصبعه ... يكفيه ماذا تلاقي منه أصبعه (ثمرات الأوراق1/98).
ـ ذكر نشوان الحميري" تأبط شرا: هو ثابت بن عبد شمس وقيل : إِنَّما سمِّي بذلك لأنه حمل سكيناً تحت إِبطه وخرج إِلى نادي قومه فوجأ رجلاً منهم. وقيل : بل كان مولعاً بالصيد ، فلا يزال في مِخْلاته لحم صيد، وكانِت له أخت تأخذ منه وهو لا يعلم من يأخذه، فاصطاد حية فوضعها في مِخْلاته ، فأتت أخته فأدخلت يدها لتأخذ من اللحم فلدغتها الحية فصاحت: يا أَبتا ، إِنّ ثابتاً تأبَّط شرّاً ، أي حمل شرّاً في إِبطه". (شمس العلوم/163)
ـ ذكر ابن السكيت" قال الأصمعي حدثنا عيسى بن عمر قال سألت ذا الرمة عن الحية النضناض قال فأخرج لسانه فحركه، وقال الراعي:
تبيت الحية النضناض منه ... مكان الحب تستمع السرار (القلب والابدال/15).
ـ قال تأبط شرا:
مطرقا يرشح سما كما أطرق أفعى تنفث السم صّل
(النّجم الثاقب1/135). (شرح الحماسة للتبريزي1/342)
ـ ذكر ابن سعد الخير" إنما سمى ذو الإصبع بهذا الاسم لأن أفعى نهشته في إصبعه فقطعتها، واسمه حرثان بن محرث". (القرط على الكامل/71).
ـ ذكر السيوطي" ذي الأصبع، اسمه حرثان بن الحارث بن عمرو بن عبادة بن يشكر بن عدوان العدواني، شاعر فارس من قدماء الشعراء في الجاهلية. وسمي ذا الأصبع، لأنه نهشته حية في أصبعه فيبست. وقال الآمدي: لأن أفعى ضربت إبهام رجله فقطعها، وهو أحد الحكماء الشعراء". (شرح شواهد المغني1/433).(المؤتلف والمختلف/118).
ـ قال ابن الأصبع:
لم تعقلا جفرة على ولم ... أوذِ صديقاً ولم أبل طبعاً
قال ابن السِّيد البَطَلْيَوسي" الإصبع العدواني واسمه حرثان بن عمرو، ويقال حرثان ابن الحارث بن محرث، ولقب ذا الإصبع لأن أفعى عضت إصبعه فقطعها". (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب3/334)
ـ قال الأربيلي النشابي" من الشعراء الأصبع العدواني. واسمه حرثان بن حارثة. وسمي بذلك لأن حية نهشته في إصبعه. وقال قوم: إنه كان في أصابعه إصبع زائدة". (المذاكرة في القاب الشعراء/7).
ـ قال ابو القاسم القالي" أنشدني قَالَ أنشدنا عبد الرحمن:
كأنما وجهك ظلٌّ من حجر ... ذو خضلٍ فِي يوم ريح ومطر
فأنت كالأفعى التي لا تحفر ... ثم تجيء سادرةً فتنجحر
وكذلك هو أظلم من حية، وذلك أنها تدخل فِي كل جحر وتهجم عَلَى كل دابة". (الأمالي2/12).
الافعى
ـ قال الشاعر
تعرضت للأفعى أحاول وطأها ... لعلي أنجو من صعيبة بالسم
فيا رب اكفنها وإلا فنجني ... وإن كان يومي قبلها فاقضين حتمي (الأمالي للقالي2/36).
ـ قال الخوارزمي" زعمت العرب أن في بطن الإنسان حية يقال لها الصفراء إذا جاع تؤذيه، قال بعضهم في هذا المعنى:
أراد شجاع البطن أن تعلمينه ... وأوثر غيري من عيالك بالطعم ". (مفيد العلوم/495).
ـ قال ابن الجوزي" وقعت على يزيد بن المهلّب حيةٌ، فلم يدفعها عنه، فقال له أبوه: ضيّعت العقل من حيث حفظت الشجاعة". ( أخبار الظراف/82)
ـ قال الشاعر:
قد كاد يقتلني أصمّ مرقّش ... من حبّكم، والخطب غير كبير
خلقت لهازمه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من دقيق شعير
ويدير عينا للوقاع كأنّها ... سمراء طاحت من نفيض برير
وكأنّ ملقاه بكلّ تنوفة ... ملقاك كفّة منخل مأطور
وكأنّ شدقيه إذا استعرضته ... شدقا عجوز مضمضت لطهور (الاصمعيات/35)
ـ قال الزماني:
تهوي إلى الصّوت والظلماء عاكفة ... تعرّد السّيل لاقى الحيد فاطّلعا (الوحشيات/86)
ـ قال أميّة بن أبي الصّلت:
والحيّة الذّكر الرّقشاء أخرجها ... من جحرها أمنات الله والقسم
إذا دعا باسمها الإنسان أو سمعت ... ذات الإله بدا في مشيها رزم
من خلفها حمّة لولا الذي سمعت ... قد كان ثبتها في جحرها الحمم
ناب حديد وكفّ غير وادعة ... والخلق مختلف في القول والشّيم
إذا دعين بأسماء أجبن لها ... لنافث يعتديه الله والكلم
لولا مخافة ربّ كان عذّبها ... عرجاء تظلع، في أنيابها عسم
وقد بلته فذاقت بعض مصدقه ... فليس في سمعها، من رهبة صمم
فكيف يأمنها أم كيف تألفه ... وليس بينهما قربى، ولا رحم! (ديوان أميّة بن أبي الصّلت/461)
ـ قال الأعشى:
أبا مسمع إني امرؤ من قبيلة ... بنى لي عزّا موتها وحياتها
فلا تلمس الأفعى يديك تريدها ... إذا ما سعت يوما إليها سفاتها (ديوان الأعشى/135)
ـ قال الثعالبي" كَانَ بعض الْكُهَّان أنذر حسان بلدغة تصيبه، وَكَانَ يتحرز مِنْهَا بِجهْدِهِ، وَلَا ينَام إِلَّا على ظهر رَاحِلَة، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَات لَيْلَة على نَاقَته وَهِي ترعى، إِذْ التوت حَيَّة على مشفرها، فاضطربت ورمت بهَا صعدا إِلَيْهِ فلدغته، فَقَالَ:
لعمرك مَا يدْرِي الْفَتى كَيفَ يَتَّقِي ... إِذا هُوَ لم يَجْعَل لَهُ الله واقيا (خاص الخاص/103).
ـ قال خلف:
وكأنما لبستْ بأعلى لونها ... برداً من الأثوابِ أنهجهُ البلَى
في عينها قبلٌ وفي خيشومِها ... فطسٌ وفي أنيابِها مثلُ المدَى
وله أيضاً
لهُ عنقٌ مخضرةٌ مدَّ ظهرهِ ... وشومٌ كتحبيرِ اليماني المرقمِ
إلى هامةٍ مثلِ الرحى مستديرةٍ ... بها نقطٌ سودٌ وعينانِ كالدمِ
وقال ابن المعتز
أنعتُ رقطاء لا تحيا لدغتها ... لوْ قدَّها السيفُ لم يعلقْ به بللُ
تلقي إذا انسلختْ في الأرضِ جلدتَها ... كأنها كمُّ درعٍ قدهُ بطلُ
وقال آخر
لو شرحتْ بالمدى ما مسَّها بللٌ ... ولوْ تكنفها الراقونَ ما قدروا
وقال خلفٌ
وحيةٍ مسكنهُ الرمالُ ... كأنه إذا انثنى خلخالُ (التشبيهات/12)
قال أبو صفوانَ الأسدي المتقارب
ومنْ حنشٍ لا يجيبُ الرقاة... أرقشَ ذي جمةٍ كالرشا
أصمَّ صموتٍ طويلِ السبا ... تِمنهرتِ الشدقِ عاري القرا
وقال آخر
أرقشَ بينَ حنشٍ وثعبانْ ... كأنما في شدقهِ سنانانْ
وفي حجاجيْ رأسهِ سراجانْ (التشبيهات/12)
ضحى عبد الرحمن
نيسان 2025
563 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع