في ذكرى الغزو والاحتلال.. أسلحة (( السراب )) الشامل

د. علي عبدالرحمن الزعاك

في ذكرى الغزو والاحتلال..أسلحة (( السراب )) الشامل

كتاب السراب قصة (( اسر )) أستاذ جامعة في سياق بحث الغزاة عن برنامج مزعوم لأسلحة الدمار الشامل، يبدا الكتاب المميز بهذا المقطع المثير:

(تلقى الأستاذ علاء الدين رسالة (تهديد) ثانية في الأسبوع الثاني للاحتلال (أواخر نيسان 2003) وهذه المرة كانت من البعثة البريطانية المؤقتة التي فتحت في العاصمة المحتلة بغداد. كان مضمون الرسالة حازما وينص على واجب الحضور الى مقرها السابق في شارع حيفا الراقي، حيث أعادت فتح المبنى التراثي القديم لبعثتهم الدبلوماسية التي غادرت العراق منذ عام 1990 على إثر غزو الكويت. عندما وصل إلى المبنى التالف المغبر والخاضع لحراسة مشددة من قبل قواتهم لم يكن هناك مكان للجلوس أو الانتظار في فوضى الكرافانات التي صفت عشوائيا في باحة المبنى الأمامية. ثم ظهرت شابة ترتدي الزي العسكري قادته لكرفان صغير...)
احتوى الكتاب على 15 فصل (البحث عن الجدري، كمين الضابطة، جدار الخلية، السيدتان الأسيرتان، من في معتقل كروبر؟..الخ) وجاء في تمهيده الأسئلة التالية:
هل كانت مفارقه أن يصبح أستاذ جامعه (أسير حرب) بعد الغزو الذي أطلق عليه اسم (عملية الحرية) ؟ ولماذا وجد قادة العلم والثقافة من أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين وغيرهم من بلاد ما بين النهرين أنفسهم يجترون ماضيهم المبدع في مقاهي عمان ودمشق. الّانهم كانوا ببساطه ينتمون الى الطبقة الوسطى المسالمة المهزومة؟
كان (فرانز كافكا) الكاتب التشيكي ورائد الأدب ( الكابوسي(الذي كان يكتبه باللغة الألمانية يقتل أبطال مسرحياته، وكذا كان الكابوس الذي عاشته بلاد ما بين النهرين في تلك السنوات المرة التي أعقبت الاحتلال. حيث ولسنين لاحقة، حرص مخرج العرض مثل كافكا على قتل أبطال مسرحياته المثقفين، فلا مبرر لبقاء عقولهم حيه. ولربما كان علماء البلاد مثل فقاعات، كان سيف (ماكبث) كافيا لجعلهم يختفون كما في مسرحية شكسبير. لكنه بكل الأحوال كان العذاب الذي قصده السومريون حين قالوا إن اللعنة تلد أخرى.!
** الكتاب صادر عن دار الدراويش في بلغاريا ومترجم للغة الإنكليزية، ويمكن طلبه من (دار الدراويش للنشر والترجمة) مباشرة من خلال موقعهم على الفيسبوك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

897 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع