اللواء الملاح الركن المتقاعد
فيصل حمادي غضبان
أسلحة الفقراء هدمت جبروت طغاة السلاح
شهدت المواجهات الهندية الباكستانية الاخيرة تحولاً واضحاً في التقييم العسكريّ لانظمة التسليح عندما تكشفت حدود القوة للكثير من الأسلحة الغربية والروسية المتطورة والتي اقنعتنا وسائل الترويج بانها لا تقهر وتكون صامدة امام أعتى ظروف الحرب وبالمقابل اثبتت لنا الأسلحة الصينية قدرتها وصمودها في اسقاط اسطورة السلاح الخارق عندما فشلت انظمة ومعدات تسليح غربيه وروسيه مشهود لها بالقدرة على التصدي لسلاح اقل كلفة اثبت امكانياته على التأثير حيث امتاز بالمرونة والواقعية في بيئة قتال حديثة ومعقدة عندما فرضت المتغيرات الميدانية نفسها في مفاهيم العقائد العسكرية المتمثلة باستخدام السلاح المتطور والحديث مثل ( الطائرات المسيرة ، الصواريخ التكتيكية، الحرب السبرانية …الخ ) والتي تتصف بقدرة المناورة السريعة..مع ماتقدم نستطيع القول ربما غير المؤكد أن مايجري هو بداية النهاية باعتبار ( ان عقيدة السلاح وحدها تصنع النصر ) يتضح من ذلك ان الحسم لا يبنى فقط على التكنلوجيا المتقدمة بل على قدرة السلاح على التكييف والتكامل بين المعدات والموارد ولذلك نشهد الصين قد انتجت حلولاً عملية يمكن للدول محدودة الدخل والامكانيات الاقتصادية اعتماد اسلحتها دون ان تفقد القدرة على الردع ..مع تلك المعطيات نرى ان العالم مقبل على مرحلة جديدة يمكن للدول الفقيرة ذات الاقتصاد المحدود بناء عقيدتها اعتماداً على اسلحة قليلة الكلفة وعالية التأثير وتضع حداً لاحتكار التفوق التكنولوجي..وها نحن مع هذه الاحداث نرى ان اسلحة الفقراء لم تعد مجرد ادوات للرد بل اصبحت عناصر فعالة في معادلة الردع حتى وان كان ( الردع بالشك ) مما تطلب باعادة النظر بميزان القوة العالمي..الاهم من ذلك ان عقيدة واندفاع المستخدم تلعب دوراً حاسماً في الصراع حيث فعل السيف بقدرة قوة الذراع الماسكة وهذا ماتمتاز بة العقيدة العسكرية الباكستانيه والتي استمدت عناصر قوتها من اقوى العقائد الكونية الا وهي ( الجهاد في سبيل الله ) ولذلك صمدت وستبقى صامدة امام جبروت اعتى قوة متغطرسة..اما الصين ربما تصدق نبؤتها التي تقول ( بعد عام ٢٠١٥ سنتنافس على مركز القوة العظمى عالمياً)
الخلاصة حتى الان :
١. الباكستان : تفوقت نسبياً من حيث الكفاءة مقابل الكلفة باعتمادها على اسلحة صينية ذات اداء ميداني فعال.
٢. الهند : رغم تفوّقها التكنولوجي والعددي أظهرت محدودية في استغلال قوتها مما كشف عن ضعف في دمج الأنظمة المختلفة واستراتيجية الاستخدام.
وأخيراً والاهم من ذلك ان النصر يميل مع الحق اينما كان وان التفوق لا يقاس فقط بالقوة بل بالعدالة التي تقف خلفها.
10/ ايار/ 2025
754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع