ضحى عبد الرحمن
مباحث في اللغة والادب/ ١٠٨ الديارات في التراث العربي
احتلت الديارات أهمية كبيرة في التراث العربي، وقد الف عدد من الأدباء والمؤرخين كتبا عنها وربما اهمهم الشابشتي، وياقوت الحموي، والرقيق القيرواني، وأبو فرج الاصفهاني، وكان لديارات بغداد أهمية كبيرة، فقد استحوذت على اهتمام الأدباء والمؤرخين العرب، كما تناولها الكثير من الشعراء في قصائد جميلة مما اضفى عليها جمالا، وساعد على توثيقها كنوع فريد يجمع بين الأدب والتأريخ، ومن العجب ان معظم الديارات تقع في الكوفة (الحيرة)، وهي تتعلق بقساوسة من النساء والرجال. سنحاول ان نبحث أهمها.
ديارات بغداد (دير أشموني)
قال ياقوت الحموي" دير أشموني: قال الشابشتي: (أشموني) : امرأة، بني الدير على اسمها، ودفنت فيه. ودير أشموني ب (قطرُبل) ، من أجل متنزهات بغداد، وعيده في اليوم الثالث من تشرين الأول، وهو من الأيام العظيمة ببغداد، وكان يعرف بعيد أشموني. قال جحظه:
سقياً لأشموني ولذاتها ... والعيشِ فيما بينَ عذباتها
سقياً لأيامٍ مضت} لي بها ... ما بين شطيَّها وحاناتها
إذِ اصطباحي في بساتينها ... وإذْ غبُوقي في دياراتِها
وفيه يقول الثرواني:
اشربْ على قرعِ النواقيسِ ... في ديرِ أشموني بتغليسِ
لا تخلِ كأسَ الشربِ والليل في ... حدِّ نعيمٍ لا ولا بوسِ
إلا على قرعِ النواقيس ... أو صوتِ قسانٍ وتشمسِ
وهكذا فاشربْ وإلا فكنْ ... مجاوراً بعضَ النواويسِ
وقال أبو الشبل البرجُمي:
شهدتُ مواطنَ اللذاتِ طُرا ... وجبتُ بقاعَها بحراً وبراً
فلم أرَ مثل أشموني محــلاً ... ألـذَّ زائريه ولا أسرا
(الخزل والدأل/22)
دير هندٍ
ذكر الحميري" دير هند بالحيرة، بنته هند بنت النعمان، وهي التي دخلت على خالد بن الوليد لما فتح الحيرة ودعت له لما برها وقضى حوائجها". ( الروض المعطار/250). وقال الرقيق القيرواني" قال أبو الفرج الأصبهاني: وبالحيرة دير هندٍ بنت النعمان ابن المنذر، ودخل عليها خالد بن الوليد فقال لها: أسلمي حتى أُزوجك رجلاً من المسلمين شريفاً أصيلاً يُشبهك في حسبك، فقالت: أما ديني فمالي عنه رغبة، ولا أبغي به بدلاً، وأما التزويج، فلو كانت فيَّ بقية ما تزوجت ولا رغبت فيه، فكيف وأنا عجوز، هامة اليوم أو غد؛ قال لها: فسليني حاجة أقضيكِها، قالت: أكبر حاجتي هؤلاء النصارى الذين في ذمتكم، قال: نعم هذا فُرض علينا في ديننا، أَوصانا به نبينا (ص) فهل غير هذا؟ قالت: أنا في هذا الدير ملاصقة لهذه الأعظم البالية من أهل بيتي وملتي ألحق بهم، وأَمَرَ لها بمالٍ وكسوةٍ، فقالت: ما لي بشيء مما بذلته حاجة، معي عبدان يزرعان مزرعة أتقوت منها بما يُمسك رمقي، وأصرف ما بقي في ضعفاء أهل ديني، وقد اعتددتُ بقولك فعلاً، وبِعدَتِك نقداً، ولكن اسمع مني دعاءً كان يدعو به مُلاكنا، لا ملكتك يد افتقرت بعد غَناء ولا ملكتك يد استغنت بعد فقرٍ وأصاب الله بمعروفك مواضعه ولا أزال عن كريم نعمة، إلا جعل سبب ردِّها على يديك بِك. ودخل عليها المغيرة بن شُعبة وهو يلي الكوفة فحادثها، ثم قال لها: فيم كانت لذةُ أبيك؟ قالت: في محادثة الرجال وشرب الجريال، قال: إني جئتك خاطباً فضحكت وقالت: والصليب، فما ذاك رغبةً منك في مالٍ، ولا تمتعاً بجمالٍ، ولكنك أردت أن تفخر وتقول إني قد نكحتُ ابنة النعمان بن المنذر، وإلا فأَيُ خير في شيخٍ أعور وعجوز عمياء.
وكان بعد ذلك شباب الكوفة يخرجون إلى هذا الدير متنزهين، يأكلون في رياضة ويشربون وفيه يقول الشاعر:
ألا ليت شِعري هل أبيتَنَّ ليلةً ... لدى ديرِ هندٍ والحبيبُ قريبُ
فتقضى لُبانات، وتُلقى أحبَّةٌ ... ويورق غصن للشباب رطيبُ
وفيه يقول الآخر:
لئن طال في بغداد ليلي لربما ... يُرى بجنوبِ الدير وهو قصيرُ
وفيه يقول حسان بن ثابت:
يا دير هند لقد أصبحتَ لي أنساً ... ولم تكن قطُّ لي يا دير مئناسا
سَقياً لِظِلك ظِلاً كنتُ آلفهُ ... فيه أُعاشر قِسيساً وشماسا
قِدماً وكانت الأوقات من طربٍ ... ومن سرورٍ به يا قوم أعراسا
لا أعدمُ اللهو في أرجاء هيكله ... ولا أردُّ على الساقي به الكاسا
(قطف السرور/2).
كما قال الشابشتي" دير هند بنت النعمان بن المنذر، بنت هند هذا الدير بالحيرة، وترهبت فيه وسكنته دهراً طويلاً، ثم عميت. وهذا الدير من أعظم ديارات الحيرة وأعمرها. وهو بين الخندق وحصراه بكر. ولما قدم الحجاج الكوفة، في سنة أربع وسبعين، قيل له إن بين الحيرة والكوفة ديراً لهند بنت النعمان، وهي فيه، ومن رأيها وعقلها. فانظر إليها فإنها بقية. فركب والناس معه حتى أدير. فقيل لها: هذا الأمير الحجاج بالباب. فاطلعت من ناحية الدير، فقال لها: يا هند، ما أعجب ما رأيت؟ قالت: خروج مثلي إلى مثلك! فلا تغتر يا حجاج بالدنيا، فإنا أصبحنا ونحن كما قال النابغة:
رأيتك من تعقد له حبل ذمّةٍ ... من الناس، يأمن سرحه حيث أربعا
ولم نمس إلا ونح أذل الناس. وقل إناء امتلأ إلا انكفأ.
فانصرف الحجاج مغضباً، وبعث إليها من يخرجها من الدير ويستأديها الخراج فأخرجت مع ثلاث جوار من أهلها، فقالت إحداهن في خروجها:
فقالت إحداهن في خروجها:
خارجاتٌ يسقن من دير هندٍ ... مذعناتٌ بذلةٍ وهوان
ليت شعري، أأوّل الحشر هذا، ... أم محا الدهر غيرة الفتيان؟
فشد فتى من أهل الكوفة على فرسه، فاستنقذهن من أشراط الحجاج، وتغيب. فبلغ الحجاج شعرها وفعل الفتى: فقال: إن أتانا فهو آمن، ون ظفرنا به قتلناه! فأتاه الفتى، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: الغيرة! فوصله وخلاه. (ديارات الشابشتي/59)
كما قال أبو الفرج الأصبهاني" هو دير بنته هند الكبرى أم عمرو بن هند، وهي هند بنت الحارث بن عمرو بن حُجر آكل المرار الكندي، وكان في صدره مكتوب: " بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حُجر، الملكة بنت الأملاك، وأم الملك عمرو بن المنذر، أمة المسيح، وأم عبده، وأمة عبده، في زمن ملك الأملاك خسرو أنو شروان، وفي زمن أفراييم الأسقف، فالإله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيّتها، ويترحم عليها وعلى ولدها، ويقبل بهما ويقومهما إلى إقامة الحق، ويكون الإله معها ومع ولدها الداهر".(ديارات الأصفهاني/28 ).
دير حنظلة
ذكر الحميري" يقع دير حنظلة بن عبد المسيح: بالحيرة، فيه يقول الشاعر:
بساحة الحيرة دير حنظله ... عليه أذيال السرور مسبله
أحييت فيه ليلة مقبله ... وكاسنا بين الندامى معمله
والراح فيها مثل نار مشعله ... وكلنا مستنفد ما خوله
( الروض المعطار/250). (المحب والمحبوب/158)
قال الرقيق القيرواني" حكى قدامة بن جعفر عن حمَّاد بن إسحق قال: حدثني أبو نجاح قال: كنت مع عبد الله بن الأمين وقد خرج إلى نواحي الجزيرة. وكانت له هناك ضياعٌ كثيرة حسنة فاجتزنا بدير حنظلة هذا، وكانت أيام الربيع، وكانت حوله من الرياض ما ينسي حُلل الوشي، وبُسط خضرة وزهر، فنزلنا فيه وبعث إلى خمار بالقرب من الفرات، فشربنا وكان عبد الله حسن الصوت، حاذقاً بالغناء والضرب، ظريفاً كاملاً فقال:
أَلا يا دير حنظلة المفدى ... لقد أَودعتني تعباً وكدّا
أَزُفُّ من العقار إليك زقَّاً ... وأجعل فوقه الورق المندى
أَلا يا دير جادتك الغوادي ... سحائب جُليت برقاً ورعدا
تزيد نباتك النامي نمواً ... وتكسو الأرض حسناً مستجدا
فاصطحبنا فيه عشرة أيام، وعبد الله ومن معنا من المغنين يغنوننا.
ولعبد الله في هذا الشعر لحنٌ من خفيف الرَّمل مليح، وفي هذا الدير يقول الشاعر:
طرقتكَ سُعدى بين شطي بارق ... نفسي الفداءُ لطيفها من طارق
يا دير حنظلة المُهيج للبكا ... هل تستطيع دواء داء العاشقِ
وبالجزيرة دير علقمة، بناه علقمة بن عديّ اللخمي وفيه يقول عديُّ بن زيد العُبادي، وفيه غناء:
نادمتُ بالدير بني علقما ... عاطيتهم مشمولةً عندما
كأنَّ ريح المِسْكِ في كأسها ... إذا مزجناها بماءِ السَّمَا
من سَرَّهُ العيشُ ولذاتهُ ... فليجعلِ الراحَ له سُلما
فاشرب على الدير ولذاته ... إذا اشتهيت اليومَ أن تنعما
وكان متنزهاً لأُمراء الحيرة يأكلون عنده ويشربون وكثيراً ما تنزه فيه أمراء الحيرة، وبها دير حنظلة بن عبد المسيح اللخمي الذي يقول فيه الشاعر:
بساحَة الحيرة دير حنظلة ... عليه أذيال السرور مُسبلة
أحيَيْتُ فيه ليلةً مقتبلة ... وكأسنا بين الندامى مُعْملة
والراحُ فيها مثل نارٍ مُشعلة ... وكلُّنا أنفذ ما قد خُوِّلَهْ
(قطف السرور/3).
قال الاصفهاني" دير حنظلة اللخمي: في الحيرة قال أبو الفرج: ومن ديارات بني علقمة بالحيرة، دير حنظلة بن عبد المسيح بن علقمة بن مالك بن ربّى بن نمارة بن لخم بن عديّ بن الحارث بن مرة بن أدد. وُجد في صدر الدير مكتوب بالرصاص في ساجٍ محفور: " بنى هذا الهيكل المقدس، محبة لولاية الحق والأمانة، حنظلة بن عبد المسيح، يكون مع بقاء الدنيا تقديسه، وكما يذكر أولياؤه بالعصمة، يكون ذِكر الخاطئ حنظلة ".
وفيه يقول بعض الشعراء:
بساحة الحيرة دير حنظلةْ ... عليه أذيالُ السرور مُسْبَلَهْ
أحييتُ فيه ليلةً مُقْتَبله ... وكأسُنا بين النَّدامى مُعْملهْ
والراحُ فيها مثلُ نارٍ مُشْعَلهْ ... وكُلنا مُستنفِدٌ ما خُوِّلهْ
فيها يلذُّ عاصياً مَن عذَلَه ... مُبادراً قبل يُلاقي أجلَه (ديارات الأصفهاني/9 )
دير الجماجم
قال الحميري" هو دير بظاهر الكوفة على شاطئ الفرات، قيل سمي دير الجماجم لأنه كان تعمل فيه أقداح من خشب، وقيل سمي دير الجماجم بوقعة كانت فيه دفنت جماجمهم فيه، وهي وقعة إياد على أعاجم كسرى على شاطئ الفرات الغربي بظاهر الكوفة على طريق البر الذي يسلك إلى البصرة". ( الروض المعطار/254).
فيها يلذُّ عاصياً من عذله ... مبادراً قبل يلاقي أجله (قطف السرور/2).
قال أبو الفرج: هو دير بظاهر الكوفة، على طريق البر الذي يسلك إلى البصرة، وفيه كانت الوقعة بين الحجاج بن يوسف، وبين عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. وذلك أن ابن الأشعث لما رأى كثرة من معه من الجيش بالبصرة، وقد نازله الحجاج بها، خرج يريد الكوفة، ورأى أن أهلها أطوع له من أهل البصرة، لبغضهم الحجاج، ولأنه يجد بها من عشائره ومواليه أنصاراً كثيرة. فسار إليها، وسايره الحجاج، فنزل ابن الأشعث دير الجماجم، ونزل الحجاج بإزائه بدير قُرّة، ووقعت الحرب بينهما، ثّم انهزم ابن الأشعث، فعاد إلى البصرة.
وقد ذكرت الشعراء دير الجماجم كثيراً.
قال جرير يهجو الفرزدق:
ألم تشهد الجونين والشِّعب والصفا ... وكراتِ قيس يوم دَيرِ الجماجمِ
تحرّضُ يا بنَ القين قيساً ليجعلوا ... لقومك يوماً مثل يوم الأراقمِ
(ديارات الأصفهاني/6 )
دير باعنتل
قال ياقوت الحموي" دير باعنتل: يقرب جوسية، على أقل من ميلٍ عنها. وجوسية من أعمال حمص، على مرحلة منها من طريق دمشق، وهو على يسار القاصد لدمشق. وفي هذا الدير عجائب منها: آزجٌ لأبواب، فيها صور الأنبياء، منقوشة عليها. وهيكل من المرمرِ، لا تستقر عليه الأقدام. وصورة لمريم عليها السلام منتصبة على حائطٍ. وكلما ملت إلى ناحية رأيت عينيها تنظران إليك".(الخزل والدأل/24).
دير العذارى
قال ياقوت الحموي" دير العذارى: قال أبو الفرج: هو بين أرض الموصل، وبين أرض باجرمي، من أعمال الرقة. وهو دير عظيم قديم، كان فيه نساء عذارى ترهبن، وأقمن به للعبادة، فسمي بهن. وقيل: إن بعض الملوك بلغه أن في هذا الدير نساء جميلات، فأمر بحملهن إليه ليختار منهن من يريد، فبلغهن ذلك، فصرن يصلين لدفع شره عنهن، فطرق الملك طارق، فأهلكه من ليلته، فأصبحن صياما، ولذلك يصوم النصارى صيامهم المعروف بصيام العذارى.
وقال الشابشتي: دير العذارى بين سر من رأى والحظيرة.
وقال الخالدي: رأيته وبه نسوة عذارى وحانات خمر، وذكر أنه اجتاز به في سنة عشرين وثلاثمائة، وهو عامر.
أنشد أبو الفرج والخالدي لجحظه فيه:
ألا هلْ إلى ديرِ العذارى ونظرةٍ ... إلى منْ بهِ قبل المماتِ سبيلُ؟
وهل لي بسوقِ القادسيةِ سكرةٌ ... تعلِّلُ نفسي والنسيمُ عليلُ؟
وهلْ لي بحاناتِ المطيرةِ وقفةٌ ... أراعي خروج الزِّقِّ، وهو حميلُ
إلى فتيةٍ ما شتّت العذلُ شملهمْ ... شعارهمُ عند الصَّباحِ شمولُ
وقد نطق الناقوسُ بعد سكوتهِ ... وشمعل قسيِّسٌ ولاح فتيلُ
وقيل: دير العذارى بسر من رأى، يسكنه الرواهب إلى الآن فجعلهما اثنين. قال الشابشتي: دير العذارى أسفل الحظيرة، على شاطئ دجلة، وهو دير حسن، عامر، حوله البساتين والكروم
وقال الحموي" وببغداد أيضاً دير يعرف بدير العذارى، فيه قطيعة النصارى، على نهر الدجاج. وسمي بذلك، لأن لهم صوما، يدوم لثلاثة أيام، قبل صومهم الكبير، وهو يسمى صوم العذارى. فإذا انقضى الصوم اجتمعوا في هذا الدير، فتعبدوا وتقربوا. وقيل: إنه الدير الذي قال فيه أبو نواس:
دعِ الأمطارَ لعتورُ الديارا ... ودرْ عنها إلى ديرِ العذارى
بالحيرة يوجد أيضاً دير العذارى".(الخزل والدأل/43).
نقل ابن المزرَّع عن الجاحظ، قال: حدَّثني ابن فرج الثعلبي، أن قوماً من بني ثعلب، أرادوا قطع الطريق على مال السُّلطان، فأتتهم المعاينة فأعلمتهم أن السلطان قد نَذَرَ بهم، فساروا ثم عزموا على الاستخفاء في دير العذارى، فصاروا إلى الدير ففُتِح إليهم، فلما استقرَّ حتى سمعوا وقع حوافر الخيل في طلبهم، فلمّا أمنوا وجاوزتهم الخيل، خلا كلُّ واحد منهم بجارية، هي عنده عذراء، فإذا القسُّ قد فرغ منهنَّ، فقال بعضهم في ذلك " من المتقارب:
وألوَط من راهبٍ يَدَّعي ... بأنَّ النِّساء عليه حرامْ
يُحَرِّمُ بيضَاءَ ممكورةً ... ويغْنيهِ في البضعِ عنها غلامْ
إذا ما مشى غضّ من طَرْفِهِ ... وفي الدير بالليلِ منهُ عُرامْ
وديرُ العذارى فضوحٌ لهنّ ... وعندَ اللصوصِ حديثُ تمامْ
(أمالي ابن المزرع/16).
ضحى عبد الرحمن
مايس 2025
783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع