التطبيل والغلو والمدح

ياسين الحديدي

التطبيل والغلو والمدح

كثرت في الاونه الاخيره واصبحت ظاهره اجتماعيه غير مبرره مقززه في كركوك علي صفحات التواصل الاجتماعي
قال الحسن البصري: “تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كَيّس، فما زال النّاس يمدحونه حتى صار أحمق طائشًا سفيهًا”.
التطبيل الاجتماعي هو مصطلح يشير إلى الغلوّ في المدح للأفراد والشيوخ والنواب والمسئولين الاداريين دون النظر إلى الحقائق الموضوعية، حيث يتم استخدامه لتلميع صورة مسؤول ما، أو تسويغ قرارات معينة.
وهناك أسباب تدعو إلى التطبيل، منها التقرّب من مسؤول وكسب ودّه، أو الطمع بمنصب أو مال غنيّ، أو اتّقاء شرّ ذي نفوذ، فالتطبيل نفاق من أجل تحقيق مصلحة، أو درء مفسدة، فالمطبِّلون يعملون على توظيف نفاقهم للحصول على مكاسب شخصية، فنجدهم دائمًا يردّدون عبارات كاذبة و منمّقة تولِّد لدى المسؤول القناعة التامة بصوابية قراراته وسياسته وتوجّهاته، فيذهب نحو ترسيخها ومواصلتها ويستبسل في الدفاع عنها، وإرفاقها بمسوِّغات المطبِّلين من حوله المدافعين عنها.
ويمكن أن يكون التطبيل لضغوط اجتماعية أو سياسية تدفع الأفراد إلى التطبيل ولو كانوا غير مقتنعين، بالحكام وتجاربنا مع السابقين الذين اسقطهم النفخ والكذب والدجل من وراء التطبيل والتفخيم والعباده
ونلاحظ أن غالب المطبِّلين هم من بعض المثقفين واعلامين معروفين تجارتهم المدح الكاذب والاطراء المزيف من حاصدي المال ولكل مسئول او شيخ حسب الظروف والوقت والدفع ، فإذا جاز -فرضًا- أن يتملّق صغار القوم وأدناهم لصاحب السلطة، فيمسحون ما شاؤوا من الأجواخ، فإنه من غير المتصوّر أن يفعل ذلك المثقفون وأصحاب الرأي وأدعياء الاعلام من أجل الوصول إلى صاحب السلطة والتقرب منه.
وشعار المطبّلين “التطبيل لمن يدفع أكثر”، لا قناعات سياسية ولا مبادئ أخلاقية، إنه الهوان واللّهث وراء المال والجاه يتنقّلون من حضن إلى حضن، فمن يدفع لهم أكثر، أو يعدهم بمنصب أكبر، يحظ بقربهم، فتراهم يطبّلون لجهة ما لمنفعة، ويهجون خصومهم، فإذا صارت مصلحتهم مع خصومهم تراهم يهجون من كانوا يطبّلون لهم، ويطبّلون لخصومهم!!
:
نصيحه في سبيل الله
:
:
لا يغرّنكم اجتماع المطبّلين من حولكم، فهم مارسوها سابقا لقاء المال الا ماندر وهاهم نفس الوجوه يمارسونها بكل براعه وفن تمرسوا عليها فهؤلاء ممن لا يعرفون الولاء، وليسوا أهلًا للانتماء، وإنما هم عبيد منتفعون، لا قيم عندهم ولا مبدأ، يلهثون وراء المال والمنصب، .التطبيل هو الذي ذكره النبي في قوله: “إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب”لتطبيلمثلة على التطبيل:
وللتطبيل في تاريخنا أمثلة كثيرة، منها:
– رمى الخليفة العباسي المتوكل عصفورًا فلم يصبه، فقال وزيره: أحسنت! فردّ الخليفة :أتهزأ بي؟! فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور حينما تركت له فرصة للحياة
.ومطبِّل آخر يعلّل للحاكم سبب عدم نزول المطر وقد ظنّ أنه ربما يكون السبب في ذلك غضبًا من الله تعالى:
ما قَصَّرَ الغيثُ عن مصرٍ وتربتِها ***طبعاً، ولكنْ تَعدّاكم من الخجَلِ
المصدر
من كتابات وتجربة وما كتبه الحريصين في صفحات التواصل وقراءة الواقع والتجربه الشخصيه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

731 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع