الطريق الاقصر لإنهاء التأزم في العراق

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 02 كانون2/يناير 2014 18:45

                            علاء کامل شبيب

المشکلة و الازمة التي لايتم إجتثاثها من الجذور، ستبقى تأثيراتها و إنعکاساتها لأنها وان إختفت او توقفت لفترة فإنها ستعود لتطل بعد فترة أخرى، وان قضايا الارهاب و الفساد بصورة خاصة و قضايا أخرى ذات صلة يعاني منها العراق، نراها تختفي بصورة دراماتيکية محددة لبعض الاحيان لکنها سرعان ماتعود بصورة أقوى من السابق.

المالکي الذي عاد في ولايته الثانية بموجب صفقة إيرانية ـ امريکية، ساعده النظام الايراني لکي يخلق حالة من الامن و الاستقرار النسبي الذي إعتبر في حينه بمثابة فتح مبين للمالکي، لکن و بعد فترة قصيرة، وبعد تطورات و ملابسات و مستجدات، تتعلق جميعها بشکل او بآخر بالنظام الايراني، عادت الاوضاع الى حالتها السابقة او کما يقول المثل العراقي المشهور"عادت حليمه لعادتها القديمة"، مما أعطى القناعة الکافية بأن الذي حقق الامن و الاستقرار للعراق أثناء بدايات الولاية الثانية، هو نفسه الذي أعاد الاضطرابات و العمليات الارهابية مرة أخرى.

إلقاء نظرة متفحصة على تلك الظروف و الاوضاع التي مرت بالعراق و المنطقة المشار إليها أعلاه، تبين انها کانت تؤثر بشکل او بآخر على مصالح النظام الايراني، ولاسيما بعد أن إشتدت الضغوطات الدولية على هذا النظام بشأن برنامجه النووي و أمور أخرى، فإضطر هذا النظام لأن يقوم بإستغلال ورقة الاوضاع في العراق للضغط على الامريکيين و التي إجبرتهم في نهاية المطاف على الانصياع لهم خصوصا بعد أن انسحبوا من العراق، لکن أوضاع العراق و بعد الانسحاب الامريکي من العراق، أثبتت للعالم کله، بأنه يسير بصورة تخدم مصالح النظام الايراني لوحده، خصوصا بعدما وجدوا أن هذا النظام يقوم بإستغلال الانسحاب الامريکي من أجل تحقيق الاهداف التالية:

ـ ضرب القوى الوطنية العراقية الشريفة المعارضة لنفوذ النظام الايراني في العراق، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، قام النظام الايراني بإسباغ طابع طائفي على الاوضاع في العراق من أجل التمويه و إضاعة الحقيقة وکي يتمکن من ضرب کل المعارضين و الرافضين لنفوذه في العراق.

ـ ضرب معسکر أشرف و مخيم ليبرتي، للمعارضة الايرانية في العراق و الذين يعتبرون بمثابة بديل جاهز للنظام الايراني، ويمکن التأکد من هذه الحقيقة من خلال إزدياد نسبة الهجمات و بصورة غير مألوفة على هذين المعسکرين، والتي کان أهمها و أخطرها هجوم 1/9/2013 على معسکر أشرف و الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي في 26/12/2013، وخلال هذين الهجومين تم قتل 61 و جرح

أکثر من 100 آخرين بالاضافة الى إختطاف 7 من السکان، وان هذه الهجمات الوحشية على المعارضين الايرانيين انما تهدف في الاساس الى إنهاء الخطر و التهديد اللذين يمثلانه على وجود و مستقبل و مصير النظام.

ـ جعل العراق ممرا حيويا للنظام الايراني من أجل بسط نفوذه و ترسيخه في المنطقة و العالم، ومن الواضح أن هناك أکثر من أدلة على کيفية إستغلاله البشع هذا من خلال ماقام به في العراق و ضد البحرين و السعودية و الشعب السوري.

ان الطريق الاقصر لإنهاء التأزم و المشاکل الطاحنة في العراق، انما يکمن بإنهاء نفوذ النظام الايراني هناك و وضع حد له، لأنه طالما بقي هذا النفوذ فإن جذور کل المشاکل ستبقى و سيبقى الامن و الاستقرار و السلام في العراق مهددا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.