تتصدر الأزمة الأمنية قائمة اهتمامات وأولويات السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين، لأنها تمس صميم الحياة اليومية للدولة والمجتمع وتؤثر في مسيرتهما، فهي حالة خطيرة وحاسمة تشكل نقطة تحول خطيرة في المسار الطبيعي للأمور وان كان الحدث الأمني المتأزم هو جريمة أو فعل من أفعال البشر، يقتضي جهودا مكثفة للقبض علي الفاعلين والمشاركين وتطويق آثاره القريبة والبعيدة, ولم يعد مقبولا إن تبقي إجراءات الأجهزة الأمنية لاحقة للحدث الأمني، لما في ذلك من خسائر تتحملها الأجهزة ويتحملها المجتمع وتخسرها الدولة.
وما يحدث في العراق من تدهور امني بين فترة وأخرى يُدلل على ان هناك خللا مؤكدا، ينبغي البحث عنه ومن ثم معالجته. وأسباب هذا الخلل هو ضعف الأداء المؤسساتي للقوى الأمنية في عملها المهني والعقائدي والأستخباراتي ,وعدم الاستفادة لما يقدمه التطور التكنولوجي الحاصل بالعالم في هذا المجال مما أوجد عدو جديد يهدد الحضارة والمدنية وهدفه الترويع والقتل الجماعي للأبرياء لا يمتلك هدف محدد وأفراده يمتلكون أيديولوجية واضحة يستغلون أناس همهم الأول المال والشهرة فقط , ويعملون على ترهيب الشعب العراقي وهدر دماءهم وتهديد مصالح الشعب اليومية جاءوا مع المحتل الأمريكي واغلب الظن إنهم ينفذون أجندة خاصة بهذا المحتل , لذلك كانت الحاجة إلى المزيد من التدبير والتفكير، ووضع الخطط الإستراتيجية والميدانية السريعة لتنتشل البلاد من الضياع وتنقذ العباد من نزيف الدم اليومي. لذا وجب على القوى الأمنية والقائمين على مؤسساتها وضع دراسة علل فقدان الأمن وأسبابه ومسبباته, ووضع حلول وتصورات عملية ووطنية لمعالجة الخروقات الأمنية باستحداث طرق وآليات عمل مرنة تمزج بين الجهد الميداني والعمل ألاستخباراتي والتكنولوجي , من خلال عملية إدارية فنية خاصة، تقوم على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، يطلع بها إداريون يتمتعون بمهارات وقدرات عالية, نطلق عليها إدارة الأزمات الأمنية, ولإنجاح هذه العملية لابد من عوامل أبرزها, كفاءة إدارة الوقت، وإنشاء قاعدة شاملة ودقيقة من المعلومات، وتوافر نظم إنذار مبكر، والاستعداد الدائم لمواجهة المواقف الطارئة، والقدرة على حشد الموارد المتاحة وتعبئتها، وتوافر نظام اتصال فعال ومتطور.
لقد استخدمت الطائرات طيلة السنين الماضية بشكل تقليدي في أي حرب بين دولتين أو التهيؤ لشن حرب أو لأغراض التلويح بالقوة عدا بعض الحروب المحدودة في مكافحة المتمردين, فاستغلال الجو لصالح اى دولة في مكافحة الإرهاب تجعل من الطائرات المستخدمة القوة المناسبة بل الضرورية لهذه المهام, وينبغي إعادة النظر في العقيدة الجوية من كافة النواحي من التدريب والتسليح والتعبئة وأساليب القتال ومنظومات الاتصال الفعالة والاستفادة من التجارب العلمية في مكافحة الإرهاب ومتابعة التطورات الحاصلة في أساليب الإرهابيين ومهاجمتهم في أوكارهم من خلال الضربات الاستباقية .
المخطط لإدارة اي أزمة أمنية عليه التعامل مع الطائرات وبالأخص الطائرات العمودية(الهليكوبتر) والاستفادة من إمكانياتها الرهيبة في احتواء وتحجيم أي أزمة أمنية, وتعتبر مساندة القطاعات الأمنية في القيام بمهامها المختلفة من ابرز ادوار هذه الطائرات العمودية, من خلال قيامها بنقل الأشخاص والمعدات والتصوير والمسح الجوي ومراقبة العمليات من الجو وعرضها علي المسئولين مباشرة من خلال البث المباشر للإحداث الجارية لإمكانية دراسة وإصدار التعليمات بخصوصها.
لهذه الطائرات القدرة عند تجهيزها بالمعدات اللازمة إرسال صورة وصوت ملتقطة من الجو عبر هذه الطائرات من مسافة تزيد ى عن 400 كم, كما يمكن للطائرة العمودية حينما تكون مجهزة بمنظومة ( فلير) وهـــــــو نظام رؤية أمامي يعمل بالأشعة تحت الحمراء من القيام ببرنامج مراقبة دقيق للغاية يعتمــد على درجة الحرارة (حرارة أي جسم ) لكي يظهر على شاشــــة العرض, ويتم برنامج المراقبة كالأتي :
1. التطابق أو المماثلة.
2. المسافة العملية لتحديد هوية شخص ( ملامح الوجه ) هي 1.2 كم.
3. المسافة العملية لتحديد نوع مركبة آلية هي ١٨ كم.
4. التمييز والتعرف .
5.الاكتشاف والتحري ,يمكن اكتشاف أو كشف شخص ما يتحرك علي مسافة 21 كم.
أن لهذه الطائرات امتيازات كثيرة مقارنة بالآليات والوسائل المستخدمة من قبل الوحدات الأمنية في الحالات التقليدية بما يلى:
- السرعة الكبيرة والقدرة علي المناورة العالية فطائرة عموديـة تطير بسرعة هوائية قدرهـــــــــا 240 كم/س تعادل حوالي 310 كم/س كسرعة أرضية علي الطرقات العامة.
-لها القدرة الفائقة على تجاوز جميع العقبات والمـوانع التي تؤثر على أداء الوسائل الأرضية.
- اتساع مجال الرؤية والمراقبة البصرية والآلية .
- تمتلك الطائرة سرعة كبيرة في الاستجابة للحالات الطارئة وعمليات البحث والإنقاذ .
- يمكن لها فرض السيطرة الأمنية علي المناطق غير المأهولة .
- يمكن لها نقل القيادات للمراقبة والمتابعة وإدارة العمليات بإشراف مباشر.
- طائرة واحدة تقوم بأعمال الدورية تعادل قيام عدد (200 فردا ) من أفـــــــــــراد الأمن يقومون بنفس الأعمال .
وتعد الطائرات الاستطلاعية المقاتلة من دون طيار أحدث مرحلة وصلت إليها عملية تطوير طائرات مكافحة الإرهاب, وقد تزايد بالفعل دور هذه الطائرات وأهميتها في معالجة الأزمة الأمنية حيث تؤمن استطلاعا تكتيكياً حتى لأصغر وحدة مقاتلة على الأرض، كما توفر المراقبة الدائمة لفترة أطول مما تستطيع أن تتحمله الأطقم البشرية بفاعلية
وتستطيع أن تقضي وقتا أكثر في التأني والمراقبة وهي أصغر من الطائرات العادية وسهلة الإخفاء ، كما أنها أقل ثمنا من حيث الكلفة والتشغيل والدعم،لذلك تعتبر خيار أخر في المعالجة الفعالة للازمة الأمنية.
أن ضعف السيطرة على ملف الأمن له أبعاد إستراتيجية خطيرة على حياة الشعب وعلى النظام السياسي الحاكم مما يترك البلاد في أزمة أمنية قائمة وشائكة تترك تداعياتها على الحياة السياسية والاقتصادية كحركة الاستثمار والتمثيل الدبلوماسي والعلاقات الدولية,والطامة الكبرى ان من يُدير هذا الملف لايُريد ان يعترف بوجود خلل امني، أو ان خطته الأمنية قد فشلت، حتى إن هؤلاء يُعبّرون عنه بخرق امني، من اجل التخفيف من هول المشكلة وخطورتها. والسبب هو عدم المهنية لفريق إدارة الأزمات وهذا هو السبب الرئيسي لكل الأزمات الأمنية الحالية في العراق , فعلى الأقل ينبغي إقالة المشرفين على الملف الأمني وتبديلهم بفريق أكثر مهنية بالتصرف في هكذا مواقف ولا يخلو العراق منهم؟؟؟ أردنا بهذه الكلمات التنبيه والتذكير؟؟ لقوله تعالى " فذكر أن نفعت الذكرى" ........ صدق الله العظيم (سورة الأعلى).
629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع