الشهاب الحسني البغدادي
جيّشت أمريكا جيوشها وحلفائها وعملائها، وانطلقت نحوعاصمة الرشيد بغداد فجر العشرين من شهر آذار/2003 لتصبح في التاسع من نيسان/أبريل على مشهد من أصعب المشاهد في تاريخها ولتكون ساحة الفردوس مسرحا "هوليوديا" للإعلان الأمريكي الرسمي على احتلال حاضرة العباسيين.
التاسع من نيسان يوم مشؤوم في تاريخ العراق. ووصمة عار في تاريخ العالم المتحضر. فهل كان تحديد هذا التاريخ لاحتلاله صدفة؟!!
س: هل كان دخول، قائد العمليات العسكرية، القصر الجمهوري في اليوم الثاني من أحتلال بغداد، صدفة؟
س: وهل كان نهب المتحف العراقي وحرق مكتبات بغداد و أرشيف الدولة العراقية لمحو الذاكرة العراقية صدفة؟!!!
لايمكن الجزم انها كانت صدفة.!!
كتب الكثير عن أسباب غزو العراق ودوافع احتلاله. ومقالنا لايناقش ولا يشير اليها لانها باتت واضحة ومعروفة للجميع. ولكننا سننظر اليها من وجهة نظر أخرى.
صفعة للتاريخ التوراتي اليهودي:
كلنا يعرف من هو نبوخذ نصر. وكلنا سمع وقرأ الشعار: (( من نبوخذ نصر الى صدام حسين، بابل تنهض من جديد))!! لكن ليس الكل من يعرف بيانه ومغزاه.
ونتيجة لهذا الشعار اوعزت وسائل الإعلام الصهيونية، الى عدد من كتّابهم.. وبدأوا يذكّرون بسبي الآلاف من اليهود واستعبادهم وموتهم وهم يعملون عبيدا في بناء بابل القديمة...!
سلسلة طويلة من الأحداث التاريخية تبناها تلمود اليهود ومعتقدهم الديني، وكان العراق القديم والعراقيون القدماء من آشوريين وبابليين محور وسبب المأساة اليهودية القديمة....!
ولعلنا لا نستغرب الآن عندما نقرأ الشعار الصهيوني الذي وُضع وأعتُمد في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في سويسرا والذي يقول: ( دولة إسرائيل من الفرات الى النيل)...!!
على من يريد أن يتفهم وضع الشرق الاوسط والعراق تحيدا، لابد له أن لايهمل دراسة التاريخ القديم والبعد الديني للسياسة فيه والسبب ،هو اعتقاد الصهيونية العالمية ومؤيديها اليوم من أصحاب النفوذ الاقتصادي والقرار السياسي:
ان "اسرائيل" ما هي الا نتاج تاريخي قام على عقيدة الكتاب المقدس (التوراة والتلمود).
وقبل المضي في السرد نود ان نبين كيف ظهر الشعار:
من نبوخذ نصر الى صدام حسين بابل تنهض من جديد :
في يوم من منتصف الثمانينات من القرن الماضي.. طُلبَ من المرحوم ( دوني جورج) خبير الآثار القديمة ومساعد مدير المتحف العراقي في بغداد، التوجه الى بابل بناء على أمر من رئيس الجمهورية.. وهناك وجد صدام حسين مع مجموعة من مساعديه ومرافقيه.. حيث طلب اليه صدام وضع الخطط لإعادة بناء بابل القديمة، وخصوصا قصر نبوخذنصر ومعبد (مردوخ) لكي تكون جاهزة في مهرجان بابل الذي سيقام عام 1987..
ثم إلتفت صدام وسأل دوني سؤالا محددا (كيف نعلم متى بني القصر على وجه التحديد..؟ وهل كان في زمن نبوخذنصر أم لا..؟)، فما كان من دوني إلا أن قدّم لصدام قطعة من اللبن (الحجارة) القديم وعليها ختم نبوخذنصر والتاريخ وعبارة أنها بنيت لتمجيد الإله مردوخ...!
عندها قال صدام لدوني (يجب أن يظهر إسم صدام حسين والتاريخ على قطع (اللبن) التي ستستخدم في إعادة البناء...).. كان ذلك طلب لا يمكن ردّه، مع أن كثير من علماء الآثار في العالم قد إعترض على ذلك من الناحية الفنية والتاريخية..
ولكن الأكثر من ذلك أنه كان عمل يمثل صفعة للتاريخ التوراتي اليهودي الذي يأخذ موقفا عدائيا من نبوخذنصر بالذات ومن بابل بشكل خاص، ومن العراق المتمثل بالرئيس الراحل صدام حسين بشكل عام..!!!
هذان الاسمان _ نبوخذنصر وصدام_ دبا رعبا وهلعا في الفكر الجمعي اليهودي الصهيوني وأرقت المحافظين الجدد ومن خلفها جحافل الصهيو- المسيحية الجديدة. من هنا احيوا نبوءة أرميا في التوراة لينازع القرآن الكريم!!! وقرروا بان الوقت قد حان لتحقيق نبوءة النبي أرميا. ((دمروا بابل كلما نهضت بابل )) دمروها ردا على شعار الرئيس الراحل صدام حسين!!!
بعد احتلال بغداد قام الرئيس الأمريكي بارسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريرا سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003 نص فيه انه "لم يتم العثور لحد الآن على اي اثر لاسلحة دمار شامل عراقية" واضاف ديفد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي ان " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق اخطر مما كان عليه قبل الحرب" .
ولكن جورج بوش قال في 2 اغسطس 2004 " حتى لو كنت اعرف قبل الحرب ما اعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فاني كنت ساقوم بدخول العراق".
حتى وصل الأمر ببعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية من استعمالهم إلى هذا التبرير لحد توجيه التهمة إلى صدام حسين بضلوعه في أحداث 11 سبتمبر.
لماذا العراق..؟!
كتب (تشارلس كروثامار)، الكاتب الصهيوني الشهير واحد ابرز المروجين لآفكار المحافظين الجدد، كتب في صحيفة" واشنطن بوست" بتاريخ 26 كانون الاول \ديسمبر 2003 بعد أسر الرئيس الراحل صدام حسين، قال:
( ان مصير صدام حسين أمر في غاية الاهمية لأنه آخر وأكبر ادعياء القومية العربية....هذا هو السبب الذي يجعل من المهم ليس اعتقال صدام حسين وإنما ايضا أذلاله وإهانته... المهم الاطاحة بـ " قصر أحلام العرب" ومن أجل ازالة الخيال المفرط الذي حلم به صدام ومريدوه من المثقفين العرب ممن فكروا بعظمة العرب... وتعين عليهم أنفسهم الاعتراف بأن هذا كان الضربة السيكيولوجية الاقوى للمزاعم القومية العربية منذ أن الحقت اسرائيل الهزيمة الكبرى في حرب الايام الستة في 5 حزيران\ يونيو عام 1967 بالزعيم المغرور جمال عبد الناصر.)
اما كتاب (اتحاد ضد بابل الولايات المتحدة وإسرائيل والعراق) للكاتب والصحفي (جون كولي):
فهو كتاب غير عادي من حيث أحداثه التاريخية التي ترجع الى آلاف السنين كما تم تدوينها في الإسرائيليات، ثم أعتمدت لاحقا، في وقتنا الحالي، كخطط سياسية إستراتيجية، وكآيديولوجية للتحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي ضد العراق، والذي بني على منطلق عقائدي وديني بحت...!
وأهم ما ورد في الكتاب.. أسرار مذهلة عن حجم المؤامرة الدولية ضد العراق، والتي كان الإحتلال الأمريكي له عام 2003 أحد أول خططها ونتائجها، وليس آخرها كما يتصور البعض.. ولا تزال هذه المرحلة في موضع التطبيق مع كل ما رافقها من تدمير متعمد للبنى التحتية وللإنسان ووصل الى حد لا يصدق ولا يمكن تصوره.. لكنها في واقع الأمر هي هدف أُحسنَ وضعه، وخطط له بعناية من أجل تحقيقه..!
اما الكاتب (مايكل إيفانس) في كتابه (العراق حرب دينية تنبأ بها الكتاب المقدس) – وهو نموذج للمؤلفات المنحازة التي تأخذ جانبا واحدا بصورة غير موضوعية. – حيث يقول في مقدمته:
(كتابي دعوة دينية لحمل السلاح جنودها المؤمنون بقيم الكتاب المقدس)
فضلا عن ان الغلاف يحمل ثناء من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومن نائب رئيس الوزراء ايهود أولمرت ضمن شخصيات يهودية ومسيحية يمينية أخرى.
لكن أهمية الكتاب تكمن في أنه امتداد لموجة منتشرة في الولايات المتحدة بين اليمين المسيحي المتطرف تصور الحرب الأميركية ضد الإرهاب كحرب دينية ضد المتطرفين الإسلاميين، بل وبالنسبة للبعض، ضد الإسلام. ولكن الكتاب يأخذ بعدا إضافيا في ذلك الاتجاه كونه يصور الحرب في العراق كتحقيق لنبوءة دينية وردت في كل من التوراة والإنجيل. يقول وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم وهو يلخص الكتاب في فقرة طبعت على غلافه الخلفي:
إن طغيان حكام العراق في عصرنا هذا إنما يعود بجذوره الى بابل القديمة في العهود التوراتية. وقد تنبأ إرميا النبي بما يحدث اليوم في العراق وأشار في ذلك العهد القديم الى الأخطار التي تشكلها بابل ( العراق اليوم) ضد المنطقة كما أشار الى العقوبة التي أنزلها الله بالطغاة الوحشيين في أرض النهرين.إذ قال النبي إرميا:
(( سأحشد ضد بابل جمعا من الأمم العظمى من أمم الشمال لأن بابل اقترفت خطيئة ضد الله)).
ويقول الكاتب(توماس ب . م بارنيث): في كتابه :خريطة البنتاغون الجديدة ـ الحرب و السلام في القرن الواحد و العشرين.
((دورنا الجديد فرض العولمة بقوة السلاح إذا اقتضى الأمر، أحداث 11 سبتمبر كانت هبة من السماء لأمريكا)).
إن انتهاء الصراع الدولي بين الشرق و الغرب دفع أمريكا لرسم خطط جديدة للصراع كي يكون بمثابة القوة المحركة لخطط عدوانية على المدى البعيد وها هو العدو الجديد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) أنه الإرهاب ولا ندري كيف تم تنظيمه بهذا القوة . نعتقد جازمين أن أمريكا وإسرائيل هم من حرك ابن لادن وطالبان وغيرهم .
سبق القول أن إسرائيل ما هي إلا نتاج تاريخي قام على عقيدة الكتاب المقدس والشواهد التاريخية المؤيدة لذلك بدءاً من مملكة إسرائيل القديمة، ومروراً بالأباطرة الذين حكموا المنطقة من أمثال حمورابي ونبوخذنصر ثم الإسكندر المقدوني الذي توفي في بابل ودفن فيها عام 323 قبل الميلاد. وأنه بعد قرنين من السبي البابلي وحسب المصادر الدينية الإسرائيلية عاد (أطفال) إسرائيل الى فلسطين تحت قيادة نبيين من أنبيائهم وهما عزرا وناحيميا.
وحتى هذا اليوم، يعتقد المسيحيون الجدد من المؤمنين بالصهيونية، ومنهم الإدارة الأمريكية الحالية أن المسيح سوف لن ينزل الى الأرض في آخر الزمان، حتى يتم إعادة بناء هيكل سليمان في موقع المسجد الأقصى الحالي، وهذا ما يفسر إصرار إسرائيل على إجراء الحفريات تحت المسجد ولعدة سنوات بحثا عن
الهيكل أو ما يقود اليه...!
أما بعض اليهود العراقيين بالأصل ممن تركوا العراق الى إسرائيل بعد قيامها عام 1948، فإنهم يتحدثون عن أموال وممتلكات يهودية قديمة قدم التاريخ تعود الى اليهود أجدادهم قد تم تدميرها ومصادرتها خلال فترة حكم صدام حسين وما سبق ذلك في تاريخ الدولة العراقية الحديثة...!
ولعل هذا يفسر لنا عملية السرقة المنظمة لآثار معينة قديمة من العهدين البابلي والآشوري من متحف بغداد من قبل منظمات يهودية وبحماية الجيش الأمريكي عند دخول الأمريكان الى بغداد في التاسع من نيسان / ابريل 2003!
لقد قمنا بالحرب من أجلكم:
أن الرب احصى أيام حكمك وان نهايتها قريب أن الرب قد قسّم مملكتك
وقام بتسليمها إلى الفرس!!!
قال آري فلايشر الناطق باسم البيت الأبيض الأمريكي وهو يهودي واستقال في تموز عام 2003 أي بعد ثلاثة أشهر من غزو العراق: (( لا يزال هناك وقت؛ لكي يرى صدام حسين ما كُتب على الحائط ويرحل عن العراق)).
ومذكور في فقرات من العهد القديم "التوراة" وبالتحديد من سفر دانيال، أن بيلشاصَّر أقام حفلة على شرف الكثير من عظماء بابل، وكان من ضمن المائدة العديد من الأواني الذهبية والفضية التي استولى عليها والده نبوخذ نصر من هيكل سليمان .وأثناء احتفالهم ظهرت يد الرب لتكتب على الحائط المقابل لمائدة بيلشاصر وكتبت: مينة Mene تيكيل Tekel بارسين Parsin.
فأندهش بيلشاصر وطلب تفسيراً فأرشدوه لـ " دانيال " كي يقوم بتفسير ما حصل - أن دانيال كان سجيناً في بابل منذ أيام نبوخذ نصر، أي منذ السبي البابلي- فقام حينها دانيال بتفسير الكلمات على النحو التالي:
مينة Mene : أن الرب احصى أيام حكمك وان نهايتها قريب تيكيل لم يعد لك وزن بين شعبك، بارسين Parsin أن الرب قد قسّم مملكتك وقام بتسليمها إلى الفرس!!! والميديين!!!
فلا عجب ان يكون أول طيارين وهما المقدم ديفيد تومي والرائد مارك من السرب الثامن ممن نفذوا القصف الجوي على العراق في فجر يوم 19 آذار 2014 يقودان طائرتي شبح اف 117 كانا يهوديين !!
ولذلك عزمت الصهيونية على التخلص من العراق وقيادته فكان الهجوم البربري يوم 19-20 أذار – مارس 2003 الذي قررت أمريكا بالإيعاز إلى عملائها بتغيير موعد انعقاد مهرجان بابل المعتاد إلى موعده الجديد وهو 20 -3 من كل عام تاريخ بدء انطلاق اليهود والصهاينة لتهديم العراق فهم يدعون انهم بعملهم هذا إنما ينفذون وصايا التوراة ( الأجزاء الخمسة التي ألفوها بأيديهم وحرفوا بها التوراة حين قام حاخاماتهم أثناء الأسر البابلي في مدينة الكفل في محافظة بابل )
إن الصهاينة يقولون إن ما يسمى بهيكل سليمان لن يُبنى إلا إذا خُربت بابل:
(( لن يعود الرب حتى يُبنى الهيكل ولن يُبنى الهيكل حتى تؤدب بابل وآشور))!!
( بات روبرتسِن ) القس الإنجيلي وأحد أبرز الآباء الروحيين لتيار المحافظين الجدد ومنهم بوش ورامسفيلد ودك شيني، لخص مطامع الصهاينة في العراق ورغبتهم التدميرية بقوله بعد اجتياح الأميركيين للعراق ووصولهم إلى مدينة بابل ":
من موقع بابل حيث تفرقت كل أمم الأرض ، ها هي تعود من جديد لتدخل في حلف عسكري واحد، وها هي أمم الأرض كما تقول النبوءات العبرانية تشكل نظام دفاع جديد للدفاع عن إسرائيل والانتقام من بابل بقصفها من السماء ، لأنها هي التي عذبت شعب الله المختار وأغرقته بالدموع والأحزان" !!وقد دأبت عيون "شعب الله المختار" طوال التاريخ على التربص بالعراق والبحث عن مكامن ضعف فيه لاختراقه والتسلل إلى مجتمعه لنخره وتفتيت بنيته الديمغرافية والإجهاز على وحدته الوطنية.
إنه ألإلتقاء العقائدي بين تلمود اليهودية.. وأهداف الصهيونية.. وإيمان محافظي أميركا الجدد بذلك إيماناً مطلقا...
إنه الجواب على السؤال الكبير... لماذا العراق..؟!
نصوصٌ توراتية وتلمودية وحقائق موثقة يعزز مقاصدها :
ما ذهب إليه الجنرال شوارزكوف عقب العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 حين خاطب بني صهيون قائلاً "لقد قمنا بالحرب من أجلكم" !!
ومن الامور التي لم يفطن اليها احد عندما أراد (مجلس الحكم) سيء الصيت وأثناء رئاسة المقبورعبد العزيز الحكيم الذي اراد ان يغيير قانون الأحوال الشخصية أعطى الرقم( 137) رقما للقانون الجديد مع العلم انه لم يصل تسلسل القوانين آنذاك إلى 136
فمن الذي وضع هذا الرقم على القانون الذي ينضم حياة المرأة العراقية والأرث والزواج والطلاق !!! وهل له علاقة بالاصحاح 137 من سفر المزامير التوراتي؟؟؟
ماذا بعد غزو العراق:
بعد مرور 11 عاما على الغزو الذي لم يجلب للعراقيين سوى تدمير البنية التحتية للدولة وتفشي الإرهاب وإرساء نظام سياسي أساسه محاصصة تعتمد على العرق والطائفة والقومية، الأمر الذي بات يهدد وحدة العراق وشعبه.
فتح الغزو الأمريكي ومن بعده الاحتلال باب العراق أمام كل راغب في الدخول والتدخل، فتحولت البلاد إلى ساحة صراعات إقليمية في بعض الأحيان ومواجهة بين إرادات دولية في أحيان أخرى.
وعلى الرغم من أن رحيل آلة الحرب الامريكية عن العراق كان حلما لكل العراقيين، حلم تحقق بعد سنوات عجاف، إلا أنه تحوّل إلى كابوس مخيف، إذ أن ثمنه كان باهظا، حيث لا يزال أبناء الرافدين يدفعون فاتورة الاحتلال وما أفرزه من نتائج.
كان المعلن من الدعاية الامريكية انها تريد القضاء على الارهاب الذي يمثله نظام صدام حسين من خلال علاقة مزعومة مع تنظيم القاعدة. وكذلك القضاء على اسلحة الدمارالشامل التي قيل ان العراق كان يمتلكها، وقد فبركت المخابرات الامريكية هذه الاسباب المباشرة للغزو بناء على افادات كاذبة من عملاء الادارة الامريكية امثال احمد الجلبي، وقدمها كولن باول وزير الخارجية انذاك امام مجلس الامن الدولي، لتبرير الغزو على العراق، وروجت وسائل الاعلام الغربية تلك الادعاءات الكاذبة على اوسع نطاق لاقناع الرأي العام العالمي بضرورة غزو العراق واسقاط النظام الوطني فيه.
وبعد هذه السنوات الاحد عشراستفاق ضمير بعض وسائل الاعلام الغربية وأخذت تنشر بعض الحقائق التي اخفتها ادارة بوش الابن وطاقمه الرئاسي .
فقد أعرب عضو الفريق الأممي للبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية عام 2002 (هانز بليكس)عن إيمانه:
بأن الحرب على العراق، التي شبهها بـ"الجحيم"، تعتبر آخر نزاع من الممكن أن ينشأ بين الأمم حول العالم.
لقد تكشفت للعالم كل اكاذيب الغزاة منذ الايام الاولى لدخول قواتهم بغداد عندما لم يكتفوا بإسقاط النظام الوطني بل اخذوا يدمرون المؤسسات ويحرقون وثائق الدولة والمواطنين ويسرقون البنوك ويطلقون مجاميع مدربة لنهب المتحف العراقي في بغداد والمتاحف الأخرى في المحافظات ،ويحرقون وينهبون المكتبات والمخطوطات النادرة ، بينما قاموا بحماية وزارة النفط فقط من التخريب المنظم وهو مايؤكد الهدف الاستعماري التدميري ، ثم واصلوا عملية التدمير المنظم بحل الجيش العراقي وقوى الامن الداخلي والخارجي وفرض دستور مبني على اساس المحاصصات الطائفية والعرقية والذي دشن عهد الفتن الطائفية والعرقية في العراق .
رأت صحيفة ''ذا نايشن'' الأمريكية، أن العراق تحول إلى ''بلد منكسر'' في الذكرى الحادية عشر للغزو الأمريكي لبلاد الرافدين:
أن الحرب على العراق التي روج لها على أنها من أجل الحرية ''كبلت الحريات في أمريكا نفسها وبدلا من أن تنتهي الحرب بتقييد مشاريع صدام للأسلحة النووية، نتج عنها تطوير إيران وكوريا الجنوبية لبرامج أسلحتهم النووية، وخسرت أمريكا الكثير من حلفائها بإصرارها على الحرب في العراق، كما خسرت العراق أيضا''.
وأوضحت أن ''أمريكا قادت حربا ظالمة ضد الشعب العراقي، الذي لم يكن مصدر أذى لأمنها القومي، أو للسلام العالمي، في مخالفة صارخة لقوانين الأمم المتحدة الخاصة بالحروب''.
وتابعت أن ''الإدارة الأمريكية السابقة تغاضت عن تحقيق الأمم المتحدة ولم تكترث لمدى فاعلية خطط نزع السلاح تدريجيا من العراق، وأصرت على حربها علي الشعب العراقي''.
وهل هنالك بعد كل ذلك ما يحول أيضاً دون التسليم بأن الغزو الأمريكي للعراق جاء من أجل إعادة بناء هيكل سليمان والذي مر على احتلال بغداد 11 عاما دون أن نسمع بانه تم البدء بإعادة بناءه أم أن ذلك له علاقة بتسوية القضية الفلسطينية وإنشاء الدولة اليهودية التي يتفاوض عليها الرئيس الأمريكي أوباما مع الآخرين من عرابي التسوية ؟؟ والحر تكفيه الإشارة
شاهد الفديو:
http://www.youtube.com/watch?v=6arwbawYFKk
من جرائم وارهاب وانتهاكات الاحتلال الامريكي للعراق
613 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع