قصة رحلة تمثال عبدالمحسن السعدون تعرَّض للتنقيل والسرقة والتبديل!!
تشهد العديد من النصب والتماثيل في بغداد ومختلف مدن العالم، عمليات تنقيل وتغيير، أو تصليح بعد الهدم، أو إزالة بحجة (الاجتثاث) كما حصل مع العديد من النصب التذكارية والتماثيل الشخصية، فالاجتثاث المزعوم لم ينل البشر فقط بل نال الحجر!!! وهي النصب التي تخلد الشخصيات الوطنية ومنها تمثال الشخصية الوطنية عبدالمحسن السعدون.
تمثال عبدالمحسن السعدون في الخمسينات
تمثال السعدون بعد نقله الى بداية شارع السعدون اثر انشاء جسر الملكة عالية
ولتمثال رئيس الوزراء العراقي الشهير عبدالمحسن السعدون قصة غريبة في التنقل والتغيير مثلما هي صفة تكاد تكون جامعة بين بعض النصب والتماثيل في بغداد، ويزداد الامر غرابة لو تتبعنا السيرة المكانية لأحدى تماثيل بغداد العريقة وصاحب الحظ الاوفر في التنقيل من مكان الى آخر ألا وهو نصب عبدالمحسن السعدون من ساحة التحرير في الباب الشرقي الى ساحة النصر في شارع السعدون.
وعبد المحسن السعدون هو من شخصيات الكفاح من أجل استقلال العراق، قد انتحر يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1929 إثر فشل المفاوضات التي كان يجريها مع البريطانيين. وكان كثيرون يعتقدون أن انتحاره سيفجر ثورة شعبية.
حفل افتتاح نصب المرحوم عبدالمحسن السعدون
من هو عبدالمحسن السعدون؟
ولد عبدالمحسن السعدون عام 1879 في احضان عشيرة عربية عريقة، فأخذ قسطه من التعليم المعتاد على تلك الايام ليصبح مؤهلاً للدخول في المدارس الرشدية، وليغادر بعدها الى الاستانة ليتلقى تعليمه في المدرسة الحربية شأن نظرائه ياسين الهاشمي ونوري السعيد وجميل المدفعي وعلى جودت ورؤوف الكبيسي وجعفر العسكري؛ حيث تخرج منها برتبة (ملازم) ثم ترقى في مسلكه العسكري الى حين انتخابه في مجلس المبعوثان ليصبح نائبا فيه. فلما وضعت الحرب اوزارها وعاد العراقيون الى بلادهم ظهر السعدون كاحد الشخصيات البارزة في القيادة السياسية والحكم على عهد الملك فيصل الأول (1833 ـ1933) اذ أصبح وزيرا للعدل لأول مرة عام 1922 ثم وزيرا للداخلية، ثم تقلد منصب رئاسة الوزراء في 17 تشرين الثاني من السنة ذاتها؛ وفي هذه الفترة الصعبة عمل جاهدا على قيام نظام برلماني ديمقراطي يستند على قاعدة ان الاكثرية الحزبية هي التي تشكل الحكومة، ففي 16 تموز من عام 1925 افتتح البرلمان لاول مرة وكان حزب التقدم الذي يرأسه السعدون يمثل الاكثرية.
ان التعقيدا ت والصراعا ت وتدخلات الانكليز في الشان الوطني العراقي، هي التي ادت الى تلك النهاية المأساوية التي ختم السعدون حياتها فيها بالانتحار في يوم 13 تشرين الثاني عام 1929؛ وان سطورا من وصيته الى ابنه (علي) قد توجز كل ما في المأساة من تعبير وعبر: ــ
حيث تضمنت الاتي:
(الامة تنتظر الخدمة والانكليز لا يوافقون. ليس لي ظهير. العراقيون الذين يطلبون الاستقلال ضعفاء وعاجزون وبعيدون كثيرا عن الاستقلال. هم عاجزون عن تقدير امثالي من اصحاب الشرف. يظنونني خائنا للوطن وعبداً للإنكليز. ما أعظم هذه المصيبة. انا الفدائي لوطني الاكثر اخلاصا قد صبرتُ على انواع الاهانات؛ وتحملت انواع المذلات، وما ذلك الا من اجل هذه البقعة المباركة التي عاش فيها آبائي واجدادي) ...
تحديات واجهها السعدون في فترة حكمه:
ولعل من أهم المشاكل التي جابهت عبدالمحسن السعدون خلال فترة حكمه كما يسردها بعض المؤرخين ما يلي:
1. معاهدة 1926 وتوابعها وملاحقها وسعي القوى الوطنية تسوية الطريق نحو انهاء الانتداب والدخول في عصبة الامم.
2. السعي إلى حل البرلمان والمجيء ببرلمان اكثر توحدا واستقرارا لإنجاز مهمة انهاء الانتداب والتوجه نحو الاستقلال الناجز.
3. محاولة الابتعاد عن هيمنة القصر الملكي، وجعل الوزارة هي المسؤولة دستوريا عن ادارة الدولة امام البرلمان
4. الوقوف بحزم ضد السياسة المالية والعسكرية التي تفرضها وزارة المستعمرات البريطانية على العراق.
5. دعم التجنيد الالزامي من أجل إيجاد جيش عراقي متين له استقلالية في اتخاذ القرار والتنفيذ وتجهيزه بالمعدات والسلاح.
6. الصراع المكشوف ما بين السعدون وبعض الشخصيات البارزة كياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني ونوري السعيد وجعفر ابو التمن وجعفر العسكري وحكمت سليمان وناجي السويدي ورستم حيدر... الخ.
7. التصدي لمواقف الاحزاب المهمة المناوئة له ولحزبه التقدم؛ كأحزاب الشعب والاستقلال والوطني والعهد
8. النزاعات الطائفية والعشائرية المفتعلة والموعز بها او المفروضة من قبل دوائر (المحتل ــ المنتدب) والتي ادت الى كثير من الصعوبات والحوادث المؤسفة التي حالت دون تنفيذ السعدون لبرنامجه الاصلاحي. والتي كان من ابرزها خروج رؤساء القبائل وبعض الشخصيات المتنفذة من حزب التقدم بسبب عدم حصولهم واتباعهم على المناصب والامتيازات او الفوائد المادية التي انضموا من اجلها الى حزب التقدم ؛ حزب السلطة .
ان هذه وغيرها من التعقيدات والصراعات هي التي ادت الى تلك النهاية المأساوية التي ختم السعدون حياتها فيها بالانتحار في 13تشرين الثاني عام 1929؛ وان سطورا من وصيته قد توجز كل ما في المأساة من تعبير وعبر.
تمثال السعدون عند بداية شارع السعدون 1960
قصة تمثال عبدالمحسن السعدون:
يعود الفضل في انشاء نصب المرحوم عبدالمحسن السعدون الى المرحوم الملك فيصل الأول الذي استجاب لرغبة أعضاء مجلس النواب العراقي في تخليد الراحل عبدالمحسن السعدون بنصب في قلب بغداد يذكر الأجيال المتعاقبة بشخصه ونضاله من اجل الوطن، علما أن التمثال تم نصبه بتبرعات أبناء الشعب من المواطنين والنواب –حسبما ورد في المصادر-.
فحينما شعر العراقيون بفداحة المصاب بفقد شخصية وطنية مخلصة للعراق، فقد تنادى عدد من النواب ورجال الصحافة وعلية القوم الى تكريم عبد المحسن السعدون؛ من خلال لجنة عليا تعمل على اقامة تمثال له يليق بسجله الوطني وتضحياته؛ على ان يمول من تبرعات ابناء الشعب اسهاما وتقديرا لدوره في الحياة السياسية والاجتماعية. وقد عهدت اللجنة الى الفنان الايطالي العالمي بياترو كانونيكا أبرز الفنانين في عصره، بمهمة تصميم و نحت التمثال حيث سبق لهذا الفنان ان نحت تماثيل مصطفى النحاس؛ ومصطفى كمال اتاتورك؛ والجنرال مود.. كما أنه عمل لاحقا تمثال المرحوم فيصل الأول.
التمثال الذي أنجز عام 1933 ورفع الستار عنه في ساحة صغيرة خضراء تقع في نهاية شارع الرشيد بالقرب من مدخل ابي نؤاس، حيث كان يقابله آنذاك متحف صغير لمخلفات الملك فيصل الاول البسيطة. والتمثال يصور عبد المحسن السعدون واقفا بملابسه الكاملة معتمرا سيدارته؛ ويحمل بيده اليسرى مجموعة من الاوراق؛ ويشير بيده اليمنى الى صدره؛ وهو مصنوع من النحاس؛ اما القاعدة فقد كانت من المرمر الصقيل وقد برزت عليها تماثيل صغيرة لبعض شخصيات تلك الفترة من تاريخ العراق السياسي المعاصر. كان التمثال يقف على قاعدة رخامية يقف فوقها نصب عبدالمحسن السعدون المصنوع من البرونز، بزيه الطبيعي وسيدارته الفيصلية، يحمل اوراقه بيد واخرى طليقة وقد يشير بها الى نفسه وقد حملت بعض التأويلات والتفسيرات من قبل العامة، وكنتيجة لحسهم الوطني وحبهم لشخصية السعدون من هذه الحركة المنسوبة الى يده اليمنى هي دلالة على ما يشبه القول” هل أنا خائن؟ “اما واجهة القاعدة الرخامية فقد تزينت بجدارية جميلة لتماثيل لها علاقة وثيقة بحياة السعدون السياسية.
نعم لقد تشعبت الاراء حول دلالات الوقوف والاشارة ؛ وحينما سُئل الشاعر والقانوني الكبير المرحوم ابراهيم الواعظ الذي اسهم اسهاما ادبيا وماديا في حملة التبرعات الشعبية لإقامة هذا التمثال ؛ عن تلك المغازي اجاب بالقول (اما الوقوف؛ فهو دليل على الشموخ والاعتداد بالنفس؛ واما الاوراق التي يحملها فهي دليل على صفحة اعماله وخطاباته؛ وما اليد اليمنى التي تمتد لتلامس صدره الا اشارة الى ما اكده في رسالته الأخيرة لأبنه علي (انا الفدائي لوطني لست خائنا) ؛واذا ما تملينا تماثيل القاعدة وجدناها ترمز الى اعضاء مجلس النواب والوزراء وكأنهم يستمعون اليه خطيبا أ.ه)... لقد تنقل التمثال من موقعه الاصلي الى حيث مدخل جسر الجمهورية ليقابل مدرسة الراهبات ؛ ثم الى بداية ساحة التحرير ؛ ولما كان التصميم والانشاء اعترضا مكانه في الحالتين فقد نقل الى موقعه الاخير في ساحة النصرمنذ عام 1972 حتى لحظة الاجهاز عليه يوم 6 تموز2003 ؛ اي بعد ثلاثة اشهر من الاحتلال الغاشم ؛ حينما اقتلعته زمرة حاقدة وجاهلة بمعاولها بينما كانت القوات الامريكية تجوب شارع السعدون . لقد كان الجمهور المحتشد يستغيث برعاة الدبابات في حين كانت المعاول تهوي على النحاس والحجر ؛ ولا من مغيث حيث اقتلع التمثال من اساسه ونقل على عربة خشبية يسحبها حمار الى جهة معروفة المظهر؛ معلومة المخبر. لكن ابناء الشعب الغيارى وابناء عشيرة السعدون واقاربه وعارفي فضله بادروا الى صب التمثال مجددا بمادة (الفايبر كلاس) لكي يقف مجددا كرمز من رموز العراق وشخصية وطنية لاتنســى.
لماذا اقتلع التمثال ولماذا سرق ولماذا نقل؟
مما اوجزناه يتضح جليا ان هناك عوامل (شخصانية) واخرى عامة تداخلت فيما بينها لكي تؤدي لتلك المأساة التي تتوزع في مدلولها على العامل المادي والجهل المتشابك مع الثأر والتي تنتهي الى النيل من شخصية احترمها العراقيون لمواقفها الشجاعة والمدافعة عن حق العراق في الحرية والاستقلال . انني هنا وكرجل قانون بالدرجة الاولى لا يمكنني الجزم بسبب مباشر لما حدث او تحميل اية جهة مسؤوليتها الكاملة عن ذلك ولكن باستطاعتي ان احدد النقاط الاساسية لهذا الفعل الشنيع من خلال مجريات الاحداث لكي يمكن للسائل بعدئذ ان يعتبرها جميعها او احداها سببا رئيسيا لذلك الفعل االمخجل ... وعلى الوجه الآتي: ــ
أ ــ بحسب قواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف الاربعة فأن المحتل هو المسؤول عن حماية الارواح والممتلكات... الخ وبالتالي فانه وحده يتحمل المسؤولية الكاملة ليس عن هذا الفعل الشنيع وانما عن كل ما حدث من تدمير لاثارنا وكتبنا ورسومنا وتماثيلنا ومخطوطاتنا.
ب ــ ان التمثال الشامخ المجسد للموقف الشريف لشخصية بارزة عامة فضلت الانتحار على المسّ بكرامتها الوطنية وهي على رأس قمة السلطة وفي منصب رفيع لا يضحي به الا من كان بمواصفات وخلق السعدون هو بحد ذاته معلمة شموخ تجز برقاب بعض الساسيين وتذكرهم بسوءاتهم؛ وتعري اعمالهم وتصرفاتهم امام انفسهم قبل غيرهم كلما وقعت اعينهم على ذلك التمثال.
ج ــ يذكر البعض من المؤرخين بأنه في عهد وزارة السعدون عام 1926 جرى ترحيل المرجعين الميرزا النائيني وابي الحسن الاصفهاني ... الى ايران بحجة التدخل السياسي والتحريض وخلق الفجوة ما بين الشعب والحكومة؛ ولعل هذا السبب قد دفع بالبعض الى الرد المقابل على ذلك الموقف الذي يعتبرونه مهينا لشخصيات دينية لها مكانتها واعتبارها؛ بغض النظر عن حقيقة الحدث وقاعدة مرور الزمان.
د ـ يعتبر معدن النحاس في لحظة سرقة التمثال من اهم ما يخطر على بال الباحثين عن الثروة العاجلة والملحة لبعض العاطلين الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة الجماعية في عرس نهب وسرقة وتدمير كنوز العراق؛ فكانت عملية قلع (اجتثاث) تمثال السعدون هي الفرصة المتاحة امامهم؛ حيث دبابات الاحتلال تسرح وتمرح وتغرد؛ فتمنح مطارق الحديد الضخمة فرصة لدك معقل الراحل عبدالمحسن السعدون احد ابناء العراق الافذاذ الذي فضل مصرعا مهابا على حكم لا يحقق مطامح الشعب ولا يخدم الوطن.
رجل واجه التحديات في حياته وبعد مماته!
من المفارقات التاريخية ان المواقف التي صادفها عبد المحسن السعدون تمثالاً تكاد تقترب من المواقف والتحديات التي واجهها وهو حي يرزق، فمنذ تخرجه ضابطاً في المدرسة الحربية في اسطنبول وعمله في الجيش العثماني، ومروراً بانتخابه لعضوية مجلس النواب ومن ثم تسنمه لمنصب وزير العدلية عام 1922 ثم وزيراً للداخلية، حتى وصوله رئيساً لمجلس الوزراء لأربع سنوات، وخلالها لاقى الكثير من المضايقات والارادات الأجنبية واللاوطنية التي حاولت ان تتحكم بمصير البلاد آنذاك وتحول بينه وبين طموحه السياسي ومشروعه الوطني مما اودت به الى الانتحار بعد وصيته المعروفة الى ابنه علي، حيث قال من بعض ما قال فيها ”الشعب يريد الخدمة والانكليز لا يوافقون".
تمثال السعدون في موقعه بساحة التحرير قبل المباشرة بحفر نفق التحرير اول السبعينات
تمثال السعدون في موقعه بساحة التحرير مقابل منصة الاحتفالات قبل المباشرة بحفر نفق التحرير اول السبعينات
قصة تنقيلات تمثال عبدالمحسن السعدون:
لعل من الطريف جداً ان تمثال السعدون وهو من أقدم تماثيل العاصمة بغداد تعرَّض للتنقيل أكثر من مرة، فقد اقيم أولاً في عام 1933 باختيار اول مكان له في منطقة الباب الشرقي، في المنطقة الواقعة عند نهاية شارع الرشيد وبداية شارع ابي نؤاس، وتحديداً في موقع انشاء جسر الملكة عالية (أو الجمهورية) من جانب الرصافة، ثم تحول بعد ذلك الى مدخل الشارع المعروف باسمه- شارع السعدون- تمجيداً لذكراه، مقابل عمارة مرجان الشهيرة ولم يلبث طويلاً وبسبب مخالفته مع موقع الجسر الجديد فقد انتقل الى مكان ثالث عند عمارة مرجان مدخل الشارع المسمى باسم (السعدون).
في عام 1972 حينما بوشر بإنشاء مشروع (نفق ساحة التحرير) ولعدم تناسب التمثال مع فضاءات المشروع ومقترباته ومجمل طبيعته التصميمية حسب تقديرات العاملين، فقد استقر به المقام اخيراً بنقله وتثبيته عند ساحة النصر على امتداد شارع السعدون ومازال هو مكانه
نصب تمثال السعدون في ساحة النصر بشارع السعدون
التمثال تعرض للحوسمة من قبل اللصوص:
التمثال الحالي في ساحة النصر هو في الحقيقة لا علاقة له بالتمثال الاصلي المصنوع من البرونز والذي تعرض بعد احتلال العراق 2003 الى عملية سرقة علنية، شأنه في ذلك شأن العديد من ثرواتنا العراقية من ذهب ومعادن ثمينة الى جانب الآثار واللوحات الفنية وبقية ممتلكاتنا الوطنية والحضارية وموروثنا الثقافي الذي طالته يد السرقة والتخريب والدمار. حيث شهدت بغداد موجة نهب سرقت خلالها معظم التماثيل البرونزية لتذويبها أو بيعها.
فقد تمكن الوطنيون من العراقيين الشرفاء في فترة قياسية وجيزة بعد فقدان نصب السعدون ان يعيدوا للسعدون هيبته. وقد صُنع التمثال هذه المرة من مادة الفايبركلاس، بعدها قامت وزارة الثقافة باستبداله بتمثال آخر. وقد صرَّح المشرف على عملية الاستبدال الفنان النحات طه وهيب إن"التمثال القديم لعبد المحسن السعدون المصنوع من مادة الفايبر كلاس، استبدل بآخر جديد مصنوع من مادة النحاس". وأكد وهيب أن هذا التمثال ليس أصليا وأن أفراد العائلة طلبوا منه تمثالا جديدا فأنجزته في 30 يوما
استبدل تمثال من ألياف الزجاج لرئيس الوزراء العراقي الأسبق عبد المحسن السعدون من التمثال البرونزي الذي سرق في السادس من يوليو/ تموز 2003، بناء على مبادرة من عائلته، حيث أعلن الاستاذ خالد السعدون (أستاذ تاريخ العالم العربي) وابن شقيق رئيس الوزراء الأسبق أنهم أعادوه في مكانه رمزا وطنيا يجسد التطلع إلى عراق مستقل وتقرير مصير الشعب العراقي. وشدد السعدون على أن المرحوم عبدالمحسن السعدون يحظى بسمعة جيدة بين مختلف فئات الشعب من أحزاب وعشائر.
واليوم وقد استقر المقام بتمثال عبدالمحسن السعدون اخيراً في ساحة النصر ومازال في مكانه إلا أنه يخشى من انتقالة قادمة او تحويلة مرورية او ” حضارية“ تهدد مصيره وتبعده كل البعد عن شارعه.. وموقعه. ويبقى تمثال السعدون شامخا يحكي قصة بطل عراقي ضحى بحياته من اجل العراق.
تماثيل اخرى تم اجتثاثها بعد 2003
1_ تمثال المرحوم احمد حسن البكر رئيس الجمهورية من 1968 الى 1979. الكائن في ساحة المأمون بالكرخ بين شارع 14 رمضان ومدخل مدينة اليرموك
2- تمثال المرحوم عدنان خير الله وزير الدفاع في ساحة الشهداء بالكرخ.
فيديو هدم تمثال المرحوم احمد حسن البكر
https://www.youtube.com/watch?v=L_fEQXoeq_8
من هو عبدالمحسن السعدون؟
https://www.youtube.com/watch?v=hEg56qI_ZFg
المصادر:
عبدالرزاق الحسني: تاريخ الوزارات العراقية
خالد الشاهري: مقال صحفي عن تمثال السعدون.
خالد السعدون: تصريحات صحفية عن تمثال عبدالمحسن السعدون.
سامر لطيف: مقال عن تمثال السعدون منشور بتاريخ 10/11/2005
إبراهيم الواعظ: تصريح صحفي عن تاريخ التمثال.
موقع ويكبيديا شبكة الانترنيت
1342 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع