مجموعة قراءات وثائقية عن انقلاب 14 تموز1958 ومقتل الملك فيصل ونوري السعيد ودور بريطانيا
قام باعدادها وتنسيقها: صديق مجلة الكاردينيا الدائم
انتهت الملكية في العراق بقيام حركة 14 تموز 1958 على يد قيادة الضباط الاحرار، وبقي مصير رموز الحكم الملكي وقادته التاريخيين من ورثة الجيل الأول للثورة العربية الكبرى، مجهولا لغاية قيام الحركة.
هيئة الضباط الأحرار كانت ترفض تصفية العائلة المالكة:
عند شروع تنظيم الضباط الأحرار بالقيام بحركة 14 تموز 1958 كانت قيادة التنظيم بما عُرف باللجنة العليا للضباط الاحرار قد أعدت الخطط اللازمة للتنفيذ، الا انها ومن خلال النقاشات التفصيلية كانت ترفض اعدام أو قتل الملك أو تصفية العائلة المالكة، وكانت تفضل عملاً هادئا كما حصل عند قيام الحركة في مصر وترحيل الملك فاروق بشكل سلمي تدريجي للمنفى في إيطاليا، لهذا حسب مصادر تاريخية كثيرة لم يكن التنظيم متفقاً على اعدام أو تصفية الملك والاسرة الملكية، انما كانت هناك عدة آراء حول طريقة التعامل مع الملك بعد الابقاء على حياته. فالبعض من ضباط التنظيم كان يرى الابقاء على حياته واظهاره على شاشة التلفزيون والاذاعة ليعلن تأييده للثورة، كما حدث مع الملك غازي أثناء انقلاب بكر صدقي عام 1936م.
والبعض الاخر رأى التعامل معه بالطريقة التي تعامل معها العسكريون الثوار في مصر مع الملك فاروق. ولكن مهما يكون الامر فان ظروف العراق السياسية غير ظروف مصر، فالحكم الملكي في العراق كان قد ارتبط قبل بضعة أشهر بالوحدة الهاشمية مع الأردن، وان الملك فيصل الثاني أصبح هو الملك الرسمي على عرش الدولتين، والسماح للملك يعني إطلاق يده لمحاربة الثورة من جوار العراق وربما بمؤازرة بريطانية. ولكن كلما اقترب موعد تنفيذ الانقلاب ظهرت أفكار متطرفة لدى البعض من أعضاء اللجنة تدعو إلى تصفية طاقم الحكم الملكي برمته وكان هذا الرأي يصطدم برأي معارض ينادي بالابقاء على حياة الملك وعائلته وإجباره على التنازل عن الحكم، والقضاء على عبدالاله ونوري السعيد ومن يقف ضد الحركة من خلال محكمة خاصة.
وتشير محاضر تنظيم الضباط الاحرار والمقابلات الصحفية اللاحقة لبعضهم انه، في صباح يوم 11 يوليو / تموز 1958، وقبل ثلاثة أيام من تنفيذ الحركة عقد اجتماع هام لابرز قادة الجنة العليا للتنظيم ضم كل من الزعيم الركن عبدالكريم قاسم والعقيد الركن عبدالسلام محمد عارف والعقـيد عبد اللطيف الدراجي، والسيد رشيد مطلك، أحد المقربين من عبد الكريم قاسم وتباحثوا في مصير الثلاثة الكبار والرموز المهمة من اركان النظام الملكي (الملك فيصل الثاني وعبد الإله ونوري السعيد)، وكانت تسيطر على بحث هذا الموضوع مخاوف أن يفلت الثلاثة الكبار وبعض رموز النظام الملكي ويتمكنوا من استعادة السلطة كما حدث فيما بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، وتقرر في هذا الاجتماع اعتقال عبدالاله ونوري باشا السعيد واحالتهما للمحاكم اوتصفيتهما في حالة قيامهما باي عمل معادي للحركة.
كيف خطط الضباط الاحرار لمصير الملك؟
أما مصير الملك فقد ظل معلقاً حيث ذكر البعض في كتاباتهم ان كتلة عبدالسلام عارف في التنظيم المكونة منه ومن العقيد عبداللطيف الدراجي واخيه العقيد عبدالرحمن محمد عارف اقترحت استشارة بعض السياسيين الوطنيين من المدنيين منهم زعماء الاحزاب قبل اتخاذ أي قرار بشأن مصير الملك حيث تم استشارة السيد كامل الجادرجي الذي كان يتزعم الحزب الوطني الديموقراطي والذي كانت لدية وجهة نظر تؤمن بالحقوق المدنية تميل إلى الاحتكام إلى القوانين بعيدا عن القتل العشوائي حيث ابدى رأيه بالموضوع بان تكون الحركة بعيدة عن مشاهد القتل ودون اراقة الدماء لاي من الثلاثة الكبار واركان حكمهم. ويبدو أن كتلة عبدالكريم قاسم في التنظيم المكونة منه ومن صديقه المقرب رشيد مطلك اتفقوا على ضرورة قتل الملك، حيث كان عبدالكريم قاسم من المتحمسين لقتل الثلاثة الكبار: (الملك فيصل، والأمير عبدالإله، ونوري السعيد).
اما اللغز المحير بـ(قرار قتل الملك وافراد اسرته) فبقي لحد هذا اليوم لايعرف مصدره. وهنالك الكثير من التكهنات التي يتناقها العامة والتي تبقى على شكل اشاعات غير موثقة والتي يعتمدها بعض الكتاب السياسيين المؤيدين لهذا الطرف أو ذاك حول قرار قتل الملك واسرته. الا انه من المعروف بان هنالك بعض التوجهات تنادي بعدم قتل الملك وبتسفيره أو محاكمته بصورة عادلة. إلا أن نذر رياح التغيير العاتية قاربت الهبوب لتعصف بالجميع بعاصفة ترابية من عواصف تموز اللاهب التي لا تبقي ولا تذر. إلا أن الشيء المؤكد بان قرارا رسميا من اللجنة العليا للضباط الأحرار لم يتخذ بتصفية الملك واسرته وذلك لاختلاف وجهات النظر بصدده. فكتلة عبد الكريم قاسم كانت من طرف خفي مع تصفية الملك. اما كتلة عبدالسلام عارف فكانت ممتنعة عن ابداء الرأي بانتظار وجهة نظر بعض الزعماء السياسيين رغم ميله الشخصي لعدم قتل الملك لدوافع شخصية ربما مردها محبته وأعجابه بالملك غازي والد الملك فيصل الثاني. فهل إن قرار تصفية الملك مع افراد اسرته تم بقرار منفرد من قبل عبد الكريم قاسم الذي عرفه بمناوراته وممارساته في قتل معارضيه وخصومه بعد توليه الحكم, من خلال إعطاء الاوامر للضباط المنفذين للسيطرة على القصر الملكي. ام ان عملية التصفية تمت بقرار انفعالي انفرادي من قبل المجموعة المكلفة بالسيطرة على القصر. ام ان سوء تفاهم حدث جراء إطلاق نار عفوي من قبل الحرس الملكي ورد عليها المهاجمون في الوقت الذي كان فيه الملك وعائلته قد تم إخراجهم إلى الحديقة تمهيدا لنقلهم واعتقالهم ليكونوا تحت تصرف الحكومة الجديدة ويرجح كثيرون الرواية الاخيرة.
ولكن من المؤكد ومن خلال شهادات المطلعين المباشرين على الأحداث في حينها من المحايدين تشير بانه وبعد سيطرة عبد السلام عارف على بغداد واذاعته لبيان الحركة الأول، تنبهت الثكنة العسكرية المتاخمة للقصر الرحاب للحدث وخرج بعض الضباط والجنود من غير المشاركين بالحركة، من المعروفين بانتمائاتهم الشيوعية من ذوي النزعة الستالينية التي كانت سائدة وقتذاك والمعروفة بسفك الدماء، وهم في ايديولوجيتهم تاريخ حافل من اعدام الحكام فور حدوث الثورات البلشفية. وكانوا متوجهين لايلوون على شيء سوى تنفيذ تطلعاتهم المقدسة بقتل الملك وعائلته، تنفيذا لمقولة الثورة الحمراء. وهذا ما تم بعد تداخلهم مع الفصيل المكلف بالسيطرة على القصر بغية نقل الملك وافراد اسرته، أثناء فوضى عملية اقتحام القصر.
اما ما يصوره البعض ولأسباب سياسية بان مجزرة مبيتة قد ارتكبت لاشباع رغبة القتل لدى القوة المهاجمة للقصر تدحضها معايير التحري الجنائي التي تشير بانه في حالة وجود الدافع وراء جريمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، فان ما تسرده القصص السياسية المفتعلة بان القوة المهاجمة دخلت القصر بعد مهاجمته دون ادنى مقاومة مع وجود الحامية من الحرس الملكي، وواجهت الملك واسرته في إحدى الغرف الخلفية واخبرتهم بضرورة الخروج للحديقة المطوقة من رجال الحرس الملكي من جهة والمهاجمين من جهة ثانية، ثم تم تنظيم طوق بما يسمى عسكريا مربع ناقص ضلع ثم تعطى الاوامر بشكل دراماتيكي لفتح النار على الجميع حتى ان طفلا لجاء إلى إحدى الزوايا البعيدة لحديقة القصر تم قتله بدم بارد، مع ذلك تشير هذه القصص الدراماتيكية بان الاميرة هيام قد نجت من الحادث وهي تزحف من بين اقدام المهاجمين وتحت اعينهم! مما أدى إلى فتح النار من قبل الحرس الملكي وقتل بعض عناصر القوة المهاجمة.
فلو كان ذلك صحيحا من وجهة نظر التحريات الجنائية، فكان الاجدر بالمهاجمين طالما لديهم نية قتل مع سبق الاصرار والترصد ان يجهزوا على الملك وافراد اسرته عند مداهمتهم داخل القصر دون أن تتعرض القوة المهاجمة لإطلاق النار وتفقد من افرادها بعض الضحايا. من المؤسف ان الكثير من الشواهد التاريخية تم تشويهها عمدا ولأسباب سياسية أو طائفية أو دينية دون تقديم وثائق أو أدلة وبراهين على صحة هذه الادعاءات ودون إعطاء الاهتمام لوجهة نظر الباحث التاريخي المحايد.
الساعات الأخيرة للملك فيصل الثاني
قصر الرحاب التي حدثت فيها معركة القصر
في يوم الاحد المصادف الثالث عشر من تموز 1958 كان الملك فيصل الثاني متواجداً في القصر الملكي مجتمعاً مع عائلته وبعض الزوار وقد احيّوا حفلا عائليا صغيرا بمناسبة قرب زواج الملك، تخللته فقرات ترفيهية من أحد السحرة البهلوانيين الذي استقدمه الامير عبد الاله. وبعد الحفل كان الملك يتداول موضوع زواجه المرتقب وهّم بعض افراد الاسرة بوضع الترتيبات الخاصة بسفرالملك إلى تركيا ثم إلى بريطانيا، حيث من المقرر ان يلتقي خطيبته في لندن. كان الملك الشاب الذي يبلغ من العمر 23 سنة ً يعاني من الربو، هاديء في طبعه مثقف خجول إلى حد ما وكانت له نزعة وطنية مبنية على حبه للعراق، كان يقتدي بسيرة والده الملك غازي المعروف بمناصبته العداء لبريطانيا والذي قتل هو الاخر في حادث اصطدام سيارة غامض عام 1939. وكان يؤثر عليه وعلى قراراته بشكل خطير خاله الوصي السابق على العرش. وكان من المقرر أن يلتقي الملك فيصل الثاني بخطيبته الاميرة فاضلة في لندن حيث تقرر زواجهما خلال شهرين، وكان مقررا أن يرافقه في سفره رئيس وزرائه نوري السعيد وبعض الوزراء بضمنهم غازي الداغستاني قائد الفرقة الثالثة الذي قام أحد الالوية التابعة له بالقيام بالحركة. ومن العائلة كان سيرافقه بعض أميرات الاسرة وأزواجهن. كان الملك طوال الامسية منتشياً بسبب خططه على المستوى العائلي بالزواج وعن القصر الذي يشرف على تشييده في كرادة مريم، والذي صادرته الدولة بعد اعلان الجمهورية، حيث تم تتوسيعه واكماله وافتتاحه عام 1965 ليكون القصر الجمهوري كمقر رسمي ومكتب رئيس الجمهورية، والذي تم احتلاله من قبل القوات الاميركية عام 2003 والتي حولته إلى ما تدعى المنطقة الخضراء ومقر السفارة الاميركية.
كان الملك قد خطط الانتقال للقصر الجديد ليكون مقره وسكنه بعد زواجه وهي خطوة منه لفصل نفسه وقراراته وسياسته عن الوصي السابق عبد الاله، ليبدا بسياسة جديدة نابعة من فهمه ومبادئه. ومن المفارقات كانت خالته الاميرة هيام تبدي ملاحظاتها المتكررة للملك بأن يذكر عبارة " ان شاء الله "، حيث علق مازحا، "نعم نعم.. ان شاء الله.. ان شاء الله، ولكن لماذا هذا الالحاح وكأننا سنموت غدا؟ "
وقبل ظهر ذلك اليوم استقبل الملك بعض زائريه في مكتبه وتناول طعام الغداء مع أغلب افراد أسرته، ودخل جناحه الخاص للاشراف على اعداد حقائب السفر. ورغم الاجواء المرحة للمناسبة السعيدة والذي ساد اجتماع افراد الاسرة وهم يتناولون الشاي فان شيئا من القلق والتوجس كان يسيطر على مشاعر بعض الاميرات وبخاصة الاميرتان عابدية وبديعة. وقبل الغروب بحوالي الساعة وصلت سيارة شاهدها أفراد العائلة وهم جالسون في شرفات القصر، توقفت وترجل منها ضابط يحمل رسالة سلمها للملك، تطلع إليها الملك مليا وقد اكتسى وجهه بالوجوم طالباً الاتصال بطيار الملك الخاص المقدم جسام لجلب الطائرة المروحية في باحة القصر. وناولها إلى الامير عبدالاله الذي لم يقدر على اخفاء ارتباكه حال الاطلاع عليها, موجها الملك بانه لاداعي للطائرة للهرب وانه سيتصرف لمعاقبة القطعات المتمردة لانه عرف من اين انطلقت ويشتبه ببعض عناصرها، ثم استأذن الحاضرين وخرج من القصر.
كانت الرسالة من مدير الامن العام بهجت العطية تتضمن معلومات مقتضبة تفيد بوجود تحركات مريبة من قبل الجيش، دون ايراد تفاصيل، وكان خروج عبدالاله من القصر لكي يستدعي مدير الامن العام ليبحث معه مصادر المعلومات وماهية هذه التحركات. لكن الوقت كان مثل السيف، ولم يتح فرصة كافية لاحتواء الموقف، وحينما عاد عبدالاله إلى القصر تاركا التحقيق في الامر إلى اليوم التالي، كان تحرك اللواء العشرين بقيادة عبد السلام عارف على طريق جلولاء- بغداد قد بدأ. وأصبح حكم القدر قاب قوسين عن قصر الرحاب. وكان الملك الشاب يحاول اخفاء هواجسه التي تنطوي عليها تساؤلات الاميرات عن سبب غياب الوصي ومحتوى الرسالة. وبعد العشاء عانق الملك خالاته وقريباته من الاميرات عناقا كان يبدو وكأنه الوداع الأخير أو العشاء الملكي الأخير. ثم توجه الملك إلى جناح نومه أملا للنهوض مبكرا استعدادا ليوم عمل شاق يتخلله التحضير للسفر. وما أن حان منتصف الليل حتى أطفئت انوار قصر الرحاب. بانتظار صباح جديد.
وفي حدود الساعة الخامسة من يوم الاثنين صباح 14 يوليو/ تموز من ذلك العام استيقظ الجميع على أصوات طلقات نارية. هب الجميع فزعين: الملك والوصي والاميرات والخدم. وخرج أفراد الحرس الملكي إلى حدائق القصر يستقصون مصدر النيران. وازداد رشق الرصاص والإطلاق نحو جهة القصر. ولم يهتدي الحرس إلى مصدر النيران في البداية. وخرج الملك فيصل من جناحه وقد ارتدى ملابسه، وخاطب الحراس من أعلى الشرفة مستفسرا عما حصل. ومن شرفة قريبة طلب عبدالاله من حراس آخرين بأن يذهبوا إلى خارج القصر ليروا ماذا حصل. وعاد الحراس ليخبروا الملك الواقف على الشرفة مع أفراد الاسرة بانهم شاهدوا عددا من الجنود يطوقون القصر. وبعد استفسار الملك عن الموضوع اخبره آمر الحرس الملكي بان اوامر صدرت لهم بتطويق القصر والمرابطة أمامه.
وسرعان ما انهال الرصاص ورشقات الرصاص على القصر. وتراجع الجميع إلى الداخل ليتبادلوا الرأي حول ما حدث. وقال عبدالاله انه يعتقد أن هذه حركة مسلحة لقلب نظام الحكم. قام الملك وعبدالاله بعدد من الاتصالات مع بعض الامرين طالبين منهم استجلاء الموقف والتحرك السريع وجاءت التطمينات بان القطعات الموالية ستجري اللازم للتصدي للمهاجمين مما طمأن الملك وعائلته بالبقاء في القصر وعدم التحصن والاختباء في أماكن أكثر امنا، الا انه في حقيقة الامر كانت القطعات الموالية للملك تشتبك بصعوبة مع قوات الحركة المهاجمة في مواقع مختلفة من العاصمة لان قوات الحركة امنت عنصر المباغتة وسيطرت على أهم المواقع الاستراتيجية في العاصمة قبل تحرك القوات الموالية للملك.
دخل آمر الحرس الملكي مستأذنا مقابلة الملك، ليخبره بان الجيش قام بحركة عسكرية. وقد اخبر امر الحرس الملك بان قوات الحرس المرابطة حوله مشتبكة مع المهاجمين. وقد استفسر الامير عبدالاله من امر الحرس الملكي عن هوية المهاجمين فذكر له أسماء بعضهم ممن وردت اسماؤهم من قبل المهاجمين، وسارع الملك عبد الاله لفتح المذياع لسماع البيان الأول للحركة وصوت عبدالسلام عارف كالرعد يشق مسامعهم ومع مرور الوقت سريعاً بدأت تتوالى بيانات الثورة وتردد أسماء الضباط المساهمين بالحركة.
وفي المرة الثانية اخبر آمر الحرس الملكي الملك بان قطعات الجيش المتمردة سيطرت على النقاط الرئيسية في بغداد واعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها. وقد حققت سيطرة عبدالسلام عارف على أهم المواقع الاستراتيجية في العاصمة قبل تحرك القوات الموالية للملك واذاعة عبدالسلام عارف شخصيا للبيان الأول اسهم بإعطاء الانطباع بان كل شيء قد انتهى، وان الخطوة الأخيرة للنظام هي الاستسلام.
وبعد أن أصبح القتال حول القصر الملكي أكثر ضراوةً وتوالي اعلان بيانات الحركة الرنانة ذات الشعارات الثورية والتي كانت تعقبها مارشات عسكرية واناشيد وطنية واهازيج عراقية تلتها انشودة "الله أكبر" و"أخي جاوز الظالمون المدي" للموسيقار محمد عبد الوهاب وبعض اناشيد الأخرى المؤثرة كانشودة "والله زمان ياسلاحي" لام كلثوم والذي أصبح لاحقا السلام الجمهوري للعراق ومصر ولمدة عشرين سنة.
وتذكر بعض المصادر الضعيفة بان الاميرعبدالاله حاول الاتصال تلفونيا بعبدالسلام عارف للتفاوض الا انه اخفق بالتعرف على مكان تواجده. وقد فوجيء الملك وعبدالاله براديو بغداد وهو يذيع اسم العميد ناجي طالب مرافق الملك السابق من بين أسماء الحكومة الجديدة.
وعلى وقع تسارع الأحداث وحصار الملك واسرته، توصلت العائلة الملكية بعد مداولة مرتبكة بانه لامانع لديهم من الرحيل من البلد إذا كانت رغبة قادة الحركة ذلك.
اشتد الرمي على القصر، وشعرت العائلة الملكية بحصار ينذر بالموت. فيما كان العقيد الركن عبد السلام عارف يذيع البيانات المتتالية للحركة ويدعو الناس لمؤازرة النظام الجمهوري الجديد بصد هجوم القطعات الموالية للنظام الملكي والهجوم على ما تبقى من معاقله.
وعند الساعة الثامنة صباحا اعلن الملك استسلامه وطلب منه الخروج مع من معه، ودخل أحد الضباط المهاجمين إلى القصر لاستقبال الملك وعائلته وهو الضابط عبدالستار سبع العبوسي, وخرج مع الملك كل من الامير عبدالاله وامه الملكة نفيسة جدة الملك والأميرة هيام زوجة عبد الاله، ثم الأميرة عابدية اخته، والوصيفة رازقية وطباخ تركي واحد المرافقين واثنان من عناصر الحرس الملكي. خرج الجميع يتقدمهم المقدم محمد الشيخ لطيف، والعقيد طه والنقيب مصطفى عبدالله الذي كان متوترا وبعض الضباط الاخرين. وبعد تجمع الاسرة في باحة صغيرة في الحديقة فتح النار النقيب عبد الستار سبع العبوسي بدون أي اوامر من الضباط الارفع رتبة والذي كان بمعيتهم، وهو في خلف الجمع وقد اصاب الملك في مقتل برصاصتين في راسه ورقبته واصيب الامير عبد الاله في ظهره ثم لقي حتفه هو الاخر وتوفيت على الفور الملكة نفيسة والاميرة عابدية وجرحت الاميرة هيام في فخذها. وتذكر بعض المصادر بان حادث إطلاق النار جاء بطريق الخطا من قبل الحرس الملكي الذي رد عليه المهاجمون وكانت العائلة الملكة في منتصف خط الرمي. وتذكر مصادر أخرى بان حالة الحماس والارتباك حملت بعض الضباط من صغار الرتب من غير المنضبطين ومن ذوى الانتماءات الشيوعية بالشروع بإطلاق النار. توفي أحد عناصر الحرس الملكي بعدة طلقات نارية صرعته فوراً، وجرحت الوصيفة رازقية، وقتل الطباخ التركي، وقتل أحد افراد المرافقين في المكان ذاته. واصيب وقتل عدد من ضباط ومراتب الحرس الملكي.
ومن القوة المهاجمة اصيب النقيب مصطفى عبد الله بطلقة نارية بصدره، والنقيب حميد السراج، وقد أصابته طلقة نارية في كعب قدمه، وسقط ضابط صف برتبة رئيس عرفاء قتيلاً من المهاجمين، أما الأميرة هيام فقد تم اخلائها إلى المستشفى الملكي لمعالجتها ومعها الوصيفة رازقية حيث شفيتا من جراحهما. وتم نقل جثامين القتلى إلى دائرة الطب العدلي في المستشفى المدني في الباب المعظم حيث ووريت جثث النساء في المقبرة المجاورة. واحيل باقي الجرحى إلى مستشفى الرشيد العسكري عدا جثة الامير عبد الاله التي تم سحلها ثم تعليقها على باب وزارة الدفاع في نفس المكان الذي اصدر اوامره باعدام الضباط الاربعة الوزراء في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941. وفي مستشفى الرشيد العسكري حيث نقلت جثة الملك إلى إحدى غرف العمليات، للتحقق من وفاة الملك. وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد، وأنزلت فيها الجثة واهيل عليها التراب، ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد، ثم تم نقل الجثة بشكل خفي ودفنها في المقبرة الملكية في الاعظمية في مكان خفي يقال تحت إحدى الممرات خوفا من الغوغاء والعابثين من نبش القبر.
الاميرة هيام زوجة عبد الاله نجت من المعركة
وفي رواية اخرى وردت في بحث السيد/ كهلان عبد المجيد: "قصة انقلاب 14 تموز 1958" (ان الانكليز وراء انقلاب 14 تموز 1958 والدليل ان السفير البريطاني عصر يوم الانقلاب زار وزارة الدفاع وسط حماية عسكرية وقابل عبدالكريم قاسم وعبدالسلام في الاذاعة وعندما استفسر منه السفير الامريكي عن حدث 14 تموز اجابه السفير البريطاني: لاتخشى هناك من الضباط الاحرار الكبار من يحافظ على مصالح بريطانيا في العراق الجمهوري. وقد استفسرت احدى الصحف وهي مجلة الوحدة اللبنانية التي تصدر في لندن متسائلة بصراحة: هل ان الضابط الكبير والمعني هو عبد الكريم قاسم؟، ونشر هذا التساؤل عام 1972 ولم يعقب عليه احد لحد هذا التاريخ. وان الحكومة البريطانية حال تسلم قاسم الحكم غيروا الملحق العسكري وجاؤوا بملحق عسكري من دورة قاسم بالاركان في لندن، لأن قاسم اكمل ركنه هناك، وكان مقربا لنوري سعيد وهم من عشيرة واحدة ومن منطقة حي الفضل ببغداد لأن والد قاسم من بغداد محلة المهدية عام 1914 تقع خلف ضريبة الدخل وعام 1921 انتقل والده العامل النجار الى قضاء الصويرة حيث فتح ورشة نجارة هناك يعتاش من ورائها وكان يناديه (كرومي) ويتلطف معه بالحديث ولايخشى سيرته.
ويروي القاضي المتقاعد السيد اياد المدني ان عبد الكريم قاسم بعد ان نال شهادة الاركان في لندن اختفى لمدة ستة اشهر بدون اجازة، وحاولت وزارة الدفاع ترقين قيده واحالته للتقاعد الا ان تدخل الانكليز حال دون ذلك. وجريدة المشرق قبل عامين نشرت صورة وحديثا باجتماع في نادي قضاء خانقين مع شخص شمالي السكن وحضر احد الضباط الانكليز وسلم لقاسم خارطة الانقلاب وكانوا يطمئنون القصر ونوري السعيد من جانب قاسم. وانهم لوحوا الى رئيس اركان الجيش بعدم توقيع كتاب انذار لوجود قطعات عسكرية. ويقال انهم استدعوه او اشغلوه بعمل حال دون توقيع الكتاب، والله اعلم.
قصة هروب نوري السعيد من بيته بكرادة مريم:
روى الاستاذ خليل كنه قصة هروب نوري السعيد من قصره المطل على نهر دجلة والواقع في كرادة مريم قرب القصر الجمهوري حالياً وانا قريب له ووكيله العام كمحام، قائلا توجهت قوة صغيرة من الجيش في الصباح الباكر من يوم 14 تموز 1958 بامرة المقدم بهجت سعيد الاعظمي لتطويق دار نوري السعيد والقاء القبض عليه وكان دليل هذه القوة هو المقدم وصفي طاهر البياتي الذي كان مبلغا بالحركة. ويروي بهجت سعيد انه وعندما وصلنا الى تطويق الدار طلب مني وصفي طاهر ان يدخل بنفسه للبحث عن وجود نوري ام لا ؟ وتأخر وصفي حيث اعد العدة للاعداد لهربه وعندما تجولنا داخل الدار لم نجد اثرا له. وروى ذلك وهو برتبة عقيد في مذكراته وايده الدكتور هاشم الدباغ الاعظمي بكتابه الموسوم (الاعظمية والاعظميون) وعنوان البحث (مآل جثة نوري السعيد).
ويستمر الاستاذ كنه قائلا: ان نوري استقل زورقا نهريا وعبر نهر دجلة باتجاه شارع ابو نواس ومن هناك الى محلة البتاويين للوصول الى دار الشيخ محمد العريبي شيخ مشايخ البو محمد ومن هناك تأمين وصوله الى السفارة الامريكية التي كانت تقع في شارع النضال مقابل المسرح الوطني حاليا الا ان المفاجأة غيرت خطة نوري عندما وصل الى شاطئ ابو نواس وترجل من الزورق وان امامه السفير البريطاني (ماكدونالد) واضعاً قدمه على سيارته ومنحنياً باتجاه نهر دجلة وينظر الى نوري سعيد ومن هنا عاد نوري الى الزورق ثانية لان السفير لم يهتم بنوري ولم يرحب به ولم ينقذه فشعر بخيبة امل واتجه بالعودة الى كرادة مريم حيث دار (هاشم جعفر) شقيق الدكتور ضياء جعفر الذي رفض استقباله، وعندها ذهب الى العائلة الكريمة (الاستربادية) في الكاظمية وذكر لهم نوري اذا لم تتدخل بريطانيا بطائراتها في الحبانية لقصف الانقلابيين، فهذا معناه أن الحركة مدبرة منهم او بتوجيههم وعلمهم. هذه هي قصة هروب نوري سعيد وهي اقرب الى الذهن تقبلاً.
مصرع نوري السعيد
بعد سماع نوري باشا السعيد للتفاقم المتلاحق الأحداث بعد اعلان الجمهورية والتي لم تمنحه الوقت الكافي لا للمقاومة ولاللهرب، الا انه حاول الاختباء ولمدة يومين كاملين تمهيدا للهرب ومقاومة النظام الجديد كما فعل عند قيام حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941. عرف نوري السعيد بمقدم قوة عسكرية من المهاجمين بغرض القاء القبض عليه، وتنكر بزي امرأة ليتمكن من العبور من بين المهاجمين والحشود الملتفة حولهم، استقل سيارة انطلق بها إلى إلى منطقة الكاظمية لاجئا لبيت صديقه الحاج محمود الاستربادي التاجر الكبير وعميد عائلة الاستربادي المعروفة، كما فعلها سابقا بعد ثورة 1941 حيث لجأ نوري السعيد إلى بيت الحاج محمود الاستربادي خلال حركة رشيد عالي الكيلاني التي ساعدته على الانتقال خارج بغداد إلى محافظة العمارة وانتقل من هناك إلى خارج العراق مع الوصي عبد الاله ليتدبروا إسقاط حكومة الثورة يومذاك.
وبعد جلاء الموقف امام القادة الجدد ادركوا مخاوفهم بان هرب نوري السعيد المعروف بدهائه وحنكته سيسبب لهم مصاعب جمة وربما بأسلوبة واطلاعه على خبايا الامور سيقنع الإنكليز بالاطاحة بالحكم الجمهوري الجديد. في مساء 14 يوليو/ تموز اعلن القائد المنفذ للحركة عبد السلام عارف مكافئة مالية للقبض على السعيد، وبعد يوم من ذلك قام من جانبه عبد الكريم قاسم زعيم الحركة ورئيس وزرائها بتكرار اعلان ذلك، وتوالت اعلانات هرب نوري السعيد بشكل هستيري من خلال بيانات اذاعتها وزارة الداخلية من دار الاذاعة العراقية مما وجه اهتمام الشارع نحو البحث عن السعيد بشكل تراجيدي محموم، واسقطت من يد السعيد كل محاولات الاختباء والهرب وبدأت تضيق الدائرة حول تحركاته، كان هدفه ان لا يبقى مختبئا بل الفرار إلى خارج العراق ليتدبر امر مقاومة النظام الجديد. ففي يوم 16 يوليو/ تموز انطلق على وجه السرعة تاركا خلفه بيت الاسترابادي في محاولة منه للتقدم بخطوة للامام نحو خارج العراق متوجها نحو بيت الشيخ محمد العريبي عضو مجلس النواب وأحد المقربين في منطقة البتاويين وسط بغداد التي كانت تأن الفوضى التي تعج بها جراء سقوط النظام الملكي وانهيار الدولة، حيث امتزجت فيها مشاعر الفرح بنجاح الحركة واعلان الجمهورية بالحزن جراء اعمال العنف والقتل العشوائي من قبل الدهماء والغوغائيين الشيوعيين التي اخذت تمارس القتل المنظم بسحل معارضيها في الشوارع. توجه السعيد على عجل إلى البتاويين تعرف اليه أحد الشبان في منطقة الكاظمية وهو يروم الركوب في السيارة بعد أن انكشفت ملابسه التنكرية، ابلغ الشاب السلطات بتزويدها برقم السيارة المنطلقة. وبعد اجتياز عدد من الحواجز والطرقات الفرعية بصعوبة جمة، وصل إلى بيت البصام وتصحبه الحاجة زوجة الحاج محمود الاستربادي للدلاله، وبعد ترجله من السيارة تعرفت المفارز الأمنية على السيارة فتمت ملاحقته وما لبث ان تطورت المواجهة إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة بين نوري السعيد وعناصر القوة الأمنية حيث اصابت رصاصة طائشة أثناء تبادل إطلاق النار السيدة الاسترابادي واردتها قتيلة، في حين حوصر السعيد ولم يتمكن من دخول البيت أو الهرب عبر الازقة المجاورة، وهنا اختلفت الروايات حول مصرع الباشا فإحدى الروايات تذكر بانه اصيب بعدد من الإطلاقات من قبل أحد عناصر القوة المهاجمة والتي ادت إلى وفاته، وتذكر رواية أخرى وردت في مذكرات الدكتور صالح البصام أحد اصدقاء نوري السعيد الشخصيين، بانه عندما وجد نفسه محاصرا وان مصيره سيكون مشابه لمصير الامير عبد الاله فانه اطلق على نفسه رصاصة الرحمة، كي لايعطي فرصة لخصومة بالامساك به واهانته وتعذيبه.
وهنالك رواية أخرى ضعيفة اوردها وصفي طاهر المرافق الشخصي لنوري سعيد والذي يعد من المقربين لعبد الكريم قاسم وهو من ذوي الميول الماركسية بانه وعندما وصل اسماع الحكومة بانه تم العثور على نوري السعيد ارسلت وزارة الدفاع مفرزة عسكرية بامرة العقيد وصفي طاهر للتحقق من ذلك، وعند وصول المفرزة اطلق النار عليه، وكانه كان بانتظارهم طوال فترة وصول المعلومات للقيادة ومن ثم تجهيز المفرزة والذهاب إلى البتاويين البعيدة عن وزارة الدفاع ومن ثم الاستدلال على مكان الاشتباك, ويورد بعض الشهود من المتجمهرين بانه وعندما وصل وصفي طاهر كان نوري السعيد قد مات منذ فترة وقام وصفي طاهر بإطلاق بعض الاعيرة النارية ابتهاجاً بمصرع الباشا على مكان الحادث بضمنها جثة السعيد. وضعف هذه الرواية يكمن في أن وصفي طاهر كان المرافق لنوري سعيد حتى قيام الجمهورية، وبعد ترنح النظام الملكي وبوادر انتهائه تقرب للضباط الوطنيين وخصوصا عبد الكريم قاسم الذي عرف قبل حركة 1958 بانه كان يلف حوله مجموعة من العناصر الشيوعية من مدنيين وعسكريين. وبقي طوال حكم قاسم مقربا منه وعين العقيد ماجد محمد امين بمنصب المدعي العام للمحكمة العسكرية الخاصة مع ابن خالته ذو الاتجاه الشيوعي العقيد فاضل المهداوي رئيس المحكمة، والذين اعدموا جميعاً في انقلاب 8 قبراير/ شباط 1963.
المراجع
• كهلان عبد المجيد: قصة انقلاب 14 تموز 1958
• د.جلال النعيمي :حكام العراق.
• عبدالرزاق أحمد النصيري، نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1932، بغداد: مكتبة اليقظة العربية, 1988,
• د عقيل الناصري: دراسة في حركة الضباط الأحرار في العراق 1948-1958.. ميدل ايست اونلاين.
• د. صالح البصام : مذكرات وأسرار هروب نوري السعيد.. دار الانتشار العربي في بيروت 2005.
• كاظم السعدي :صفحات مطوية من تاريخ العراق السياسي. صحيفة البينة.
• د. هادي حسن عليوي: الأحزاب السياسية في العراق السرية والعلنية.. دار رياض الريس للنشر/ بيروت.
• سامح رشيد القبج: الجيش والدولة في العراق.
• ريــاض الحسيني: من هو عبد الكريم قاسم..
• د. فاضل بدران: حتى لا ننسى ثورة 8 شباط المباركة..
• عبد الرحمن منيف، أرض السواد، تاريخ العراق الحديث.
• محمد أنيس: الدولة العثمانية والشرق العربي 1514-1914 – مكتبة الأنجلو – القاهرة –
• قدري قلعجي: الثورة العربية الكبرى – بيروت – الطبعة الأولى 1993م.
• هاني حسن عليوي: الاتجاهات الوحدوية في الفكر القومي العربي المشرقي – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – 2000م.
• عمر عبد العزيز عمر: تاريخ المشرق العربي 1516-1922 – دار النهضة العربية – بيروت –.
• فيصل حسن: قصة هروب نوري السعيد, ، 2005, دار الانتشار العربي
• سمعان بطرس: العلاقات السياسية الدولية في القرن العشرين ـ مكتبة الأنجلو المصرية- الطبعة الثانية – 1980م.
• حكمت فريحات: السياسة الفرنسية تجاه الثورة العربية ـ دار الراتب الجامعية الأردن ـ
• امين سعيد: الثورة العربية الكبرى ـ مكتبة مدبولي ـ القاهرة
• مجموعة مؤلفين: دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة ـ دار اقرأ ـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1984.
• توفيق السويدي، مذكراتي: نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية، بيروت: دار الكاتب العربي، 1969،
• أحمد الشقيري، 40 عاماً في الحياة العربية والدولية، بيروت، دار النهار، 1969، ص 190-191.
• محمود شبيب، أسرار عراقية في وثائق إنكليزية وعربية وألمانية 1918-1941، بغداد: مطبعة سلمى، 1977،
• سعاد رؤوف شير محمد، نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1945،
1661 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع