محطم الثلج .. حياة في قطار

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 07 أيار 2014 17:58

كتب بواسطة: العباسية

"ثورة المظلومين" قد يكون أفضل عنوان يمكن إطلاقه على أحداث فيلم "محطم الثلج" الذي أطل علينا أخيراً من كوريا الجنوبية، ليضع البشرية وحياتها على متن قطار، خيل لهم أنه الأرض، لتأتي ثورات سكانه على حاكمهم في محاولة لرفع الظلم، وتولي سيادة المكان الذي جاء بديلاً عن الأرض.

ليأخذنا الفيلم فجأة من 2014 إلى 2031، لنشهد تجمد الأرض نتيجة للممارسات البشرية في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي اضطرتهم إلى حقن الغلاف الجوي بغاز "سي دبليو 7" في محاولة لخفض درجة حرارة الجو، ما أدى إلى تجمد الأرض، لتنحصر حياة البشرية جمعاء في مركبة معدنية صممها ملياردير يدعى "ويلفورد" لا تكاد تتوقف أبداً منذ بداية الفيلم وحتى نهايته.

ورغم أنه سبق لهوليوود أن قدمت لنا في 2004 فيلماً مشابهاً، وهو "ذا داي افتر تموروا"، إلا أن ذلك لا ينفي ما يتمتع به الفيلم من قيمة سينمائية، لا سيما وإنه انتج بميزانية لم تتجاوز 39 مليون دولار، وبأحداث استلهمت من قصص فرنسية مصورة (كوميكس) شارك في كتابتها جاكوسلوب وبنجامين ليغراند وجين مارك روشيتي، ليحقق حتى الآن إيرادات بقيمة 80 مليون دولار.

   

المخرج الكوري الجنوبي جون هو بونغ الذي عُرف عبر مجموعة أفلام "الكلاب التي تنبح لا تعض"، و"ذكريات جريمة"، و"المضيف"، و"الأم"، استطاع أن يتعامل بحرفية مع القطار وأن يحوله إلى أرض، وأن يحمل فكرة الفيلم الخيالية اسقاطات عدة على الواقع البشري، عبر ما ينقله من تفاصيل حياتية، تحمل بين طياتها دلالات سياسية واقتصادية مثل الفرق الطبقي الذي يعيشه العالم.

وتأثيره على اندلاع "الثورات" التي تجتاح القطار بين الفينة والأخرى، في دلالة على طبيعة الصراع الذي يعيشه العالم للحصول على الموارد الطبيعية، فضلاً عن حكم القطب الواحد وتحكمه به، لدرجة قدرته على تحويل البشر إلى آلات تعمل لتأدية دور معين.

النقاد حول العالم اعتبروا فيلم "محطم الثلج" ملحمة طموحة ومذهلة بصرياً، لا سيما وأنه يحمل تنوعاً في لغاته وجنسيات ممثليه وأبرزهم أد هاريس وكريس ايفانز وجيمي بيل وغيرهم، والأهم، أن المخرج فضل في النهاية قتل بطله الذي لم يمنحه جنسية معينة، خارجاً بذلك عن نطاق هوليوود المألوف، لتبدو مهمته منصبة على توضيح محاولات تكيف البشرية مع المناخ الجديد في المكان الوحيد الذي طالما اعتقدوا أنه الوحيد الآمن بالنسبة لهم، لتنتفي هذه الفكرة.

• < السابق
• التالي >