عودة قيثارة السماء إلى الغناء.. "نجاة" تشدو مجددًا بين الرفض والترحيب والتردد.. صلاح الشرنوبى: أنتظر أغنيتى الجديدة معها "تعظيم سلام لجيش بلادى".. وحلمى بكر: الصوت يشيخ كأى شىء
اليوم السابع:"يالك من أم قاسية.. تحرمى مولودك الجديد من أبيه".. مفاد رسالة أرسلها نزار قبانى للعظيمة نجاة الصغيرة فى وصلة عتاب على عدم سماعه لأغنيتهما أيظن، فهل يحق لنا أن نستحضرها اليوم، ونعيد إرسالها لنجاة التى حرمتنا من إطلالاتها على مدار سنوات؟.
سؤال قد تقف أمامه طويلا لتتأمل قليلا قبل الإجابة عليه، لتجد نفسك محاطا بكثير من الأسئلة الأخرى وأنت فى طريقك للإجابة عليه، أين نجاة اليوم، وكيف أصبح شكلها، وإلى أين آلت عوامل الزمن والسن بإمكانياتها الصوتية، وماذا عن صحتها، هل يمكن أن تقف على المسرح لتغنى فى وصلة تمتد إلى نصف ساعة أو أكثر؟ كيف يبدو وجهها الآن، كيف هو وزنها؟، وماذا عن حالتها النفسية، هل يتقبل الجمهور شكلها الجديد؟ صوتها الجديد؟.. عشرات الأسئلة ستتوه داخل الإجابة عليها، سيتفرق قرارك بين العشرات من وجهات النظر، لتظل الحقيقة الوحيدة التى يفرضها علينا الواقع.. نفتقد جميعا صوت نجاة!.
نعم! عادت نجاة إلى جمهورها من خلال أغنية كل الكلام فى يناير 2017، لكنها عودة مع إيقاف التنفيذ، عودة تفتقر لظهورها، لوقوفها على المسرح ورؤية جمهورها لها وتفاعلهم معها، عودة بكليب حمل صوتها فقط واعتمد على صورها القديمة دون أن يقدم لنا أية إشارات عن تفاصيل حياتها الآن على الأقل كفنانة يعشقها الملايين.
تفاصيل كثيرة قد تكون قد وقفت حائلا أمام نجاة لأن تعود عودة كاملة غير منتقصة، أولها هو شكلها الجديد، وجهها بعد أن لونه الزمن بألوان الكبر والشيب، فنجاة المعروف عنها "وسوستها" ودقتها فيما يخص عملها الذى يعتمد فى الأساس على صوتها وعلى شكلها أيضا، ويال عجائب القدر، فكأن الجينات الوراثية تجعل المواقف والقرارات متشابهة بين الأشقاء، وكأن الزمن يعيد نفسه، فنفس الشىء حدث مع الشقيقة التى تصغرها بخمسة أعوام سعاد حسنى، التى جعلت عودتها للشاشة مجددا بعد هروبها على لندن واختفائها عن الأنظار، مقرونة بعودة شكلها ووزنها إلى آخر صورة سجلها لها الجمهور فى ذاكرتها، ويبدو أن هذا الربط يقبع فى عقل وقناعة نجاة.
وقد يكون معها كل الحق فلا يمكن أن ننسى الصورة التى تم تسريبها لنجاة الصغيرة منذ أكثر من سنة فى أحدث إطلالة لها، وكانت قد اختلفت تماما عن الشكل الذى سجلته لها قلوبنا، وانهالت على الصورة سيلا من التعليقات، وقد سبقتها الصورة التى نشرتها الإعلامية بوسى شلبى لها منذ 4 سنوات، والتى قوبلت من الجمهور إما بتعليقات ساخرة على الشكل الذى أصبحت عليه، أو باستياء شديد من فعلة بوسى بنشرها صور الفنانة بعد أن هاجمت جمال وجهها عوامل السن، وبعدها كذب بعض من رابطة محبيها ما تم نشره بأنها صورة نجاة، وأكدوا أنها صورة لسيدة قريبة الشبه منها، لكن بعيدا عن حقيقة الصورة وسواء كانت لنجاة أم لا، فردود الفعل هذه تأخذنا لحقيقة أن هناك جزء من الجمهور قد يرفض عودة نجاة للغناء على المسرح، فمن رفضوا مجرد صورة، هل من المنطقى أن يتقبلوا مشاهدتها تغنى على المسرح؟، هذا التصور يتناسب تماما مع رؤية الموسيقار الكبير حلمى بكر الذى أكد فى تصريحات خاصة لليوم السابع أنه لا يشجع على عودة أى فنان للغناء على المسرح بعد وصوله لسن معين، حيق قال بكر: "الصوت يشيخ ويتغير مثله مثل أى شئ له عمر، ومع تقدم العمر تحدث تغيرات للأحبال الفنية لأى مطرب، بالطبع يتغلب عليها أحيانا بالخبرة، لكن هذا لا يدوم كثيرا فعند مرحلة معينة يقف أى مطرب مكتوف الأيدى أمام التغيرات التى تطرأ على صوته".
ما يعزز هذا الاتجاه أن نجاة قررت الاعتزال تماما عن الظهور إعلاميا أو المشاركة بحفلات بعد حفلها الذى شهجد آخر إطلالة لها وجها لوجه مع الجمهور فى قرطاج عام 2001، وكانت وقتها تمر بعامها الـ 63، وكأنها لم تتحمل ردود الأفعال على تغير ملامحها وظهور علامات السن على وجهها، وكأن رويتها لنفسها بعد الحفل ومقارنتها لهذه الحفلة وغيرها من الحفلات التى أحيتها فى ريعان شبابها جعلها تتوقف مع نفسها وتأخذ قرارا بعدم الظهور مجددا أو إحياء حفلات.
أما السبب الثانى الذى لا يمكن أن نتجاهله، قد يكون خوف نجاة من تجدد الأزمات مع الضرائب، فهى شخصية مسالمة بطبعها ولا تحب أن تتسلط عليها الأضواء بسبب أزمة مع أحد.
إلى هنا لم تنته الإشكالية الخاصة بعودة نجاة لحياتها الغنائية، فهناك من يقف على الجانب الآخر من هذه القضية ويرفع لافتات "عودى يا نجاة"، "فى انتظار عودتك"، وقد أحيا الأمل فى قلوب ونفوس من يقفون فى هذا الجانب عودتها عن قرارها باعتزال الغناء، وخروج أغنيتها الوطنية "اللى عشقتها الأيادى" عام 2014، التى كانت قد غنتها منذ سنوات مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى والملحن يحيى الموجى، بل غنها قررت أن تكسر الحاجز الذى بنته بنها وبين الإعلام والصحافة وتحدثت مع الإعلامية لميس الحديدى فى مداخلة طويلة عن هذه الأغنية، ثم دب الأمل مرة أخرى بعد طرح أغنيتها كل الكلام فى أوائل 2017.
فى مقدمة هؤلاء يأتى الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى، الذى يؤكد أن نجاة رائعة ومازالت قيثارة السماء بصوتها وحلمها ورومانسيتها، بل أن صلاح الشرنوبى لحن لها أغنيتين، إحداهما رومانسية تشبهها والأخرى أغنية وطنية تحمل اسم تعظيم سلام لجيش بلادى، أكد الشرنوبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنها انتهت من تسجيلها قائلا: "الأغنية جاهزة منذ فترة طويلة وتم تسجيلها وخرجت بشكل رائع، إلا أن دقة السيدة نجاة وحرصها على متابعة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، تجعلها تنتظر بعض الوقت حتى تجد الوقت مناسبا لطرحها فتطرحها، ولذلك فالقرار يعود لها وليس لى، وهى الأحق والأكثر علما للموعد المناسب لطرحها، والذى أتمنى أن يكون قريبا".
وبين هؤلاء الذين لا يرجحون وقوفها مجددا على خشبة المسرح، وهؤلاء الذين ينتظرون حضور أول حفل لها بعد أن توقفت عن الظهور فى حفلات منذ عام 2001، ستظل نجاة هى قيثارة السماء، وأيقونة الرقة والحب والجمال، وسنظل نستمتع بكل تفاصيلها وفنها مهما أضاف له الزمن ما أضاف أو أخذ منه ما أخذ.
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع