الشيخ نوري الملا حويش/ سيرة عالم عامل
في البدء لابد لي من توجيه الشكر والإمتنان الى الأخ الأستاذ الدكتور/ عقيل نوري الملا حويش الذي اعاننا في انجاز هذا البحث عن سيرة وذكريات العالم الداعية الجليل الشيخ نوري الملا حويش.
من هو الشيخ نوري الملا حويش؟
هو الشيخ نوري بن الشيخ عبد الحميد بن محمد الملا حويش المحمود الذي يتصل نسبه بالحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم جميعاً، كما تذكره مراجع الانساب المنشورة في العراق ومسطر في اخر تفسير القران الكريم "بيان المعاني " التفسير المتفرد بمنهجه حسب ترتيب النزول لمؤلفه العلامة القاضي عبد القادر الملا حويش عم الشيخ نوري الملا حويش رحمهم الله. لقبه يعود الى جده محمد الملا حويش الذي كان قاضيا في مدينة تدمر وتوفي ودفن فيها بداية القرن العشرين الميلادي اواخر عهد الدولة العثمانية
الى اليمين الشيخ نوري الملا حويش والى اليسار عمه الشيخ القاضي عبدالقادر الملا حويش صاحب تفسير بيان المعاني يرحمهما الله
ولد الشيخ نوري الملا حويش في محلة المشاهدة من كرخ بغداد في عام1333 للهجرة الموافق لسنة 1914 للميلاد لوالد هو الشيخ عبد الحميد الملا حويش الذي كان يمارس التجاره بين الشام والعراق ويمارس الخطابه والامامة محتسبا في جامع الشيخ الصوفي موسى الجبوري في كرخ بغداد وهو من المساجد الاثريه القديمه الذي شيد خلال الفتره العثمانيه المتأخره بطراز معماري مميز.
كان الشيخ عبد الحميد الملا حويش قد انجب من زواجه ثلاثة اولاد كبيرهم هو الشيخ نوري وكان للشيخ عبد الحميد مجلس يختلف اليه ابناء الكرخ فيعين من يلجا اليه في حاجه ويسعى في عمل المعروف بين اهل محلته وجيرانه. توفي الشيخ عبد الحميد الملا حويش عام 1932 للميلاد فخلفه الشيخ نوري معيلا للاسرة وهو لايزال في عمر لا يتجاوز الثمانيه عشر عاما وكان ما يزال طالبا للعلوم الشرعيه.
كان الشيخ نوري في طفولته كحال اقرانه في ذلك الوقت قد التحق بالكتاتيب عند الملا داوود في محلة سوق حماده في كرخ بغداد وهو طفل لم يتجاوز الخامسه واستمر يتعلم القران عند الملا داود الى سن السابعه التي التحق فيها بالمدارس الحكوميه انذاك. وعندبلوغه الرابعة عشرة من العمر التحق بمدارس العلوم الشرعيه التي كانت تتبع نظام مشايخ الحلقات الفقهيه والعلميه الشرعيه في مساجد بغداد الكبرى ومنها مدرسة نائلة خاتون التي درس فيها على يد كبار علماء عصره.
الشيخ نوري الملا حويش والى جانبه الشيخ ياسين نعمان السعدي يرحمهما الله
واصل الشيخ نوري الملا حويش بعد بلوغه الخامسة عشرة من عمره دراسه العلوم الشرعيه على يد كبار المشايخ في العلوم الشرعيه فدرس على مدرسها فضيلة شيخنا المرحوم نجم الدين الواعظ مفتي بغداد علوم المعقول كالنحو والصرف والمنطق وعلم الكلام، وعلم الوضع والمنقول كالتفسير والحديث والفقه والسيرة، كذلك درسه على شيخنا المرحوم قاسم أفندي القيسي مفتي بغداد الأسبق، كما درس أيضاً على المرحوم العلامة محمد رشيد آل شيخ داود المدرس في مدرسة نائلة خاتون، كذلك درس على المرحوم العلامة عبد الوهاب أفندي الخطيب مفتي كربلاء وأخذ بعض العلوم على المرحومين الحاج حامد الملا حويش خطيب الحضرة القادرية سابقاً والأستاذ عبد القادر الملا أحمد الإمام إمام وخطيب جامع الست نفيسة في الكرخ وعدد اخر من فقهاء عصره في علوم اللغه والنحو والصرف والتفسير والفقه واصوله الى ان اتم دراسته وأجيز بالاجازه العلميه الشرعيه من كبار علماء عصره في علوم الشريعة واللغة العربيه وقد زامله رحلة طلبه العلم رفيق عمره وصديقه الشيخ المرحوم محمود الملا حمادي
من اليمين الشيخ ياسين السعدي ثم الشيخ نوري الملا حويش ثم الشيخ ابراهيم منير المدرس يرحمهم الله من علماء العراق الاجلاء
لما توفي والده الشيخ عبد الحميد الملا حويش حل محله في الخطابه والامامه والوعظ بجامع الشيخ موسى الجبوري في كرخ بغداد وهكذا تصدى الشاب الفقيه لرياده مجتمعيه ودينيه في محلة هي في قلب بغداد التاريخيه والتي كانت تضم رجالات وشخوصا مجتمعيه وعشائرية معروفه عضدوا علاقتهم مع الشيخ نوري الذي وجدوا فيه ماعهدوه في والده من ورع واخلاق حميده وهم يترددون على مجلسه في هذا الجامع العريق بمحله المشاهده في كرخ بغداد التي استقر بها واعظا واماما وخطيبا في مسجدها .ومحلة المشاهده مجموعه من الازقة سكنتها عوائل معروفه من السادة المشهدانيين والجبور والعانيين وقبائل اخرى كانت قد حملت مناطق عديده اسماءها في كرخ بغداد كمحله الدوريين والتكارته وغيرهما.
الشيخ نوري الملا حويش مع الهيئة التدريسية لثانوية الكرخ للبنين عام 1954
وثق الشيخ نوري الملا حويش علاقته بالاهالي التي سكنت محلات الكرخ وحول جامع الشيخ موسى الجبوري فاصبحوا اسرته الكبيرة سامعين لارشاده ووعظه مؤتمين به في مسجدهم ربطته معهم وشائج ابويه فأصبح أبا راعيا للجميع يقصده كل ذي حاجه وكل مستفسر عن علم شرعي او فتوى فقهيه. كان مجلسه للوعظ في الجامع في امسيات رمضان حافلا بالمريدين الذين ينهلون مما كان يلقيه عليهم من علوم واحاديث وسيره نبويه عطره . لقد ورث عن والده ارثا ماديا وعلميا وفيرا كما اشار الى ذلك الشيخ احمد الراوي الرفاعي في مذكراته التي حققها العلامه الشيخ احمد حسن الطه كبير علماء المجمع الفقهي في بغداد ونشرتها دار الحكمة في لندن عام 2020 حيث يشير في هذه المذكرات الى عبء المسؤوليه التي تحملها الشيخ نوري عند وفاة والده وكان لا يزال يافعا ابن ثمانية عشر عاما وكيف اضطلع بهذه المسؤوليه العلميه ومسؤوليه متابعه الاعمال التجاريه والارث الذي خلفه والده الشيخ عبد الحميد رحمه الله. وبعد ما اجيز الشيخ نوري الملا حويش بالاجازه العلميه الشرعية انفتحت امامه ابواب العمل بعلمه الذي اخذه عن كبار علماء عصره وكبيرهم مفتي الديار العراقيه الشيخ قاسم القيسي الذي كان قد اثر فيه تاثيرا بالغا دفعه للعمل بعلمه كما عهد عن شيخه فاصبح على منهجه عالما عاملا انبرى للرياده في الاعمال الخيريه فالتحق برابطه علماء العراق واصبح بعد سنوات من الجهد والمثابره في العمل الاسلامي والخيري معتمدا لرابطه العلماء واستمر على ذلك لاكثر من 20 عاما ثم نائبا لرابطه علماء العراق التي راسها كبار علماء عصره كالشيخ امجد الزهاوي رحمه الله والشيخ نجم الدين الواعظ والشيخ عبد القادر افندي الخطيب ومن ثم الشيخ عبد الكريم المدرس رحمهم الله جميعا وكان له دورا بارزا في نشر الوعي الديني من خلال رابطه علماء العراق والمنافحه عن القيم الاخلاقية و الارث الثقافي للامه مشاركا في كل تلك الجهود رفيق عمره وصديقه الشيخ المرحوم محمود الملا حمادي وعلماء اجلاء اخرين كالشيخ احمد حسن الطه والشيخ عبد الملك السعدي والشيخ ياسين منصور السعدي والشيخ غازي السامرائي والشيخ ابراهيم المدرس وغيرهم من العلماء الاعلام رحمهم الله جميعا الذين سعوا مثابرين في مجالات الخير والوعظ والارشاد وخدمه المجتمع وتوجيهه نحو التالف وقيم التسامح التي جاء بها الاسلام
الشيخ نوري الملا حويش والشيخ امجد الزهاوي في مؤتمر القدس1964
لم يقتصر العمل الانساني والخيري وتعزيز الهويه الثقافية المجتمعية الذي انبرى له الشيخ نوري الملا حويش من خلال مساهمته في رابطه علماء العراق بل تعداه الى المساهمه في جمعيات ومؤسسات ثقافيه كثيره اخرى منها عضويته في جمعيه التربيه الاسلاميه وعضويته في جمعيه الاداب الاسلاميه و في جمعيه البر والرعايه الثقافيه التي تهتم بشؤون الناس وتثقيفهم بشكل عام والاحسان اليهم ثم نائبا للرئيس بجمعيه احياء التراث العربي الاسلامي.
المؤتمر الاسلامي في بغداد 1964
لقد كانت مساهماته في كل هذه المؤسسات الخيريه والجمعيات الانسانيه والاسلاميه مساهمات ثره وفاعله وكان يرفدها جميعا بتفرغ شبه كامل لها وانجاز مايتطلبه دوره لخدمه المجتمع وتثقيف الناس بالاتجاه الذي يخدم القيم العليا والتعايش بتعاون ومحبه. لقد تجاوزت دائره اهتمامات الشيخ نوري الملا حويش أيضا الى نشر الوعي الاسلامي والثقافه المجتمعية الرصينه و مساهمات عديده خارج العراق في دول عده بالمشاركه بفعالية في مؤتمرات اسلاميه مهمه منها المؤتمر الاسلامي الكبير الذي عقد في القدس عام 1964 ميلاديه مصاحبا لكبير علماء العراق المرحوم الشيخ امجد الزهاوي وكانت مساهمته في ذلك المؤتمر الذي افتتحه المرحوم الملك الحسين بن طلال مساهمه فاعله ضمن الوفد العراقي الى هذا المؤتمر الكبير حيث ارتفع في ذلك المؤتمر صوت علماء العراق صادحا بالجهاد لتحرير القدس والتوجه الى الشعوب الاسلاميه بمنهج توعوي لتمكينها من الوقوف بوجه المد الثقافي الهجين والتأثير الثقافي الوافد وتوجيه انتباهها نحو قضايا الامه وفي مقدمتها أزمة فلسطين والقدس. ولقد كانت مشاركته الفاعلة ايضا في مؤتمرات اسلاميه كبرى منها المؤتمر الاسلامي العالمي في اندونيسيا عام 1963 بالاضافة لدوره الفعال كعضو دائم في المؤتمر الدائم للعالم الاسلامي في مدينه لكنهو في الهند لا كثر من عشر سنوات متواصلا مع ذلك المؤتمر الذي اتسع في مهماته ليشمل العديد من الجوانب التي ترعى الفكر الاسلامي وصيانه المجتمع الاسلامي من تاثير الثقافات الدخيله وتعزيز لحمته. لقد كان للشيخ نصيب ايضا في تعليم اجيال من خلال تدريسه علم التفسير والتلاوة في المدرسة العمرية لدراسات القران الكريم التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون الدينيه وكذلك تدريس العلوم الاسلامية واللغة العربية في اعدادية الكرخ ببغداد
الوفد الاسلامي العراقي في الباكستان عام 1967 كل من الشيخ سعيد الباججي (ويظهر خلفه الشيخ الشهيد عبدالعزيز البدري) فالشيخ حامد ملا حويش .. فالشيخ شاكر البدري .. فالشيخ نوري الملا حويش
المشاركة في مؤتمر العالم الاسلامي في الهند عام 1977 وظهر الى جانبه الرئيس الهندي المرحوم فخر الدين احمد الذي توفي عام 1977
المشاركة في مؤتمر العالم الاسلامي في الهند عام 1977 وظهر وهو يصافح رئيس جمهورية الهند المرحوم فخر الدين احمد .
كان الشيخ نوري الملا حويش رائدا في العمل الخيري مساهما في تبني الفكر الاسلامي كمنهج اخلاقي امن به لتوحيد المجتمع من خلال التمسك باخلاقياته والحفاظ على هوية الامة واعادة تأهيلها لاستعاده مجدها وبناء وطن وثقافه رصينه. لقد كان منبره رافدا اصلاحيا لتوجيه النشئ ونشر الفكر البناء والدعوه الى الوحده والتالف والتعايش ، منافحا عن قيم المجتمع وحقوقه في فترات من التقلبات السياسيه والتشظي الثقافي في العراق مما عرضه الى الاعتقال والمساءلة في فترات متفاوته و الى الكثير من الاستفزاز بهدف اسكاته او ايقافه عن عمله الخيري وتحجيمه وكانت تحسب له دائما عند ذكر صلابته مواقف في الحق والدفاع عنه مهما كلفه ذلك من عناء وقد تمثل ذلك بشكل واضح عندما اعتقاله عام 1961 بعد خطبة على المنبر حذر فيها من المد الشعوبي والتنكر للقيم الاسلامية والاخلاقية النبيلة، وكذلك عند وقوفه عام 1977 في المؤتمر العالمي الاسلامي في قاعه النعمان في الاعظميه مدافعا عن الحقيقه امام الاف الحاضرين، رافضاً تجاهل المطالب التي عرضها على رئيس الجمهورية في حينه فكان جريئا صادحا بالحق في ذلك المؤتمر مشيدا بموقفه كل من حضره رغم تردد الكثيرين عن ذلك في زمن صعب. وعندما انتدبته وزارة الاوقاف والشؤون الدينيه عضوا بمجلسها العلمي لسنوات عديده ساهم بأمانة في قرارات هامه رعت شؤون الوقف وتبنت رفع شأن العلماء وحفظ حقوقهم وتنمية كفاءتهم. ولم يستجب للمساس باملاك الاوقاف وآثر الاستقالة على المداهنه في الحق.
في عام 1980 تعرض الشيخ نوري الملا حويش لوعكة صحيه فنصحه طبيبه الدكتور احسان البحراني حينئذ باجراء الفحوصات خارج العراق فسافر للعلاج وتنقل باكثر من دوله واستمر غيابه لاكثر من شهر ثم عاد الى الاردن وفي طريقه من عمان عائدا الى بغداد بعد غياب طويل لم يلبث بعد وصوله ان جلس مع عائلته سويعات معدوده وكأنه عاد مودعا حيث وافته المنية في ليلة وصوله في شهر تشرين الثاني من عام 1980 للميلاد.
هنا في مقبرة الشيخ معروف الكرخي وقريبا من داره ومسجد ووري الثرى الطاهر جثمان الفقيد الشيخ الملا نوري الملا حويش امام وخطيب جامع الشيخ موسى الجبوري في محلة المشاهدة الكرخية مساء يوم الاثنين 3 تشرين الثاني 1980 يرحمه الله ويكرم مثواه
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء للسادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1400هـ الموافق للرابع من تشرين الثاني 1980م. حيث لبّى نداء ربه العالم الفاضل العامل في سبيل الدين الحاج نوري الملا حويش ذلك الرجل الفذ الذي قضى طوال حياته في سبيل الخير وعمل البر. كان رحمه الله ذا خلق كريم وطبع مستقيم وفياً لإخوانه صدوقاً لمعارفه. ولقد كان رحمه الله سبَّاقاً لكل مكرمة وفضيلة مثابراً في بناء الجوامع والمساجد في القرى والأرياف في الوقت الذي كان رحمه الله تعالى أحد مؤسسي جمعية رابطة العلماء في العراق دؤوباً في تمشية مصالحها ساعياً بكل ما يملك من جهد في إيصال الحقوق لأصحابها.
لم تطوى بوفاته صفحه الشيخ من ذاكرة الناس بل لا زالت القيم التي دافع عنها في عقول وضمائرهم يستذكرها دائما محبوه ومريدوه و يرددها من عاشها معه ومن عرفه عن قرب او بعد. لقد رسخ رحمه الله ما تعلمه وعلمه في عقول الناس من خلال مساهمات مجتمعية وانسانية ونصح وارشاد وجولات في قرى وارياف العراق واعظا ومرشدا فجزاه الله عما قدم واعطى خير الجزاء" تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبه للمتقين "
نسبه الشريف:
ورد في عمود نسب آل ملا حويش في كتاب اللؤلؤ المنضود في نسب السيد محمود رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقيه 1831 لسنة 2013 والذي حوى على تسلسل النسب حيث ان السيد محمود اعقب السيد ملا خضر والسيد ملا حويش والسيد الحاج الملا محمد. وان السيد محمود هو ابن السيد خضر ابن السيد حديد ابن السيد فهد بن السيد خليل بن السيد ابراهيم بن السيد غازي بن السيد يعقوب بن السيد حسن بن السيد يوسف بن السيد يعقوب بن السيد شعبان نقيب البصره بن السيد محمد الثاني الملقب بالدرويش بن السيد صالح بن السيد عبد الرحمن نقيب البصره بن السيد عبدالله النقيب بن السيد حسن النقيب بن السيد حسين ابو الفضل بن السيد يوسف بن السيد رجب الكبير بن السيد القطب الأسعد شمس الدين محمد سبط الحضره الرفاعيه بن السيد عبدالرحيم ممهد الدوله بن السيد سيف الدين عثمان بن السيد حسن المهاجر من المغرب مع (ابن عمه النقيب يحيى) بن السيد محمد عسله بن السيد الحازم علي ابو الفوارس بن السيد احمد المرتضى بن السيد علي الأشبيلي المغربي بن السيد حسن رفاعه المكي بن السيد المهدي المكي بن السيد محمد ابو القاسم بن السيد حسن القاسم رئيس بغداد بن السيد حسين المحدث بن السيد احمد المرتضى بن السيد موسى الثاني ابو سبحه بن السيد ابراهيم المرتضى بن السيد الامام موسى الكاظم بن السيد الامام جعفر الصادق بن السد الامام محمد الباقر بن السيد الامام علي السجاد بن السيد الامام الحسين الشهيد بن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (رضي الله عنهم اجمعين).
وقد خرجت بغداد تبكيه تاركا أرثاً أخلاقياً ومنهجاً للريادة المجتمعية
وكتبت مجلة الرسالة الاسلامية الصادرة ببغداد بالعدد 8 من السنة 23: (1401-1981). نعيا بوفاته يرحمه الله باسم (جمعية رابطة العلماء) وكالتالي:
لقد لبَّى نداء ربه العالم الفاضل العامل في سبيل الدين الحاج نوري الملا حويش ذلك الرجل الفذ الذي قضى طوال حياته في سبيل الخير وعمل البر. ولقد كان رحمه الله سبَّاقاً لكل مكرمة وفضيلة مثابراً في بناء الجوامع والمساجد في القرى والأرياف في الوقت الذي كان رحمه الله تعالى أحد مؤسسي جمعية رابطة العلماء في العراق دؤوباً في تمشية مصالحها ساعياً بكل ما يملك من جهد في إيصال الحقوق لأصحابها.
ولد المرحوم في محلة المشاهدة من جانب الكرخ في بغداد عام 1333هـ الموافق لعام 1914م، ودرس علوم القرآن الكريم على المؤدب المرحوم الملا داود الذي كان يتخذ من مسكنه في محلة الفحامة ببغداد مدرسة لتعلم القرآن الكريم، وبعدها انتقل إلى المدارس الابتدائية الرسمية ومن ثم انخرط في مدرسة عادلة خاتون الدينية فدرس على مدرسها فضيلة شيخنا وأستاذنا المرحوم نجم الدين الواعظ مفتي بغداد علوم المعقول كالنحو والصرف والمنطق وعلم الكلام، وعلم الوضع ـ والمنقول كالتفسير والحديث والفقه والسيرة، كذلك درس على شيخنا المرحوم قاسم أفندي القيسي مفتي بغداد الأسبق، كما درس أيضاً على المرحوم العلامة محمد رشيد آل شيخ داود المدرس في مدرسة نائلة خاتون، كذلك درس على المرحوم العلامة عبد الوهاب أفندي الخطيب مفتي كربلاء وأخذ بعض العلوم على المرحومين الحاج حامد الملا حويش خطيب الحضرة القادرية سابقاً والأستاذ عبد القادر الملا أحمد الإمام إمام وخطيب جامع الست نفيسة في الكرخ، وأجيز بالإجازة العلمية وعلم الحديث من قبل المرحوم الشيخ نجم الدين الواعظ.
وعند وفاة والده المرحوم عبد الحميد الملا حويش عيَّن إماماً وخطيباً وواعظاً لجامع الشيخ موسى الجبوري عام 1353هـ الموافق 1934م، واستمر بهذا الواجب المقدس لحين وفاته رحمه الله، علاوة على ذلك كان رحمه الله مدرساً في ثانوية الكرخ للبنين لمادتي العربية والدين، وكان مدرساً في المدرسة العمرية الدينية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
كان رحمه الله ذا خلق كريم وطبع مستقيم وفياً لإخوانه صدوقاً لمعارفه. وكان وجهاً من وجود البلد وكان كريماً مضيافاً، كان رحمه الله يقول الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم كان متواضعاً مع الفقراء محباً للمساكين معيناً لهم يسعى في شؤونهم وكان رحمه الله تعالى ذا وجاهة لدى الخاص والعام لما يتمتع به من عقلية راسخة وفهم ودراية للأمور الاجتماعية ونظراً لما يتمتع به من الصفات المذكورة فقد كان نائباً لرئيس جمعية رابطة العلماء في العراق ونائباً لرئيس جمعية إحياء التراث العربي الإسلامي كذلك رشحته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عضواً في مجلسها العلمي.
لذا فإن جمعية رابطة العلماء قد فقدت بموته عضواً عاملاً في الوقت الذي هي أحوج إليه ولأمثاله، وتبتهل إلى الله العلي القدير أن يعوض الأمة الإسلامية بمن يسد هذا الفراغ.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من غدا يريد العلم يتعلمه لله تعالى فتح الله له باباً إلى الجنة، وفرشت له الملائكة أكتافها، وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحر، وللعالم من الفضل على العابد كالقمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء، والعلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكنهم أورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظه وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس... موت قبيلة أيسر من موت عالم) رواه أبو داود وغيره.
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء للسادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1400هـ الموافق للرابع من تشرين الثاني 1980م، نسأله تعالى أن يلهم أسرته وكافة محبيه والمسلمين الصبر والسلوان وأن يدخل الفقيد فسيح جناته إنه سميع مجيب وإنا لله وإنا إليه راجعون. جمعية رابطة العلماء في العراق
كتاب من أمانة بغداد بتاريخ 28/10/1935 بتوقيع أمين العاصمة موجه الى السيد/ نوري الحاج عبدالحميد بانتدابه عن محلة المشاهدة للمشاركة في انتقاء 12 عضوا بطريقة الاقتراع لتاليف لجنة انتخابية للاشراف على انتخابات نصف اعضاء مجلس الامانة. هكذا كانت الامور تسير في اختيار الناس الامناء للاشراف على الانتخابات.
وصية المرحوم الشيخ عبدالحميد الملا حويش بوقف ثلث تركته للخيرات بتاريخ 30/1/1934
جامع الملا حويش في شارع الربيع بالكرخ:
تأسس الجامع سنة 1994 على يد عائلة الشيخ المغفور له نوري عبد الحميد واخويه إبراهيم وإسماعيل ملا حويش واستمر في بناءه ثلاثة سنوات ونصف.
وتبلغ مساحة المسجد حوالي 3000 م ويستوعب حوالي 500 مصلي تقريباً بالاضافه الى الفضاءات الاخرى كالرواق وساحة المسجد او الفناء المفتوح .
كما يحتوي المسجد على منارة طولها تقريباً 25 متراً، وقبة وغرف ملحقة به ، بالاضافة إلى حدائق ومنزل للإمام والخطيب ويحتوي المسجد بالاضافة إلى الحرم الرئيسي على قاعة للمناسبات الدينية والمرافق الخدمية وملحق دار للإمام .
وللمسجد نشاطات أخرى كإقامة دورات تحفيظ القران الكريم للصغار في العطلة الصيفية واقامة المهرجانات والاحتفالات الدينية بالاضافه الى فعاليات اجتماعية ودينية وتثقيفية يحتظنها الجامع ومرافقه الملحقه به باستمرار وخاصة قاعة المناسبات الكبرى التي تتسع لاكثر من 500 شخص بالاضافة الى الغرف والاماكن المفتوحة الاخرى التي تستخدم لفعاليات عديده على مدار السنة
مصادر البحث:
· مذكرات الشيخ احمد الراوي الرفاعي / تحقيق العلامه احمد حسن الطه- نشر دار الحكمه لندن 2020
· مجلة الرسالة الإسلامية ـ بغداد ـ العدد 8 من السنة (1401-1981)
· كتاب الاعلام للزركلي ،تحقيق الدكتور فاضل السامرائي
· سير علماء العراق | الشيخ نوري ملا حويش رحمه الله حسب الموقع الالكتروني التالي :
· https://www.facebook.com/groups/547448175461907/posts/1206394312900
· لقاءات مع معاصري الشيخ نوري الملا حويش يرحمه الله.
· الارشيف الخاص بعائلة الشيخ نوري الملا حويش رحمه الله
· بيان المعاني / تفسير القران الكريم بحسب ترتيب النزول للعلامة القاضي عبد القادر الملا حويش- مطبعة الترقي / دمشق 1964 م
1249 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع