بستان في العوينة يتم اختياره أول دار عرض للسينما في بغداد
دخلت السينما الى العراق _ بغداد سنة 1909 حيث عرضت أول مرة السينما توغراف صور الاوانس وقطارات تتحرك من دون صوت اذ لم تكن هنالك دار للعروض السينمائية وكان الناس يتجمعون لمشاهدة العروض السينمائية في بستان (أم الواوية) في محلة العوينة بجانب الرصافة في بغداد حيث يجتمع اهالي المدينة ذات مساء ليشاهدوا اول عرض سينمائي صامت في الفضاء جلبه احدمؤسسي السينما في بغداد وهو تاجر يهودي استهوته تجارة السينما !ولم تدخل الكهرباء بغداد بعد. ففي يوم الثلاثاء الموافق 5/9/1911 وبرعاية والي بغداد (احمد جمال بيك) وبعد غروب الشمس تم اول عرض سينمائي صامت على ساحة البستان وبجانبها لوحة بيضاء صغيرة تظهر عليها كتابة توضح حركة القطار أو تشيع جنازة ملك انجلترا ادوارد السابع.
وكانت جريدة(بابل) البغدادية ، الصحيفة السابقة لدعوة الناس للتمتع بالسينما ، نشرت بعددها الصادر يوم 10/9/1911 وهي تحث أهالي بغداد للتمتع بهذه الظاهرة التي جاءت بها سينما توغراف ، التي تسبب في هجرة (بني آوى) من بستان العوينة ولم تعد تعوي ليلاً ! وتهافت اهالي العراق لمشاهدة العروض السينمائية ومثلما دارت عجلات قطار بغداد –البصرة لنقل الناس لرؤية هذه الظاهرة (البدعة الحلوة المسلية) فقد تهافت رجال المال على استيراد هذه البضاعة المدرة للأرباح والتي لم يعهدها سكان وادي الرافدين من قبل حيث ظهرت على أثرها حركة بناء دور عديدة للعروض السينمائية حسب مواصفات عالمية، ابتدأ من عام 1914 ،
وقبل اشتعال الحرب العالمية الأولى شيدت سينما رويال في منطقة الميدان وبدأت تستورد الأفلام السينمائية وتعرضها في صالة عرض لائقة ومريحة بجانب شاشة العرض الكبيرة ووضعت شاشة صغيرة تشرح للمتفرج حركة الممثل حيث كانت العروض صامته !!
ودخل في قلوب العراقيين صغاراً وكباراً الفنان العالمي شارلي شابلن بحركاته الضاحكة وكذلك عشق الناس حركات ميكي ماوس المسلية وخلال هذه المرحلة وبعد سقوط بغداد تحت سنابك الخيول البرطانية في 11/3/1917
دخلت الكهرباء مع دخول الجيوش البرطانية الجرارة وخلال السنوات 1920-1928 شيد العديد من دور العرض وكان ممولوها رجال التجارة من المواطنين اليهود فكانت سينما سنترال في رأس جسر مود-مقابل محلات حافظ القاضي .اليوم وكانت سينما الرشيد في منطقة العبخانة ، وسينما الوطني في محلة سيد سلطان علي وسينما العراق في محلة الميدان.
وفي سنة 1928وصلت للعراق الأفلام السينمائية الناطق فودع أصحاب دور السينما الافلام الصامتة وتم استيراد أجهزة الصوت –فكانتسينما سنترال –الرافدين- السابقة وأخذت تستورد وتعرض الأفلام الناطقة ابتدأ من مساءيوم الاثنين 20/4/1931
ودخل العراق الفيلم المصري الغنائي وقد عرض في سينما الوطني وسينما رويال وسينما ليالي الصفا في منطقة الميدان وودعت الفيلم السينمائي الصامت نهائياً وشيدت سينما الزوراء في محلة المربعة ،وسينما الحمراء –عصام شريف إخوان –وسينما الرشيد في محلة العبخانة وتم عرض فيلم ((أولاد الذوات )) في سينما الوطني وهو من بطولة يوسف وهبي وأمينة رزق ودولت ابيض وغيرهم سنة 1932 وعرضت سينما رويال فيلم (سلمى) وسينما سنترال أفلاما غنائية –عربية وهندية .
وفي يوم 6/12/1934 عرضت سينما الوطني فيلم الوردة البيضاء من بطولة المطرب محمد عبد الوهاب وسميرة خلوصي ،
بينما عرضت سينما الزوراء فيلم (( أنشودة الفؤاد)) من بطولة المطربة نادرة والملحن زكريا أحمد حيث يدور أحداث الفيلم العراق! وقد وضع أصحاب السينما لافته في باب السينما خطت عليها جملة ))في هذاالفيلم تنشد المطربة نادرةاغنية (( يقولون ليلى في العراق مريضة)) اذ سرعان ماتهافت سكان بغداد والمحافظات لمشاهدة الفيلم وهو مأخوذ عن قصة الكاتب المصري د. زكي مبارك كتبها عندما كان في العراق هو والاستاذ ساطع الحصري وأخوة لهم ليؤسسوا نظاماً تعليمياً في العراق بداية تأسيس الدولة العراقية عندما دخل العراق عصبة الأمم المتحدة في 3/10/1932 حيث نزل في هذا اليوم العلم البريطاني ورفع العلم العراقي ذو الألوان الزاهية وصدح في سوح المدارس النشيد الوطني العراقي أول مرة . وابتدأت الافلام الغنائية والكوميدية تغزو دور السينما التي تدر الارباح على اصحابها الربح أكثر من تجارة الشلب والتمور ! ومن بين أفلام الموجة الناطقة هذه كانت افلام محمد عبد الوهاب الوردة البيضاء ودموع الحب، يحيا الحب ممنوع الحب، يوم سعيد ولست ملاكاً الخ ..
وسحر الناس بصوت (أم كلثوم) وهي تشدو في أفلام :وداد –نشيد الأمل دنانير عائدة وجدير بالذكر ان الناس عندما شاهدوا فيلم دنانير وهو فيلم تاريخي تدور احداثه في العراق في عصر هارون الرشيد وأكثر أغانيه عن بغداد: بغداد يا دار السلام الخ فقد اشتد عليه الزحام من سكان بغداد والمحافظات وسجل عرضه في دور العرض شهورا واستمرت أفلام أم كلثوم تلاقي النجاح في العراق وعمت المحافظات ظاهرة انشاء دور للسينما.
وفي عام 1945 جازفت عائلة سوداني وأنشأت ستوديو بغداد للانتاج السينمائي فكان باكورة انتاجها الفيلم العراقي الخالد ((علية وعصام )) عن قصة الكاتب العراقي أنور شاؤل وقد جسد البطولة فيه كل من ابراهيم جلال وسليمة مراد وعزيمة توفيق واعتدال يوسف واحلام ابراهيم والفنان عبدالله العزاوي واخرين وقام بهندسة الصوت عبد الخالق السامرائي وجمع هذا الفيلم نخبة من أصحاب المواهب الفنية ومعذرة للذين لم تحضرني أسمائهم .
وفي عام 1946 تم انتاج فيلم ( ابن الشرق) لعادل جلال وجاء المخرج احمد بدر خان للعراق عام 1947 واجرى مباحثات فنية مع اصحاب دور العرض وعاد للقاهرة ومعه عدد من اصحاب المواهب الفنية من العراقيين وبعد شهور عاد ومعهم فيلم القاهرة بغداد وهو فيلم تدور احداثه بين القاهرة وبغداد عرض يوم 9/3/1947 في عدد من دور العرض في أن واحد فقد عرض في سينما الحمراء وسينما الارضروملي وسينما النصر ويعتبر هذا الفيلم الوحيد الذي يعرض في ثلاث دور عرض في أن واحد وخطت أسماء نجوم الفيلم بحروف كبيرة في صحافة بغداد مثل فنان العراق الأستاذ حقي الشبلي ومديحه يسري والاستاذ جعفر السعدي والاستاذ فوزي محسن الأمين والأستاذ عبد الله العزاوي ومطرب الريف حضيري أبو عزيز وفي نفس العام 1947 تصاعدت حركة الانتاج السينمائي وظهرت أفلام عراقية عديدة استندت على تمويل بعض رجال السينما مثل حبيب الملاك فكانت أفلام سريعة الانتاج مثل مشروع زواج بصرة ساعة 11 ،ورده وبدر ،ارحموني أدبته الحياة الخ لكن .
هناك أفلام عالية المستوى ظهرت مثل( أبن الشرق) بطولة عادل جلال واخرين وبرز على رأس المخرجين المخرج كاميران شفيق حسني خريج المعهد الامريكي الذي اخرج فيلم (سعدي أفندي) الذي جسد البطولة فيه كل من الفنان المسرحي يوسف العاني وسيدة الشاشة المرحومة زينب واخرين وتبع ذلك الانتاج الواقعي فيلم من المسؤول قصة ادمون صبري وبطولة الفنان سامي عبدالحميد والسيدة ناهدة الرماح وفخري الزبيدي وعرض في سينما الحمراء يوم 7/5/1919 واتسعت دائرة الافلام العراقية انتاجا فنيا مخلصا وتضحية مادية لكن جميع هذه الافلام العراقية التي عشقها ابناء الشعب العراقي وشجعوها حبيسة في العراق حيث أحكمت ابواب الاقطار العربية بوجهها ولم تسمح لأي أنتاج سينمائي عراقي ان يعرض في ديارها ! تلك هي حكاية بدايات السينما في العراق.
في عام 1918 ظهر اعلان في الصحف من سينما تلغراف الشرقي يقول:
‘تعرض في السينما الشرقي صور المعارك العظيمة التي وقعت في فرنسا وبلجيكا وتعرض ايضا صورة تري الناظرين وصول اسطول عظيم من المدمرات الاميركية الى انكلترا وهذه الصورة من ابهى الصور التي صورت فيها وقائع الحرب، وهذه الشرائط يبلغ طولها 5000 قدم ويعرض ايضا غيرها من الروايات المضحكة
دور السينما في العشرينيات.
ازداد عدد دور السينما في عشرينات ذلك القرن بعد ان وجد اصحاب الاموال اقبال الجمهور عليها، فانشأوا العديد منها. وحسب مايذكر المؤرخان عباس بغدادي وفخري الزبيدي وغيرهما فان دار السينما ‘العراقي’ كانت في الميدان، و’رويال سينما في محلة بابا الاغا على الشارع الجديد فيما كانت في محلة العمار قرب تكية البدوي، ثم في محلة المربعة، ثم ، وكلها تقريبا تطل على الجادة الجديدة (شارع الرشيد في ما بعد)، لكن سينما رويال كانت افخم هذه الدور من ناحية اناقة الصالة وآثاثها. فيما كانت دار السينما العراقي’ في الميدان لا ترتادها الطبقة المتوسطة في بغداد لانها تقع في الميدان قرب باب المعظم حيث يوجد هناك ‘المنزول’ اي المبغى العام والذي تكثر في محيطة الملاهي والمقاهي الشعبية.
في ذلك الزمن لم تكن السينما ناطقة ولم يكن بالامكان مزج الصوت مع الصورة انما كان التعليق او الصوت على شريط والصورة على شريط. كما كانت الترجمة تظهر على الجدار بجانب الشاشة حسب سياق الفيلم لتعريف الجمهور بما يسمع ويرى، حيث لم يكن بالامكان طباعة الترجمة على شريط الصورة الا بعد سنوات.
الأميرال نيلسون يدمر أسطول الامبراطور
افتتحت السينما العراقي’ عام 1922 في محلة الميدان التي تنوعت فيها وسائل الطرب واللهو والمتعة، وكان فيلم الافتتاح يصور انتصار الاميرال نلسون على اسطول الامبراطور نابليون بونابرت، وظهر خبر في الجرايد انذاك عن يوم الافتتاح يقول:
‘يفتتح قريباً في محلة الميدان سينما جديد، انشئ على احدث طرازتعرض فيه الشرائط الفاخرة من الدرجة الاولى فقط! وسيعرض في يوم الافتتاح شريط يمثل واقعة بحرية تاريخية عظيمة اشتهر فيها الاميرال نلسون بتدمير اسطول الامبراطور نابليون بونابرت وقضى بذلك على آمال هذا الانبراطور العظيم، ان هذا الشريط كلف صنعه75000 الف ليرة انكليزية وقد علمنا ان هذه السينما سعت في ترجمة شرح وقائع الروايات في العربية واضافتها الى الشريط بحيث ان المشاهد يقرأ شرح كل حادثة من حوادث الرواية في الشريط عينه بلغته فيتمكن بذلك من تتبع الحوادث وفهمها بغير عناء، والحق انه لسعي جميل يشكر عليه غاية الشكر
السينما الناطقة
في ثلاثينيات ذاك القرن وصلت السينما الناطقة الى بغداد، لكن الجمهور قبل ذلك كان مقبلا على الافلام الصامتة ومن اشهر ماعرض من افلام في العشرينيات ـ كما يقول بغدادي ـ فيلم خطايا البشر’، وهو من الافلام الصامتة تمثيل الممثل الالماني اميل جاننكس’ وقد استمر عرضه عدة اسابيع والناس مزدحمون على ابواب التي قامت بعرضه . وكذلك فيلم كل شيء هادئ في الجبهة الغربية’ قبل ان يصبح فيلما ناطقا ثم جاءت افلام طرزان وشارلي شابلن التي حظيت بشهرة واسعة. بعد ثلاثينات ذلك القرن ازدادت صالات عرض السينما مثل صالة سينما ‘الرشيد’ و’الزوراء’. ومعظم هذه الدور السينمائية كان يديرها اليهود او يمتلكها شركاء مع ملاكين عراقيين مسلمين ومسيحين، حيث كانت التجارة والحياة العامة المدنية لاتفرق بين العراقيين مثلما.
البث اللاسلكي لتسلية الجمهور
وضع الراديو في دور السينما لتشجيع الجمهور على حضور عروض الافلام القصيرة الصامتة التي كانت تصل الى بغداد وبهذه المناسبة اعلن صاحب السينما الوطني اعلانا مهما عام 1927 يقول:
‘سماع الموسيقى والخطب في السينما الوطني من بعد الوف الاميال، فلقد اتم السينما الوطني نصب الالة اللاسلكية العظيمة الراديو التي استحضرها حديثا لاخذ الاصوات من محطات العالم اللاسلكية، وذلك لتسلية الجمهور وقت مشاهدتهم الصور المتحركة، فيمكنك الآن وانت جالس في السينما المذكورة ان تسمع الانغام الموسيقية والخطب البليغة من اقصى محطات العالم (انقرة واسطنبول وتفليس وموسكو وبرلين وروما وباريس ولندن) وذلك من دون اجور اضافية عدا اجرة السينما المعتادة، فالى السينما الوطني ابتداء من اليوم لتشنف اذنيك بما ترتاح اليه نفسك من اعذب الالحان التي تبثها المحطات اللاسلكية في العالم وبقدر ماتسمح به طبيعة صفاء الجو حينما يقرقر الراديو يصرخ الجمهور شاتماً ‘أعور أعور!
الفقرة الاخيرة من الاعلان التي تقول ‘بقدر ماتسمح به طبيعة الجو تعني ان صاحب السينما يعتذر مقدما للجمهور من . ذلك لان هذه الالة التي يقول عنها انها عجيبة (الراديو) لم تكن تبث بالعربي او تذيع المقامات البغدادية. وكان الجمهور يذهب لمجرد الفضول لمشاهدتها ولمشاهدة الافلام المتحركة الصامتة، فضلا عن ان مايسمع من خطب واحاديث كانت باللغات الاجنبية التي لايفقه معناها. وفي اغلب الاحوال يضحك الجمهور حين تستمر القرقرة’ من الراديو لرداءة الجو، او ينقطع الفيلم لاسباب فنية فيضج جمهور الصالة بالضحك واطلاق التعليقات الدارجة المضحكة والتي لاتخلو من شتائم لمشغل الاشرطة القابع فوق الصالة، وفي الوقت الحالي غالبا ماتسمع عبارة يطلقها الجمهور البغدادي الجالس في الصالة نكاية بعامل السينما الذي يعتقد الجمهور انه سبب انقطاع الفيلم و تلك القرقرة المضحكة.
انفتحت بوجوه النساء!
كان اعلانا مهما ذاك الذ ي ظهر في الصحف عام 1927 الذي يقول: . واعتبر هذا الاعلان من قبل الجمهور النسائي البغدادي بمثابة نافذة انفتحت بوجوه النساء، بعد ان كان محرما عليهن الذهاب للسينما. كما ان الاختلاط لم يكن مباحا كما هو عليه الآن في دور السينما وصالات المسارح او الاماكن العامة، ماعدى اماكن تخص علية القوم من المسؤولين البريطانيين والعراقيين حيث كانت هذه الطبقة الخاصة تقيم احتفالاتها في نواديها وقصورها وفللها الخاصة ولا يوجد بينها مايمنع الاختلاط بين الجنسين. لقد شهدت السنوات العشر بين عامي 1920 و1930 تطورا اجتماعيا لمصلحة المرأة فالنظام الملكي العلماني شجع تعليم المرأة وتجاوز الضغوط التي كان يمارسها التيار الديني الاسلامي المتشدد آنذاك والذي كان يحرم المرأة حتى من حقها في التعليم
في مقهى الحاج كاظم أبو حساني
اسماعيل افندي يرمي الجريدة نحو الملا صقر الجالس قبالته على تخت المقهى قائلا له، فيما الاخرين ينظرون لهما بفضول:
اسماعيل افندي ب’ارتياح’ احسن شي سوته السينما الوطني هذا الاعلان. هذا الاعلان راح يزعج بعض الناس يغمز الملا صقر’ اللي لغاية الآن يعتبرون المرأة بهيمة، الحمد لله انفتحت بوجوه النساء. اكيد ورا هذي العملية الشاعر الزهاوي اللي يؤيد السفور ويذم الحجاب، هاك اقرأ ياملا صقر، اريد احرق قلبك اليوم، اقرأ هذا الاعلان!
الجميع يضحكون ويتنادسون، وهم يراقبون المعركة الكلامية والملا صقر يطالع الاعلان فيما علامات الامتعاض بادية على وجهه وهو يقول بعد ان يرمي الجريدة على اسماعيل افندي.
ملا صقر: وانت يابه عليش فرحان يا اسماعيل افندي؟ على صخام الوجه؟ بعدين منو اللي من نسواننا تقدر تروح اتشوف السينما غير نسوان الافندية الكفرة ونسوان الانكليز ونسوان النصارى واليهود؟ المسلمة لعلمك ماتروح للسينما لان تعرف هذا المكان كفر والحاد وقطعة من جهنم. فما معقولة تسمح لنفسها تروح برجليها الى جهنم.
اسماعيل افندي (ساخرا): يعني انت كل شي عندك جهنم؟ انت قريت الاعلان زين؟ ديقول لك الاعلان مكان مخصص للنساء، يعني النساء يجلسن على جهة والرجال يجلسون على جهة. يعني ماكو شيطان ثالثهما!! افتهمت ياملا صقر؟ لو ماتريد تفهم؟ .
ملا صقر: افتهمت.. بس ما اريد أايدك بافكارك البلشفية الشيوعية الملحدة، انتم جماعة الزهاوي الاشتراكيين اللي تدعون للسفور وحرية المرأة انتظروا شراح يصيربيكم، انتظروا..
اسماعيل افندي (متحديا) شراح يصير!! الله وكيلك اللي راح ايصير هو الخلاص من خرافاتكم وزمنكم اللي جعل الناس عايشين بالسحر والجن والخرافة والامية، العلم راح يكنسكم.انتظروا رياح العلم ايها الخرافيون.
ملا صقر: لعلمك يا اسماعيل افندي، احنا باقيين مابقي الدين والاسلام، وذولة جماعتك الانكليز صيرهم حطب جهنم؟
ابو حساني يتدخل ياجماعة احنا دنتكلم عن السينما، لويش دخلتونا بالسياسة، والله ملينا من الكلام بالسياسة. اسماعيل افندي يرحم والديك اقلب ورقة وخلونا نحجي عن الغلاء اللي هجم علينا فرد هجمة.
اسماعيل افندي: حجي اذا عفنا الكلام عن السينما وتكلمنا عن الغلاء وارتفاع الاسعار هم راح انخش بالسياسة ! موهي صايرة مثل زبون ملا صقر وعباته شي داخل بشي، ماتعرف زبونه من عباته!!. (الجميع يضحكون)
الليلة عندنا تبديل!
يتحدث مؤرخو تلك الفترة ومنهم عباس بغدادي عن حياة السينما في بغداد في مطلع العشرينات وعن اشهر مروجي افلام السينما للجمهور انذاك وهو(عباس حلاوي) الذي كان يعمل مروج دعاية لسنترال سينما في الشارع الجديد شارع الرشيد)، كان الجمهور البغدادي يعرفه من عبارته الشهيرة الليلة عندنا تبديل اي سنعرض فيلما جديدا. كان يردد هذه العبارة على مسامع الناس ان كان راكبا عربة الربل ووراءه الاطفال يرددون عباراته او كان سائحا بين المقاهي يروج للافلام التي يعرضها سنترال سينما او واقفا على باب السينما هو وصاحبه (حسقيل أبو البالطوات) وكلاهما يحثان جمهور المارة على ارتياد السينما لمشاهدة احدث الافلام.
الكاتب:الكاتب بغدادي
3556 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع