آثار الدمار الذي خلفه التفجير الانتحاري الذي استهدف مقهى شعبية في منطقة الكرادة داخل وسط بغداد يوم الاثنين 21 نيسان 2014
المدى برس/ بغداد:"نحن جثث تمشي على الأرض" هكذا كتب أحد الصحافيين على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، بعد تفجير مقهى أرخيتة، بمنطقة الكرادة، وسط بغداد، الذي يرتاده فنانون واعلاميون، في وقت شيع العشرات من أهالي مدينة الكرادة الضحايا، طالبوا بتوفير الحماية لمنطقتهم التي تعرضت لاكثر من استهدف، وسط مظاهر غضب سادت أجواء التشييع.
في ذلك المقهى أرخيته أو مقهى "ابو زهراء" كما يسميها البعض او "الفنانين" لم تدر يوما أحاديث السياسية او الدين ومذاهبه، فمعظم رواده منشغلون بالحركة الفنية التي يحاولون النهوض بها، لا أن تنهض بهم مقاعدهم الحديدية من مكانها لتلقي ببعضهم جثثا لا تعرف ملامحها.
وكثيرا ما امتزجت ضحكات مختلفة، مع دموع أغاني كريم منصور حين يقول "تعبنا والعمر عدا، صحنا يا عمر هدي ولا هدى"، لم تكن جميعها ضحكات فرح، كثيرا ما كانت ضحكة تخفي آلما مما يدور حول صاحبها ووطنه المستباح.
يقول ابو علي احد الناجين من التفجير وهو من سكنه المنطقة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التفجير وقع بعد الساعة التاسعة والنص مساء وهو وقت الذروة حيث يجلس الفنانون والكتاب والرياضيون مع أهالي المنطقة"، مبينا أن "المقهى لا يجلس فيه سياسي ولا يدور فيها حديث عنهم فلماذا يفجرون متنفسنا الوحيد".
ويضيف ابو علي أن "ما يجري اليوم هو فعلا حرب شوارع والمستهدف هو الشارع بمن فيه من مواطنين لا ناقة لهم ولا جمل في ما جرى ويجري"، متسائلا "لماذا الإرهابيون لماذا لا يستهدفون السياسيين ويكتفون بالمواطنين".
هناك في الكرادة وبالقرب من مقهى أرخيتة، ارتدى كثيرون السواد حزنا على ما جرى، بعضهم أوقد الشموع وهو يدعو الله ان يرحم الضحايا بعد ان ظلمهم الإنسان.
الصحافي مروان عاصي يروي لـ(المدى برس)، أنه "قبل أسبوع كان جالسا في مقهى ابو زهراء وانتابني الخوف من كثرة الجالسين في المقهى خوفا ان يأتي من يقتلنا".
ويؤكد عاصي "حملت الاستكان (قدح الشاي) وجلست بعيدا في الجهة المقابلة والتقطت صورة له مبللا بالمطر قبل أن يبلل بدمي".
اما المصور الصحفي أحمد العطار فكان بعيدا عن التفجير، إذ كان يجلس حينها بالقرب من شارع أبي نؤاس ليقضي استراحته قبل العودة مجددا للعمل، لكن بعض شظايا التفجير وقعت بالقرب منه.
ويقول العطار في حديث إلى (المدى برس)، إن "شظيتين وقعتا بالقرب مني حين كنت جالسا بجوار إحدى أشجار لأقضي استراحتي قبل العودة للعمل مرة ثانية"، مضيفا أن "الخوف سيطر علي وبقيت الوذ بجذع الشجرة بعد سماع دوي الانفجار وإطلاق النار العشوائي".
ويؤكد العطار "كلنا لديه اليوم شهادة وفاة بتأريخ مؤجل لحين ما يقرر الإرهابيون قتلنا".
فيما شيع العشرات من أهالي مدينة الكرادة الضحايا، مطالبين بتوفير الحماية لمنطقتهم التي تعرضت لاكثر من استهداف وسط مظاهر غضب سادت أجواء التشييع.
وكان مصدر في وزارة الداخلية أفاد، اليوم الثلاثاء، (22نيسان2014)، ، بأن حصيلة التفجير الانتحاري بدراجة نارية الذي استهدف مقهى شعبي في منطقة الكرادة داخل، وسط بغداد، ارتفعت الى 24 قتيلا وجريحا.
يذكر أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد، تشهد توترا منذ منتصف العام الماضي 2013، إذ أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يـــونــامي)، في الأول من كانون الثاني 2014 الماضي، أن سنة 2013 المنصرمة، كانت "الأكثر دموية" في البلاد منذ 2008، مبينة أن 7818 شخصاً قتلوا و17981 جرحوا خلالها، في حين اعتبر رئيسها، نيكولاي ملادينوف، أن هذه الأرقام "مفزعة وتبعث على الحزن"، وأن العنف "العشوائي في العراق بات غير مقبول".
1190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع