يؤكد حسن علوي أنه متحالف سياسيًا مع التيار الصدري، ولا ينتمي إليه، مؤكدًا أن هذا التيار صُنع في العراق، وهو الوحيد القادر على التصدي لحزب نوري المالكي، الذي يريد إفناء العراق.
عبد الجبار العتابي من بغداد: أكد المفكر العراقي، النائب المستقل، حسن العلوي، أنه يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة مع التيار الصدري، لإحساسه بأن هذا التيار هو القوة الوحيدة القادرة على تغيير الواقع العراقي.
وشدد على أنه لم ينتم إلى التيار، وإنما تحالف معه انتخابيًا، لا سياسيًا. وأعرب العلوي في مقابلة مع "إيلاف" عن ثقته بأن التيار الصدري سيحقق الغلبة على حزب الدعوة الإسلامية، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، واصفًا الحزب بأنه "حزب الفناء الذي سيفني العراقي".
وفي ما يأتي نص الحوار:
لماذا اخترت التيار الصدري للدخول معه في الانتخابات؟
لأنه القوة الشيعية الوحيدة التي تتمكن من أن توازن حزب (الفناء) العراقي، أي حزب الدعوة، الذي لو استمر في الحكم، ولولاية ثالثة، فإنه سيفني العراق ويدمّره. فيزداد خراب العراق، وتزداد الطائفية في العراق، وتكثر المشاكل في العراق، وإلا.. كيف يمكن لشرذمة صغيرة أن تسيطر على مجرى نهر الفرات، ولا تستطيع الدولة، التي عندها مليون جندي ومدافع بعيدة المدى وطائرات، أن تتصدى لهذه الشرذمة، التي تريد إغراق بغداد، لماذا لا تقدر على هؤلاء الذين يهددون الحياة البشرية؟
هل تعتقد أن التيار قادر على التوازن والتصدي لحزب الدعوة؟
حزب الدعوة فقد السيطرة على أعصابه. فهو لا ينتمي إلى فكر مؤسسه ولا إلى المذهب، وإن كان شيعيًا، ويستعد لمعركة مع التيار الصدري. لكن التيار الصدري سيتصدى له بطريقة دستورية، وسيحقق الغلبة، فهو القادر على تغيير الواقع، لأن السنة لا يستطيعون تغيير الوضع، ولو حصلوا على 200 مقعد في البرلمان.
أنا علوي أنا سيد
لماذا وضعت كلمة (السيد) على ملصقات دعاياتك الانتخابية؟
لم أضعها أنا، بل وضعتها الماكنة الانتخابية للتيار الصدري. فهم يعتبرون كل علوي سيدًا. وبما أنني علوي، فأنا بنظرهم سيد، وأستحق هذه التسمية. وزوجتي منذ 16 عامًا تسمّيني (سيدًا)، ولا تناديني بحسن ولا بأبي فلان. هذه تقاليد اجتماعية صرفة. أنا علوي... يعني أنا سيد.
ما الذي حفَّزك على الانضمام إلى التيار الصدري؟
انفتاحه على الآخر، ولأنه الوحيد الذي ولد في العراق. فحزب الدعوة تأسس في سوريا، والمجلس الأعلى شكله في إيران الإمام الخميني، وحزب إياد علاوي أسسته المخابرات الأميركية. التيار الصدري هو الحركة الوحيدة التي خرجت من رحم الأرض العراقية. فهو حزب الأرض، حزب التراب، مع مقتدى الصدر الشاب العربي الذي يوقف الفتنة الطائفية.
والتيار الصدري تيار الشيعة، الذين أساءت إليهم السلطة الحالية، التي قدمت نموذجًا سيئًا. السلطة التي لم تقدم أي شيء إليهم، فلم تبن مدرسة، ولا وفرت ماءً نقيًا، وهي التي دمّرت المدن الشيعية، مثل البصرة والحلة، التي تستباح كل يوم، هذه الدولة التي هربت من (أبو غريب) وتركت السجن المركزي، الحكومة التي لم تبن مستشفى، ولم تعط الناس كهرباء، ولديها 150 مليار دولار، الحكومة التي لم تقم علاقة طيبة مع الجوار، الحكومة التي لم تعر لكلمة (عرب) اهتمامًا، ووضعت العراق خارج الإطار العربي.
توزيع أدوار
هل ترى أن الصدري سيحقق الأفضلية رغم انقساماته في هذه الانتخابات؟
هذا توزيع أدوار، وليس انقسامًا، ولأن القانون الجديد يعطي للكتل المتوسطة قوة، والكبيرة لا تحصل على شيء، فقد جرى أن تتوزع الكتلة الواحدة إلى قوائم، فأي مرشح يمكنه أن يحصل على 15 ألف صوت. القانون فرض أن تنقسم الكتل إلى قوائم متعددة، ومعظم الكتل صارت وفق هذا الشكل.
ماذا يعني تحولك المفاجئ من التيار العلماني إلى التيار الصدري الديني؟
لم أزل على موقفي العروبي، ولم أذهب إلى حزب آخر. جميع الأحزاب التي تشكلت في المنفى منذ 35 عامًا قدمت إليّ الزعامة ورفضت. والصديق سعد صالح جبر، الذي داره ملاصق لداري، شكل حزبًا، ولم أنتمِ إليه. أنا لم أنتم إلى أي حزب منذ العام 1979، ومشروعي القومي ما زلت محافظًا عليه، وهو الذي يحافظ على عروبة العراق.
هنا، في القوائم تحالفات، وأنا دخلت متحالفًا مع التيار الصدري، ولست منتميًا إليه. فهناك ضمن قوائم التحالف الكردستاني تحالف عربي، وضمن التحالف الشيعي تحالف سني، وضمن التحالف السني تحالفات من عرب وأكراد. وهكذا أنا لم أنتمِ إلى التيار الصدري، بقدر ما كانت هناك تحالفات معه، أي إن الأحزاب تتحالف في ما بينها، كما يحدث في لبنان، فهناك تحالف شيعي وماروني، وسني ومسيحي، وهكذا هي جميع القوائم، فكل كتلة فيها مجموعة مكونات، دولة القانون مثلًا فيها 20 جهة، لكنها ليست تحالفات حزبية، بل انتخابية.
1162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع