الجميع يعد بالتغيير... لكنّ العراقيين لا يصدقون الشعارات

  

أكد مواطنون عراقيون استغرابهم من الشعارات التي يرددها المرشحون لانتخابات مجلس النواب التي تؤكد على (التغيير)، مشيرين الى أن الحزب الحاكم نفسه يرفع هذا الشعار، فيما يشير البعض إلى أن ما يعنيه الآخرون بالتغيير يشمل فقط رئيس الوزراء.

عبد الجبار العتابي من بغداد: اللافت للانتباه أن كل القوائم الانتخابية والكتل السياسية العراقية، تنادي في شعاراتها بـ(التغيير)، ولكن أي أحد منهم لم يوضح بشكل صريح ما يقصد بالتغيير.


ومن يتأمل لافتات المرشحين سيجد كلمة (التغيير) بأشكال مختلفة من الجمل المفيدة وغير المفيدة.

وفي كل تصريحاتهم الصحفية وحواراتهم، لابد لهذه الكلمة أن تقفز بشيء من التحدي والعزم، والتغيير الذي لم يوضح أحد صوره أو معناه يدعو اليه الجميع ابتداء من المرجعيات الدينية (من أجل التغيير نحو الأفضل ورسم مستقبل جديد للعراق وأجياله) الى حزب الدعوة الحاكم الذي يرأس قائمة (دولة القانون) الى جميع المشاركين في العلية السياسية على مدى 11 عامًا.

ويعتقد المواطنون أن المرشحين يسخرون منهم، مشيرين بقولهم اذا كان كل هؤلاء يطالبون بالتغيير فهل الذي كان يحكم البلاد جاء من كوكب آخر؟

تغيير جذري... لكن كيف؟

يؤكد أزهر أكرم، وهو طالب جامعي، أنه لم يعد يصدق احدًا من اصحاب الشعارات.

وقال: "لا اعرف أي تغيير يريدون وهم انفسهم لم يتغيروا، ومنذ سنوات وانا اسمع من يتحدث عن التغيير ولا ادري عن أي تغيير يتحدثون، كلهم يقولون انهم عازمون على التغيير في البلد، نحن يفرحنا ما نسمع ونريد بناء مؤسسات لأن هذه المؤسسات بنيت على اساس خاطئ، نريد تغييرًا جذرياً، ولكن كيف والافكار نفسها والوجوه نفسها والاحزاب نفسها، وهؤلاء هم انفسهم لم يتغيّروا، فكيف لهم أن يغيّروا؟ انا لم اعد اصدق احدًا من اصحاب شعارات التغيير لأنها للاستهلاك الانتخابي فقط".

مجرد شعارات

واشار بهاء المياحي وهو استاذ جامعي، الى ضرورة التغيير لكنه تساءل من يستطيع ذلك، والجميع يعتمد المحاصصة؟

وقال: أغلب المرشحين يرفعون شعارات للتغيير، في هذه الدورة والدورة السابقة، ولكنهم عندما يجدون انفسهم على الكراسي سرعان ما يتناسون تلك الشعارات الرنانة التي استخدموها لكسب الاصوات، وانا استغرب أن ينخدع الشعب العراقي مرة أخرى بهذه الشعارات لأن الجميع متفق على المحاصصة التي هي ضد التغيير، قد تتغيّر بعض الوجوه ولكن المناهج والبرامج نفسها".

واضاف: "يقال إن التغيير يأتي من المواطن، وانا لا اعتقد هذا لأن الطائفية والعشائرية ما زالت هي السائدة، فضلاً عن أن هناك من باع بطاقة الانتخابات وهناك من يجامل هذا وذاك لأسباب مختلفة كالصداقة والقرابة والزمالة والجيرة".

أي تغيير يقصدون ؟

من جانبه، سخر مهدي الحسناوي، كاتب، ممن يرفعون شعارات التغيير خاصة أن من يرفعونه شركاء في الخراب، على حد تعبيره.

وقال: "خيار التغيير لايمكن له أن يتحقق في انتخابات ديمقراطية صورية تمارسها فئات كثيرة من الشعب تحت إرهاب الجهل والرعب الطائفي، فلا تغيير دون تغيير نظام الانتخابات، على اساس المراكز الانتخابيه المناطقية والخروج من القائمة المفتوحة وشبة المفتوحة والكتلة الاكبر في البرلمان لتشكيل الحكومة".
 
واضاف: "الكثيرون من القوائم التي تحكم البلاد يستخدمون مفردة التغيير في دعايتهم الانتخابية ، لكن التساؤل الذي يطرحه ابسط مواطن: من كان يدير البلاد خلال الفترة السابقة. هل كانت جهات من كواكب أخرى لا نعرفها؟ ثم أي تغيير سيكون على يد من قادنا الى الاحتراب والاحتقان السياسي والأزمات تلو الاخرى؟

تغيير المالكي فقط

الصحافي احمد كاظم، اشار الى أن التغيير يجب ان يكون شاملاً.

وقال: "فعلا إن ما اذهلني هو رفع الجميع لشعار واحد هو التغيير، يا ترى ماهو التغيير بنظر هؤلاء؟ وما شكله؟ هل نغيّر الوجوه بأخرى ومن كوكب آخر أم ماذا؟ وانا اعرف أن معنى التغيير هو أن تقوم الكتل بتغيير ايدلوجياتها وسلوكياتها شكلاً ومضمونًا بدءًا من نظام الحكم وانتهاء ببعض فقرات الدستور التي يجب أن تتناسب مع الوضع الحالي الذي تمر به البلاد".

واضاف: "ولانه من غير المعقول أن نفهم التغيير بمفهوم واحد وبشخص واحد لأن الكل مشترك في هذه المسرحية التي اسمها العملية السياسية التوافقية، فمن الصعب احداث تغيير لأن جميع من ينادون به مشاركون في العملية السياسية، وما يقصدون بالتغيير في حقيقة الامر هو تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي فقط ، ولا يريدون غير هذا".

التغيير بالأنفس أولاً

المرشحة أسراء علي ابراهيم الشمري قالت: "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لنبدأ بالتغيير من أنفسنا، بالتغيير الايجابي نحو الافضل وفي جميع محافل الحياة حتى وإن كان هذا التغيير يتعارض مع بعض الرغبات التي تعودت النفس عليها، انا عن نفسي بدأت بالتغيير وقررت أن اتصدى للعمل السياسي الذي يراه البعض من منظور مادي، حيث يعتقدون أن السياسي عندما يصل الى السلطة سيتنعم بالمال والجاه والبعض الآخر يرى أن في العمل السياسي فسادًا وقتلاً وفضائح واستخفافاً بالناس، وهناك ايضًا من يرى أن العمل السياسي يعني الكذب والخداع والنفاق بحيث وصل وصف السياسي بأنه كاذب ومنافق".

أضافت: "الجميع يتسابق الى الطبع والتعليق واللصق والنشر وغيرها من أمور دعائية، أما أنا فقررت أن لا افعل هذا وهنا التغيير بعينه، قررت ان اصل الى عقول وقلوب الناس من خلال التواصل الفعلي معهم واعادة الثقة بالنفس العراقية التي طالما ما فقدها العراقي، اننا عراقيون ونرى كم كره الناس هذه المظاهر التي شوهت صورة البلد، ونرى انتقادات الناس وتساؤلاتهم عن مصدر هذه الاموال الطائلة التي تصرف بحيث وصلت الاحصائيات الى ارقام مهولة".

تغيير الخارطة السياسية

من جانبه، قال المرشح عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، عبد الحسين ريسان الحسيني إن الشعب يتطلع إلى خوض ثورة للتغيير من خلال الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن أصوات الشعب هي التي تنهي الأزمة السياسية.

واضاف: "الكتل عاجزة عن حل الأزمة السياسية بسبب عدم تنازلها عمّا تعتقد بأنه استحقاقها، إن خيارًا واحدًا فقط امام البلد، وهو الاصلاح، وأن يلتفت الشعب لواقع العملية السياسية، ويبدأ بثورة التغيير خلال الانتخابات، فالتغيير يجب أن يشمل الخارطة السياسية وتوازناتها بشكل كامل، على اعتبار أن تغيير الأشخاص لا يغيّر من الحال شيئًا".

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع