جمعية النساء الكلدانية الأمريكية الخيرية: 53 عاما من العمل الأنسـاني للجالية العراقية بديترويت
من كان يتصور بأننا سنجلس يوما ونستذكر تلك البداية التي مضى عليها الآن 53 عاما، بين سيدات رحلن وأخريات مازلن مستمرات، ودماء جديدة تغذي نشاطاتنا بأستمرار.
سعيدة انا بتـاريخ جمعيتنا، وسعيدة اكثر بما تقدمه من خدمات للناس المحتاجة، هذا ما تقوله السيدة "جين شلال" رئيسة الدورة الحالية ل (جمعية النساء الكلدانية الأمريكية الخيرية) التي تنشط في مدينة ديترويت وضواحيها، ولعلني اتذكر عبرة جميلة سـمعتها مرة، ومازال صداها يرن في اذني حتى اليوم:" ان العطر الزكي يبقى عالقا دوما في اليد التي تمنح الزهور للآخرين".
البداية
في مسيرة كبيرة كهذه التي قطعتها جمعيتكم، سألت السيدة جين شلال، سيكون جيدا لو تحدثتي عن البدايات، فقالت:
كان ذلك في العام 1961 حينما اجتمعت 10 سيدات كلدانيات في بيسمنت (قبو) احد البيوت وقررن البدء بعمل خيري يهدف الى مساعدة العوائل الكلدانية (لم يكن غيرهم آنذاك) القادمين للعيش في الولايات المتحدة، وبالذات في مدينة ديترويت، والأخذ بيدهم وتقديم المشورة والمعونة لهم حتى يتدبرون امورهم ويعتمدون على جهودهم. هذه كانت الفكرة الأساسية، وبالحقيقة ، فقد كنّ هؤلاء السيدات متأثرات كثيرا بروح العمل الطوعي والمساعدة المنتشرة في هذه البلاد وخاصة مؤسسة (سانت فينسنت دي بول)، ناهيك عن عدم وجود اية مؤسسة عراقية او كلدانية آنذاك تقوم بتقديم المساعدة للوافدين الجدد، مع وجود بعض الجمعيات الأمريكية، الا ان حاجز اللغة كان يحول دون انجاح المهمة، فبادرت تلك السيدات بأقتحام هذا الميدان، وذاع صيتهن بين الجالية ، وها انت ترى، فنحن لليوم نسير في ذات الدرب وعلى نفس الخطى التي سبقتنا اليها اقدام الرعيل الأول من سيداتنا.
نوع الخدمات
لأن مفهوم المساعدات، وخاصة للوافدين الجدد، واسع وكبير، اردت ان اعرف ، بشكل ادق نوع الخدمات المقدمة، فقالت السيدة جين شلال:
في السنين الأولى، كنا نقدم بعض المساعدات العينية، اذ يتصل بنا بعض ابناء الجالية ممن يمتلكون بعض الحاجات المنزلية الزائدة عن حاجتهم، فننظم العملية ونقوم بنقلها للوافدين الجدد، كأن تكون ثلاجة او غسالة او غرفة نوم او آثاث وحتى بعض اللوازم من الصحون او ادوات الطبخ ناهيك عن الملابس، هذا اضافة لخدمات الترجمة، والذهاب معهم للمراجعات الحكومية بغية انجاز معاملاتهم، وهذه الأشياء مازلنا نقوم بها لليوم، ويمكنني ان اعلن بكل فخر وأعتزاز بأن جمعيتنا الخيرية تملك الآن مخزنها ومكاتبها الخاصة عبر بناية كبيرة وواسعة ومستقلة تقع على العنوان:
CALC
Chaldean American Ladies of Charity
2033 Austin Drive
Troy, MI 48083
248-528-0130
وهذا ساهم وسيساهم بتطوير وتسهيل مهمتنا كثيرا مع المتبرعين او مع المتلقين. ودعني الآن (والكلام للسيدة جين شلال) اشرح اكثر طالما فتحنا الحديث حول بنايتنا الجديدة، فهذا المكان سيتيح لنا استقبال تبرعات المواطنين من المواد والملابس وحتى الأغذية طوال السنة، وتوفيرها للمحتاجين ايضا، وسيسهل لنا عملنا المكتبي في ان تكون كل مكاتبنا في بناية واحدة، ناهيك عن الخدمات الجديدة التي استحدثناها والتي تتطلب مكاتب جديدة ايضا.
جزء من قسم المواد الغذائية
سباقون في خدمة الجالية
ربما سيكون من الأسهل على القارئ الكريم لو تفضلتي بشرح جوانب نشاطكم، فاجابت السيدة جين شلال بالقول:
نعم، انا اوافقك الرأي بذلك، فقد كان شائعا على جمعيتنا انها تقدم الملابس والأثاث للمحتاجين، وهذا شرف كبير، لكن مع مرور الوقت وأزدياد حجم الجالية وحاجاتها، ازدادت مهماتنا ومسؤلياتنا ايضا وسأوجزها حسب السنين وربما ستتطور بعد 5 او 10 سنوات ايضا:
1961: وهو عام انطلاق جمعيتنا، وضعنا امامنا تحقيق هذه المهام، العمل على مساعدة العوائل المهاجرة الجديدة بالمواد العينية، خدمات مجانية في النقل والترجمة، تقديم مساعدات مالية (محدودة) للمحتاجين، المشاركة في برامج مدينة ديترويت والبلديات والخاص ب(الأثنيات) المختلفة في المدينة، بغية فهمها اكثر وتقريبها من بعضها ايضا، برامج لمساعدة كبار السن، ابتكار نظام التطوع للعمل الخيري بين الجالية العراقية.
1990: البدء ببرنامج تقديم المنح الدراسية للمتفوقين من ابناء وبنات الجالية، وخاصة اللاجئين او المحتاجين.
2002:استحداث برنامج تقديم النصائح للمتزوجين الجدد، وبرنامج لمساعدة الأمهات الجديدات (الأمهات حديثات العهد بالأمومة والولادة الخ)، وبرنامج آخر يعني بالمساعدة للتخلص من حالات الأدمان على المخدرات.
2007: استحداث خدمة مساعدة الوافدين في البحث عن فرصة عمل، وتهيئة الأستمارات المتعلقة او المساعدة في كتابتها ايضا، والأتصال بأصحاب المصالح من ابناء الجاليىة لتسهيل التعيين.
2008:استحداث آليات للتواصل مع من قدموا بصفة لاجئين وتقديم الخدمات لهم، استحداث خدمة تقديم المساعدات في مجال الصحة وذلك بالتنسيق مع اطبائنا من ابناء الجالية وتوفير الفحوصات المطلوبة دون اية تكاليف او الذهاب الى مراكز تجمع المسنين والكبار وتقديم الفحوصات المجانية لهم،كذلك التنسيق مع الصيدليات التي يملكها ابناء الجالية لتقديم الأدوية مجانا او بكلف زهيدة جدا.
2010: في هذا العام بدئنا برنامجا لمساعدة العوائل للحصول على الضمان الصحي للعوائل او للأطفال والأمهات على اقل تقدير من الجهات الحكومية في الولاية.
2012: بدءنا ببرنامج تقديم المساعدات الغذائية للعوائل المحتاجة، بعد ان كنا في السابق نتعامل مع المواد غير القابلة للتلف، لكن الحاجة دفعتنا (مع وجود الكثير من المتبرعين ذوي القلوب الطيبة) لأستحداث هذه الخدمة اذ نقوم بتخزين وتوزيع الأغذية التي لا تحتاج للتبريد، كما ونتجه الآن وبالتنسيق مع واحدة من كبريات شركات الصمون ( فوركاتن هارفيست)، وشركة توزيع الخضروات، لتوفير منتوجاتهم للمحتاجين الذين يقصدون مركزنا.
يلاحظ القارئ حجم التوسع الذي طرء على عملنا عبر السنين، وهذه الخدمات هي ليست موسمية ، بل خدمات متواصلة على طول السنة، وهي تتطلب الكثير من الجهد والعمل والتنسيق، ويعود الفضل الكبير في ذلك الى المتطوعات الرائعات، والى دقة وحسن تنظيم عملنا.
بعض البرامج المخصصة للمسنين في دور الرعاية
نشاطات خاصة في المواسم
تقول السيدة جين شلال بأن جمعيتنا، ديناميكية وحيوية وتستمع للملاحظات والمقترحات، ولهذا فهي تتفاعل مع الأوضاع والمستجدات. ويمكن ان اورد بعض الأمثلة على ذلك:
نقيم حفلات خاصة في مناسبات الأعياد مثل الكرسمس ونقدم الهدايا للأطفال والمحتاجين، وعندنا عوائل تقوم بتبني عوائل (لاجئة) لتقديم المساعدات والهدايا بهذه المناسبة. نقيم الحفلات (المجانية) في المناسبات والعطل الرسمية وندعو لها الكثير من العوائل التي لا تمتلك الأمكانيات المادية، عندنا برنامج مرة في كل شهر مخصص للشباب والشابات، يشرف عليه العديد من خريجي الجامعات لشرح آفاق الحياة لهم في هذه البلاد، تنتظم العديد من الشابات في مجموعة اطلقنا عليها (الملائكة – انجيلز) للتعامل مع الشابات القادمات،تنظيم العديد من الألعاب ومنها لعبة (البنكو) في العمارات السكنية للمسنين من ابناء الجالية،
وأحيانا نأخذ معنا بعض (الطبخات – الأكلات) الشعبية التي نهيئها في المنزل لتقديمها لهم،اقامة العديد من المحاضرات في الصحة العامة من قبل اطبائنا، وعلى صعيد محدود نقوم بتقديم المساعدات المالية في دفع استحقاقات الأيجارات لبعض العوائل المعدمة والتي لا تكفيها المعونات الحكومية، او ممن ليس لهم اي معيل. كما نقوم دوريا بحملات لجمع المواد العينية من العوائل، مثل الأثات والملابس ولعب الأطفال وكل ما يمكن ان تستفاد منه العائلة المحتاجة، وذات الشئ يجري مع الشركات التي تتبرع لنا بالأغذية المحفوظة او اي شئ يفيد الآخرين، ولا بد لي هنا من تقديم الشكر والتقدير للأخوة الذين يوفرون لنا مركبات النقل الكبيرة (لوريات) والسواق الذين يقدمون هذه الخدمات دون اية تكاليف ، والى جميع المؤسسات الأعلامية التي تدعمنا عبر الدعاية والأعلان، وألى ابريشيتنا الجليلة وكل الكهنة، الذين لا يبخلون في دعوة المصلين لدعم مشروعنا الأنساني عبر منابر الكنيسة او محاضراتهم الدينية ، فهم حقا ابناء اوفياء لمبادئهم الأنسانية وللجالية الكريمة.
اننا نهدف ايضا من نشاطاتنا ان نحافظ على التقاليد الطيبة للعائلة الكلدانية في المحبة والتعاون وحتى في الحفاظ على اللغة الكلدانية،وهنا سأسوق مثلا جميلا قمنا به، اذ بادرت العديد من نسوتنا الى التعاون في كتابة الوصفات لأكثر الموائد الكلدانية شهرة في مطبخنا الشرقي، وطبعنا الكتاب، وفي يوم الأفتتاح وبيع الكتاب، قامت النسوة بتحضير اطباق من كل الأطعمة الموجودة في الكتاب، وكانت الحصيلة ان بعنا في تلك الليلة (2000) كتاب لحوالي 800 شخص حضروا الحفل، وقد اسمينا الكتاب ( ما بسيما – ما اطيبه)، وخصص ريعه لدعم جمعيتنا، وقد كانت حقا تجربة جميلة
من اين لكم لكل هذه الأموال؟؟
شكرا جزيلا على هذا السؤال قالت السيد جين شلال، والأبتسامة الكبيرة مرسومة على محياها:
ان جمعية النساء الكلدانية الأمريكية الخيرية، جمعية انسانية غير ربحية وهي معفية من الضرائب الحكومية، ومصادر تمويلها متعددة ومنها من اشتراكات العضوات واللائي يبلغن الآن 600 عضوة، ومن واردات الحفلات الخيرية السنوية، ومن تبرعات عامة ابناء الجالية، ومن اناس معينين يقدمون لنا تبرعات كبيرة جدا (وفي اغلب الأحيان) لا يرغبون بالأعلان عن اسمائهم، لأنه عمل خيري لا يريدون الدعاية من ورائه، وأن كل العاملين (باستثناء 5 موظفين) يعملون بلا مقابل، لا بل انهم في كثير من الأحيان يصرفون من جيوبهم اذا اقتضى الأمر انجاح النشاط، اي نشاط، وهذا يعني الآلاف من ساعات العمل من اجل خدمة ابناء جاليتنا العزيزة.
ما الفرق بين اللاجئ والمهاجر؟؟
يبدو ان للزمن دوراته ايضا، فرغم اننا بعيدين كل هذه المسافات عن العراق، الا ان ما حدث وما يحدث فيه صار يلقي بظلاله على جاليتنا، وعلى عملنا ايضا. لقد أصبح معلوما للكل بأن حجم الجالية قد تضاعف مرات ومرات، واسباب الهجرة لهذه البلاد قد تنوعت ايضا. ففي السابق كنا نتعامل مع عوائل مهاجرة، وفي الغالب يكون لها اقارب او معارف في هذه المدينة ويقومون في معظم الأحيان بمد يد المساعدة للوافدين الجدد، اما اليوم فأضافة للمهاجرين اصبحنا نتعامل مع مجموعة كبيرة جدا من اللاجئين، ممن لهم معارف او ليس لهم احد ابدا، وحتى لو كان لهم معارف فأن امكانياتهم محدودة، وقسم كبير خسر كل ما يملك اما نتيجة اعمال العنف في العراق او في السنين التي قضاها في دول الجوار بأنتظار مصيرهم للقدوم لهذه البلاد، مما يستوجب مساعدتنا بغض النظر. ولأننا نتحدث عن اللاجئين، دعني اشير (والكلام مازال للسيدة جين شلال):
برامج الجمعية لذوي الأحتياجات الخاصة
ان بعض من اهم صفات هذا الجيل انه حامل للكثير من الأمراض والعقد النفسية، متألم كثيرا من الثمن الذي دفعه نتيجة سوء الأوضاع، حزين جدا للفرص التي ضاعت منه اثناء بقائه في دول الجوار، وللكثير منهم يعيشون حالة من الأنفصام والذكريات المؤلمة التي تلقي بأنعكاساتها عليهم، فعندنا شباب لا يرغب بالعمل، وآخر بلا امل، وآخر مستاء من طبيعة حياته قياسا بما كانت عليه في العراق من استقرار قبل الحوادث المؤلمة، الا ان هناك مجموعة تعاني آلاما كبيرة، وتكتمها بصمت!
أستوقفتها قليلا وسألتها ان كانت تعّرف ببعض تلك القصص فقالت: التقيت بأحدى السيدات التي فتحت قلبها وسردت لي ما مـّر عليها في العراق قبل هروبها، فذكرت بأنها تعرضت للأختطاف، وحجزت في بيت لمدة شهر مع فتاتين اخرتين، وتعرضت الى شتى انواع المهانات والتعذيب وحتى للأعتداء الجنسي والأغتصاب، وبعد شهر اخلي سبيلهم، فماتت المرأة الأولى والتي كانت دكتورة، وأنتحرت الشابة الثانية والتي كانت تبلغ حوالي 16 عاما، وبقيت انا ، وها انك تريني امامك اعيش آلام تلك التجربة المريرة التي تدمرني يوميا!
من هم نساء جمعيتكم؟؟
ســوف ابوح لك، وللقراء الكرام بالسر، انها ((المرأة)) بكل معانيها، الأم والزوجة والأخت والحبيبة والخطيبة، العالمة والعاملة، الموظفة والفلاحة، الطبيبة والمريضة، الفنانة والأديبة، عاملة المخزن او ربة البيت، التي تهتم بالمنزل والأبناء والزوج، تطبخ وتنظف وتتسوق وتعمل وتسهر على راحة الكل، التي تضحك وتبكي، التي تفيض يدها بالحب والحنان، التي تفرح من القلب لأبسط النجاحات، وتحزن من القلب لأبسط الأخفاقات، تلك هي المرأة، وتلكم هن عضوات جمعيتنا. فمع كل مسؤلياتهن، فقد وجدن الوقت لخدمة الأخرين، للعمل والسهر والتنقل والأتصال وجمع التبرعات والحديث للناس، كلها مجتمعة وربما اكثر تقوم به نسائنا الفاضلات، سيدات متزوجات او آنسات، من كبار السن ومتوسطاته او من الشابات، من الخريجات وحاملات الشهادات العليا او من العاملات او ربات المنزل، من الأغنياء ومن غيرهن، كلهن نذرن وقتهن لهذا العمل الأنساني . فهل يكفي ذلك ام ترغب بالمزيد؟
كيف تقيمكم الجالية، والمجتمع؟؟
في عمل امتد لكل هذه السنين، وتفرع كثيرا، كان لابد ان نعرف موقع جمعيتكم في الجالية، وبين الجمعيات والمنظمات الأخرى، قالت السيدة جين شلال: نعم، في عمل كهذا صادفتنا قليلا من الأخفاقات، وكثيرا من النجاحات، وقد صقلت تجربتنا السنين، وكلام المهتمين ايضا، الا اني اطمأن القارئ الكريم وأقول له، ان 53 عاما من الخدمة العامة التي مصدر تمويلها هم ابناء جايتنا الكريمة، وتوسعنا بهذا الشكل كفيل بأن يمنحنا تلك الراحة النفسية والأعتقاد بأن عملنا ونشاطنا وتعبنا هو محط احترام وتقدير من الجالية، ومن الذين تصلهم مساعداتنا ايضا. وهنا لابد لي من الأشارة، بأننا لسنا دولة، ولانملك آبارا للنفط! نحن مجموعة من السيدات، لنا عوائلنا وأهتماماتنا ومشاغلنا، لكننا نقوم بهذا العمل الخيري (ونطمح بالمزيد) بما تمليه علينا عقيدتنا المسيحية السمحة، وتقاليدنا العراقية الكلدانية، ووجداننا الأنساني، هذا العمل الذي عجزت عن تقديمه الحكومات المعنية اصلا تجاه ابناء شعبها الأصيل.
اما مجنمع الجالية والمجتمع الأمريكي المحلي، فقد كرمنا في اكثر من مناسبة، استطيع ان اسرد بعضها:
1)في العام 2001 جرى تكريم جمعيتنا من قبل ولاية مشيكان لعملنا الخيري ولمناسبة مرور 40 سنة على تأسيسها
2)في العام 2006 اختيرت جمعيتنا بأعتبارها الجمعية الأولى في العمل الأنساني بولاية مشيكان
3)في العام 2011 كرمتنا عضوة الكونغرس الأمريكي، الديمقراطية (ديبي ستابنو) لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الجمعية. وهناك في ملفاتنا عشرات الجوائز من الكنائس، والأبريشية، والجمعيات العراقية والأمريكية في هذه الولاية، وهذا يزيدنا فخرا، وجوابا على سؤالك، انا سعيدة بمنزلتنا وسط الجالية، وخاصة للمحتاجين منها، وأشعر بالفرح، لأن عملنا لم يذهب هباءا مع من يستحق او مع من يتلقى مساعداتنا.
ومن الطريف ان اذكر ان عملنا هذا قد استأثر بأهتمام بعض سيدات مجتمعنا الكلداني في كل من ولايتي كاليفورنيا و أريزونا، فبادرن الى تأسيس تجمعاتهم النسائية للقيام بذات العمل الأنساني الذي نقوم به، وهذا بحد ذاته نعتبره وسام تقدير وأستحقاق لتجربتنا.
بعض الأرقام
مع كل ما تقدم، ارتأت السيدة جين شلال ان تضيف بعض الأرقام، والتي تقف خلفها جهود جبارة من اجل اظهارها للعلن وبعث الروح بها ، وخاصة للعام 2013 ومنها:
**ابتداء عملنا ب 10 سيدات واليوم عدد العضوات يبلغ 600، هذا من غير المتطوعات الآنيات
**عدد الأشخاص الذين خدمناهم بلغ 1446
** المبالغ التي صرفت لدعم العوائل، وخاصة في دفع الأيجارات بلغ 24،000 الف دولار
**قمنا بتوزيع ما مجموعه 25،000 الف باوند من الأغذية غير المعرضة للتلف (رز، دهن، شكر ...الخ)
**اكثر من 150 شخص نقدم لهم الطعام الجاهز على مدار السنة
**اكثر من 250 شخص نتكفل بالخدمات الصحية لهم على مدار السنة
**اكثر من 180 شخص نقوم بخدمتهم في اعياد الكرسمس
**نتكفل ب 11 طالب سنويا في تقديم المنح الدراسية لهم لأكمال تعليمهم
**اكثر من 250 شخص من المسنين نقدم لهم الخدمات (غير الحكومية) في مراكز معيشتهم، من خلال الفعاليات والنشاطات والعلاقات العامة.
**تقديم الخدمات لأكثر من 200 شاب، في التجارب الحية والنموذج الأيجابي في الحياة.
**يبلغ عدد عضوات الهيئة الأدارية التي تشرف على العمل اليومي للجمعية (9) عضوات، بينها الرئيسة، ونائبتها، والسكرتيرة ومسؤلة المالية، وخمسة عضوات.
**لدينا هيئة استشارية مؤلفة من (30) عضوة تجتمع مرة كل شهرين، يعملون في شتى حقول الجمعية ونشاطاتها.
كيف يمكن تقديم المساعدة لكم
بالحقيقة، لاتوجد حدود للعمل الأنساني تقول السيدة جين شلال، ولمن يرغب بمساعدتنا، فنحن ممتنون مقدما لهم، ونحتاج ذلك دائما ، ويمكن ان الخصها ببعض النقاط:
1)الأنتساب للجمعية بتقديم الأشتراك السنوي والبالغ (50) دولارا.
2)تقديم التبرعات المالية او العينية وتسهيل مهمة ايصالها للمركز
3)التسجيل في حملات العمل الطوعي والبرامج المقدمة، وتشجيع الآخرين على ذلك
4)المساعدة في انجاح حملات التبرع التي تقوم بها الجمعية ويمكن لكل من يرغب ان يتصل بنا عبر البريد الألكتروني على عنواننا:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
جين شــلال
لايملك الأنسان وهو يقف ويستمع الى اناس بهذا الحجم من العطاء، الا ان ينحني لتلك القامات الباسقة، المعروفة وغير المعروفة، والتي تعمل ليل نهار لمساعدة الآخرين، والشعور بهم والسهر على راحتهم، هذا هو الألق الأنساني بأرقى تجلياته. لقد سـهّلت السيدة شلال مهمة اللقاء، رغم انتهاء الدوام الرسمي بساعتين، وكانت منفتحة لأي سؤال او لأصغر معلومة طلبتها منها، لكنها تحفظت كثيرا حينما طلبت منها بعض المعلومات للتعريف بشخصها الكريم، اولا لتواضعها الجم، وثانيا لقناعتها بأن من يقوم ويسهر على نجاح هذا العمل الكبير ليس شخصها فقط، بل كل العاملات والمتطوعات الرائعات، لكني افلحت اخيرا حينما اقنعتها بأن هذا هو بروتوكول معمول به في اللقاءات الصفحية، ابتسمت وقالت: انا من مواليد بغداد، غادرت عائلتي العراق وكان عمري 5 سنوات، والمرة الوحيدة التي زرت العراق كانت في العام 1979، وقد انبهرت به وأحببته اكثر، فلقد وجدته بلدا جميلا. اكملت دراستي الثانوية في مدرسة (ميرسي) الأهلية الكاثوليكية، انهيت الدراسة الجامعية في جامعة (وين ستيت) بديترويت، وأكملت دراسة المحاماة في جامعة (مشيكان ستيت)، وحصلت على شهادة الماستر من (يونيفيرستي اوف ديترويت) للآباء اليسوعيين. مارســت المحاماة لمدة 25 سنة، وانا الآن متقاعدة. تقلدت رئاسة – جمعية توزيع الأغذية – لمدة 5 سنوات، وعملت لمدة 18 عاما في الهيئة الأستشارية لجمعية النساء الكلدانية الأمريكية الخيرية ، و3 سنوات بمهمات رئيس غير منتخب، و4 سنوات رئيسة للجمعية. متزوجة وعندي ولد وبنت. كنت قبل تقاعدي اعمل بحدود 20 ساعة اسبوعيا في عمل ونشاط الجمعية، اما بعد تقاعدي فأن ساعات عملي (التطوعي) تصل لحوالي 40 ساعة اسبوعيا!
استوقفتها قليلا وسألتها عن امنيتها الشخصية فقالت: ان احصل على وقت اكثر لأقضيه مع ولدي وبنتي، وبالحقيقة انا فرحة بهم كثيرا، وأعتقد بأن مستقبلا باهرا ينتظرهم، كما وأني مؤمنة بالمقولة الشائعة: ((استمتع بأجمل ما في هذه الحياة)). اما امنيتها على الصعيد المهني (عمل الجمعية) فتقول:ان يتطور اكثر، وأن نكون موفقين في ايجاد وبناء الجيل الجديد الذي سيقوم بأتمام عملنا وعمل الذين سبقونا منذ سنين، فهذه فرحتي التي لا توصف.
ولم يفتها وطن والديها العراق حينما قالت: انا اتمنى لهذا البلد الجميل، ان يعيش اهله بالأمان، وأن يتمع مواطنيه بالحرية والأستقرار والسيادة. انه بلد رائع وبتأريخ متألق، فكيف يمكن ان يتشتت ابنائه ويتعذبون بهذه الطريقة؟
كمال يلدو
آيار2014
1304 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع