بغداد – «الحياة»:علمت «الحياة» من مصادر موثوق بها، أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توجه إلى ايران، في زيارة غير معلنة، يرافقه زعيم «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، لترتيب أوراق الحوار الشيعي– الشيعي حول الحكومة الجديدة.
وفي بيان تلقت "الحياة" نسخة منه، نفى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي الأنباء عن الزيارة غير المعلنة. وقال الموسوي: "اود تكذيب هذا الخبر جملة وتفصيلا وانه عار عن الصحة تماماً، فدولة رئيس الوزراء موجود في بغداد ولم يغادرها لا الى إيران ولا لأية جهة اخرى، وسيترأس اليوم اجتماعا لمجلس الوزراء الذي سيعقد بدل الثلثاء الماضي بسبب عطلة الانتخابات". وأضاف أن "دولة رئيس الوزراء ليس من المغرمين بالزيارات السرية ولم يقم بأية زيارة سرية لأية دولة طيلة ولايتيه الاولى والثانية".
غير أنه لم يعد ثمة شك في أن ائتلاف المالكي تصدر الانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافسيه، لكن الشك ما زال قائماً وكبيراً في قدرته على انتزاع ولاية ثالثة، بحكم انفتاح الأسابيع التي تلي إعلان النتائج على تحالفات غير واضحة المعالم، قد تدفع شخصيات أخرى إلى منافسته.
ويفسر عضو «دولة القانون» حسن الياسري الفتوى فيقول: «يجب أن تحترم الكتلة التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد ولا يجوز استبعادها (...) إذا كانت هناك قائمة تنافس دولة القانون بمقعد أو مقعدين كما حصل في انتخابات 2010، فيمكن أن تخوض حوارات لتشكيل الحكومة. ولكن هذا لم يحصل حتى الآن، على رغم تفوق دولة القانون بفارق كبير على منافسيه، ما يعني إعطاءه الفرصة لتشكيل الحكومة».
لكن ليس من الضروري، بناء على معطيات عام 2010، أن يكون للكتلة التي فازت بأكبر عدد من المقاعد السبق في ترتيبات تشكيل الحكومة، فالقوى الشيعية حينها حسمت منصب رئيس الحكومة لصالحها، ومن ثم توجهت إلى الطرف الكردي للتحالف معه، قبل أن تترك للطرف السني المتحالف مع قائمة أياد علاوي قبول أو رفض الاتفاقات الجديدة.
وقد بدا هذا التوجه واضحاً في كلمة ألقاها زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم خلال إحياء ذكرى مؤسس «المجلس الإسلامي الأعلى» السيد محمد باقر الحكيم أمس، أكد فيها أن «زمن التخطيط والعمل المؤسسي والانسجام بين القوى الوطنية التي حازت على ثقة الشعب قد بدأ للمساهمة في إدارة البلاد وتوفير الأمن وتقديم الخدمات وتنفيذ البرامج التي وعدنا بها أبناء شعبنا». وأضاف: «أيادينا ممدودة إلى الجميع والمشروع أساس العمل»، مشدداً على «تشكيل حكومة وطنية حقيقية مبنية على مشروع واضح وخطة عمل متفق عليها وفريق عمل قوي متجانس».
إلى ذلك، قال زعيم القائمة «الوطنية» أياد علاوي في المناسبة: «علينا إكرام الشعب العراقي بحكومة تترفع عن الطائفية»، مشيداً بـ «شجاعة العراقيين التي عكستها مشاركتهم في الانتخابات».
وأكد رئيس البرلمان، زعيم كتلة «متحدون» أسامة النجيفي، ان «الشعب العراقي تحدى «الإرهاب» و «العوارض المصطنعة، كإغراق بعض المدن، وذهب إلى صناديق الاقتراع»، فيما قال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك: «لا أحد قادر على صناعة معجزة بمفرده».
أما رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، فدعا في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس الوزراء، إلى «تشكيل حكومة شراكة تتجاوز كل الثغرات وتتمكن من إنهاء الملفات العالقة».
وكان لافتاً غياب رئيس الوزراء نوري المالكي عن المناسبة، وهي إشارة اعتبرها مراقبون امتداداً للجفاء الذي صاحب الحملات الانتخابية بين الطرفين.
لكن مصدراً قريباً من الحكومة أبلغ إلى «الحياة» أن المالكي غادر فجر امس، يرافقه رئيس كتلة «الإصلاح» إبراهيم الجعفري، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي إلى إيران في زيارة سرية تتعلق بترتيب أوراق التحالف الشيعي قبل تشكيل الحكومة.
وهو الأمر الذي نفاه المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي.
وقال مصدر مطلع وقريب من أجواء النقاشات الشيعية – الشيعية حول تشكيل الحكومة، إن الأولوية لدى طهران هي بقاء «التحالف الوطني» بصيغته الحالية، وعدم المجازفة في تفتيته، وبالتالي انقسامه إلى جبهتين قد تختار إحداهما البحث عن بديل لدعم طهران، فيما أرسلت مرجعية النجف، على ما يرى مطلعون، رسائل واضحة إلى الزعماء الشيعة الرئيسيين خلال الأيام الماضية تصب في هذا الاتجاه، أي تحويل «التحالف الوطني» إلى مؤسسة معنية باختيار رئيس الوزراء، من دون أن تبدي حتى الآن موقفاً نهائياً من الأسماء المطروحة.
1132 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع