نعي وتعزية الاستاذ الفاضل الفقيد شكري صبري الحديثي
في الزمن الصعب ، تعرف قيمة الرجال الصادقين الميامين ، والفقيد المرحوم شكري الحديثي واحد من رجالات العراق العصاميين الذين قدموا ريحانة شبابهم من اجل توعية اجيال عديدة في زمن كان فيه واحدا من نوادر الشباب الواعين والمناضلين المعروفين بالخلق والأدب الرفيع .
أتذكر ابا محمود وانا صغيرا في الصف الأول الابتدائي عام 1953 كنت في حديثة في مدرسة حديثة الاولى حيث كان أخي الاكبر المرحوم الحاج سعود زميلا وصديقا له يعمل في شركة النفط في (كي ثري) . توفي أخي قبل ثلاثين عاما وبقي المرحوم شكري يسألني حتى قبل وفاته عن عائلة أخي وأولاده بالتفصيل .
كان رحمه الله رقيق القلب ،حي الضمير شجاعا وصريحا وقد دفع ثمن الصراحة والشجاعة في مسيرته السياسة بما تحمل وتعرض له الكثير ومع ذلك بقى ذلك المناضل الذي لم ينحرف ولم يتغير ، أهداني قبل فترة صورة لناحية حديثة عام 1953 في المنطقة التي كنت اسكن فيها عندما كنت طفلا وعلقها في غرفة عيادتي في مستشفى الإسراء . في اول يوم لعزاءه هنا في عمان أُعيد حدث الطفولة الى الذاكرة ‘ خرجت من مجلس العزاء وفي طريقي الى سيارتي مع صديق مشترك تبعني طفلا صغيرا (حفيده عبدالله كما عرفت بعدئذ) يناديني : عمو ، عمو، وتصورت في حينها أنه طفل يطلب المساعده فقال : وهو يبكي :( عمو جدي راح )، أبكاني الحفيد الطفل ومن معي واحتضنته عائدا به الى مجلس العزاء واجلسته بجنب والده ليرد على تعزية المتواجدين بعد ان اعطاني وعدا بعدم البكاء وأنه سيتصرف كالرجال الصابرين . عاد بي الحفيد الطفل بالذاكرة الى ما يقارب ستين عاما عندما عرفت المرحوم وانا طفلا مع اخي في حديثه رحمهما الله . لقد فارقنا رجل متواضع شجاع وهادئ صريح وجريّ عصامي وأمين مؤمن و ورع لا يحمل حقدا وكله نصحا ورشدا وفي لمبادئه وأصالته واهله واصدقائه ورفاقه .
في الوقت الذي اتقدم فيه بتعازيَّ لأخويه الاصدقاء الدكتور ناجي وراقى و ولديه محمود واحمد وزوجته وبناته الفضليات ولكل العائلة والاصدقاء والمعارف ورفاقه وزملاءه ومحبيه ، أرجو وأدعو أن يحفه الله العلي القدير وهو الورع التقي النقي برحمته ويحسن مثواه في جنات النعيم وإنا لله وإنا اليه راجعون .
د. عمر الكبيسي
1099 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع