ناشط يعد تردي الطاقة في ذي قار "لعبة سياسية"
المدى برس/ ذي قار:اتهمت إدارة ذي قار، اليوم الثلاثاء، وزارة الكهرباء بـ"عدم الإيفاء" بوعودها للمحافظة،(350 كم جنوب العاصمة بغداد)،
وحملتها مسؤولية "زيادة ساعات القطع"، وطالبت تخويلها صلاحية التعاقد على مشاريع عام 2014 من دون انتظار إقرار الموازنة الاتحادية ليتسنى لها معالجة "تردي" الخدمات، في حين عد "شيخ متظاهري الناصرية" زيادة مساحة القطع "لعبة سياسية"، مؤكداً أن تظاهرات حاشدة ستخرج للاحتجاج على ذلك.
وقال محافظ ذي قار، يحيى محمد باقر الناصري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "وزارة الكهرباء ما تزال تتباطأ في تنفيذ تعهداتها التي قطعتها للمحافظة في مجال تحسين واقع التجهيز بالطاقة وتحسين منظومة الشبكات والنقل"، متهماً وزارة الكهرباء بأنها "لم تفِ بالتزاماتها تجاه المحافظة حتى الآن ولم تمنحها حصتها الكاملة من الكهرباء، كما لم تكمل محطات التوليد أو تجهيز محطة تحويلية لاستيعاب الأحمال المتنامية".
وأضاف الناصري، الذي يترأس غرفة عمليات الطاقة المسؤولة عن ملف تجهيز الكهرباء، أن "وزارة الكهرباء قلصت خلال الأيام القليلة الماضية، حصة المحافظة من الكهرباء من 600 إلى 450 ميغاواط، مما زاد من ساعات القطع المبرمج المعتمد من قبل مركز السيطرة الوطنية"، عاداً أن ذلك "يناقض وعودها بزيادة ساعات التجهيز".
وذكر المحافظ، أن "وزارة الكهرباء اخلفت تعهدها بتجهيز المحافظة بمحطة تحويلية إضافية تكون جاهزة للعمل خلال أيار الحالي، مما فاقم من مشكلة الاختناقات بالشبمة وزيادة ساعات القطع، نتيجة عدم قدرة المحطات التحويلية الحالية استيعاب الأحمال الموجودة"، مؤكداً أن "إدارة المحافظة رصدت 223 مليار دينار لتأهيل قطاع الكهرباء ضمن خطتها التنموية لعام 2014 الحالي، إلا أن تأخر مجلس النواب بإقرار الموازنة الاتحادية حال دون إحالة المشاريع الخاصة بذلك للتنفيذ".
ودعا الناصري، إلى "تخويل المحافظة بالتعاقد على مشاريعها لعام 2014 من دون انتظار إقرار الموازنة الاتحادية ليتسنى لها معالجة ما تواجهه من اختناقات في الكهرباء والقطاعات الخدمية الأخرى".
إلى ذلك وصف شيخ المتظاهرين في الناصرية، عبد الزهرة شيال، زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي، بعد انقضاء العملية الانتخابية، بأنه "لعبة سياسية".
وقال شيال، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التيار الكهربائي كان مستقراً خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في الثلاثين من نيسان 2014، ولم ينقطع، لكنه عاد للانقطاع بعدها بنحو يفوق ساعات التجهيز".
ورجح شيخ المتظاهرين في الناصرية، "وقوف جهات سياسية وراء زيادة الانقطاعات الكهربائية لمعاقبة الشعب"، وتابع "خرجت الخميس الماضي،(الثامن من ايار 2014 الحالي)، بتظاهرة فردية لتحفيز المواطنين على المطالبة بحقوقهم".
وأكد شيال، أن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد تظاهرة حاشدة في حال ظل وضع الكهرباء على ما هو عليه".
وكان شيخ المتظاهرين في محافظة ذي قار، عبد الزهرة شيال، البالغ من العمر 74 سنة، قد طاف شوارع الناصرية الخميس الماضي ( 8 ايار 2014، في "تظاهره فردية" حاملاً معه مكبر صوت، و"مهفة" يدوية ولوحة صغيرة علقها على صدره مكتوب عليها "أين قول الأغبياء سنصدر الكهرباء"، في إشارة إلى تصريحات سابقة لمسؤولين عن ملف الطاقة في العراق بهذا الشأن، وهو يردد هتافات منها "هفي هفي على شعب المطفي"، دلالة على سكوت المواطنين على تردي واقع الكهرباء ونقص الخدمات.
وكانت محافظة ذي قار قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تردياً كبيراً في تجهيز الطاقة الكهربائية حيث بلغت ساعات الانقطاع أربع مقابل ساعتي تشغيل، ما أثار تذمر المواطنين.
وعزت وزارة الكهرباء، في الـ(27 من نيسان 2014) الانقطاعات في تجهيز الطاقة الكهربائية إلى شحة الوقود (الكاز اويل) المقدم من وزارة النفط لوحدات التوليد، وفي حين حمّلت وزارة النفط مسؤولية عدم إيصال الوقود، توقعت التوقف التام في منظومة الكهرباء الوطنية.
وشهدت محافظة ذي قار على مدى السنوات الماضية، آخرها في حزيران 2013 المنصرم، تظاهرات عديدة احتجاجاً على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، "غير مرخصة"، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين والشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة "إثارة الشغب".
ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية.
1085 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع