أطفال عراقيون يلعبون في شارع به تعزيزات آمنية
الحكومة أخلفت وعودها بتأمين نواد رياضية مناسبة لهم
بغداد: أفراح شوقي:على بعد أمتار قليلة من إحدى القاعات الرياضية الحكومية الكبيرة التي أنشئت حديثا في العاصمة العراقية بغداد، بتكلفة مالية عالية، لا يزال صغار الحي يمارسون لعبتهم المفضلة (كرة القدم) فوق الرصيف الترابي المحاذي لبيوتهم، مخاطرين بحياتهم في كل مرة تتدحرج فيها كرتهم نحو السيارات المسرعة، وهي صورة تتكرر في معظم المناطق السكنية مع اقتراب العطلة الصيفية، وشح المنتديات الرياضية التي تحتضن طاقاتهم، الأمر الذي ضاعف من قلق العائلة العراقية بسبب خشيتهم من تعرض أبنائهم لمخاطر الإرهاب المتجول في العاصمة منذ سنوات، مقابل وعود يتلقونها كل عام عن إنشاء ملاعب مناسبة لاحتضانهم.
ومع اتساع الرقعة الجغرافية للعاصمة بغداد، والزيادة السكانية الواضحة على مدى أكثر من عشر سنوات من عمر التغيير عام 2003، إلا أنها لا تزال فقيرة جدا في عدد منتدياتها وقاعاتها الرياضية وافتقار الموجود منها إلى التجهيزات والإمكانات التي تحفز اليافعين والشباب على الانخراط فيها خلال العطل الصيفية الطويلة، وتفضيلهم التسكع في الشوارع والجلوس على المقاهي، والتعرض لمخاطر الطريق، في وقت أعلنت فيه وزارة الشباب والرياضة الحكومية أكثر من مرة عن نيتها افتتاح عدد من المنتديات الرياضية تضم برامج ثقافية ورياضية وعلمية فيها.
واعترف المدير العام لشباب ورياضة الكرخ في بغداد، شاكر الجبوري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بالحاجة إلى مزيد من القاعات الرياضية لاحتضان طاقات الشباب في العطلة، وأن «الموجود منها لا يكفي، وأن أهم أسباب عدم إنشاء المزيد منها هو شح الأراضي المخصصة لمثل تلك المشاريع».
وأضاف: «لدينا أربع قاعات رياضية مغلقة في بغداد، و14 منتدى رياضيا في جانب الكرخ فقط سيبدأ خلال الأيام المقبلة بافتتاح برنامجه التدريبي لاستقطاب المواهب الفتية وتدريبها».
إلا أن المتجول في أنحاء العاصمة بغداد، سيشاهد الكثير من قطع الأراضي الكبيرة والمهملة وسط أحيائها السكنية التي تتسع لتكون ملاعب مناسبة لسكنة الحي فيما لو جهزت ببعض التجهيزات البسيطة، لكنها عادة ما تكون مكبا للنفايات ومخلفات أعمال البناء.
وحول سبب إغلاق القاعة الرياضية الكبرى في منطقة السيدية، أحد أكبر الأحياء السكنية، (جنوب غربي بغداد) رغم أنها - أي القاعة - تتسع لألف متفرج وأنشئت بتكلفة أربعة مليارات دينار، وجرى حفل افتتاحها في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، قال الجبوري: «القاعة لم تكتمل خدماتها التشغيلية بعد، فهي بحاجة إلى مولد كهربائي بسعة أكبر، علما بأن هناك نية لأجل توزيع البرنامج الرياضي فيها خلال الأسبوع المقبل».
وكان وزير الشباب والرياضة، جاسم محمد جعفر، قد وجه دعوته في تصريحات إعلامية سابقة للدولة لأجل وضع ميزانية أكبر لقطاع الشباب والرياضة، لأن «الاهتمام بالرياضة يعني التقليل من الإرهاب والسجون في البلاد»، بحسب وصفه.
يقول الصبي يوسف فراس، (13 سنة)، وهو يضرب كرته بحائط الرصيف المقابل لبيته: «أشاهد ملاعب جميلة عبر شاشة التلفزيون فقط، ولكن لا أعرف لماذا لا تكون لنا واحدة مثلها». ويضيف: «أتمنى أن أمارس رياضتي مع أصدقائي في قاعات كبيرة تحوي متفرجين ومدربين، بدل لعبنا في وسط الحي السكني والتعرض لمخاطر الطريق وإزعاج الآخرين».
أما الصبي أحمد رفعت (14 سنة)، فقد فضل اللجوء إلى الألعاب الإلكترونية التي يوفرها له جهاز (البلاي ستيشن) الذي جلبه له أبوه أخيرا، لكنه بدا منزعجا لشعوره بالكسل المتواصل والملل وهو يقضي معها ساعات طويلة.
بدوره، شدد الرياضي الكابتن علي حسن، عضو الاتحاد المركزي للعبة السكواش التابعة للجنة الأولمبية العراقية، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أهمية استغلال طاقات الشباب ومواهبهم مبكرا وتوفير الملاعب الكافية والأجهزة الرياضية ووسائل النقل من وإلى المنتدى الرياضي لرفد المنتخبات الوطنية بعدد منهم كما في كل دول العالم المجاور.
وأضاف: «مستوى الاهتمام بالرياضة ضعيف في البلاد، وكذلك الكادر التدريبي الرياضي الذي لا يجد رغبة في تولي مهام تدريب الشباب بسبب قلة المخصصات المالية».
1220 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع