جولة البابا تهدف لتعميق حوار الأديان
ناصر المجالي:مع الاستعدادات الضخمة بروتوكولياً وإعلامياً لزيارة البابا فرانسيس، وما يمكن أن تحمله من تمتين للحوار بين الأديان، فإن الزيارة لا تخلو من احتمالات المواقف الصعبة والمحرجة سياسياً ودينياً سواء بسواء.
وحسب كل التقارير، فإن أبرز رسالة يعتزم بابا الفاتيكان إطلاقها خلال جولته التي تبدأ يوم 24 مايو (ايار) الحالي هي إعادة إطلاق الحوار بين الأديان والمصالحة بين كنائس الشرق في محاولة لنزع فتيل النزاع الإقليمي المتصاعد على كل الجبهات.
وتشمل جولة البابا التي تمتد ليومين كلاً من الأردن وأراضي السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ويتوقع أن يلقي خلالها ما لا يقل عن 14 خطاباً مع لقاءين شعبيين في بيت لحم وعمان، كما سيكثّف الاحتفالات في أماكن غنية بالرموز، مثل نهر الأردن خصوصاً المغطس، موقع عمادة السيد المسيح بحسب التقليد المسيحي.
وبالمقابل، فإن ما قد يواجه زيارة البابا من انتقادات، وخاصة من جانب الفلسطينيين سيكون لجهة زيارته لضريح مؤسس الصهيونية في القدس تيودور هرتزل.
وهنا تساءلت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير لها عن الزيارة، ما إذا كانت ترضي الفلسطينيين والاسرائيليين، قائلة: للأسف هذا الأمر بعيد الاحتمال.
انتقادات
وأشار تقرير الصحيفة الى أن البابا فرانسيس يتعرض لانتقادات من جانب الفلسطينيين والاسرائيليين على الأماكن التي اختار زيارتها خلال رحلته إلى الاراضي المقدسة.
واشارت الصحيفة الى حملة الانتقادات، التي دشنها الناشطون الفلسطينيون، للبابا بسبب خطته لزيارة قبر مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل الذي ساهم بتهجير الفلسطينيين.
ولكن بالمقابل فقد رحب الاسرائيليون بخطة البابا ووضعه اكليلاً من الزهور على قبر مؤسس الصهيونية، إلا أنهم كانوا غير راضين عن خطته للانتقال بطائرة هليكوبتر من عمان إلى أراضي السلطة الفلسطينية في بيت لحم، عوضاً عن الذهاب إلى هناك عبر اسرائيل، الأمر الذي اعتبروه اعترافاً بالدولة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة اللندنية عن ممثل حملة مقاطعة إسرائيل، عمر البرغوثي، في رام الله قوله، إن زيارة البابا لقبر هرتزل "أمر مقرف"، وطالب مصطفى البرغوثي، وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني بأن "على البابا زيارة قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات إن كان سيزور قبر هرتزل".
ترحيب فلسطيني
وتقول الصحيفة: ورغم ذلك، إلا أن أكثرية المثقفين الفلسطينيين يرحبون بزيارة البابا، ويتوقعون أن تعمل هذه الزيارة على توثيق علاقات الفلسطينيين بالحبر الأعظم وأن يدعم الحق وحقوق الانسان".
يذكر ان البابا الأرجنتيني الأصل سيصحب معه خلال جولته في مهد المسيحية الحاخام ابراهام سكوركا، والبرفسور المسلم عمر عبود، وهما صديقان قديمان من بوينس أيرس.
يذكر ان الوحدة بين مسيحيي الشرق، من كاثوليك وأرثوذكس، والذين أضعفتهم انقساماتهم وصولاً إلى أوكرانيا، هي النقطة الرئيسة المهمة في الزيارة البابوية الرابعة التي يقوم بها بابا للأراضي المقدسة.
كما ان البابا اختار الذكرى الخمسين للمصافحة التاريخية بين بولس السادس وبطريرك القسطنطينية أثناغوراس في القدس حيث سيلتقي خلفه برتلماوس البطريرك المسكوني أربع مرات.
برنامج الزيارة
وسيبدأ البابا فرانسيس جولته بلقاء العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في عمان، كما سيترأس قداساً في استاد المدينة الرياضية، وسيلتقي 600 معوق ولاجئ جاء كثيرون منهم من سوريا المجاورة.
وفي بيت لحم، يتوجه بابا الفاتيكان في سيارة مكشوفة، بعد لقائه الرئيس محمود عباس، إلى موقع (المذود) مكان ميلاد المسيح لإحياء أكبر قداس خلال رحلته.
كما سيصلي في مغارة كنيسة المهد بين غداء متواضع مع عائلات فقيرة وبين محطة في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، ما يدل على تعاطفه مع معاناة الفلسطينيين.
وفي المساء، يزور البابا كنيسة القيامة التي تضم قبر المسيح لصلاة كاثوليكية - أرثوذكسية غير مسبوقة في هذا المكان.
اليوم الحساس
اما اليوم الأخير، فسيكون الأكثر حساسية بعيداً عن الحشود الجماهيرية، إذ يتوجه البابا إلى الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، كما يتوجه إلى حائط المبكى حيث سيضع رسالة على غرار سلفيه.
كما سيضع في مقبرة جبل هرتزل إكليلاً من الزهر، في خطوة غير مسبوقة لأي بابا، قبل أن يزور نصب المحرقة (ياد فاشيم)
وسيجري البابا لقاءات قصيرة في القدس مع الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في وقت سجل فيه تقدم على ما يبدو في المفاوضات الحثيثة بين الكرسي الرسولي وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق على النظام الضريبي والعقاري الخاص بممتلكات الجمعيات الكاثوليكية.
وسيتوج البابا زيارته بقداس في غرفة (العشاء السري) الأخير للمسيح مع تلاميذه، في موقع يضم أيضاً بحسب التقليد اليهودي قبر الملك داود. وعلى غرار الصيف الماضي في ريو، لن تكون للبابا سيارة (بابا موبيل) مصفحة، كما سيتجنب المناسبات البروتوكولية.
1194 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع