حركة الكشافة يعطلها انعدام الدعم الحكومي واهمال المجتمع المدني

بغداد ـ جميل الربيعي:أكدت مصادر نيابية لـ"العالم" أمس الثلاثاء، أن الحركة الكشفية في العراق لم تلق الدعم الحكومي لتفعيلها كما لا وجود لمنظمات مجتمع مدني تتولى اعادة احياء هذا النشاط، فيما تأسف تربويون على غياب الحركة الكشفية، التي من شأنها ان تنمي حس الانضباط والعمل بروح الفريق فضلا عن اسهامها في تنمية قدرات الشباب والطلبة.

وقالت عضو لجنة والشباب والرياضة البرلمانية، ثريا نجم، لـ "العالم" إن "الحركة الكشفية موجودة في كافة انحاء العالم، وهي غير مرتبطة بالنشاط الرياضي".

وأضافت أن الكشافة "لم تدعم بالشكل المطلوب في الوقت الحاضر، رغم ما فيها من الاهداف التربوية"، التي رأت انها "تربي الاجيال الناشئة على نكران الذات وحب الوطن".

وكشفت ثريا نجم عن انها "سبق ان قدمت تقريرا مفصلا عن الحركة الى وزير التربية لتفعيل هذا النشاط، ولكن لم يؤخذ به".

وابدت أسفها لـ"عدم وجود منظمة شبابية مستقلة، او منظمات مجتمع مدني تأخذ على عاتقها هذا الموضوع الحيوي للطلاب".

مدير احدى المدارس ببغداد، خالد اللامي، تحدث لـ"العالم" قائلا ان "من المؤلم جدا أن أرى غالبية تلاميذ مدرستي في العطلة الصيفية بدون برامج عمل، يتسكعون في الشوارع".

وناشد اللامي "وزارتي التربية والشباب والدوائر ذات العلاقة باعادة الحياة الى الحركة الكشفية"، لأنها "تعلم الصغار على الالتزام بالنظام، وتطبيق القانون في كل جوانب الحياة، وبث روح الانضباط الاخلاقي والتربوي".

وبيّن المدير خالد أن الحركة الكشفية "نوع من انواع الرياضة ممزوجة بالنفس العسكري، وتزرع بذرة لدى الصغار على حب الوطن، والصبر على الصعوبات، ونبذ الانانية".

وأكد "أننا بأمس الحاجة الى جيل يتمتع بهذه الصفات، وخصوصا في الظروف الحالية، متأملا من الكشفية "خلق جيل واع ملتزم، خاصة بعد الغاء الخدمة العسكرية الالزامية، وكذلك توجيه الصغار الوجهة الصحيحة لخدمة الوطن والمجتمع في المستقبل".

ابو ماهر، 74 عاما، استذكر لـ"لعالم"، الاجواء الكشفية في الاربعينات قائلا ان "الكشافة كانت ممارسة فكرية ورياضية في الوقت نفسه".

وتابع ان "سابقا تم تخصيص قطعة ارض قرب منطقة الوزيرية لممارسة النشاط الكشفي، وسميت الساحة (ساحة الكشافة)".

لكن هذه الساحة، يضيف ابو ماهر، "تحولت في ما بعد إلى أول ملعب رياضي، تم تشييده في العراق، حمل اسم الكشافة، وما زال يحمله رغم اختفاء الكشافة كنشاط شبابي عن مسرح الحياة الدراسية والمدنية في العراق".

وذكر ابو ماهر، وهو عضو كشافة في الثلاينيات، أن "عوائل التلاميذ كانت تتسابق إلى تسجيل أبنائهم فيها، خاصة بعد أن تم اختيار الملك فيصل الأول ثم من بعده ابنه الملك غازي، قائدا أعلى للكشافة".

وتابع "كان الملك غازي في صباه واحدا من أفراد الكشافة، وله صور فوتوغرافية تظهره بزيهم".

وتوسعت الحركة الكشفية في الثلاثينيات حتى وصلت أعداد الكشافة إلى اثني عشر الف عضو. وشهدت شوارع بغداد في تلك الفترات مواكبهم وهم يزهون ببدلاتهم المميزة على إيقاعات عسكرية وموسيقى رسمية يتقدمهم العلم الخاص بهم. وقد اظهر العديد من اولياء امور الطلبة اليوم رغبتهم بإعادة الحياة الى الحركة الكشفية وعدم ممانعتهم بانتساب اولادهم الى هذه الحركة، لأنها "البديل عن الخدمة العسكرية الالزامية، لتعليم اولادهم الالتزام والانضباط، بدل اللهو في الطرقات والالعاب غير المفيدة".

وكانت حركة الكشافة قد ظهرت في جميع انحاء العالم بما فيها العراق بعد العام 1918، وهي حركة شبابية تطوعية ذات اهداف تربوية غير سياسية هدفها تنمية الشباب بدنيّاً وثقافيا.

ولقد افرزت هذه التجربة في الستينيات والسبعينيات ايجابيات وثمارا كانت تصب في خدمة العملية التربوية والصالح العام، واستضاف العراق المؤتمر الكشفي العربي العاشر بالموصل في العام 1970، إلا أن هذه التجربة شبه منعدمة، وواجهت ظروفا صعبة، حيث منعت الظروف الامنية اقامة المخيمات الكشفية منذ العام 2003.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع