الاختلاف بين الرجال والنساء لا يقتصر على السمات الشخصية والتشريحية والبيولوجية والتناسلية، بل يتعداها إلى أمراض تصيب النساء أكثر من الرجال.
واستنتج باحثون بناء على معطيات خلصت إليها دراسة تحليلية شملت 29 ألف شخص، وتمت بإشراف الباحث ديفيد ميلماسي من وكالة الصحة في برشلونة، أن الأمراض تطاول النساء أكثر من الرجال، وأن الجنس اللطيف يسجل أرقاماً أعلى في الإصابة بالأمراض المزمنة. وإذا ما صدقنا صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن النساء يملن أكثر من الرجال لتقييم حالتهن الصحية بصورة أكثر سلبية.
وعندما تمرض المرأة فإنها غالباً لا تنشد العلاج ولا تحصل عليه إلا بعد وصول المرض إلى مرحلة متقدمة. أما الأمراض التي تطاول النساء أكثر من الرجال فهي كثيرة، وهنا عدد منها:
1- الصداع النصفي، فالأرقام الميدانية تشير إلى ان هذا الصداع النابض الذي يضرب جانبي الرأس، يصيب ثلاث نساء مقابل رجل واحد، وهو مرض وراثي يشاهد في أي مرحلة من العمر، لكن نسبه تزداد عند السيدات في سن الشباب وبعيد سن البلوغ. ويحدث الصداع النصفي في أي وقت من اليوم، إلا أنه يزداد عند الاستيقاظ صباحاً. وتحتد نوبات الصداع مع حركات الرأس المعتادة، وأحياناً تستغرق هذه النوبات فترات طويلة لتقفز من ساعات إلى أيام.
2- هشاشة العظام، وهو مرض صامت يستوطن الجسم من دون ضجة، إلى ان يصرح عن نفسه بكسر مفاجئ من دون سابق إنذار. وتفيد الدراسات بأنه مرض واسع الانتشار بين النساء، ويشاهد لدى واحدة من بين كل ثلاث سيدات، وهو يعد مشكلة صحية مهمة تؤثر في صحة المرأة لما يرافقه من تداعيات، مثل الكسور، والألم، وفقدان الطول، والتشوهات، وسقوط الأسنان.
3- التهابات المفاصل، وتفيد الأرقام بأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات مفاصل العظام من الرجال بمعدل الثلثين، خصوصاً في مفصل الركبة، ومن أهم الأسباب التي تجعل المرأة أكثر استعداداً للإصابة في ركبتيها هو اتساع الحوض ما يلقي ضغطاً كبيراً على باطن الركبة، إضافة إلى ضعف قوة العضلات والأربطة مقارنة بالرجل، وإلى التغيرات الطارئة في مستوى الهرمونات، ناهيك عن انتعال الكعب العالي.
4- آلام الظهر. لا يسلم رجل ولا امرأة من هذه الآلام، لكنها أكثر حدوثاً لدى النساء نتيجة التركيب البيولوجي لجسم المرأة، والحمل، والدورة الشهرية، وهذه كلها تجعل السيدة أكثر تأهباً للإصابة بآلام الظهر.
5- مرض نقص المناعة المكتسب (الآيدز)، النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى الآيدز، بسبب عوامل تشريحية وبيئية واجتماعية وثقافية تزيد من سرعة تأثرهن بها. وعلى سبيل المثال، تمثل النساء 61 في المئة من مجموع البالغين المصابين بفيروس الأيدز في أفريقيا جنوب الصحراء.
6- الاضطرابات الهرمونية. الهرمونات هي مواد كيماوية تطرحها الغدد في الجسم لتؤثر في أعضاء الجسم ووظائفها. إن أي إضطراب يطراً على هذه الهرمونات، غياباً أو زيادة أو نقصاناً، يخلف تأثيرات سلبية، خصوصاً في الأعضاء التناسلية. والاضطرابات الهرمونية شائعة عند المرأة مثل بالرجل. ويعتبر قصور نشاط الغدة الدرقية من أشهر الاضطرابات الهرمونية لدى النساء، لما يسببه من عوارض متنوعة، مثل التعب، وزيادة الوزن، والاكتئاب، والإمساك، وجفاف الجلد، وتساقط الشعر، والانتفاخ حول العينين، وعدم انتظام الطمث. وليس من المبالغة القول إن الاضطرابات الهرمونية هي كلمة السر في زيادة الوزن والسمنة وفي مشاكل كثيرة يواجهها الجسم.
7- مرض التصلب اللويحي، ويعد من الأمراض المزمنة التي تصيب النساء بمعدل ثلاثة أضعاف الرجال. لا يعرف سببه إلى الآن، ولكن على ما يبدو أن هناك خليطاً من العوامل منها البيئية ومنها الوراثية تلعب دوراً في اندلاع العوارض التي تبدأ تلوح في الأفق بين عمر 20 سنوات و40 سنه. ويؤثر المرض في النظام العصبي المركزي فيتظاهر بعوراض كثيرة منها الاضطرابات الحسية، ومشاكل في الرؤية، والتعب الشديد، وتراجع في القدرات الإدراكية، إلى مشاكل في التوازن، وارتفاع درجة الحرارة، والألم وغيرها.
8- سرطان الغدة الدرقية، ويصيب الإناث بمعدل الضعفين إلى ثلاثة أضعاف أكثر من الذكور وذلك لأسباب غير معروفة حتى الآن. وتقع غالبية حالات سرطان الغدة الدرقية التي يتم تشخيصها في المرحلة العمرية من 20 إلى 60 سنة. وهناك عوامل تزيد من الإصابة بالسرطان، مثل التعرض لمستويات عالية ومتكررة من الأشعة أثناء المعالجات الطبية لمنطقة الرأس والرقبة.
9- مسمار القدم، وهو من أهم المشاكل التي تواجهها النساء. وتعتبر الأحذية غير الملائمة المسبب الأول والأكبر لهذه الحال. ومسمار القدم هو عبارة عن نسيج أو بروز لحمي ينمو على باطن القدم أو على جوانبه أو على الأصابع، ويمكن أن يسبب ألماً مبرحاً للمرأة، خصوصاً في أول النهار وعند المشي. وقد بينت الدراسات أن النساء أكثر تعرضاً من الرجال للإصابة بمسمار القدم بأربعة أمثال.
10- مرض الذئبة، وهو مجهول السبب، إلا أن دراسات تشير إلى استعداد جيني للإصابة بناء على مشاهدة حالات جديدة أكثر في الأسر التي يوجد فيها مصاب، وإن غالبية المصابين بهذا المرض هم من النساء، وتبلغ نسبة إصابة النساء إلى الرجال 9 إلى 1. وقد يكون المرض محصوراً في الجلد، لكنه غالباً ما يمد أخطبوطه ليطاول أعضاء أخرى، مثل المفاصل، والجهاز العصبي، والرئتين، والقلب، والكلى، وكريات الدم، والصفائح الدموية.
11- الأمراض النفسية. خلص تقرير علمي صدر قبل سنوات قليلة عن المكتب الأميركي للصحة والخدمات الإنسانية ، وتناول الصحة العقلية لدى الرجال والنساء، إلى أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد بنسبة الضعف تقريباً، وأن نسبة تعرضها لنوبات القلق أكثر من الرجال بمرتين إلى ثلاث مرات. كما لفت التقرير إلى أن النساء أكثر ميلاً إلى الانتحار من الرجال بثلاثة أضعاف.
12- أمراض الحساسية والربو، فقد كشفت دراسة حديثة عرضتها الاختصاصية ريناتا انجلز في الاجتماع العلمي السنوي الأخير للكلية الأميركية لأمراض الحساسية والربو وعلم المناعة، أن الأناث البالغات هن أكثر عرضة لهذه الأمراض.
13- السلس البولي، ويقصد به التدفق اللاإرادي للبول، وتصاب به النساء أكثر من الرجال، والكثيرات لا يستشرن الطبيب خجلاً، ويعشن مع هذه المشكلة حياة تشوبها العزلة والاكتئاب بعيداً من الآخرين خوفاً من افتضاح أمرهن.
خطوات وقائية: على رغم حملات التوعية الصحية لا تزال المرأة في مجتمعنا تجهل الكثير عن عوارض الأمراض النسائية، ربما لأنها تشعر بالحرج من الخوض في تفاصيل تعتبرها خاصة جداً ، لكن جهلها قد يؤدي إلى ما ليس في الحسبان. إن وقاية النساء من الأمراض تمر عبر الأخذ بالنصائح الآتية:
- نشر التوعية الصحية بين النساء.
- الحرص على إجراء الكشوف الطبية الدورية في مواعيدها.
- التشخيص المبكر للأمراض والعمل على علاجها، إذا كان ممكناً.
- تناول أغذية صحية ومتوازنة.
- الحفاظ على الوزن المثالي.
- التوقف عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الفحص الذاتي للثديين كل شهر.
- أخذ اللقاحات الضرورية وكذلك الجرعات الداعمة.
- النوم الجيد، والراحة النفسية، والقيام بتمارين الاسترخاء، من أجل الحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم.
1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع