خبير عسكري: عدم المهنية وتعاطي المخدرات وراء تراجع المؤسسة العسكرية

   

بغداد – مصطفى محمد:ارجع خبير عسكري تراجع أداء المؤسسة العسكرية الى تولي اشخاص غير مهنيين مراكز قيادية ومناصب عسكرية حساسة، محمّلا الحكومة مسؤولية ذلك، فيما وصف ضابط عسكري الدورات التدريبية التي يخوضها الجندي بـ"الفاشلة"، وأنها تقتصر على كيفية استعمال بندقية الكالاشنيكوف، داعيا القائد العام للقوات المسلحة الى إقالة جميع القادة المتخاذلين في الموصل.

عضو في لجنة الامن والدفاع النيابية اعتبر ان الدورات التي يخوضها الجندي "غير مجدية"،لان اغلب الجنود يتعاطون "الحبوب المخدرة" خلال التدريبات.

خبير عسكري، رفض الكشف عن هويته، حمّل الحكومة مسؤولية تراجع المؤسسة العسكرية "كون القائد العام للقوات المسلحة ليس لديه وزير او رئيس أركان او قادة مهنيون"، مضيفا ان "منصب وزير الدفاع خاضع للمحاصصة السياسية".

واستنتج الخبير العسكري من محاصصة منصب وزير الدفاع أن "جميع المسؤولين عن الملف الأمني سيكونون عند ذلك منشغلين بسرقة المال العام، وتغليب المصالح الحزبية الضيقة على مصلحة الشعب".

وأفاد الخبير العسكري بأن تراجع المؤسسة العسكرية يعود الى جملة من الأسباب أبرزها أن "قادة الفرق والضباط اكثرهم غير مدربين ولا معدّين بشكل جيد"، متسائلا "فكيف بالجندي؟!"

وراى المتحدث في اتصال مع "العالم" أمس أن المناصب العسكرية والمراكز القيادية "اصبحت تباع وتشترى"، واصفا ذلك بـ"الاستثمار المالي".

وأكد انه "كثيرا ما نبه وحذر من ذلك، لكن لم تكن هناك آذان صاغية".

وعلل ترك الجندي مكانه وهروبه بسببين؛ الأول، انه "ليست لديه ثقة بالقائد، الذي يضع قدماً مع الحكومة وأخرى مع (داعش) وثالثة مع الأكراد، من اجل المصالح المادية".

ويواصل حديثه "وبالتالي لا يوجد جيش، الذي ينبغي أن يكون مؤسسة مستقلة، وغير خاضعة لأية انتماءات".

وأكمل الخبير العسكري أن السبب الثاني هو "عدم تدريب الجندي وإعداده بشكل جيد، بحيث يستطيع التعامل مع كل الظروف، وكذلك عدم إدخاله دورات ثانوية تتعلق بالوعي وتثقيفه بمبدأ الوطن والمواطنة".

وخلص إلى القول ان "بغير هذه الشروط لا يستطيع ان يقاتل الجندي لخمس دقائق مستمرة".

واختتم الخبير العسكري حديثه بالقول ان "قوات الحماية التي كانت برفقة القادة الذين فروا من نينوى باتجاه كردستان، كانوا أكثر من عدد المسلحين الذين دخلوا الموصل"، متسائلاً "فهل هؤلاء حماة البلد؟!"

آمر فوج برتبة رائد تحدث لـ"العالم" بشرط حجب هويته، داعيا القائد العام للقوات المسلحة الى اقالة جميع القادة العسكريين الذي تعاملوا مع الاحداث الامنية في المناطق الغربية، وفي محافظة نينوى على وجه الخصوص". وأضاف الرائد أنه "لا يمكن محاسبة الجندي المقصر، لان قادته بدءاً من آمر فوج فصاعدا ملتهون بالفساد والسرقة، مع عدم مراقبة الجندي أو الاستماع إلى معاناته".

ووصف الرائد الدورات التدريبية التي يتم إدخال الجنود فيها بـ"الفاشلة كونها تنحصر بكيفية استخدام بندقية الكالاشنيكوف الروسية".

وبيّن آمر الفوج أن التدريب نوعان، الاول ما سبق ذكره، والثاني أن "يتم اختيار جنود معينين ويقومون بتدريبهم على استخدام أسلحة معينة، وهؤلاء عددهم قليل مقارنة بعدد الجنود في الفرقة مثلاً".

وأشار الرائد الى معاناة الجندي قائلاً انه "يعطى صمونة واحدة في كل وجبة، فضلا عن رداءة الطعام الذي يقدم اليه وقلة الخدمات".

وكشف الرائد أن "تصليح الآليات يكون على حساب الجندي، وبالنتيجة كل هذه الاسباب تجعل من الجندي فاقدا لمعنوياته ومنهارا". وعن عدم صمود الجيش وهروبه في نينوى بيّن "حدثت عملية الانسحاب بعد يومين من الاشتباكات في بعض المناطق"، معللا "لأنه لم يبق سوى القليل من القادة، فجاءتهم أوامر بالانسحاب".

واستطرد الرائد في حديثه بالقول "في عهد النظام المباد كان يوجد في الجيش استخبارات عسكرية وتوجيه سياسي".

وأضاف مفصلا أن "دور الاستخبارات كان في جانبين؛ الأول يتركز على المناطق، والجانب الثاني كان هناك أمن عسكري تابع للاستخبارات، وكان دوره مراقبة العسكر في كل شيء".

وتابع "هذه التنظيم العسكري لا يوجد الآن في الجيش العراقي، فدور الاستخبارات العسكرية الآن غير مجد".

ووصف آمر الفوج مديرية الاستخبارات العسكرية بأنها "مؤسسة فاشلة بدءا بمديرها حاتم المكصوصي"، على حد قوله.

ودعا الرائد الى "اعادة هيكلة مديرية الاستخبارات من جنديها حتى مديرها".

ويواصل الرائد حديثه "أما التوجيه السياسي؛ فدوره كان ينصب على كيفية رفع معنويات الجندي وزرع حب الوطن في داخله وإعلاء شأنه، عبر اقامة مؤتمرات توعوية ودورات تثقيفية".

لكنه لاحظ ان "لدينا الآن في الجيش مديرية الإعلام، التي مهامها اقامة المؤتمرات وتثقيف الجندي والضابط بحب الوطن والمواطنة والدفاع عن البلد، واستلام شكاوى الجندي ضد المراتب".

واعتبر دورها ومستواها "دون الصفر"، وأردف بالقول "لكن عملها يكون فعالا فقط في 6 كانون حين تقوم بتوزيع منشورات وتعليق بوسترات ترفع من شأن الجندي العراقي".

واشار الرائد إلى الاستثناءات التي يمنحها رئيس الوزراء للقادة العسكريين "بترقية بعضهم، مثلا، من عقيد الى فريق".

وأكد أن هذه الاستثناءات "تحدث تفاوتا في الرتب"، منبها الى الاثر السلبي للتغيير غير المدروس في رتب الضباط المرفعين. وبهذا الخصوص أوضح الآمر ان "بعض الضباط تقاعد في عهد النظام السابق وهو عقيد"، مضيفا "لكن بعد التغيير ورجوعه أعطي رتبة مقدم (رتبة أدنى)". وأضاف مستشهدا بأنه "كان لديه ضابط برتبة نقيب، رجع قبله إلى الجيش فتم إعطاؤه رتبة لواء، وبالتالي أصبح الثاني قائدا لفرقة عسكرية والأول آمر جناح".

ونبّه إلى أن "هذه الامور خلقت ضغينة في نفوس الضباط والقادة".

ونصح ان يقوم "القائد العام للقوات المسلحة بإحالة الضباط الذين أعيدوا للجيش بعد سقوط النظام على التقاعد، او إعطاؤهم الرتب التي يستحقونها".

ونصح الرائد بالقول "لا أن يتم إعطاؤهم مناصب ورتباً تحدث إرباكا داخل المؤسسة العسكرية".

من جانبه، شدد مظهر خضر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع على ضرورة "اعادة بناء المؤسسة العسكرية التي بنيت على طرف واحد وبعدم مهنية".

وقال الجنابي في تصريح لـ"العالم" أمس إن "الدورات التدريبية التي يخوضها الجندي غير مجدية"، معللا ذلك بكون الجنود يذهبون إلى الدورة "محششين"، في إشارة إلى تعاطيهم الحبوب المخدرة.

وتابع أن اغلب القادة العسكريين "كذابون وعلى رأسهم قائد القوات البرية، علي غيدان، ولا يمكن ان نصدق بإنسان كذاب".

ويواصل الجنابي حديثه أن "غيدان انسحب بقواته إلى أطراف الموصل، والجنود يهربون تاركين خلفهم معداتهم وملابسهم وأسلحتهم".

وخلص الى القول "كثيرا ما نبهنا الى ان الجندي غير مثقف وغير متعلم"، معتبرا عملية إعداده "ضحكا على الذقون".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع