إيران.. انخفاض سن الدعارة وبائعات هوى يغزون الشوارع

  

ستوكهولم – صالح حميد:حذّر مركز دراسات مجلس الشورى الإيراني "البرلمان" من انخفاض سن الدعارة في إيران وانتشار هذه الظاهرة، مؤكداً أن سن الدعارة أصبح 15 عاماً.

وجاء هذا التحذير في دراسة تحت عنوان "الزواج المؤقت وتأثيراته على تصحيح العلاقات الجنسية غير الشرعية"، نُشرت على الموقع الرسمي لمجلس الشورى الإيراني.

وتشير الدراسة الى أن "سن الدعارة كان في مستوى 30 عاماً في السبعينات، أي في العقد الأخير من حكم الشاه، ولكن الآن أصبح 15 عاماً، وذلك بعد مرور 35 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية".

ووفقاً للدراسة فإن الدعارة منتشرة بشكل كبير بين طلبة الجامعات، حيث يشير أحد التقارير الذي جاء ضمن هذه الدراسة إلى أن "81/1 من الطلبة يقيمون علاقات جنسية مع الجنس الآخر، وفق عينة شملت 1984 طالباً من الإناث والذكور، في عدد من جامعات طهران الحكومية".

وقدم مركز دراسات مجلس الشورى الإيراني "البرلمان" مقترحاً سيتم تقديمه كمشروع قانون للتصويت عليه، يفيد بضرورة إنشاء "مراكز للزواج المؤقت"، أو ما يصطلح عليه بـ"زواج المتعة"، للحد من تفشي الدعارة في المجتمع.


الدعارة العلنية

ويقول تقرير لموقع "آبام" الذي يهتم بالقضايا الاجتماعية في العاصمة طهران، إن وجود النساء والفتيات بائعات الهوى في الشوارع أصبح ظاهرة علنية ومعضلة اجتماعية في نفس الوقت، حيث إنه عدا عن الشوارع والمقاهي أصبحت هناك بيوت دعارة جماعية انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة في مناطق مختلفة من العاصمة طهران.

ومن أجل البحث عن أسباب وأبعاد هذه الظاهرة أجرى القائمون على الموقع مقابلات مع بعض بائعات الهوى وسألوهن عن الأسباب التي دفعتهن لبيع أجسادهن.

  

وتجيب "ميترا"، ذات الحادي والعشرين ربيعاً القادمة من إحدى مدن ساحل بحر قزوين (شمال إيران)، بأن "السبب هو الهروب من المنزل بسبب ضرب زوجة أبي المتكرر لي"، وتضيف: "ليتني تحمّلت ضرب زوجة أبي لي ولم آتي إلى طهران".

وتشعل ميترا سيجارتها وتتابع: "عندما جئت إلى طهران بدأت العمل في مصنع للخياطة، وكانت إحدى زميلاتي مدمنة على مادة الكريستال المخدرة، ولوثتني أنا أيضاً وأصبحت مدمنة، وعندما علم رب العمل بالأمر طردني، فقمت بالبحث عن عمل جديد دون جدوى، ومن ثم لجأت إلى الدعارة من أجل إعالة نفسي، والآن أمارس الجنس مع عدة أشخاص في اليوم".

" آتوسا" 35 عاماً، انفصلت عن زوجها قبل 10 سنوات، وتمتهن الدعارة منذ 7 سنوات، وهي الآن عضوة في مجموعة يديرها شخص يدعى "موسى".

موسى الذي يدير بيتاً للدعارة تقيم فيه 60 امرأة، تبدأ أسعار عرض بائعات الهوى لديه من 60 ألف تومان (ما يعادل 30 دولاراً أميركياً)، ويتم توصيل الطلبات للزبائن عن طريق راكبي الدراجات الذين يعملون لديه، حسب ما يكشف التقرير.

وتقول آتوسا: "العمل مع المجموعة يضمن لنا الحصول على المال، ورغم أن موسى يأخذ نصف المبلغ، إلا أن الأمر بالنسبة لي يبقى أفضل من الوقوف في الشارع".

المفاجأة المُرة التي تكشف عنها آتوسا هي أنها مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز "التي تدعي بأنها مصابة به منذ عام، ولكن لا تعلم متى وكيف؟!

وتضيف آتوسا: "أتألم كثيراً من أجل بعض زوجات اللواتي لا يستطعن تلبية طلبات أزواجهن، فيضطرون للمجيء إلى هنا ويصابون بالإيدز، وذلك فقط من أجل الحصول على ساعة من المتعة العابرة".

أما "سوسن" فلديها نظرة مختلفة للدعارة، وليس لديها شعور بالذنب، حيث تقول: "يأتيني الكثير من الرجال المتزوجين وأنا أقوم بتلبية كل طلباتهم، حتى أنني أمارس الجنس بشكل جماعي مع رجل وزوجته بناءً على طلبهم؛ لأنهم يدفعون مبالغ جيدة إزاء هذا الطلب".


أسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية

وتستخلص الدراسات والتقارير إلى أن هناك أسباباً اقتصادية واجتماعية وثقافية تدفع ببعض النساء والفتيات لامتهان الدعارة.

وتفيد المقابلات التي أجريت مع بعض بائعات الهوى بأنّ هناك أسباباً نفسية ومشاكل أسرية تدفع الرجال للمارسة الجنس والحصول على المتعة خارج إطار الحياة الزوجية.

ويرى الخبراء والباحثون في علم الاجتماع بأنه نظراً لازدياد حالات الطلاق وعدم الإقبال على الزواج بسبب المشاكل والأزمات الاقتصادية والمعيشية، وكذلك عدم معالجة هذه القضايا من قبل الحكومة أو عدم الأخذ بنصائح وأطروحات المتخصصين وعلماء النفس والباحثين الاجتماعيين تدفع باتجاه ازدياد هذه الظاهرة أكثر فأكثر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع