بيان بصدد الدعوة لانعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب
لو كانت العملية السياسية ناجحة ، لو كانت الوسائل الديمقراطية كافية ، لما أضطر المظلوم العربي السني ان يحمل السلاح دفاعا عن وجوده وهويته.... كلاهما فشل في إقامة دولة المؤسسات والعدل ذات السيادة ، ما سمح لنوري المالكي ان يخطف القرار السيادي ويحصره بيده ، ما سمح للمليشيات ان تعبث بالأمن جهارا نهارا ، ما سمح لعصابة ان تنهب ثروات العراق ، ما سمح لإيران ان تغتصب سيادة العراق ....ما أوصل العراق الى حافة الهاوية حيث بات التقسيم خيارا محتملا والحرب الأهلية الطائفية على الأبواب .
في ظل هكذا وضع نسأل ما الذي يراهن عليه السياسيون بل ما الذي يتوقعونه عندما يتغافلون عن الحقائق الكارثية على الأرض ويتمسكون رغم ذلك بدستور داس عليه نوري المالكي في مواده الأربعة والأربعون بعد المائة وفقد قيمته ومحتواه .
لا ندري لمصلحة من تكرر تجارب فاشلة وتستنسخ مواقف خاطئة...!!! رغم علم الجميع بالتزوير واسع النطاق الذي مارسه نوري المالكي في الانتخابات الأخيرة وكان الأجدر بالكتل المعارضة لولاية ثالثة ان ترفض النتائج ولا تعترف بها ...لا تفسير آخر ولا قراءة لنا لهذا السلوك غير التهافت الرخيص على الجاه والمنصب وليذهب العراق للجحيم ....
ان تحديد يوم الأول من تموز موعدا لانعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب في ظل الظروف الراهنة ليس موعدا مقدسا بل هو مرفوض ، واستجابة الفائزين في الانتخابات لاسيما من جانب ممثلي المظلومين مرفوض أيضا ، لسبب بسيط ان انتخاب الرئاسات الثلاث لوحده لن يحل المشكل ، بل ربما يعمل على تفاقم الأوضاع في العراق . ان تراكم مشاكل كبيرة معقدة على مدى سنوات وغياب الثقة بين الإطراف ذات العلاقة يجعل من التوافق على الحلول مهمة مستحيلة ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي دون مزيد من التأخير والاضطلاع في تنفيذ خارطة طريق محاورها المقترحة كالآتي :
- استقالة حكومة نوري المالكي .
- تشكيل حكومة إنقاذ من شخصيات مؤهلة لإدارة الدولة لكنها مستقلة تتولى سحب القطعات تمهيدا لإيقاف الاقتتال .
- أعادة ملف العراق الى مجلس الآمن الذي يمكن ان يكلف بالمهام الثلاث التالية:
1. اصدار بيان يعلن فيه قلقه من استمرار الأوضاع الشاذة وتصاعد العنف إضافة الى إعلان تعاطفه مع انتفاضة العرب السنة ويبدي استعداده للتدخل من اجل حقن دماء العراقيين واستعادة التعايش الوطني وتسهيل مهمة الاتفاق على مستقبلهم .
2. دعوة ممثلي الكيانات الاجتماعية بضمنهم ممثلي انتفاضة العرب السنة الذين لم يشاركوا في العملية السياسية للتفاوض حول :
•شكل العراق الذي يرتضيه الجميع .
•طريقة الحكم .
•قاسم السلطة والموارد .
•العلاقة مع دول الجوار .
•تعديل الدستور .
•الاتفاق على عقد وطني .
•الذهاب لانتخابات جديدة .
3. التوقيع على الاتفاقيات كشاهد وضامن للتنفيذ من خلال لجان متابعة .هذا هو الحل المقترح الذي تراه الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي والذي من شأنه ان ينزع فتيل أزمة ويهدأ الخواطر ويعصم العراق من الانزلاق الى حرب أهلية او مواجهة خطر التقسيم .
ان الكتل التي لازالت تصرعلى حضور الجلسة دون التمهيد لذلك بحلول لمشاكل خطيرة لازالت تواجه العراق وتتفاقم بمرور الوقت انما يتحملون كامل المسؤولية فيما ستؤول اليه أوضاع العراق مستقبلا .
حفظ الله العراق وأهله من كل سوء
الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي
حزيران 2014
1 رمضان 1435
1034 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع