المدى برس/ بغداد:رفض قيادي صدري، اليوم الجمعة، استعمال "القوة المفرطة" ضد أتباع رجل الدين محمود الصرخي، مطالباً بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها كربلاء بهذا الشأن، وإطلاع التحالف الوطني على النتائج إذا ما تعذر إعلانها للرأي العام، في حين أكد نائب عن ائتلاف دولة القانون انتهاء "الأزمة"، مستبعداً انتقال تداعياتها للمحافظات "الشيعية" الأخرى.
وقال القيادي في كتلة الأحرار، التابعة للتيار الصدري، أمير الكناني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الاستعمال المفرط للقوة ضد اتباع رجل الدين الشيعي، محمود الصرخي، حالة مرفوضة"، مطالباً بضرورة "فتح تحقيق لمعرفة تفاصيل الحادث لتتمكن الجهات السياسية بناء موقفها بشان ما جرى في كربلاء".
وأضاف الكناني، أن "ما تردده وسائل الإعلام يفيد بأن هناك مسلحين حاولوا اقتحام مرقد الإمام وما شابه ذلك"، متسائلاً "هل هذه حقيقة ما جرى فعلاً أو أن هنالك أمور أخرى خافية".
وطالب القيادي في كتلة الأحرار، الجهات الأمنية بضرورة "التحقيق بالموضوع"، عاداً أن "إعلان النتائج إذا لم يتم من خلال وسائل الإعلام لأي سبب كان، فإن التحالف الوطني ينبغي أن يطلع على حقيقة ما جرى بشأن أحداث كربلاء".
بالمقابل أعرب النائب في ائتلاف دولة القانون، محمود الحسن، عن اعتقاده أن "ما حدث مع أتباع الصرخي قد تم الانتهاء منه في وقته".
واستبعد الحسن ، في حديث إلى (المدى برس)، إمكانية "انتقال ما حدث في كربلاء إلى محافظات شيعية أخرى"، مؤكداً أن "الوضع بات مستقراً في كربلاء ولا يمكن لأتباع الصرخي فعل أي شيء لزعزعة الأمن بالمحافظة أو غيرها".
وكانت قيادة شرطة محافظة كربلاء، أعلنت، في(الثاني من تموز 2014 الحالي)، عن تعرض "زمرة ضالة ومستهترة" لفوج الدعم والإسناد وعناصر حماية عدد من المسؤولين الحكوميين جنوبي المدينة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين بيّنت أن القوات الأمنية ردت عليهم فوراً وحاصرت مقرهم "المعبأ بأسلحة غير مرخصة"، أكدت فتح ممر آمن لمن سلم نفسه منهم، وانتهاء العملية وعودة الأمن إلى وضعه الطبيعي في المحافظة.
يذكر أن مصدر مقرب من رجل الدين محمود الحسني الصرخي، كشف في حديث إلى (المدى برس)، اول من أمس الأربعاء، عن إخلاء الصرخي إلى مكان آمن داخل مدينة كربلاء بعد سيطرة القوات الامنية على مكتبه، وأكد أن 56 من اتباع الصرخي، سقطوا بين قتيل أو جريح بالاشتباك مع القوات الأمنية التي داهمت المكتب الواقع، جنوبي كربلاء، وفي حين أكد اعتقال 100 آخرين كانوا داخل المكتب قبل إحراقه من قبل القوات الأمنية، بين أن الحكومتين المحلية والمركزية "رفضتا التفاوض مع الصرخي".
كما أعلنت قيادة شرطة الديوانية، اول من امس الاربعاء أيضاً، عن اعتقال خمسة من أنصار الصرخي بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية في مناطق عدة من المحافظة،(180كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين بينت أن بعضهم كان "مسلحاً"، أكدت أنها "تنفذ حالياً عملية دهم بحثاً عن الخارجين عن القانون".
وكان مصدر أمني رفيع، أفاد في (2 تموز 2014 بأن اشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش والشرطة وانصار رجال الدين محمود الحسني الصرخي، بعد تطويق قوة مشتركة، معززة بالطائرات المروحية، حي سيف سعد الذي يقع منزل الصرخي فيه، فيما بيّن ان القوات الأمنية فرضت حضراً شاملاً للتجوال واغلقت مداخل كربلاء.
وكان الموقع الإعلامي الخاص بالصرخي، قال في بيان له، ‘ن مداهمة مقره في كربلاء جاءت نتيجة لمواقف الصرخي "الوطنية"، مبيناً أن قوات الجيش قامت بـ"استفزاز" الموجودين في المقر كما داهموا مسجد وحسينية تابعة له، واصفا هذه الاعمال بأنها "تصرفات مليشياوية نتيجة لمواقف الصرخي الرافضة للتقسيم والطائفية التي قتلت أبناء الشعب العراقي"، وعد أن "موقفهم هذا دليل فشلهم وعدم صمودهم تجاه المواقف الوطنية التي تكشف عمالتهم للدول الأخرى التي لا تريد غير الشر والدمار للعراق والعراقيين".
وكان رجل الدين الشيعي المثير للجدل محمود الصرخي، أبدى دعمه للتظاهرات في المحافظات والمناطق السنية بعد انطلاقها عام 2012، وبيّن أنها تنطلق "من الحيف والظلم" اللذين يتعرض لهما الانسان في العراق بمخلف طوائفه، وفي حين اكد أن هناك "انتهازيين" يحاولون استغلال التظاهرات لمصالحهم، شدد على أن هناك من يتاجرون ايضا "بالدين والحوزة"، داعيا الناخبين الشيعة إلى عدم الانخداع بـ"اسم علي" الذي يرفعه الفاسدون للوصول إلى السلطة.
وكانت صدامات مشابهة بين انصار الصرخي والقوات العراقية قد وقعت في عام 2006 على إثر مهاجمتهم القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة،(590 كم جنوب العاصمة بغداد)، بعد برنامج للتلفزيون الإيراني وجه انتقادات للصرخي وقام المهاجمون آنذاك برمي الحجارة على القنصلية وإضرام النار في مقرها.
وكان الصرخي قد أعلن مؤخرا رفضه لفتوى المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، بشأن وجوب قتال المسلحين الذين يواجهون الحكومة في مناطق مختلفة من العراق.
وتشير بعض المصادر إلى أن محمود بن عبد الرضا بن محمد الحسني الصرخي، ولد عام 1964، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية، ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987، وبعدها اتجه للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف في العام 1993، وأصبح أحد طلاب واتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر)، ثم طالب بالأعلمية وله عدد غير معروف من الاتباع.
855 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع