المفكر الإسلامي العراقي، غالب الشابندر
أكد المفكر الإسلامي العراقي، غالب الشابندر، أن الاسلام السياسي العراقي فشل في ادارة البلد. موضحاً أن الانسان الشيعي بطبيعته بقرة معدة للذبح، مشيرًا إلى أن السبب في تشرذم الشيعة يعود إلى عدم وجود مرجعية عربية على الرغم من تأكيده أن السيستاني هو أروع مرجعية دينية جاءت إلى حد الآن.
بغداد: قال الكاتب والباحث غالب الشابندر في حوار مع (إيلاف) إن اميركا مرتاحة للواقع العراقي الحالي الذي يشهد احتراباً بين فئات الشعب العراقي. واعتبر الجعفري أفشل شخصية عراقية، وقال إن الجلبي يصلح لقيادة العراق لأنه يمتلك ارادة قوية ويتميز بالشجاعة.. وفي ما يلي نص ما جاء في الحوار:
* كيف تجد تجربة الإسلام السياسي في العراق؟
-هذا السؤال يجيب عنه الواقع بكل وضوح، لأن الإسلام السياسي فشل ليس في ادارة البلد فقط، بل انه فشل في مهمته الدعوية ايضاً، الا أن هناك نزوعاً نحو الطقوسية وايضًا نحو الخرافة والاسطورة، فيما هناك ابتعاد عن واقعية القرآن وابتعاد عن العقلانية، والمفروض أن العقلانية ومجتمع العقل هو الهدف الاول للاسلام السياسي، ولكنه اصبح ليس على هامش الاهتمام، بل على العكس هو المنجز تحت بركة الاسلام السياسي.
* اين الخلل؟
- اعتقد ان الخلل يكمن في عدم وجود عقلانية اسلامية، لأن هذه تأتي من طرح حرية الفهم المتنوع للدين، وهذا الفهم الآن أقصي، يعني أن روح القرن الرابع الهجري التي سادت بغداد أقصيت، فأصبح هناك مفهوم احتكار الحقيقة ومفهوم نفي الآخر، مع العلم أن الآخر في القرآن الكريم هو مشروع حوار ومشروع حياة، فهؤلاء جعلوا الآخر مشروع ذبح وقتل واقصاء ونفي.
*هل نجح الشيعة في إدارة الحكم؟
- بطبيعة الانسان الشيعي سواء في العراق أو لبنان أو سوريا هو بقرة للذبح، ويريد أن يبقى كذلك ويحمل اهدافًا مثالية والشيعة يرسخون في اذهان ابنائهم اصالة الحزن واصالة المأساة واصالة جلد الذات تحت حجة محاربة الاستعمار والصهيونية، ولكنني اعتقد أنها خدعة التحايل على الذات.
* هل يصلحون للسياسة؟
- هم مثاليون، الشيعة مثاليون، واسهل طائفة للانقياد هم الشيعة لو أحسن الآخرون الفن، والسبب كما قلت لأنهم مثاليون وطقوسيون، اعطِهم حقوقهم الطقوسية تملكهم جميعًا.
* لماذا هذا التشرذم في ما بينهم؟
- اعتقد أن السبب يعود الى عدم وجود مرجعية عربية، هذا بالنسبة للشيعة العرب، فالشيعة العرب وتحديداً العراقيون يحتاجون الى مرجعية عربية، انحصار المرجعية بالجانب الفارسي أدى الى تحويل الشيعة الى آليات مسيرة، وهذه أحد الاسباب.
* هل أجدك تشير الى السيد السيستاني؟
- انا اعتقد أن السيستاني هو أروع مرجعية دينية جاءت الى حد الآن، انا رجل معجب بالسيستانية وكتبت كتابًا عن السيستانية، السيستاني هو سلطة روحية ولكنه لم يستغل هذه السلطة الروحية، وهو وحدوي وواقعي، انا أتوقع أن تتحول السيستانية الى منهج، لكن جماعة السيستاني كسالى، فهم من الممكن أن يحولوها الى منهج لانقاذ شيعة العالم من الذبح.
* ماذا قصدت، اذن، بالمرجعية العربية؟
- لو جئنا الى السيستاني لوجدنا أن روحه عربية، عراقية، وحسب علمي وقراءتي هو ضد أي تشيع يخرج عن نطاق الفكر الاسلامي العروبي .. العربي المطعم بفكر الائمة: الصادق والكاظم والباقر، وهؤلاء عرب، دعني أنقل لك قصة أو حدثاً يكشف مدى عمق هذا الانسان، وانا لست متدينًا كثيرًا بقدر ما انا اسلامي يساري كما تعرف، جاء اليه تجار بغداد قبل مدة وقالوا له سيدنا نريد أن نعمر النجف، فقال لهم: اذهبوا وعمروا بغداد، هذه رؤية حضارية عظيمة، هذه رؤية انسان متفتح، هذه رؤية انسان قرأ شكسبير ومورتسكيو وغيرهما، انا أشيد بهذه المرجعية، ولكننا نسعى الى مرجعية عربية ايضًا.
* ما الذي يحتاجه الساسة الشيعة كي يرتقوا بالبلد الى حال افضل؟
- يحتاجون الى رؤية علمانية مطعمة بالاخلاقيات الاسلامية، نحن لا نحتاج الى اسلام مطعم بالحداثة، لا.. هذا غلط، نحتاج الى علمانية مطعمة بالاخلاقية الاسلامية.
* هل كان حزب الدعوة خلال السنوات الثماني يحكم بنهج الحزب أم غيره؟
-اولا حزب الدعوة تحول الى شخصيات ومحاور وانتهت رسالته الدعوتية للاسف الشديد ومات محمد باقر الصدر مرتين، مرة عندما قتله صدام ومرة عندما استلم حزب الدعوة الحكم، والان اصبح حزب الدعوة حزب نوري المالكي لا اكثر ولا اقل وكل التاريخ الدموي انتهى باستلام الحكم.
* هل ما يحدث في العراق الآن هو حرب طائفية كما يعتقد البعض؟
- نعم يوجد احتراب طائفي، اقولها بصراحة، وعلاماته واضحة، مثل المطالبة بإقليم سني واقليم شيعي، وهذا موجود ليس عند السياسيين فقط، بل في الجسد الاجتماعي للاسف الشديد، لنكن واقعيين ..، فنحن إن لم نكن واقعيين ونضع النقاط على الحروف لايمكن أن نضع طروحات حل.
* هل تعرف الناس عواقب ما يحدث من تقسيم للبلد؟
-السياسيون استخدموا طوائفهم لمصالحهم، ولم يعملوا لمصالح طوائفهم، فالقضية فيها دقة وفن شيطاني.
* هل هذه الحرب تنذر بالتقسيم؟
- هي ليست حربًا، بل احتراب، ويبدو أنه لم يكن تقسيماً فسيكون كونفدراليات.
* ايهما افضل للعراق هذا الاحتراب المستمر ام الكونفدراليات؟
- بالتأكيد الكونفدراليات ارحم كثيرًا للعراق، ننطلق من الواقع وليس من الاساطير والخرافات.
* حتى لو رفضها الشعب؟
- اخاف من أن الشعب هو الذي يقبل بذلك.
* لماذا لم يتفق الساسة الشيعة على شخصية واحدة لرئاسة الوزراء؟
- لانها هزيلة، فهذه الشخصيات الموجودة هي شخصيات هزيلة لأنها لا تحمل رؤية فكرية عميقة وهي عائلية ورمزية وليست شعبية وديمقراطية، ولم تكن سلسلة تاريخ عميق من حيث الحضور التاريخي، ربما هي سليلة عائلة دينية، ولكن ليس بالضبط ان سليل العائلة الدينية أن يكون سليل حركة تاريخية .
* من الشخصية التي يمكن أن تنقذ العراق مما هو فيه؟
- لا توجد شخصية تنقذ العراق، ولكن من الممكن أن اعطيك رأيي بالشخصيات الشيعية التي من الممكن أن تؤدي دورًا بصرف النظر عمّا موجود من تقييمات اخلاقية وغيرها، انا اعتقد أن الاخ الدكتور عادل عبد المهدي يمتلك قدرة فذة على التنظير، ولكن لا اعتقد انه يمتلك قدرة على الارادة، ارادته ليست في مستوى فكره، واعتقد احمد الجلبي رغم اختلافي معه إلا أنه يمتلك ارادة قوية ويتميز بالشجاعة واعتقد من الاخوة السنة اسامة النجيفي لو أنه يتنحى عن النزعة الطائفية اعتقد أنه سيكون احد محاور الاجتماع العراقي الناجح، اما ابراهيم الجعفري فهو شخصية فاشلة بكل معنى الكلمة غير قديرة. لا تمتلك حتى الثقافة التي يدعي انه رائدها، وارجو أن تكتب هذا بالنص .
*أي دور لأميركا في ما يجري في العراق؟
- اميركا تعمل في الخفاء اكثر مما يتصوره الإنسان العراقي، واكثر مما يتصوره السياسي العراقي، اميركا اولاً لها علاقة وطيدة بالكثير من رؤساء العشائر، ولها علاقة وطيدة وكبيرة مع اكثر ضباط الجيش الكبار، اميركا متغلغلة في الجانبين الامني والاقتصادي وتعمل بهدوء، واعتقد أنها مرتاحة لهذا الواقع الموجود في العراق... اولاً لأنه واقع يأكل الاقتصاد العراقي. وثانيًا لأنه يحاصر ايران ويتعبها. وثالثًا لأنه يؤدي الى استئصال الكثافة الشعبية المهمة التي هي شيعة العراق .
914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع