لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»:بينما تتزايد حدة الخلاف بين برلين وواشنطن جراء عمليات التجسس، ينظر الساسة الألمان في مسألة العودة مجددا إلى عصر الآلات الكاتبة اليدوية القديمة، لاستخدامها في كتابة الوثائق السرية وحماية الأسرار الوطنية من تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية.
وحسبما أفاد باتريك سينسبرج، رئيس اللجنة التي شكلها البرلمان الألماني للتحقيق في مزاعم تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية: "ينظر أعضاء اللجنة في اتخاذ تدابير أمنية جديدة، ويفكرون بجدية في عدم استخدام البريد الالكتروني والعودة مجددا إلى الآلات الكاتبة القديمة".
وفى حديث له على برنامج بقناة "أيه أر دي" الألمانية يوم الاثنين الماضي، قال: "في الواقع، إننا لدينا بالفعل (آلة كاتبة)، وهي آله كاتبة غير الكترونية"، وذلك حسبما تقارير غربية.
وأوضحت صحيفة "الغارديان" أن الإعلامي الذي أجرى معه المقابلة فوجئ بالفكرة التي طرحها السيد سينسبرج، وتساءل ما إذا كان هذا الأمر حقيقيا أم لا. وفي هذا السياق، ردّ سنسبورج، أحد أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قائلا: "بالطبع، لا مجال للمزاح".
وقد تأسست اللجنة للتحقيق في أعمال المراقبة التي كشف عنها ادوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي الأميركية السابق؛ حيث كشف عن تجسس الولايات المتحدة الأميركية على الألمان، بما في ذلك التنصت على الهاتف الجوال لميركل. وأسفرت تلك الفضيحة عن وجود فتور في العلاقات بين برلين وواشنطن، الحلفين القديمين. وقالت ميركل: "التجسس على الأصدقاء غير مقبول".
وبالاضافة الى فضائح التجسس المحرجة، أعلنت برلين في وقت سابق من هذا الشهر أنها اكتشفت وجود جاسوس أميركي مشتبه به في وزارة الدفاع.
وجاء ذلك فقط عقب أيام من القبض على ضابط الاستخبارات الألماني الذي كان عميلا مزدوجا، وسرب معلومات إلى وكالة المخابرات المركزية حول عملية تحقيق البرلمان الألماني في مزاعم تجسس وكالة الأمن القومي الأميركي.
وقالت ميركل آنذاك: إذا ثبت صحة تلك المزاعم "سيكون الأمر بالنسبة إليّ تناقضاً واضحاً، لما أعتبره تعاوناً يستند إلى الثقة بين وكالات وشركاء".
وأمرت الحكومة الألمانية أيضا بطرد مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في برلين.
ونقلا عن صحيفة "الاندبندنت"، ذكر سنسبورج لمذيع قناة "أيه أر دى": "على عكس لجان التحقيق الأخرى، نحن نحقق في وضع راهن. ولازالت الأنشطة الاستخباراتية مستمرة. إنها تحدث بالفعل". وأضاف: "بالتأكيد يتعين علينا حماية مراسلاتنا الداخلية، وتشفير رسائل البريد الالكتروني، ووضع شفرة للهواتف، بالإضافة إلى مسائل أخرى لا أريد ذكرها هنا".
وفي الوقت ذاته، إذا ما قرر الساسة الألمان التخلي عن استخدام أجهزة الكمبيوتر والتحول إلى الآلات الكاتبة، فإنهم بذلك لن يكونوا أول من يبتكر تلك الفكرة.
ففي العام الماضي، أمرت دائرة الحرس الاتحادي الروسية- في خطوة يبدو أنها ناجمة عن تسريبات سنودن- بتوفير آلات كاتبة تستخدم خط الطباعة الروسي واللاتيني. وكانت دائرة الحرس الاتحادي الروسية- التي تعمل على حماية المسؤولين رفيعي المستوي- على وشك إنفاق 486.000 روبل (14.000 دولار) لشراء 20 من الآلات الكاتبة المحمولة التي تعمل بالكهرباء.
1003 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع