عبدالجبار العتابي:جرت انتخابات نقابة الصحفيين العراقيين، في ظهيرة غائضة من رمضان وفي يوم ليس عطلة، وفاز من فاز فيها ولكن الغريب الذي اثار الكثير من الصحفيين هي الارقام التي ظهرت عليها نتائج الاتخابات، حيث فاز النقيب مؤيد اللامي بحصوله على 1079 صوتًا من أصل 1256 صحافيًا قيل انهم ادلوا بأصواتهم،متقدمًا بفارق شاسع على المرشحين الأربعة الآخرين للمنصب، اي انه فاز بنسبة 98 بالمائة من أصوات الناخبين، وهو امر مثير جدا، ربما لم يحصل في اية انتخابات، فيما نؤكد ان هذا العدد ليس صحيحا وان الحاضرين لا يتجاوزون الـ 700 شخصا.
حسب مطلعين في النقابة ان عدد الصحفيين في العراق المسجلين في النقابة تجاوز العشرين الف صحفي، وحسب يوم الانتخاب من مصادر النقابة ان الذين يحق لهم الانتخاب من الاعضاء العاملين يفوق الخمسة الاف عضوا، واذن.. هذا يعني ان اكثر من اربعة الاف صحافي لم يشترك في الانتخابات، وهنا يمكن التساؤل: لماذا؟ والاجابة حاضرة عند هؤلاء ان النتائج محسومة لان النقيب مدعوم من رئيس الوزراء نوري المالكي تحديدا ومهما شاءت الاقدار الى تغييره لن تستطيع، وهذا ما يستغربه الكثيرون، على الرغم من ان النقيب مشمول بـ (اجتثاث البعث)، الا ان احدا لم يستطع ان يشهر بوجهه هذه البطاقة، بمعنى اخر ان له سطوة المالكي الذي يدعمه بالمال والنفوذ والصلاحيات.
في هذه الانتخابات كما التي قبلها غاب المنافسون، غابوا تماما، وما كان الاربعة الذين ظهروا على المشهد الانتخابي الا تمثيلية ساذجة، لان هؤلاء الاربعة ليس لهم حضور في الساحة الصحافية وغير معروفين، وغالبية الاراء تشير الى انهم دفعوا الى لعب هذا الدور كي لا يقال ان النقيب وحده المرشح او انه سيفوز بالتزكية لان هذا سيكشف ما يراد اخفاءه،واذا ما تساءل احد عن الذين صوتوا للنقيب يمكن الاستعانة بكلام للشاعر والصحافي حميد قاسم : (ان غالبية الاعضاء العاملين منحوا الهوية بعد 2003 ممن لاصلة لهم بالصحافة..سواق تكسيات...معلمون..اصحاب شركات وتجار.. حلاقون... الخ الخ.. هؤلاء من انتخب النقيب..) فضلا عن الذين جاءوا من بعض المحافظات وقامت النقابة باستضافتهم في فندق المنصور (خمس نجوم)!، وكل هؤلاء لا يستحقون ان يكونوا اعضاء في نقابة الصحافيين لانهم غير صحافيين ولا علاقة لهم بالصحافة، ولو تمت غربلة العدد الهائل من الصحافيين لما بقي منهم 500 صحافيا يستحق ان يحمل الصفة، لذلك يرى غالبية الاكثر من 20 الف صحفي ان مجيء نقيب جديد للنقابة من ابناء المهنة سوف لا يبقى من هذا العدد الا القليل، وحسب رأي احدهم (ان الناس لا تنتخب من يحاسبها)!!، حيث ان النقيب ليس صحافيا في الاصل.
في المشهد.. الكثير من وجع القلب، الكثير من الاهات، لأن الحال العام مؤسف، لا احد يستطيع ان يرسم صورة للتغيير فيما صاحبة الجلالة تعيش مشردة يتلاعب بها هذا ويداعبها ذاك، والدمامل تملأ جسدها والقيح ينزّ منها فيما الرعاية الحكومية غائبة تماما عنها بل انها تشعر بالفرح وهي تراها تصاب بالايدز!!، والكثيرون من ابنائها ينظرون اليها وهم يشبكون ايديهم على صدوره مستسلمين للواقع.
1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع