المدى برس/ بغداد:رأى سياسيون عراقيون وعالميون، اليوم السبت، أن العراق قد يتعرض لخطر التقسيم إذا لم يتمكن رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، من نزع فتيل التناحر الطائفي وإعادة وحدة البلاد، والابتعاد عن نهج سلفه، نوري المالكي، وتجاوز ثقافة حزب الدعوة، في حين عد أول حاكم أميركي لعراق ما بعد صدام، أن تطبيق نظام حكم كونفدرالي هو "أفضل ضمانة" لوحدة البلاد "المقسمة حالياً" مؤكداً أن العراق "الذي كنا نعرفه لم يعد موجوداً".
وقالت صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، في مقال نشرته اليوم، واطلعت عليه (المدى برس)، إن "سياسيين عراقيين ومحللين غربيين يرون أن العراق قد يتعرض لخطر التقسيم بسبب التناحر الطائفي ما لم يتمكن رئيس الحكومة الجديدة المكلف، حيدر العبادي، من استقطاب الأطراف المتناحرة في البلد".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي رفيع، يرغب بالحصول على وزارة سيادية ضمن الحكومة الجديدة، قوله إن هذا "ما يجب أن يفعله العبادي وإلا فلا"، وتابع "لا يوجد أحداً منا مقتنع بأنه سينجح في تلك المهمة، وإذا لم ينجح فنحن في معضلة".
وبحسب الغارديان، فإن "مراقبين إقليميين يرون أنه في الوقت الذي حظي فيه العبادي بدعم إقليمي ودولي واسع فانه سيواجه مسؤولية ثقيلة في اقناع المواطنين العراقيين بقدرته على استرجاع ما تم اغتصابه من أراض ضمن حدود الدولة العراقية".
وبينت الصحيفة البريطانية، أنه في "ظل حكم رئيس مجلس الوزراء السابق، نوري المالكي، وسلطة الحكومة المركزية، فقد كثير من العراقيين ثقتهم بقدرة أي مسؤول فيها على إعادة وحدة البلاد بعد شهرين من اجتياح مسلحي داعش لمناطق غربيها وشماليها".
وقال أول حاكم أميركي للعراق بعد إسقاط النظام السابق سنة 2003، الجنرال المتقاعد جي غارنر، وفقاً للغارديان، إن "أفضل ما يمكن للولايات المتحدة أن تتمناه للحفاظ على وحدة العراق، هو تطبيق نظام حكم كونفدرالي يجتمع فيه السنة والكرد والشيعة".
وأعرب غارنر، عن اعتقاده أن "العراق مقسم حالي وينبغي تقبل تلك الحقيقة"، مؤكداً أن "العراق الذي كنا نعرفه لم يعد موجوداً".
ونقلت The Guardian عن علي خضيري، وهو مسؤول أميركي خدم مع خمسة سفراء متعاقبين للولايات المتحدة في بغداد، ومع ثلاثة زعماء في القيادة المركزية للقوات الأميركية، قوله إن "حيدر العبادي، العضو القديم في حزب الدعوة الإسلامي الشيعي، هو شخص عملي يتمتع بصفات براغماتية نادراً ما تجدها في الحياة العامة العراقية".
وأضاف خضيري، أن "العبادي طالما كان يثير اعجابي وبقية الدبلوماسيين الأميركيين الكبار، خلال اللقاءات معه، عبر العشرة أعوام الماضية، من خلال روح الدعابة المؤثرة التي يمتلكها، فضلا عن تواضعه ورغبته بالإصغاء للآخرين"، مبيناً أن "العبادي يتمتع بالقدرة على الجمع بين الخصائص المطلوبة بنحو دقيق للمساعدة في معالجة الجراح العميقة للعراقيين التي نجمت عن الحقبتين تحت حكم صدام والمالكي".
ورأى خضيري، بحسب الغارديان، أن "العبادي يواجه تحدياً شبه مستحيل في القدرة على تجاوز ثقافة حزب الدعوة الكتومة المتأصلة، والطائفية ذات الميول الإيرانية".
وبينت الصحيفة البريطانية، أن "العبادي قد وجد نفسه الآن كمنقذ وطني وهو دور يبدو أن السنوات التي قضاها كعضو مواظب غير قيادي منزوي في حزب الدعوة، وسنواته التي قضاها في المنفى، لم تصقله وتهيئه لتولي مثل هذه المهمة".
وتابعت الغارديان، مع ذلك فان "رد الفعل المبكر لتنصيبه قد شجع مناصريه، إذ أفصحت مجموعة من العشائر السنية، أمس الجمعة،(الـ15 من آب 2014 الحالي)، بأنها مستعدة للانضمام لحكومة العبادي إذا ما تمت تلبية مطالبهم بالنحو الصحيح"، عادة أن ذلك يشكل "إعلاناً ينظر إليه كمحاولة منهم لكسب رضا الزعيم الجديد وتحرك ممكن لإعادة ترتيب العلاقات مع المكون الشيعي".
وواصلت الصحيفة، أن التيار الصدري، بقيادة مقتدى الصدر، "أبدى تفاؤله بقيادة العبادي الجديدة".
ونقلت الغارديان، عن القيادي في التيار، صلاح العبيدي، قوله "نحن متفائلون أكثر منذ تسلم العبادي المسؤولية واعتقد أن هناك فرصة للتغيير في العراق".
على صعيد متصل قال المحلل السياسي عيسان الشمري، في حديث للغارديان، إن "ما نتمناه من العبادي أن يغير فقط من الاسلوب الذي انتهجه المالكي ولا يتبع خطاه"، مبيناً أن "العراقيين متفائلين بالعبادي لكنهم قلقون من أن الحكومة الجديدة قد تستخدم الاسلوب نفسه في تخصيص الوزارات وفقا للمحاصصة الحزبية والطائفية، وإذا ما حصل ذلك مرة أخرى فعندها سنفقد آخر بصيص من الأمل بإحداث تغيير نحو عراق أفضل".
وكان مسؤولين إقليميون وعراقيون، وفقاً للغاردين، قد "شجعوا العبادي للبدء ببث الروح من جديد بالجيش الوطني الذي فقد معنوياته، وإصلاح مؤسسات الدولة التي تأثرت بالفساد وسيطرة الكتل السياسية عليها عبر السنوات العشر الماضية، حيث كثير منها تعتبر غير فعالة أصلاً".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن "العبادي ينوي أيضا إحياء العلاقات مع الدول السنية العربية المجاورة بضمنها السعودية ودول الخليج، التي قاطعت حكومة المالكي لما يقارب من سبعة أعوام متهمة إياه بأنه رجل مثير للازمات، حيث اتهم المالكي الرياض بالمقابل بتمويل التطرف في العراق".
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم كلف رسمياً في،(الـ11 من آب 2014 الحالي)، القيادي في حزب الدعوة الإسلامي، حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، الذي أعلن أمس الأول الخميس،(الـ14 من آب الحالي)، سحب ترشيحه ودعم العبادي، بعد محاولات عدة للتمسك بالمنصب.
وحظي تكليف العبادي بترحيب كبير محلي وإقليمي ودولي، واسع، إذ رحّبت بع غالبية القوة العراقية، كما فعلت ذلك الإدارة الأميركية والأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، فضلاً عن إيران والسعودية والجامعة العربية وتركيا.
898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع