عنصران من البيشمركة الكردية يأخذان مكانيهما قرب سد الموصل أمس (أ.ب)
أربيل: دلشاد عبد الله - الرمادي: «الشرق الأوسط»:في حين أكدت مصادر كردية أمس استعادة قوات البيشمركة السيطرة الكاملة على سد الموصل من مسلحي «داعش»، أفادت مصادر عشائرية في محافظة الأنبار الغربية بانضمام مزيد من عشائر المحافظة إلى الحملة المضادة للتنظيم المتطرف.
وأعلن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى، لـ {الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركه تمكنت مساء أمس من السيطرة على سد الموصل بعد هجوم بداته صباحا على مواقع «داعش» في منطقة السد بإسناد من الطيران الأميركي.
وأضاف مموزيني إن قوات البيشمركة استعادت أيضا السيطرة على تلسقف وبطمايا ومنارة وتل عدس ومفرق الموصل ومفرق سد الموصل ووانة، مضيفا أن «(داعش) خلف وراءه عشرات القتلى».
وفي وقت سابق أمس، أوضح العميد هلكورد حكمت، المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركة «استطاعت أن تحرز تقدما كبيرا منذ الساعات الأولى لبدء الهجوم، واستعادت السيطرة على تلسقف ومجمع قرى الرسالة والمناطق التي تقع خلف السد»، مبينا أن الطائرات الأميركية لعبت دورا فعالا في إسناد قوات البيشمركة في هجومها على السد. وورد أن البيشمركة تقدمت ببطء بسبب الألغام الأرضية التي زرعها مسلحو «داعش» في منطقة العمليات.
بدوره، توقع بشار كيكي، رئيس مجلس محافظة نينوى، بدء هجوم بري لاستعادة سنجار وزمار وربيعة خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال كيكي إن «قوات البيشمركة استعادت السيطرة على نحو 90 في المائة من قضاء تلكيف (شمال شرقي الموصل)، وأتوقع أن تبدأ عملية برية واسعة خلال الأيام المقبلة لتحرير سنجار وزمار وربيعة بعد السيطرة على السد، لأن طريق السد هو طريق زمار ومن زمار إلى سنجار».
وحول الوضع داخل الموصل، قال كيكي: «بحسب مصادرنا، يطالب مسلحو (داعش) الأهالي بالتطوع في صفوفها، وامتلأت مستشفيات المدينة بالمصابين منهم، والقصف الجوي الأميركي أثر كثيرا على (داعش) وأضعف مقاومتها وشل حركتها الهجومية، لذا هم الآن في وضع الانسحاب، فمقاومتهم للبيشمركة باتت ضعيفة جدا، خاصة بعد أن علموا أن البيشمركة جرى تسليحها بالأسلحة المتطورة».
في السياق نفسه، أعلنت كتيبة «النبي شيت»، الجناح التابع لكتائب الموصل في بيان لها أمس عن بدء عملياتها في «محاسبة كل من ألحق الأذى بالموصل مدينة وسكانا ومقدسات من الدواعش المارقين». وأضاف البيان أن «كتائب الموصل كبدت الدواعش خلال الأسبوعين الماضيين من خلال أجنحتها الموزعة على عموم نينوى، خسائر كبيرة (..) في عمليات تباينت بين القنص والتفجير والهجوم المسلح».
من جانبه، ذكر مصدر مطلع من داخل الموصل أن 12 من مسلحي «داعش» قتلوا في حي الزهور أمس «إثر انفجار عبوة ناسفة بالسيارة التي كانت تقلهم». وأضاف المصدر أن «غالبية قادة (داعش) البارزين فروا من الموصل متوجهين إلى سوريا خوفا من استهداف الطائرات الأميركية لهم».
وحول الغارات الجوية الأميركية، قالت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان إن مقاتلات حربية وطائرات من دون طيار دمرت أو أعطبت أربع ناقلات مصفحة وسبع آليات مزودة بأسلحة وعربتي «هامفي» وسيارة مصفحة.
وجنوبا، وتحديدا في محافظة الأنبار، تواصل أمس، لليوم الثالث على التوالي، انضمام العشائر السنية إلى القوات الأمنية للقتال ضد «داعش». وتمكنت هذه العشائر التي زاد عددها على 25 عشيرة من استعادة عدد من المناطق التي كانت خارج سلطة الدولة، بحسب مسؤول رفيع في الشرطة.
وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي: «تتواصل لليوم الثالث على التوالي عملية مساندة العشائر للقوات الأمنية في القرية العصرية وزنكورة إلى الغرب من الرمادي». وأضاف: «احتشد مئات من مقاتلي العشائر إلى جانب قوات الجيش والشرطة، وانقسموا إلى مجموعات وتوزعوا لمسك الأرض في مناطق محدد». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللواء الدليمي قوله إن «قوات الأمن والعشائر استطاعت طرد المسلحين من منطقة البو عساف وبعض مناطق زنكورة والقرية العصرية بالكامل».
وتمكن مقاتلو العشائر الذين تساندهم قوات الأمن من قتل ثمانية مسلحين في قرية البوكنعان (الواقعة في زنكورة) والاستيلاء على عربات رباعية الدفع مع أسلحة ثقيلة، وفقا للدليمي.
كما استطاع مقاتلو العشائر بمساندة قوات الأمن استعادة السيطرة وفرض الأمن في مناطق متفرقة في الأنبار مثل ناحية بروانة التابعة لحديثة وعلى امتداد الطريق السريع المؤدي إلى النخيب، وفقا للمصدر.
من جهته، أعلن الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية إن «القوات الأمنية أحبطت محاولة إرهابية للتقرب من قضاء حديثة، وتدمير ست عربات محملة بالدواعش». وفشل عناصر «داعش» عشرات المرات في اقتحام مدينة حديثة على الرغم من الهجمات التي تشن من عدة محاور على هذا القضاء الذي يقع فيه أحد أكبر سدود المياه في البلاد.
876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع