بغداد- وائل نعمة:قال أعضاء أكراد سابقون في لجنة الأمن والدفاع النيابية، على صلة بالوضع الميداني، ان غرفة عمليات مشتركة بين بغداد وأربيل والولايات المتحدة تنسق المعلومات الاستخبارية لتنظيم الهجمات ضد داعش حوالي الموصل، مشيرين الى ان التنظيم حسب الرصد العسكري والاستطلاع، بدأ يلجأ الى حفر خنادق دفاعية حول الموصل، ويحاول حشد متطوعين، كما اخذ بإحراق دوائر رسمية في مناطق قرب كركوك استعدادا كما يبدو للانسحاب.
يأتي هذا بعد تراجع داعش في عدد من البلدات التي أعادت قوات "البيشمركة الكردية" السيطرة عليها في اليومين الماضيين اثر قتال شرس في سهل نينوى. فيما تقول الأنباء الواردة من الموصل ان "القوة الضاربة" للمسلحين اختفت من المدينة، وان "داعش" بدت "مهزومة".
ويقول عضو سابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية ان المسلحين في شمال الموصل اخذوا مواقع الدفاع، بعد ان وجهت لهم القوات الكردية المسنودة من الطيران الأميركي "ضربات موجعة" في مناطق سهل نينوى وسد الموصل ومخمور.
ويقول النائب السابق شوان محمد طه في تصريح لـ"المدى" ان مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بدأوا بـ"حفر الخنادق" كأحد الوسائل الدفاعية التي يتبعها التنظيم للحفاظ على وجودة في نينوى. في حين يؤكد طه بان "شبكة المعلومات الاستخبارات" المتبادلة بين الأكراد ووزارة الدفاع الاتحادية والولايات المتحدة، تعمل بفعالية كبيرة، وادت معلوماتها الى تدمير عدد من مناطق تمركز المسلحين.
وللمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول 2011، شنت طائرات أمريكية في 8 آب غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في شمال العراق، ووعد أوباما باتباع ستراتيجية "بعيدة الأمد" لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي أكد أنه يشكل خطرا "على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها".
لكن النائب الكردي السابق يرى ان الخلاص من تنظيم الدولة الإسلامية، في نينوى على الأقل، يحتاج الى "حلول سياسية وفتح الحوار مع بعض العشائر العربية هناك، والذين بدورهم سيقدمون معلومات استخباراتية عن أماكن تواجد المسلحين ونقاط الضعف في مواقع التحصين"، فيما يؤكد بان "داعش" لايمكن التفاوض معها باي حال من الأحوال، ويجب سحقها في كل العراق.
في حين تقول المعلومات الواردة من الموصل ان القوة الضاربة لتنظيم الدولة الإسلامية "انسحبت" بصورة مفاجئة من الموصل الى سوريا. وتقول مواقع الكترونية تابعة لكتائب شعبية تعلن مقاتلة "داعش" في الموصل، بان طائرات "غير معروفة جنسيتها" قصفت سيارات المسلحين المنسحبين على طريق "الرقة" السورية وأوقعت بها خسائر كبيرة.
فيما أشارت تلك المواقع الى ان معنويات "التنظيم" في الموصل بدأت بالتراجع ويحاول قادته حث الناس في "منطقة الزهور" في الجانب الأيسر من المدينة، على التطوع لقتال اميركا، التي يقولون بانها "ستعود لاحتلال الموصل، وان هذا واجب شرعي وعلى جميع الشباب حمل السلاح"، فيما كانت الاستجابة ضعيفة جدا بحسب تلك المصادر المعارضة لداعش.
وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي قال ان "الموصل لايوجد فيها اي فصيل مسلح يقاتل مع (داعش) او يدعمها اما أبناء العشائر الذين تعاونوا مع داعش فليسوا سوى الحثالات وقطاع الطرق".
وكتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" انه "كان هناك عدد محدود من الفصائل المسلحة الذين ظنوا ان بإمكانهم الاستفادة من وجود (داعش) فاظهروا لهم الود في الأيام الأولى ثم عرفوا خطأهم".
وفي هذا السياق كشف عضو التحالف الكردستاني طارق جوهر عن وجود "غرفة عمليات مشتركة" بين الأكراد والقوات الأمريكية ووزارة الدفاع الاتحادية العراقية، لإدارة المعارك التي تجري في شمال وشرق الموصل.
ويرى جوهر في تصريح لـ"المدى" بان "بغداد" كانت تتعامل بطريقة خاطئة مع "البيشمركة" التي يقول بانها قامت بالقتال خلال شهرين وأعادت تحرير عدد من الأراضي التي احتلها "داعش". ويضيف ان الأحداث الأخيرة أظهرت ان "البيشمركة" جزء من تشكيلات الأمن الوطني، يعمل على حماية امن واستقلال البلاد.
ويصف جوهر ، وهو عضو حزب رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، الموقف الاميركي ودعمه للقوات الكردية بـ"الايجابي"، وقال ان الولايات المتحدة ادركت خطر المسلحين على أمنها وأمن أوروبا والمحيط الإقليمي.
ميدانيا، يكشف عضو اخر في لجنة الأمن النيابية السابقة عن تطورات الوضع في نينوى، ويقول ان "هجمات تنظيم الدولة الإسلامية توقفت" بعد الخسائر في شمال الموصل والسد، لكنه يعتقد بان "داعش" ستحارب بشراسة من اجل الموصل، باعتبارها المدينة الستراتيجية الأهم والتي تربطها مع سوريا.
ويتحدث النائب السابق حسن جهاد في تصريح لـ"المدى" عن تطورات ميدانية اخرى، ليكشف عن "حرق" المسلحين لعدد من الدوائر الحكومية في ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء طوزخرماتو، شرق تكريت، بسبب تلقيهم أنباء عن هجوم وشيك تنفذه القوات العراقية والاميركية على الناحية التي سيطر عليها مسلحون عقب سقوط الموصل بيوم واحد.
1000 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع