ناشطة كردية "لا تجيد لغة الضاد" تقود أكبر حملة مدنية لحماية العرب في كردستان

    

السليمانية / واي نيوز:وقع مئات المثقفين الكرد، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، على "حملة مدنية" للدفاع عن العرب المقيمين في إقليم كردستان.

اللافت في الحملة، أن أبرز الناشطين فيها، والمتحدث باسمها، شابة كردية "لا تتحدث بالعربية".

"بهار منذر"، الشابة الكردية التي لا تجيد لغة الضاد، تشرف على أكبر حملة مدنية تحت عنوان "الدفاع عن الناطقين باللغة العربية في كردستان". بهار، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، صعدت مع عشرات الناشطين الكرد، من حملة مدنية انطلقت أخيراً بعد دعوات لطرد العرب من الإقليم، الذي يواجه منذ أسابيع حصاراً من مسلحي "الدولة الإسلامية" من الغرب والجنوب.

وحين دخل المسلحون المتطرفون بلدة "سنجار"، ولاحقاً بلدتي "مخمور" و"گوير" على بعد اقل من 35 كيلو متر عن عاصمة الإقليم الكردي، شعر السكان بأن "العرب" من الممكن أن يتحولوا إلى خلايا نائمة تساعد "داعش" في حال دخلت مدن الإقليم.

وساد القلق من تفاقم الدعوات الكردية لطرد العرب، وحاول شبان كرد صناعة رأي عام محلي يدعم توجهاتهم تلك، وبالفعل نظموا تظاهرات في كل من أربيل والسليمانية تطالب بإخراج العرب.

وتقول بهار منذر، في تصريح إلى "واي نيوز"، إن "مثل هذه الدعوات المتطرفة تنافي مبادئ حقوق الإنسان، كما أنها لا تنسجم مع القيم التي عرف بها الشعب الكردي".

وتقول بهار منذر، إنه في الأسابيع القليلة الماضية تصاعد خطر المشاعر السلبية ضد الناطقين باللغة العربية في الإقليم، ويوماً بعد يوم، يعبر البعض عن مخاوفهم من الحرب ضد المتطرفين بدعوات ضد النازحين العرب.

وتضيف، "هذا في الحقيقة يثير القلق من تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان بالنسبة لمجموعات كبيرة من العرب الذين يعانون أصلاً من وضع إناسني سيء".

ومضت إلى القول "هؤلاء النازحون هربوا من التطرف والقتل والحرب، وجاءوا إلى كردستان".

ودعت بهار، منظمات المجتمع المدني إلى العمل دون وقوع كارثة قد يسببها تفاقم المشاعر الشوفينية ضد القوميات الأخرى في الإقليم.

وبدأ ناشطون كرد، في المدونات ومواقع الـ"سوشال ميديا"، شن حملات مكثفة لحث الناس على عدم المشاركة في التظاهرات، التي عرف الصحافيون فور انطلاقها أنها لم تتمكن من استقطاب أكثر من 30 شخص في شوارع السليمانية.

ويقول عدد من النشطين الكرد الداعين إلى ترحيل العرب، إن بعض العائلات العربية النازحة رفعت شعارات مؤيدة لـ"داعش".

ويقول دانا أسعد، وهو رئيس تحرير موقع "آوينه" الإخباري الكردي - ويعني بالعربية المرآة - إن "شباناً كرد قاموا بعدد من الانشطة في هذا الصدد كحملات تجميع تواقيع والخروج في مظاهرات، الا ان هذه النشطة لم تلق الدعم من قبل النخبة المثقفة والصحفيين والقنوات الاعلامية بل قاموا بمحاربتهم، عن طريق عدم تغطية هذه الفعاليات".

وتابع أسعد، "هذه التظاهرات تدل على روح عنصرية، كانت وما زالت بعيدة عن المجتمع الكردي".

وأضاف أسعد، "لقد قمنا كمثقفين وصحفيين ونشطاء مدنيين وحتى نخب سياسية بحملات مضادة عن طريق القنوات الاجتماعية، للحد من هذه النشاطات".

وأشار أسعد، إلى أن "الحملات المضادة، أسفرت عن مظاهرات لم يشترك فيها سوى عدد قليل غير مؤثر".

وقررت مديرية شرطة محافظة أربيل، منع أي تظاهرة تطالب بترحيل العرب من الإقليم، بل هددت بـ"اعتقال أي شخص يشارك في تظاهرة تحرض على ترحيل العرب".

وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية شرطة محافظة أربيل الرائد كاروان عبد الكريم، إن "مديرية شرطة أربيل ستمنع انطلاق اي تظاهرة تطالب بترحيل الأخوة العرب من إقليم كردستان".

وأضاف عبد الكريم، "وزارة الداخلية في الاقليم أصدرت أوامر اعتقال أي شخص يشارك في المظاهرة أو يساهم في التحريض ضد العرب اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه".

وطالب ناشطون، حكومة إقليم كردستان بتحديد الدخول العشوائي ورصد تحركات المواطنين من المحافظات العراقية الأخرى في إقليم، مؤكدين أن الجماعات المسلحة تحاول من خلال نازحين عرب تنفيذ مخططاتها ضد إقليم كردستان.

ودعت بهار منذر حكومة إقليم كردستان "بشكل فوري" العمل الجاد لوقف الأعمال التحريضية المحتملة ضد العرب".

وفي مؤتمر صحافي لرئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، مطلع شهر آب في مدينة أربيل، وحضرته "واي نيوز"، كان حريصاً على نفي "أي نية للسلطات الكردية القيام بترحيل العرب"، وقال. "لا نفكر أبداً بالقيام بمثل هذا الإجراء".

لكنه أشار إلى أن "بعض العرب الذين يسكنون الإقليم أعلنوا تأييدهم لداعش، وهؤلاء يحاسبون وفق القانون".

ويعتقد أسعد، وهو ناشط مدني أيضاً في مدينة السليمانية، أن ازدياد عدد النازحين السنة الى اقليم كردستان تزامن، مع قيام عشائر عربية سنية في المناطق المتنازع عليها بمقاتلة قوات البيشمركة والوقوف مع مسلحي داعش. ويقول أسعد، إن لهذا النشاط الاثر الكبير على انتكاسات البيشمركة في الايام الاولى للقتال.

ويمضى أسعد إلى القول، "هذا الوضع ادى الى خروج عدد من الشباب ومطالبتهم باخراج العرب من مدن الاقليم خوفا من ان يكونوا خلايا نائمة لداعش يمكن ان تحمل السلاح في اي وقت ضد اهالي الاقليم بشكل عام وقوات البيشمركة بشكل خاص بشكل مباغت دون التفريق حتى مابين العربي الشيعي او السني".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع