العربي الجديد:رأت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن مقاتلي البشمركة حاولوا احتواء انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن مجموعة من الأسباب أسهمت في إعاقة تقدمهم حتى الآن.
ولفتت المجلة الى أن متشددي "الدولة الإسلامية" اقتربوا في وقت سابق من هذا الشهر، قاب قوسين من أربيل، عاصمة إقليم كردستان، مما أجبر المقاتلين الأكراد على إخلاء المنطقة حفاظاً على أرواحهم من بطش هذا التنظيم.
وقالت إن القادة الأكراد "ظلوا على قناعة بأن مقاتلي البشمركة الذين لا يقهرون يفترض بهم أن يكونوا في مواقعهم القتالية، لذلك لجأ الأكراد إلى الولايات المتحدة وأوروبا طلباً للمزيد من الأسلحة ولدعمهم في توجيه الضربات الجوية في مواجهة أولئك الغزاة، غير أن بعض الشكوك لا تزال تحوم حول تماسكهم السياسي والعسكري في وجه الحركة الجهادية المنظّمة والمسلحة جيداً".
ونقلت عن المسؤول في "الحركة من أجل التغيير" الكردية (غوران)، محمد توفيق رحيم قوله إن "الوضع الحالي أثبت أن الأكراد بحاجة إلى مؤسسات وطنية خاصة بهم بدلاً من الاستعانة بمؤسسات تابعة إلى أطراف مختلفة هنا وهناك".
وشرحت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" أن إقليم كردستان العراق "لديه حالياً ما يقارب 150 ألف مقاتل من الرجال والنساء يرتدون الزي العسكري، غير أن النقاد يسخرون من ذلك بالقول إن قوات البشمركة المدونة على سجلات الرواتب الرسمية يتجاوز عددهم 400 ألف مقاتل بينما العدد الحقيقي على جبهة القتال لا يزيد عن 40 ألف مقاتل".
وأشارت إلى أن المقاتلين الأكراد تمكنوا في الآونة الأخيرة، وبمساعدة من القوات الجوية للولايات المتحدة، من استعادة بعض المواقع على الأرض. فقد بدأت الولايات المتحدة غارات جوية ضد مواقع المتشددين الإسلاميين في السابع من أغسطس/آب الحالي بدعوى الدفاع عن أربيل ومساعدة الأقليات من المسيحيين والأيزيديين.
لكن المجلة أشارت الى أن ضمان تراجع ملموس لتقدم "الدولة الإسلامية" يتطلب المزيد من الهجوم البري المتواصل. ونقلت عن مراقبين غربيين في أربيل قولهم إن القوات الكردية لم تحسب الأمور بطريقة سليمة عقب انهيار الجيش في شمال العراق.
عند حدوث ذلك الفراغ، اندفعت قوات البشمركة نحو مناطق جديدة على افتراض خاطئ هو أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" سوف ينصبّ تركيزهم على العاصمة وحدها. ويجادل مسؤولون أكراد بأن القوات الإسلامية تقدمت بالهجوم على أربيل باعتباره وسيلة لتخفيف الضغط عن الموصل، التي سبق أن احتلتها في يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب المجلة، فإن ما حدث من تراجع مهين لقوات البشمركة من مختلف الرتب في مواجهة "داعش"، كان له الأثر المحبط في نفوس العديد من القادة الأكراد، مما أثار من جديد روح البحث والتجديد في الاستراتيجية العسكرية ببذل المزيد من الجهد نحو جرعات من التدريب أكثر قسوة ورفع مستوى التسليح.
ونقلت المجلة عن القائد المتقاعد تحسين كالان، الذي تطوع أخيراً للقتال مجدداً قوله "إننا في حاجة إلى إزالة اسم البشمركة ونود لقواتنا أن تصبح الجيش الإقليمي الحديث".
وأشارت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى أن الأكراد ظلوا يحلمون طويلاً بدولتهم المستقلة على جانبي حدود العراق وإيران وسورية وتركيا، وفي التسعينات فرض حلف شمال الأطلسي حظر الطيران على شمالي العراق مما مكنهم من السيطرة على تلك الأراضي، ولا سيما بعدما أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فأصبحت المنطقة الكردية منطقة نادرة تتمتع بالاستقرار والتنمية الاقتصادية، وجاءت شركات النفط الأميركية تطرق أبواب حكومة إقليم كردستان للاستثمار فيها.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة، ولتعزيز قوات البشمركة، أرسلت 130 مستشاراً عسكرياً إلى أربيل، وهناك الآن ثمانية مراكز للتنسيق العسكري تمتد من جنوب سنجار إلى جلولاء بالقرب من إيران.
ومن المفترض أن يتم تنسيق الجهود بين بغداد وحكومة إقليم كردستان وواشنطن لإنشاء مركز قيادة مشترك في أربيل. ومن خلال ذلك التنسيق، يتم التشديد في توجيه الضربات الجوية ليكون لها تأثير على المتشددين الإسلاميين، فضلاً عن ضرورة التدريب على معرفة الخرائط في المنطقة ضماناً للتحكم في مفاصلها التي تشوبها التضاريس المتشعبة.
وبحسب المجلة، فإن تقارير تشير إلى أن العديد من الحوادث وقعت خطأ بسبب سوء دراية مقاتلي البشمركة بعلم الخرائط. لكن على الرغم من هذه العيوب، يصرّ المسؤولون الأكراد على أن البشمركة تمثّل أفضل فرصة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في اجتثاث "دولة إرهابية" نشأت في العراق وسورية.
وختمت بنقل كلام نائب وزير الخارجية لحكومة إقليم كردستان كاروان جمال طاهر الذي قال "إننا نريد الدعم الدولي لوضع حد لأنشطة داعش في إقليم كردستان".
914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع