صورة من فايسبوك تدعو لاستقلال سومر
بدأ في بعض محافظات وسط وجنوب العراق التحضير لانطلاق حملة شعبية لجمع مليوني توقيع، لاقامة جمهورية سومر المستقلة، ولم يعرف بعد من يقف وراء هذه الحملة.
عبد الجبار العتابي من بغداد: تباينت ردود الفعل على التحضيرات لبدء حملة في محافظات وسط وجنوب العراق لجمع مليوني توقيع لاعلان الانفصال واقامة جمهورية سومر المستقلة، وارتفعت التساؤلات حول من يقف وراءها.
مليون توقيع
وجاء في الاسباب الموجبة لاقامة هذه الجمهورية المستقلة ان "الجمهورية السومرية هي الخلاص من براثين البعث الصدامي ومناصريه الارهابيين وعناصر القاعدة القذرة، والنهوض بواقع ابناء الجنوب". وقال القائمون على الحملة في صفحة لهم على فايسبوك: "سنقوم بحمله جمع تواقيع مليونية في مناطق وسط وجنوب العراق لغرض الانفصال وتأسيس جمهورية سومر".
واضافوا: "تبدأ الحملة في شهر تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، وفي حال حصولنا على مليوني توقيع سنقوم بارسال طلب للامم المتحدة لغرض ادراج قضيتنا ضمن لوائحها".
وتابعوا: "نفطكم وخيراتكم تذهب حصة منها لقاتليكم ذوي الافواه العوجاء الذين لا يزالون يسخرون منكم ومن سذاجتكم ويشتمونكم في قنوات فضائية فتحوها باموال نفطكم باعتبارهم شركائكم في وطن الذبح اليومي".
لا دولة باسم العراق
اشار سجاد جواد جبل، وهو احد مشجعي الفكرة، الى ان هذه هي الدولة المنسية (جنوب ووسط الرافدين)، "فدولة سومر التاريخية خاضعة لاحتلال العراق اليوم، وعبر التاريخ لا يوجد دولة باسم العراق، لكن كانت هناك دولة سومر بوسط وجنوب العراق".
وقال: "نتحدى أن يثبت أحدهم أن هناك دولة اسمها العراق في التاريخ، فالعراق منطقة جغرافية وليس دولة، ووسط وجنوب العراق كتلة جغرافية وسكانية واحدة، لا فواصل جغرافية من جبال أو بحار أو صحاري بين جنوب ووسط العراق، والحقيقة التاريخية هي أنه يشار للعراق من قبل الحجازيين كجغرافيا، عراق عرب وعراق عجم، كالشام وليس كدولة".
واقعية براغماتية
وأضاف جواد جبل: "العراق دولة مصطنعة مثل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا السابقة، مصيرها الزوال، فالحدود الجغرافية الممتدة من الفاو لشمال بغداد هي اكثر بقعة تجانسًا بالعالم، ليس فقط من الناحية الديمغرافية والجغرافية والتاريخية الحضارية، فجغرافيًا هي سهل رسوبي، وسكانها شيعة من قبائل جنوب ووسط بلاد الرافدين، توحدهم الخصوصية التاريخية والخصوصية الحضارية الممتدة لارض سومر التاريخية".
وبرأيه، المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدة عن الشعارات والشموليات والعاطفة، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية، ينشغلون بأنفسهم ما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدًا عن ارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدًا عن استغلال القوى الدولية.
الانفصال مرعب
اما ساهرة جبار ضمد، الموظفة من بغداد، فعبرت عن خوفها من كلام التقسيم، وقالت: "لا اعرف كيف تطاوعهم قلوبهم هؤلاء الداعون للتفرقة والتقسيم الى قول مثل هذا الكلام القاسي، كيف يمكنهم ان يفكروا ان يمحى العراق ويصير دويلات صغيرة؟".
أضافت: "نريد العراق واحدًا موحدًا بكل اطيافه، يعيش الناس فيه بسلام وامان، وانا مؤمنة بالله واقول دوام حال العنف والقتل من المحال، ولا بد أن يأتي يوم ينتهي فيه كل شيء".
اما المواطن احمد علوان من مدينة الحلة فلا يرضى بالانفصال. قال: "أي انسان ينادي بالانفصال وتأسيس دول على حساب العراق الواحد اعتبره غير واع، وإذا كان يعتقد ان المشاكل ستنتهي فهو واهم". واضاف: "أنا مؤمن كل الايمان بأن العراق لا يقبل القسمة إلا على نفسه، والنتيجة واحد مهما فعلوا".
وتساءلت الكاتبة سلوى زكو: "من يقف وراء حملة جمع مليوني توقيع لاعلان جمهورية سومر المستقلة؟ لا تقل إنهم نشطاء فايسبوكيون". وأضافت: "من يحلمون بالانفصال لا يدركون ان نفس الزمرة التي دمرت حياتهم سوف تتسلط عليهم مجددا، ولا حل غير الدفاع عن وحدة العراق وتطبيق اللامركزية للمحافظات".
أوروك العظيمة
أيد الكاتب غياث الكاتب الفكرة ودعا الى تنفيذها. قال: "اعتقد انها ردة فعل موضوعية وقوية ازاء بعض التنطعات من عدد كبير من التافهين الذين يعتقدون انهم أعلى بالانتساب إلى أمة، وصفتهم بنت نبيهم بالاجلاف".
أضاف: "المطالبة تؤكد بطياتها ان احفاد السومريين هم خير خلف لخير سلف، بعد أن تواصلوا بامتهانهم لصناعة كل ما هو يقوّم الحياة ويدفع بعجلتها نحو الرقي والسمو، ربما تمثل هذه الدولة كل مخزوناتنا التي ننشد من خلالها الفصل الحضاري بين الامم المتعايشة معنا في ارض شاء القدر ان تسمى العراق، وهي اجتزاء من دولة اجدادنا اوروك العظيمة".
وتابع: "نعم أؤيد بكل قوة ان تكون لنا دولة مستقلة نحن صنّاع الحياة بصورتها البهية، فمن أديم ارض سومر خلق الله الانسان وصيّره باحسن صوره، ونحن الذين كنا وما زلنا مصدر اشعاع فكري وعلمي، واعتقد أن وراء هذه الحملة مهمشون حقيقيون وطنيون يسعوون الى الحفاظ على ارض الله وعلى قدسيتها، فإن ضعنا ضاع العراق وتهدم ركن من اركان الانسانية".
قديم مرفوض
علق عضو مجلس النواب العراقي النائب رافع عبد الجبار على المسألة قائلًا: "هذا طرح قديم، طرحه المجلس الاسلامي الأعلى بعد 2003، وأعتقد ليس من مصلحة العراق أن يتجزأ إلى دول، فذلك إضعاف لهذه الدول، وحصر الدولة في مكون معين يضعها في وسط غير متناغم معها".
اضاف: "أنا مع إقامة عراق موحد، وان كان لا بد من وضع جديد فليكن إقامة أقاليم غير مبنية على أساس مكوناتي". ليس لعبد الجبار علم بمن يروج لهذه الفكرة، أو من وراء الحملة، "لكن ممكن أن تعرف ذلك من خلال خطاب المواقع التي تروج لها".
860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع