بغداد / قيس عيدان:لم يقلق أهالي الطلبة هذا العام ، اذ كما يبدو ومن خلال لقاءاتنا معهم فانهم يشعرون بالراحة من أسعار القرطاسية التي كانت تقلقهم مع اقتراب العام الدراسي ، لكن في هذا العام ابدى الأهالي سرورهم باستقرار أسعار القرطاسية بل ان بعضهم أشار الى انخفاض أسعار القرطاسية .
فما سبب ذلك ؟ ولماذا ارتفعت أسعار القرطاسية في المحافظات الجنوبية ؟
لنقرأ ونتعرف على الأسباب:-
نقول ، مع اقتراب بدء العد التنازلي للعام الدراسي تشهد الأسواق والمحال التجارية في بغداد والمحافظات عرضاً للمستلزمات المدرسية من ملابس وحقائب وأحذية بأشكال وأنواع مختلفة إضافة إلى الحاجات الأخرى من مستلزمات دراسية .
العام الحالي يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة بسبب الظروف الاستثنائية التي تشهدها أكثر من خمس محافظات والتي تعتبر خارج سيطرة الحكومة فيما تستقبل بعض المحافظات هي الأخرى أعدادا من النازحين .
والان تشهد الأسواق في بغداد والمحافظات حركة مستمرة لغرض التبضع من الحاجات الأساسية للطلبة .
( المدى ) التقت بعدد من المواطنين والتجار ومن أصحاب المهن والمختصين للوقوف على الواقع الحالي لمستوى الأسعار وعن الانطباع السائد لدى أولياء الأمور ومعاناتهم .
انخفاض الأسعار بنسبة 50%
(احمد الشرباتي) وهو تاجر استورث المهنة عن الأب والجد منذ عشرات السنين يبين لـ ( المدى) أن العام الدراسي الحالي يختلف الكثيرا عن الأعوام السابقة بسبب عدم وجود طلبات كثيرة وان كانت هناك حركة فهي محددة ليوم الجمعة فقط وقد بدانا بالفعل بطرح الخزين الموجود لدينا وعرضه بأسعار منخفضة تصل الى 50% عن الأعوام السابقة وهذا يأتي بسبب الأوضاع التي يشهدها عدد من المحافظات ومنها الغربية بسبب المعارك المستمرة وهذا يعنى تأجيل الدراسة وقد أثرت هذه الأحداث في حركة السوق مثل بقية القطاعات الأخرى.
احمد أشار الى ان "استيرادنا محسوب وفق حاجة السوق لكننا نرى الآن الإقبال ضعيف جداً باستثناء حركة شارع المتنبي الذى يعد من الأماكن المهمة لدى البعض والذى يكتظ بالكثير من الكتب والقرطاسية ويحضر العديد من أبناء المحافظات كما يفضل العديد من أصحاب العوائل اقتناء حاجياتهم من سوق الجملة بسبب انخفاض الأسعار" . احمد أوضح ان درزن دفاتر ذات 100 ورقة مطري يباع بسعر خمسة الاف دينار ودرزن دفاتر 60 ورقة مطرى يباع بسعر 3500 أي لا يتجاوز سعر الدفتر الواحد 250 دينارا وهذه الأسعار تعتبر طبيعية بل رخيصة جداً لرب الأسرة .
انخفاض العملة الصينية ساعد على خفض الأسعار
كما كشف احمد ان العملة الصينية شهدت مؤخرا انخفاضا كبيرا مقابل الدولار الأمريكي وقد اسهم هذا الانخفاض بنفع مالي للتجار بالرغم ن استقرار السوق وان هذا الانخفاض اسهم في تحسن ملحوظ في حسابات المستورد وهذا لم يكن بالشكل الإيجابي لدى معظم المستوردين لان الحاجة الفعلية غابت عن أكثر من ثماني محافظات في عموم البلاد لذا اعتمد التجار على الخزين الموجود في مخازن المستوردين للعام الحالي وكان كافياً لسد الحاجة الفعلية وهناك خزين كاف وأكثر لسد حاجة السوق المحلية ولهذه الأسباب انخفضت الأسعار بنسبة كبيرة وهذا شمل ايضاً جميع القطاعات الاخرى ولجميع التجار والمستوردين بل حتى المنتوج المحلي .
الدعوة الى التقليل من طلبات الهيئات التدريسية
المواطن على حسين بين لـ ( المدى ) "أن الأسعار طبيعية جداً للعام الدراسي الحالي وارى نوعاً من الانخفاض في الأسعار بالرغم من مختلف الأنواع والأشكال والصناعات والى حد ما فهي أسعار مقبولة جداً ."
علي دعا إدارات المدارس الى تفهم حقيقي للوضع الحالي والمالي ولمستوى المعيشة للعديد من العوائل والأوضاع التي تعيشها البلاد . داعياً إدارات المدارس الى "توجيه الهيئات التدريسية للتقليل من الطلبات التي تنهال بشكل غير طبيعي باستمرار وعلى مدار العام الدراسي لذا أدعو وزارة التربية الى الأخذ بنظر الاعتبار وتوجيه الهيئات التدريسية الى عدم تكرار الطلبات الا للحاجات الضرورية."
علي أشار "لي ابنة (نجمة) في الصف الثاني متوسط و(هاجر) في الصلف الرابع الابتدائي واعتقد ان ما تم تجهيزه كاف ولو للنصف الاول من العام الحالي لكن ومع بدء الدراسة أتوقع أن بعض المعلمات تطلب ان يكون دفتر مادة ما من حجم 200 ورقة ومعلمة اخرى تطلب ان يكون دفتر المادة من نوعية مختلفة لذا أصبحت هذه الطلبات مكلفة ."
الدعوة الى توزيع القرطاسية مبكراً
(أم جنات) أوضحت ان الموسم الدراسي ليس فقط ملابس مدرسية والكتب والدفاتر والقرطاسية بل دعت إدارات المدارس الى برمجة وضعها لغرض توزيعها مبكرا قبل إرهاق العوائل وإجبارها على الشراء حيث يبدأ الدوام والحقائب فارغة من القرطاسية المقررة لكل طالب بداية العام الدراسي .
ام جنات اشارت لـ ( المدى ) وهي ام لثلاثة أطفال أن الاستعداد للعام الدراسي الحالي لا يختلف بالكثير عن الأعوام السابقة بالرغم من استعدادنا من الناحية المالية فالأسعار طبيعة جداُ وليس هناك أي ارتفاع وتبقى المودة والماركة هي رغبة المتبضع وهذا امر طبيعي جداً .
ام جنات طالبت إدارات المدارس التأكيد على الزي المدرسي وهو هاجس كبير للعديد من أصحاب العوائل وعليه "أدعو الإدارات كافة الى متابعة واقع السوق ومراقبة الأسعار وعليه يتم الطلب من الطلبة الالتزام بالزي المطلوب اخذين بنظر الاعتبار الوضع الاستثنائي والظروف المادية للعديد من العوائل . "
المنشأ والماركات العالمية غير مرغوبة في السوق
(مصطفى) ، وهو عامل في احد المحال الكبيرة منذ خمس سنوات في شارع المتنبي يبين لـ (المدى ) أن العام الحالي ضعيف جداً في حركة التسوق وكنا عادة في الأعوام السابقة نستعد قبل ثلاثة اشهر وهناك عوائل تتبضع قبل هذا الوقت ولكن الآن أرى الحركة محدودة بالرغم من الانخفاض الكبير في الأسعار ورغم تنوعها في الأشكال والمناشئ .
مصطفي أوضح ان أصحاب المكتبات في المحافظات الجنوبية هي الوحيدة التي تم تبضعها من قبل التجار في الوقت الحاضر وكان هناك عدم رغبة بشكل ملحوظ للمنشأ والماركات العالمية بل لم تكن في حسبان المستورد العراقي للعام الحالي بسب ارتفاع أسعارها وعدم وجود منافذ بيع لها وان وجدت فهي محدودة وتلجأ بعض إدارات المدارس الأهلية إلى التأكيد على اقتناء القرطاسية والزى الموحد .
توزيع القرطاسية خلال اليوم الدراسي الأول
وزارة التربية أكدت انها ستوزع القرطاسية المدرسية بين الطلبة خلال اليوم الأول من الدراسة في 21 أيلول الحالي، مطالبة أهالي الطلبة والتلاميذ بعدم شراء القرطاسية من الأسواق استعدادا للعام الدراسي الجديد.
المتحدثة الرسمية باسم الوزارة سلامة الحسن بينت لـ ( المدى ) عزم الوزارة توزيع القرطاسية المدرسية بين الطلبة والتلاميذ خلال اليوم الاول من بدء العام الدراسي في الـ 21 من الشهر الحالي، موضحة ان الوزارة خصصت حصة مدرسية للطالب تتضمن القرطاسية بأنواعها الجيدة والدفاتر بالإضافة للكتب المنهجية الحديثة الطبع. سلامة بينت ان الوزارة منحت صلاحيات لمديريات التربية في بغداد والمحافظات لشراء احتياجاتهم وفق مبالغ تم تخصيصها لشراء النواقص المدرسية حسب حاجة كل مديرية.
التريث في شراء القرطاسية
الحسن طالبت أهالي الطلبة والتلاميذ في بغداد والمحافظات بعدم شراء القرطاسية لأولادهم ضمن استعدادات العام الدراسي الجديد، مؤكدة ان الأهالي لجأوا الى شراء القرطاسية من الأسواق بتكاليف حتى وان كانت الأسعار مناسبة في وقت مبكر جدا من تجهيز المدارس بحصتها من القرطاسية، مشددة على ان القرطاسية التي تم توزيعها من قبل مديرية التجهيزات المدرسية بين المدارس من النوع الجيد الذي يحتاجه الطلبة والتلاميذ في عموم المراحل الدراسية.
الطالب ايمن في الصف السادس الابتدائي في (مدرسة المجد الابتدائية) التابعة لتربية الرصافة الأولى اشار لـ ( المدى ) أنه تسلم جميع الكتب المدرسية للعام الدراسي الجديد منذ الآن وقد علم بالأمر قبل الأصدقاء وان جميع الكتب جديدة وبطباعة جيدة . ايمن أشار الى أن القرطاسية تم شراؤها من قبل والده منذ الان وعند السؤال عن سبب الشراء ولمَ لمْ ينتظر توزيع إدارات المدرسة . أجاب ايمن "كل سنة يوزعون القرطاسية متأخرين وان كانت هناك قرطاسية بالفعل كان الأفضل توزيعها مع الكتب الان ."
عدم القدرة على الشراء
(رفاة نعمان) أم لأربعة أطفال تشير لـ ( المدى) "الحاجات المدرسية في كل عام دراسي استنزاف كبير من الناحية المالية ، وهذا لا يقتصر على شهر او شهرين وتنتهي المسألة وإنما تستمر التكاليف للعائلة على مدار العام وتبلغ الأسعار ذروتها في الشهرين الأولين تحديداً وليس هذا معناه ان باقي الأشهر ننعم ببعض الرخص، وإنما نستطيع القول بأنه انخفاض بسيط فأنا قبل يومين ذهبت أنا وبناتي لأتبضع لها لوازم العام الدراسي الجديد فكانت الأسعار جيدة نوعا ما ، ان القدرة الشرائية للعائلة العراقية تحسنت كثيراً خلال السنوات الاخيرة باقبالهم على التسوق بشتى أنواع البضائع التي قد تكون غالية احياناً بحسب جودة صناعتها ."
في حين يرى المواطن احمد غني أن أسواق القرطاسية أصبحت متنوعة وتحتوي على بضاعة مغرية للطالب وهي في العموم مستوردة من الصين والهند وإندونيسيا بالدرجة الأولى، غني بين لـ ( المدى ) أن الأسعار مناسبة تقريباً قياساً للعام الماضي ولايوجد ارتفاع بقدر ما يتعلق الأمر من المواطن حسن الاختيار والكمية المطلوبة للفترة الأولى من العام الدراسي لاسيما ان إدارات المدارس ومع بداية كل عام ستقوم بتوزيع القرطاسية مجاناً للطلبة ولو الشيء القليل منها واعتقد ان هناك ارتفاعاً جنونياً في الاسعار.
في حين يؤكد محمد فرج أن سوق المتنبي وهو احد الأسواق المتخصصة والمهمة في بغداد وفيه العديد من باعة القرطاسية وبالرغم من ضعف حركة الشراء للسنة الحالية بسبب الأوضاع الخاصة وعدم قدرة المواطن على الشراء في الوقت الحاضر .
كلفة النقل سبب بارتفاع الأسعار
فيما شكا عدد من المواطنين في محافظات الجنوب ارتفاع الأسعار . ويروى المواطن ابو سجاد من الناصرية في اتصال هاتفي مع المدى أن "الأسعار غالية جداً حيث يبلغ سعر الحقيبة عشرة الاف دينار وهناك زحام شديد على محال بيع اللوازم المدرسية. في الوقت الذي نرى فيه ان عمليات شراء اللوازم المدرسية تشهد ازدهارا ملحوظا حيث تتنوع أشكالها وتختلف أحجامها وألوانها، ما يلفت نظر الطلاب والطالبات خصوصا طلبة المرحلة الابتدائية والمتوسطة."
المواطن (هذال حسين) أب لأربعة أطفال يشير لـ ( المدى ) "انني لو اشتريت مستلزمات مدرسية من احذية وحقائب ودفاتر وأقلام ستكلفني جميع مستلزماتها للفرد الواحد اكثر من خمسة وسبعين الف دينار عدا الملابس ، ونحن هنا في محافظة الناصرية نشكو من ارتفاع الأسعارز" فيما يعزو أصحاب المحال والمهنة هذا الارتفاع بسبب تكاليف النقل من بغداد .
الدعوة الى اعتماد الجدول اليومي
(كرار صدام) طالب في الصف الخامس يقول لـ ( المدى ) "أنا اكره المدرسة بسبب ثقل الحقيبة الثقيلة فانا مرغم على جلب جميع الكتب وحتى ان كانت غير موجودة في الجدول اليومي ." كرار لا يعرف حلا لهذه المشكلة . في حين ترى الدكتورة عبير جمعة من وزارة الصحة
"مما لا شك فيه أن الحقيبة المدرسية الثقيلة وكذلك غير المناسبة لجسم الطفل لها أضرار كثيرة نفسية وصحية منها تأثر وظائف الرئة سلبيا نتيجة لميل العمود الفقري جانبيا وبالتالي تقييد حركة الرئة في التنفس .و ظهور مشاكل في الأضلاع وعضلات العنق واعلى واسفل الظهر والكتفين والساقين والقدمين .واعوجاج في العمود الفقري وميله لاحد الجانبين أو تقوسه للأمام واكتساب وضع انحناء الظهر الذى يلازم الطفل طوال حياته. كما ان هناك مشكلة وضع حقيبة المدرسة على الأرض وهذا يؤدي الى تلوثها يوميا بالأتربة والميكروبات والفطريات ومسببات الحساسية."
عبير دعت إدارات المدارس الى اعتماد الجدول اليومي وعدم تحميل الطلبة أثقالا زائدة .
بقي ان نقول إننا ومعنا الأهالي يتمنون ان يتم فعلا توزيع القرطاسية في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وليس مثل كل عام حيث تؤكد وزارة التربية ومعها مديريات التربية بان الأيام الأولى ستشهد توزيع القرطاسية إلا أن واقع الحال يشير ان توزيع القرطاسية في بعض المدارس يبدا في الأيام الأولى من النصف الثاني للعام الدراسي .
فهل تفي وزارة التربية بوعدها هذا العام وتوزع الكتب والقرطاسية في الأيام الأولى من العام الدراسي ؟ نقول نتمنى ذلك..
1063 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع