رد رئيس الوزراء العراقي على انتقادات وجهها له المالكي لاتخاذه قرارا بوقف قصف المدن. معتبرًا أن تنظيم الدولة الإسلامية سيحتمي به... فأوضح حيدر العبادي أن قراره جاء لإعطاء مهلة لسكان تلك المناطق للقيام بواجبهم في تحرير مدنهم من التنظيمات الإرهابية، وأكد الرغبة في إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية وخاصة الخليجية.
قال نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي خلال مؤتمر صحافي في مدينة كربلاء ( 110 كم جنوب بغداد) التي وصلها اليوم لتفقد الاوضاع الخدمية فيها ان بعض المدن مهجورة الان وتركها أهلها وتحولت إلى مناطق سكن لداعش.
وأضاف أن هذه ليست مدن وإنما معسكرات لداعش ويختلف حكمها عن حكم المدينة التي فيها مواطنين لأن هذه عصابة اجتمعت في مكان وتريد أن تحتمي بعنوان عدم قصف المدن. وأشار إلى أنه طالما حذر من القصف العشوائي للمدن "لاننا لا نريد ونحن نستهدف داعش التسبب بأذية المواطنين كون المدينة التي مازال السكان فيها يجب ان تعامل بأقصى درجات الحذر في ضرب الأهداف . واضاف ان الأهداف الموجودة داخل المدن يمكن ضربها ولكن بأسلحة ذكية وليس بأسلحة تسبب أضرارا . وقال انه وجه عندما كان رئيسا للحكومة "بأن يكون القصف على مواقع الارهابيين الذين يتحصنون بين المواطنين".
واشار المالكي الى ان الاسماء المرشحة حاليا لحقيبتي الدفاع والداخلية غير صالحة مشددا على ضرورة اختيار الوزيرين على اساس مبدأ الوطنية ووحدة العراق. واوضح ان التأخير في اختيار الوزراء الامنيين جاء بسبب الرفض لان يكون الوزير تابعاً لحزب سياسي ويعمل له .. وقال إن هذه القضية فيها ضرر على العملية السياسية ومن المهم ان لايكون الوزير الامني طائفياً وانما مؤمناً بوحدة العراق.
ورفض المالكي خطط انشاء "جيش" في كل محافظة عراقية في اشارة الى تشكيل ما سمي الحرس الوطني من ابناء المحافظة لمواجهة الارهاب. واعتبر تأسيس جيوش المحافظات ستقود الى تقسيم العراق .. ودعا لان تكون التشكيلات العسكرية الجديدة على غرار قوات الحشد الشعبي التي ترتبط بالحكومة المركزية ويكون عملها وطنياً ولا يخص محافظة معينة. وكانت قوات الحشد تشكلت في بعض المحافظات وخاصة الجنوبية الشيعية اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على مدينة الموصل الشمالية ثاني اكبر مدن البلاد بعد بغداد ثم تمدد منها الى محافظات كركوك والانبار وصلاح الدين وديالى.
وكان العبادي اعلن امس السبت اصداره قراراً قبل يومين بايقاف القصف على جميع المدن التي يتواجد فيها المدنيون. وقال في كلمة له بالمؤتمر الوطني للنازحين قسراً ان "هذا القرار تم اتخاذه حتى لا يسقط اي مدني حتى في المناطق التي يسيطر عليها الداعشيون ولن نتوان عن ملاحقتهم وهم الذين يتخذون من المدنيين كمتاريس". لكنه اوضح ان الحكومة لن توقف جهدها في حماية المدنيين وان تعرضت القوات الامنية لاي خطر فسنرد لحمايتها والمدنيين.
العبادي يرد على انتقادات المالكي وقف قصف المدن
وردا على انتقادات المالكي فقد اكد العبادي ان ايقاف القصف العسكري على المدن والاحياء السكنية في المناطق الساخنة يهدف الى اعطاء مهلة لسكان تلك المناطق لاخذ دورهم والقيام بواجبهم في تحرير مدنهم من التنظيمات الارهابية والعصابات الاجرامية . وقال العبادي في مقابلة مع قناة "العراقية" الرسمية اليوم ان العراق العراق نبه المحيط الدولي والاقليمي ودول العالم اجمع قبل سنتين بشأن الخطر الارهابي في العراق.
واضاف ان العديد من الدول الاجنبية والعالمية طلبت موافقة الحكومة العراقية للسماح بالمشاركة في الحرب على الارهاب. وشدد على ان العراق لايحتاج الى وجود مقاتلين اجانب في الحرب ضد الارهاب. واضاف ان "هجوم عصابات داعش الارهابية على العراق ليس اعتباطا بل جاء لاستهداف مكونات النسيج العراقي واللحمة الوطنية وتدمير حضارة بلاد الرافدين التي ارست دعائم التاريخ الانساني ونمو المجتمعات البشرية عبر التاريخ".
واشار الى أن الحكومة العراقية طلبت من الدول الصديقة المساعدة في إعادة تأهيل وتدريب وتسليح القوات العسكرية والأمنية العراقية، التي تطارد التنظيمات الإرهابية والعصابات التكفيرية". وقال
جميع العمليات التي يقوم بها الجانب الفرنسي لمواجهة التنظيمات الإرهابية في العراق تتم بموافقة وعلم الحكومة العراقية. وقال "ان مسؤوليتي هي حماية كل العراقيين من عدوان عصابات داعش ولابد من معالجة الأزمة في علاقة الدولة مع القوات الأمنية ونعاهد الشعب العراقي بأنه لن يسكت عن أية حالة فساد في الدولة" .
وأشار العبادي إلى أن" الذين دعموا عصابات داعش يشعرون بالخطر عليهم الآن وأن هجوم التنظيم على العراق لم يكن اعتباطياً بل جاء لاستهداف مكونات النسيج العراقي واللحمة الوطنية وتدمير حضارة بلاد الرافدين، التي ارست دعائم التاريخ الانساني ونمو المجتمعات البشرية عبر التاريخ.
واشار الى إن دولة قطر غيرت موقفها تجاه العراق .. وقال "نحن نريد إقامة علاقات جيدة مع الدول العربية والخليجية". واوضح إن دول العالم وبينها تركيا ترغب بالتعاون مع العراق للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب مشددا في الوقت نفسه على أن البلاد ليست بحاجة لمقاتلين أجانب في هذه الحرب. وأضاف أن بعض الأطراف التي وصفها بـ "قوى الشر" أنفقت ثلاثة مليارات دولار على "الجماعات الإرهابية".
وحول تشكيلة حكومته اشار العبادي الى انها مزجت بين التكنوقراط والسياسيين. وقال أن"العديد من الدول الاجنبية والعالمية طلبت موافقة الحكومة العراقية للسماح بالمشاركة في الحرب على الإرهاب" مؤكداً أن" العراق لايحتاج الى وجود مقاتلين اجانب في الحرب ضد الارهاب". كما اكد عزمه على التعاون مع سلطات اقليم كردستان لحل جميع الملفات العالقة بين الجانبين.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف قد اشاد امس بقرار وقف القصف على الأحياء المدنية.. وقال نيكولاي ملادينوف إن "تنظيم داعش يمثل تهديداً للجميع وأن تقديم المساعدات الإنسانية لن يحل المشكلة دون أن يبسط العراق سيادته على أراضيه".
وأشاد ملادينوف بـ"جهود الحكومة العراقية وإصرارها على وصول الدعم للنازحين"، معرباً عن شكره "لحكومة إقليم كردستان على ما تقدمه للنازحين رغم المصاعب التي تواجهها". وأضاف أن "العراق ليس بمفرده ولا يتعين على أبنائه أن يتحملوا هذا الكارثة الإنسانية الضخمة بمفردهم"، لافتا إلى "أننا نقف مع الشعب العراقي وقدمنا المساعدة لنحو مليون و800 ألف نازح هجروا قسراً من ديارهم".
وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي الى نزوح مئات الالاف من هاتين المدينتين نحو محافظات اخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصا حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004.
959 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع